من الصحف الاميركية
تحدثت الصحف الاميركية الصادرة اليوم عن فشل مجلس الشيوخ الأميركي في تجاوز حق النقض (الفيتو) الذي استخدمه الرئيس دونالد ترامب ضد تشريع صادق عليه الكونغرس كان سيمنع بيع أسلحة معينة لحلفاء واشنطن، ومنهم السعودية والإمارات.
وصوت 45 عضوا في مجلس الشيوخ لفائدة تجاوز فيتو الرئيس، وهو أقل من أغلبية الثلثين المطلوبة قانونيا لتجاوز الفيتو، وصوت خمسة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين -وعددهم 53- لصالح تجاوز فيتو ترامب، في حين امتنع 15 عضوا جمهوريا عن التصويت، وقبل التصويت قال السناتور الديمقراطي في مجلس الشيوخ روبرت مينينديز إن ثمة حاجة ملحة لمراجعة العلاقات مع السعودية، وأشار إلى أن مبيعات الأسلحة لن تدعم السعودية والإمارات في مواجهة التهديدات الإيرانية.
ونقلت عن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قوله إنه تبين أن تشكيل تحالف يوفر حماية عسكرية للملاحة في مضيق هرمز يتطلب وقتا أطول مما كان يعتقد، في حين استبعد نظيره البريطاني دومينيك راب مبادلة ناقلة النفط البريطانية التي صادرتها إيران في المضيق بالسفينة الإيرانية المحتجزة قبالة جبل طارق.
وذكر وزير الخارجية الأميركي أن الولايات المتحدة تحتاج إلى مشاركة دولية في تأمين مضيق هرمز، وردا على سؤال عما إذا كان البريطانيون ينوون القيام بعملية مبادلة لمحاولة تسوية الأزمة مع إيران، بعد تلميح طهران الأسبوع الماضي بذلك، قال الوزير راب “لا“، وأضاف أن “الأمر لا يتعلق بمقايضة، الأمر يتعلق بفرض احترام القانون الدولي وقواعد النظام القانوني الدولي” معتبرا أن وضعي السفينتين ليسا متشابهين.
كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن محققين فدراليين يدققون في اتصالات لتوم براك مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع الإمارات والسعودية خلال الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية الماضية.
وأضافت الصحيفة أن المحققين أجروا الشهر الماضي مقابلة مع براك في إطار تحقيقات بشأن التأثير الأجنبي على الفترة الانتقالية التي سبقت تسلم ترامب الرئاسة، فضلا عن المراحل الأولى لإدارته.
وبحسب الصحيفة، فإن العلاقة بين توم براك وممثلين عن الإمارات والسعودية كانت موضع اهتمام السلطات الفدرالية لمدة تسعة أشهر على الأقل.
وقالت الصحيفة إن براك -الذي تعود أصوله إلى قرية زحلة اللبنانية- سعى للتنسيق مع شخصيات بمنطقة الخليج -من بينها المستثمر الإماراتي راشد آل مالك المقرب من سلطات أبو ظبي- عبر بول مانافورت المدير السابق لحملة ترامب.
وأفادت نيويورك تايمز، وفق الجزيرة نت، بأن شركة عقارية يملكها براك حصلت بين فترة ترشيح ترامب للرئاسة ويونيو/حزيران من ذلك العام على مليار ونصف المليار دولار من السعودية والإمارات عبر استثمارات وتعاملات.
وقالت الصحيفة إن المحققين استجوبوا شهودا بشأن دور لبراك في اقتراح مقدم من مجموعة أميركية يمنح السعودية إمكانية الوصول إلى تكنولوجيا نووية.
وكان المحقق الخاص روبرت مولر، الذي يحقق في الدور الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية، التقى توم براك في هذا الإطار قبل فترة لسؤاله عن علاقات مدير حملة ترامب الانتخابية السابق بول مانافورت والجوانب المالية لحملة ترامب الانتخابية ولعملية انتقال السلطة من الرئيس السابق إلى ترامب ولحفلة التنصيب.
وقام توم براك بدور كبير في حملة ترامب الانتخابية بسبب الصداقة القديمة التي تجمعهما، وتولى مسؤولية جمع التبرعات للحملة، وكان المسؤول عن اتصالات ترامب. وبحسب الصحيفة، فقط ربط علاقات ترامب بين حكام الإمارات والسعودية.
ووفقا لنيويورك تايمز، فإن براك يرتبط بعلاقة صداقة قديمة وقوية مع سفير دولة الإمارات العربية لدى واشنطن يوسف العتيبة، ونشرت الصحيفة مراسلات بينهما عن شكوك العتيبة في سياسة ترامب وغموض توجهاته وتطمينات براك له.
وتكشف المراسلات -التي نشرتها الصحيفة في يونيو/حزيران 2018- عن أن يوسف العتيبة تعاون مع براك لإنجاز صفقة عام 2009 التي تتعلق ببيع فندق “لرميتاج رافلز” في بيفرلي هيلز إلى شركة مملوكة بنسبة 50% لصندوق أبو ظبي للاستثمارات مقابل 41 مليون دولار.
وبعد ثلاث سنوات استثمر العتيبة مليون دولار في صندوق أنشأه براك لشراء المنازل بأسعار رخيصة بعد الأزمة العقارية.