من الصحافة الاسرائيلية
أظهر استطلاع للرأي في الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم أن معسكر “اليمين” تحصل على 55 مقعدا، بدون حزب اسرائيل بيتنا برئاسة أفيغدور ليبرمان، ما يعني أن رئيس الحكومة بنامين نتنياهو لا يزال غير قادر على الحصول على الغالبية المطلوبة لتكون قاعدة لائتلاف حكومي، وبحسب الاستطلاع الذي أجراه معهد “مأغار موحوت” لصحيفة اسرائيل اليوم فإن “الليكود” يحصل على أكبر عدد من المقاعد، ولكن معسكر اليمين لن تتجاوز 55 مقعدا، بدون ليبرمان.
كذلك نشرت صحيفة معاريف استطلاعا، أظهر أن قوة كتلة أحزاب اليمين والحريديين تصل إلى 57 مقعدا بدون ليبرمان، بينما كتلة الوسط – يسار 42 مقعدا بدون القائمة المشتركة، وأظهر الاستطلاع أن “الليكود” يحصل على 30 مقعدا، مقابل 28 مقعدا لـ”كاحول لافان”، وتكون القائمة المشتركة هي الكتلة الثالثة بحصولها على 12 مقعدا.
حاول المحللون العسكريون الإسرائيليون التكهن بأسباب العملية التي وقعت عند السياج الأمني بالقرب من خان يونس، بعدما تمكن المقاتل في حركة حماس، هاني أبو صلاح، من اختراق السياج وإطلاق النار وإلقاء قنابل، ما أدى إلى إصابة ضابط وجنديين إسرائيليين، قبل أن يستشهد. ورغم أن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي رجح أن تكون هذه عملية فردية، إلا أن محللين اعتبروا أن لا أحد في غزة بإمكانه الاقتراب من السياج من دون علم حماس.
واعتبر المحلل العسكري في موقع “واللا” الإلكتروني أمير بوحبوط أنه “مرة تلو الأخرى يثبت زعيم حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، أنه يعرف قراءة ردود فعل إسرائيل” على العمليات التي تنطلق من القطاع ومسيرات العودة عند السياج. “السنوار يعرف كيف يعمل ويقدر بنجاعة بالغة كيف سيكون رد الفعل الإسرائيلي. وحتى أن هناك ضابطا كبيرا في قيادة الجيش الإسرائيلي يصر على أن السنوار يعرف إسرائيل بشكل جيد جدا، لدرجة أنه في السجن الذي قبع فيه 22 عاما ألّف قصائد بالعبرية”.
وأضاف بوحبوط أن “السنوار مؤمن ويعلم أن حكومات إسرائيل في السنوات الأخيرة لا تعتزم القضاء على حماس وإنما إضعاف قيادة الحركة فقط أو إلحاق ضربة شديدة بها، ولذلك هو معتاد على اللعب عند الحافة، ومن خلال استيعاب المصالح الإسرائيلية في عملية صناعة قراراته”.
وتابع بوحبوط أن عملية الليلة الماضية “تطرح أسئلة تكتيكية حول أداء القوات المختلفة والقيادة العسكرية في المنطقة، لكن ينبغي النظر إلى تسلسل الأحداث بصورة أوسع. وبالطبع لا يمكن نفي إمكانية أن حماس أرادت صباح اليوم إغلاق “حساب مفتوح” بعد قتل ناشط حماس الذي كان ضمن ’قوات اللجم’ (قبل أسبوعين)، أو ربما ممارسة ضغوط على إسرائيل ومصر في إطار عملية التهدئة ودفع مشاريع متعددة الموارد في قطاع غزة”.
وأشار بوحبوط إلى أن “لا شيء يحدث في منطقة الحدود من دون علم حماس. وبالتأكيد ليس عبور ناشط في حماس، يرتدي زيا عسكريا ومسلحا ببندقية كلاشنيكوف ويحمل قنابل وجاء بنية تنفيذ عملية انتحارية بعد أقل من 24 ساعة من انتهاء تدريب فرقة غزة (في الجيش الإسرائيلي)، وغايته تلخيص عملية جهوزية طويلة استعدادا لمعركة محتملة في القطاع”.
أوقفت منظمة The Israel Projectوهي أبرز منظمة إعلامية داعمة لإسرائيل في الولايات المتحدة، نشاطها، قبل بضعة أسابيع، في أعقاب إفلاسها ماليا. وذكرت صحيفة هآرتس أن انهيار هذه المنظمة يبشر بانهيار منظمات داعمة لإسرائيل أخرى، إثر مواجهتها مصاعب في الحصول على تبرعات جديدة في السنوات الأخيرة.
