من الصحافة الاسرائيلية
تناولت الصحف الاسرائلية الصادرة اليوم ادعاءات الجيش الإسرائيلي أن حركة حماس نجحت في التواصل مع عدد من الجنود الإسرائيليين عبر تطبيق “واتساب” في محاولة للحصول على معلومات استخباراتيّة عنهم.
ووفقًا لوسائل الإعلام الإسرائيليّة فإن ناشطين من حركة حماس تحدّثوا بالعبرية مع جنود إسرائيليين، وادّعوا أنهم جنود معهم في الجيش وحاولوا الحصول على معلومات سريّة عن نشاطات القوات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزّة.
وفي إحدى المحادثات بحسب الصور التي نشرها الجيش الإسرائيلي، أثبت ناشط في حركة حماس أنه جندي إسرائيلي عبر إرساله صورًا لبرنامج تدريب وحدة المظلّيين التابعة للجيش الإسرائيلي في المناطق المحيطة بقطاع غزّة.
وليست هذه المرّة الأولى التي تحاول فيها كتائب عزّ الدين القسّام الجناح العسكري لحركة حماس، الحصول على معلومات تتعلّق بالجيش الإسرائيلي عبر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وتركّزت هذه المحاولات في السابق عبر تطبيقات للتعارف أو عبر محادثات في موقع فيسبوك، وتستند هذه المحاولات جميعًا، بحسب الجيش الإسرائيلي على المكان الجغرافي للمقاتلين الإسرائيليين ومحاولة الحصول على أرقام هواتفهم من مجموعات علنيّة يكون الجندي عضوًا فيها.
لا زالت استطلاعات الرأي الإسرائيليّة ترجّح تقارب عدد المقاعد التي سيحصل عليها كل من الليكود وقائمة “كاحول لافان”، مع عدم قدرة أيٍ منهما على تشكيل حكومة بمفرده.
فرئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو سيكون مستحيلا عليه تشكيل حكومة مقبلة دون حزب “اسرائيل بيتنا” ورئيسه، أفيغدور ليبرمان، وهو ما يبدو بعيدًا بسبب الخلاف العميق بين نتنياهو وبين ليبرمان؛ بينما يواجه رئيس “كاحول لافان”، بيني غانتس صعوبة في تشكيل حكومة بمفرده، بسبب استحالة دعمه من الأحزاب الحريديّة، على الأقل حسب التصريحات العلنيّة، حتى الآن.
وبحسب محلّل الشؤون الإسرائيلي في موقع “المونيتور”، بن كسبيت، فإنّ نتنياهو “يبذل جهودًا جبّارة للبقاء (سياسيًا)، وسيحاول الوصول لإعلان مشترك مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن قيام ’تحالف دفاعي’ بين إسرائيل وبين الولايات المتحدة، وربّما دعوة ترامب لزيارة إسرائيل مرّة أخرى” في محاولة لرفع نسبة التصويت له، والحفاظ على عدد المقاعد التي حصل عليها في الانتخابات السابقة.
لكن استطلاعات الرّأي تبيّن تراجع نتنياهو و”كاحول لافان” بشكل كبير، لصالح الأحزاب الصغيرة، التي بدأت قوّتها بالازدياد، ويبدو السؤال الأكبر، ماذا لو بقي الليكود و”كاحول لافان” على تعادلهما الانتخابي؟
وتبيّن الاستطلاعات، كذلك، أن الرأي العام الإسرائيلي يفضّل حكومة وحدة، تضم الليكود و”كاحول لافان” في حكومة واحدة، لكن مدى “واقعيّة” هذا الخيار لا زالت غير معروفة.
ورجّح كسبيت أن “مفاتيح الحلّ ستكون بيد الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، رجل المعسكر القومي المعادي لنتنياهو”، وبعد الانتخابات تجري جولة مشاورات في مقرّ ريفلين، يكلّف بعدها عضو الكنيست الحاصل على أكبر عدد من التوصيات بتشكيل الحكومة، لمدّة 28 يومًا، قابلة للتمديد 14 يومًا.
