فضيحة ” كوميدية” في “مهرجان الأرز”!
===كتب جهاد أيوب
ما حدث في افتتاح “مهرجان الأرز” بحضور شخصيات ضحكت وباركت، وسلمت امثال البطريرك الراعي والنائب سيتريدا جعجع، ورئيس القوات سمير جعجع لم يكن مقبولاً، وإهانة للحضور والفن ولكل مهرجان في لبنان…ما حدث من قلة فن وذوق وحتى أخلاق في حوارات وفقرات غاية بالانحطات من مجموعة تعودت على علب الليل لا نستطيع وضعه بخانة الفن، بل تلقائياً يوضع بخانة الاسفاف !
ما من كلمة سوقية، وبذيئة، وجنسية، وعارية من الذوق والفن والعنصرية إلا وقيلت بحضور من ذكرت، وكل الفقرات اعتمدت على الايحاءات الجنسية دون احترام مقام البطريرك والشخصيات الموجودة…وهات يا ضحك!
ما قيل وجسد معيب لا يقال حتى في الشوارع وبين المتخاصمين، والأسوأ بيع المواقف السياسية من فنانين إذا مرض أحدهم لا يجد من يدخله المستشفى، وبعض الزعامات الحاضرة شريكة بذلك كغيرها ممن لم يحضر، ومع ذلك كانت مواقف فنية رخيصة، وعنصرية، وجاهلة بالوطنية، ومحرضة من قبل بعض أو غالبية من شارك ناسيين ما أصابهم ويصيبهم من إهمال لهم ولنقاباتهم… يا عيب الشوم إذا كانت هذه هي الغاية من “مهرجان الارز ” بحجة الحضارة، وحرية الرأي، والتغني ” نحن غير” يعني حضارة تافهة، وهذا الغير أتفه!
أما التطاول على بعض المدن والمناطق اللبنانية، وتحديداً التطاول على مدينة طرابلس والسخرية من أهلها يتطلب التبليغ ومحاسبة هذا المتطاول والمهرجان من قبل القضاء!
غالبية من شارك من ممثلين ” درجة ثالثة ورابعة” سقطوا أكثر في إمتحان الذوق والفن، والأغرب، وهذا لم يعد يحدث في كل العالم إلا في المجتمعات المتخلفة أي أن يكون كل هم الوسيلة التلفزيونية الإعلامية المعنية بنقل الحدث تصوير زعيمها سمير جعجع وزوجته فقط لا غير، ونسيان ما يدور على المسرح!
أكثر من 2000 مرة انتقلت الكاميرا إلى سمير جعجع وزوجته وأحياناً يظهر معهما البطريرك…عجيب، غريب يا من تطالبون بالسيادة؟!…
في هذا الزمن هكذا تصرف مخجل وأسوأ من زمن الحكم الديكتاتوري..!
كيف تتحدثون عن الحرية وما شابه وتتحمسون لتثبيتها ومنغمسون في تلميع الزعيم…الزعيم فقط؟
في بلاد الغرب يحضر رئيس البلاد مناسبة معينة فقط مرة واحدة تنتقل إليه الكاميرا، وباقي الوقت من حق المبدع والفنان والرياضي!
كنت لا أحب ذكر أصحاب الفقرات لعدم وجود موهبة بالأصل عند غالبيتهم، ولا نستطيع اعتبارهم من أهل الكوميديا الأوائل في لبنان( القدير أبو سليم خارج هذا لكلام ولا يعنيه، وكذلك سامي خياط)، والكل من كبيرنا حتى صغيرها يعرف حجمهم، وشهرتهم ومستوى ما يقدمونه في أجواء تخصهم ولا تعني الفن، ولكن فقرة ماريو باسيل لا بد من الوقوف عندها لكونها قدمت إساءة مباشرة للبطريرك وللمهرجان والفن… فقرته كلها معيبة ومخجلة لا تصلح لمسرح بل للعلب الليلية، وتقمص دور “ماريوكا” بهذه الطريقة أكثر من فجور ومعيب، ويقول أمام الجميع والتلفزة للبطريرك الراعي : “كنت تعجبني انت وشاب…وهاهاها “مع محن مقزز!
والبطريرك يضحك ويصفق ويبتسم ل جعجع، ومن ثم يتلفت ضاحكاً إلى سيتريدا كأنه وافق على هذا التطاول!
المفروض من هكذا مقام نجله ونحترمه الإنسحاب ليس بسبب “ماريوكا” بل للإسفاف الذي سبق من مفردات لا تقال بوجود الرمز الديني، واعتذار إدارة المهرجان منه!
“مهرجانات الأرز” بما قدم في افتتاح هذا العام يتطلب التحقيق السريع مع المشرفين عليه، لكونه بذلك الاسفاف لا يمثل الوجه الحضاري الذي تدعونه في السياحة اللبنانية، ومن غير المقبول أن يكون الإسفاف هو ما تطالبون به والغاية من هذا المهرجان؟!
على وزارة السياحة معالجة ما حدث أو سحب ترخيص هذا المهرجان من المشرفين عليه!
نعلم كل زوجة زعيم أصبح لديها مهرجاناتها، ولكن لم نتلمس منهن هكذا افتعال معيب ذوقياً، واخلاقياً، وفنياً…ونقول لغالبية الزعامات اللبنانية: “ساهمتم بالحرب والقتال والتقاتل في لبنان، واليوم تساهمون بفساد الذوق والمهرجانات”!