وقالت الصحيفة إنه تم إغلاق مكاتب المنظمة في القدس وفصل كافة العاملين فيها، وأن مكاتب المنظمة المركزية في واشنطن ستغلق قريبا، وقد تم توجيه رسائل فصل من العمل لكافة موظفيها.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في المنظمة تأكيدها على أن السبب الرئيسي لإغلاق المنظمة هو المصاعب المتزايدة في جمع تبرعات من أجل نشاط داعم لإسرائيل، على خلفية الانقسام السياسي المتزايد في الولايات المتحدة واختلاف المواقف بين الحكومة الإسرائيلية والأغلبية اليهودية في الولايات المتحدة.
وحذرت سياسيون ومعاهد أبحاث وصحافيون في إسرائيل مرارا، في السنوات الأخيرة، من شرخ في العلاقات بين الحكومة الإسرائيلية واليهود في الولايات المتحدة، بسبب اختلاف عميق في المواقف والآراء بين الجانبين، أبرزها القضايا الدينية اليهودية ومحاربة التيار الأرثوذكسي للتيارات اليهودية في الولايات المتحدة، وخاصة الإصلاحي والمحافظ اللذان يشكلان أغلبية هناك، وأيضا بسبب اختلاف المواقف من الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. واتسع الشرخ على ضوء التأييد الكامل للحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي تعارضه الأغلبية العظمى من اليهود الأميركيين.
يشار إلى أن منظمة The Israel Project تأسست في العام 2002، في أوج انتفاضة القدس والأقصى، بهدف تحسين صورة إسرائيل في وسائل الإعلام الدولية. وركزت المنظمة نشاطها على العمل مقابل الصحافيين والمحللين والمحررين بشكل مباشر، واستعراض ادعاءات داعمة لإسرائيل أمامهم، إضافة إلى إيصالهم إلى مسؤولين إسرائيليين. ووسعت المنظمة نشاطها إلى أوروبا وأميركا اللاتينية، وحتى العالم العربي أيضا.
وكانت هذه المنظمة قد نجحت، في أوج نشاطها، بجمع تبرعات بمبلغ عشرة ملايين دولار في العام الواحد، الأمر الذي مكنها من فتح مكاتب في واشنطن والقدس، وتنظيم جولات لمئات الصحافيين من أنحاء العالم، في الأجواء الإسرائيلية بمروحية خاصة، وتفعيل حسابات في شبكات التواصل الاجتماعي.
وقاد هذه المنظمة منذ العام 2012 خبير العلاقات العامة الأميركي – يهودي، جوش بلوك، الذي كان أيضا المتحدث باسم لجنة الشؤون العامة الأميركية – الإسرائيلية (أيباك)، وهي اللوبي الداعم لإسرائيل في الولايات المتحدة. وكان بلوك يصف أيباك بأنها “حاملة طائرات” ومنظمته بأنها “قوة كوماندوز” إعلامية.
وقال موظفون في المنظمة ومتبرعون لها أن المصاعب المالية بدأت في العام 2016، عندما تقلص حجم التبرعات إلى النصف. ونقلت “هآرتس” عنهم قولهم إن أحد أسباب انخفاض التبرعات للمنظمة نابع من الصراع حول الاتفاق النووي مع إيران، الذي وقعت عليه إدارة أوباما. لكن المنظمة، وخاصة مكتبها في واشنطن، بقيادة بلوك، خاض صراعا عاما هجوميا ضد الاتفاق النووي، وضد سياسة أوباما في الشرق الأوسط.
وعارض متبرعون للمنظمة من الحزب الديمقراطي الأميركي خطها ضد سياسة أوباما، وتجند المنظمة من أجل إلغاء الاتفاق. وقال أحد المتبرعين الذين توقفوا عن تمويل المنظمة إنه “شعر الكثيرون بعدم ارتياح عندما اكتشفوا أنه بدلا من تحسين التغطية لإسرائيل في وسائل الإعلام الأميركية، يستخدم مالهم للصراع ضد الرئيس أوباما“.
وتوقفت التبرعات للمنظمة بشكل كامل منذ مطلع العام الحالي. إثر ذلك أعلن بلوك عن استقالته، متهما “المناخ السياسي” الحالي في الولايات المتحدة بالتسبب بانهيار المنظمة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في منظمة أخرى داعمة لإسرائيل تخوفه من مصير مشابه، وأشار إلى أن منظمات أخرى داعمة لإسرائيل في الولايات المتحدة تابعت بقلق انهيار The Israel Project، وقال إن “منظمة جمعت في العام 2015 قرابة تسعة ملايين دولار، وفي العام 2019 لم تكن قادرة على دفع رواتب موظفيها، هو أمر ينبغي على الجميع النظر إليه بقلق. والمصاعب السياسية التي أسقطتهم هي ذات علاقة بجميع المنظمات” الداعمة لإسرائيل.