لكن كسبيت شكّك في إمكانيّة أن يقوم ريفلين بتمديد مهلة تشكيل الحكومة لنتنياهو بعد انتهاء المهلة الأولى، وهي المهلة التي حصل عليها نتنياهو في المرّة السابقة، لكنه فشل في استغلالها وفضّل حلّ الكنيست على أن تجري جولة مشاورات جديدة.
ونقل كسبيت عن مقرّبين من ريفلين تقديراتهم أنه “لن يضيّع وقتًا إضافيًا عندما تنتهي المهلة“.
بحسب كسبيت فأحد الاحتمالات هي أن يطلب ريفلين من نتنياهو وغانتس تشكيل “حكومة وحدة وطنيّة”، لكن ما يقضي على هذه الإمكانيّة هو تعهّد قادة “كاحول لافان” بعدم الانضمام لأي حكومة يرأسها نتنياهو، في ظلّ لوائح الاتهام التي تلاحقه.
وسيكون قادة “كاحول لافان”، بحسب كسبيت، أمام معضلة قاسيّة: الانضمام لحكومة وحدة هم بتمثيل متساوٍ مع الليكود وشراكة في الحكومة والحصول على كافة الحقائب الوزارية التي ترتبط بالقضاء الإسرائيلي “لإنقاذه من الخطر”، لكن الظهور بمظهر من أعطى نتنياهو طوق النجاة.
وادّعى كسبيت أن “كاحول لافان” ناقشت بالفعل هذه الإمكانيّة خلال الأسابيع الأخيرة، ولم تصل إلى قرار بعد بخصوص قبولها أو رفضها.
أمّا المقترح المضاد الذي ستتقدّم به “كاحول لافان” لمقترح ريفلين المحتمل، هو: حكومة وحدة يتناوب على رئاستها غانتس ونتنياهو، باشتراط أن يكون غانتس أولا، حتى يخصّص نتنياهو وقته لملفاته القضائيّة والمحاكمات المحتملة، لكنّ كسبيت ادّعى أنه من غير المتوقّع أن يوافق نتنياهو على مقترحٍ كهذا.
وعلّل كسبيت رفض نتنياهو المحتمل بأنّه “يقاتل على إمكانيّة التعامل مع الاتهامات وهو بطور رئيس حكومة، ولن يتنازل عنها أبدًا.
وبسحب كاسبيت، تزداد حدّة المعضلة التي تواجهها “كاحول لافان” مع حقيقة إن أصرّوا على مبادئهم برفض الانضمام لحكومة مع نتنياهو، فإن هناك احتمالات جيّدة لوصول مرحلة نتنياهو لنهايتها، وسيتحول لبطّة عرجاء سينتفض الليكود ضدّها في نهاية المطاف.
ورجّح كسبيت أن احتمال أن ينقلب عضو ليكود واحد على نتنياهو هو “صفريّ”، وأضاف “مكانة نتنياهو رئيسًا للحكومة والليكود صامدة طالما أنه قادر على ’جلب الحكم’، بتعبير الليكوديّين. السؤال هو هل ستتصدّع مكانته عندما يتّضح أنه غير قادر على تركيب حكومة للمرّة الثانية على التوالي، وهل ’الولاء العشائري’ لأعضاء الكنيست وأعضاء الحزب سيتقوّض أمام الواقع؟ هل سيصرّ ليبرمان على موقفه الرّافض لمشاركة نتنياهو الحكم؟
ونقل كسبيت عن ليبرمان تعهده إنه لن يوصي أن يشكّل نتنياهو الحكومة المقبلة، دون أن يستبعد إمكانية الانضمام لحكومة غانتس المحتملة، “سيوصي ليبرمان بتشكيل حكومة وحدة بدون حريديين أو متطرّفين“.
وتبدو حظوظ هذا الخيار، بحسب كسبيت هي الأكبر لكنّ السؤال الذي يبقى مفتوحًا هو من سيكون رئيس هذه الحكومة؟.