من الصحف البريطانية
احتل فوز عمدة لندن ووزير الخارجية السابق بوريس جونسون برئاسة حزب المحافظين وبالتالي رئاسة الوزراء الصفحات الأولى في الصحف البريطانية الصادرة اليوم، وفي الشأن العربي كان موضوع نشر القوات المشتركة الامريكية السعودية في منطقة الخليج من أبرز ما تحدثت عنه الصحف.
نشرت صحيفة الفاينانشال ومقال لأحمد العمران كتب فيه أن الرد الصامت داخل المملكة حول ما يحدث في المنطقة يدل على أن غضب الرياض قد تضاءل بشأن برنامج إيران النووي. ويشير الكاتب إلى أن قرار الملك الراحل فهد بن عبد العزيز السماح بنشر نصف مليون جندي أمريكي “كافر” على الحدود مع الكويت بعد الغزو العراقي عام 1990، كان قرار صعبا، إذ أثار غضب الكثير من رجال الدين في المملكة.
ويذكر الكاتب أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن كان غاضبا أيضا من التواجد الأمريكي، ودفعه ذلك إلى شن العديد من الهجمات والتفجيرات داخل المملكة بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول. لكن عام 2003 شهد انسحاب القوات الأمريكية كاملة من المملكة بعد الغزو الأمريكي للعراق، لكنهم الآن يعودون.
ويوضح الكاتب أن قرار نشر القوات الأمريكية جاء بعد موافقة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز نتيجة تصاعد التوتر بين الغرب وإيران التي احتجزت ناقلة نفط بريطانية. وهذا القرار على العكس من قرار عام 1990، لم يسبب أي رد فعل عنيف محليا، وهذه علامة على تغير العلاقة بين المملكة والولايات المتحدة.
وبنقل الكاتب عن رئيس تحرير صحيفة عكاظ السعودية، جميل الذيابي قوله إن ” تواجد القوات الأمريكية في السعودية يرسل رسالة قوية إلى النظام الإيراني أن أي محاولة عقيمة أو تمرد أو أعمال إجرامية لاستغلال التوتر في المنطقة، ستواجه بالقوة العسكرية اللازمة لردعها وميليشياتها وأنصارها، لأن إيران لا تفهم إلا لغة القوة، كما أنها لا تهتم بسياسة الحوار أو التشاور“.
ويبين الكاتب أن 500 جندي أمريكي سيتم إرسالهم للسعودية المملكة بحسب تصريحات مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكي، وأنهم ضمن 2500 جندي كانت واشنطن أعلنت أنها سترسلهم للشرق الأوسط دون تحديد المنطقة. وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن القوات ” ستوفر رادعًا إضافيًا، كما ستضمن قدرتنا على الدفاع عن قواتنا ومصالحنا في المنطقة من أي تهديدات“.
ويمضي الكاتب ليبين كيف أن إرسال هؤلاء الجنود إلى السعودية سيقدم توضيحا إضافيا لكيفية تحسن علاقة أمريكا مع السعودية بشكل ملحوظ منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة خلفا لباراك أوباما الذي أثار توقيعه للاتفاق النووي مع إيران، غضب السعودية.
وينقل الكاتب عن رئيس تحرير صحيفة عرب نيوز السعودية، فيصل عباس، قوله إن خطوة إرسال الجنود الأمريكيين “ستقرأ في السعودية ودول المنطقة على أنها علامة أخرى على أن إدارة ترامب تعرف جيدا أين مصلحتها كما أنها في نفس الوقت لن تتخلى عن حلفائها“.
ويشير الكاتب إلى أن عدم وجود رد فعل عنيف محليا، يعكس تغيرا في العلاقة بين الأسرة المالكة ورجال الدين في ظل حملة التجديد التي يقودها ولي العهد الامير محمد بن سلمان في المملكة. فقد ترافق القمع السعودي المتصاعد على المعارضين، بما فيهم جمال خاشقجي، مع ارتفاع صوت الخطاب القومي المتطرف، الذي هيمن على الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي.
ويختم الكاتب بالقول إنه وفي الوقت نفسه، أصبح التنافس بين المملكة وإيران صداميا بشكل متزايد، في ظل إصرار من القيادة السعودية على الدفع بمبدأ ” إذا لم تكن معنا فانت ضدنا” فيما يخص التوتر القائم في المنطقة والعلاقة مع إيران.
وفي الشأن السعودي ولكن في صحيفة الغارديان نشرت مقالا لجيم ووترسون يتحدث فيه عن اتهام الحكومة البريطانية الصريح لكل من صحيفتي الإيفيننغ ستاندردز والإندبندنت بأنهما مملوكتان جزئيا من قبل المملكة العربية السعودية من خلال سلسلة “غير تقليدية ومعقدة وسرية” من الصفقات تستخدم لإخفاء بيع حصص وأسهم في تلك الصحف لصالح بنك حكومي سعودي.
ويذكر الكاتب أن المشتري هو رجل الأعمال السعودي، سلطان محمد أبو الجدايل، في حين تقول الصحيفتين أنهما غير متأكدتين لصالح من يعمل.
وينقل الكاتب عن الممثل القانوني للحكومة البريطانية، ديفيد سكاني، قوله إنه أخبر المحكمة أن المملكة العربية السعودية سيمكنها التأثير على الخط التحريري في وسائل الأخبار” مضيفا أن “الآثار المترتبة على صفقة البيع تمس الأمن القومي البريطاني“.
وكان وزير الثقافة البريطاني قد أمر بإجراء تحقيق حول صفقة البيع معللا ذلك باحتمالية ان يكون المستثمر السعودي “على صلة بالحكومة السعودية”، محذرا من مخاوف أن تكون حكومة دولة أجنبية قد اكتسبت نفوذا في التأثير على توجه صحيفتين بريطانيتين رئيسيتين.
وبالعودة إلى العنوان الأبرز في جميع الصحف البريطانية، فقد عنونت صحيفة الدايلي تلغراف صفحتها الأولي بعبارة ” أنا هو ذلك الرجل” في إشارة إلى الشخصية التي كان ينتظرها الشارع البريطاني لشغل منصب رئيس الوزراء.
وعلى الصحيفة نفسها كتب نايجل فاراج، زعيم حزب خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي “بريكست”، مقالا عشية تولي جونسون منصبه بعنوان “إنه العمل الجاد أو الموت” ليس فقط للخروج من الاتحاد الأوروبي بل لمستقبل حزب المحافظين. فاراج الذي قاد حملة التصويت للخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى جانب بوريس جونسون يقول إن الأزمة التي تمر بها بريطانيا بسبب “البريكست” ليست هي البداية التي كان يحلم أن يبدأ بها جونسون ولايته في رئاسة الوزراء، وهو المنصب الذي يحلم به منذ أربعين عاما.
ويضيف فاراج أن الشارع البريطاني فقد ثقته بالساسة والسياسة البريطانية، خصوصا في الثلاث سنوات الأخيرة، بنفس الطريقة التي فقد الثقة بحزب المحافظين، وأن أي تأخير للخروج من الإتحاد الاوروبي عن 31 أكتوبر/ تشرين الثاني، سينظر إليه على أنه خيانة أخرى وسيؤدي إلى إنهيار الدعم للحزب تماما.
وتباينت العناوين في صحف أخرى، فعلى سبيل المثال تناولت صحيفة أي نبأ فوز جونسون وكتبت على صفحتها الرئيسية “وأخيرا حصلت على السلطة”، أما صحيفة التايمز فقد نشرت موضوعا تحت عنوان “جونسون يذهب إلى العمل“.