وعد نصرالله الجديد :حافة الزوال
غالب قنديل
على مدى الحوار الشيق والطويل الذي اجرته قناة المنار مع قائد المقاومة السيد حسن نصرالله حبس الناس انفاسهم في كل مكان وهم يلتقطون ويتابعون كمية كبيرة من الوقائع التي تتصف بالمصداقية بفعل صدورها عن هذا الزعيم الوطني التحرري الموثوق والمجرب الذي يهابه الحلف الاستعماري الصهيوني الرجعي في منطقتنا والعالم .
قضية الصراع العربي الصهيوني هي محور اهتمام حزب الله وأمينه العام بوصفها مركز قضية التحرر الوطني من الهيمنة الاستعمارية في المنطقة ومن هذه الزاوية فتطوير معادلات الصراع ضد المحور الإمبريالي الصهيوني الرجعي وتعزيز متانة محور المقاومة والاستقلال شكل الهم الرئيسي للسيد حسن نصرالله منذ سطوع نجمه القيادي والشعبي وحديثه بالأمس إلى الزميل الإعلامي الأستاذ عماد مرمل كان شيقا وغنيا تدفقت عبره كمية كبيرة من المعلومات المهمة والنوعية ولعل من بين أبرزها تلقي حزب الله عرضا اميركيا بتأسيس قناة اتصال مباشر في وقت صعدت واشنطن من عقوباتها ضد الحزب باستهداف ثلاثة من قادته الكبار.
شرح السيد نصرالله بواسطة خريطة فلسطين المحتلة التي عرضها على المشاهدين فكرة استهداف المقاومة لقلب الكيان الصهيوني وإحراقه بغزارة القصف الصاروخي في أي حرب قادمة وحدد هذا القلب جغرافيا بأبعاده الطولية والعرضية وبمساحته وبما يحتويه من منشآت ومواقع حساسة واستراتيجية تشمل مرافق رئيسية للكهرباء والمباه ومصانع ومؤسات امنية وعسكرية وكثافة من الوجود السكاني الاستيطاني في الدولة العبرية.
وقد ثبت نصرالله خيار قفز آلاف المقاومين إلى الشمال الفسطيني المحتل الذي اعتبر امره محسوما بناء على وقائع عرضها عن حجم القوات البرية الخبيرة والمجربة التي تمتلكها المقاومة وتجهيزها العسكري المتطور وعن وجود وحدتين مقاتلتين كبيرتين هما فرقة الرضوان وأفواج العباس متخصصتين بالعمل الميداني في حالة الحرب وقد سبق للعدو الصهيوني بجنرالاته وخبرائه ان تحدث بفيض من التقارير والدراسات عن القوة الهجومية الجديدة التي بناها حزب الله خلال السنوات الأخيرة مستفيدا من خبراته في الميدان السوري ومن مصادر موثوقة لتسليح جديد ومتقدم تقنيا بات بين أيدي المقاومين منذ خطاب “تم الأمر ” الذي كشف فيه السيد نصرالله عن وصول الصواريخ الدقيقة إلى المقاومة وعدم جدوى كل ما تقوم به القيادة الصهيونية من اعتداءات على سورية تحت شعار منع وصول “الأسلحة الكاسرة للتوازن”إلى حزب الله.
ترسانة الحزب الصاروخية تطورت ومن مختلف العيارات والمديات ومعها تحديث كبير لآلة القيادة والسيطرة وكذلك بنك الأهداف الصهيونية الذي جمعته المقاومة بوسائلها المتعددة بات مزدحما بالإحداثيات والمعطيات وثمة مفاجآت كثيرة على صعيد الطيران المسير واحتمال امتلاك منظومات للدفاع الجوي يحتفظ بها قادة المقاومة لمفاجأة العدو في الحرب القادمة ومارس السيد حولها غموضه البناء فلم يؤكد او ينفي.
ثمة وعد جديد في أي حرب قادمة وهو ان اسرائيل ستكون على حافة الزوال وهي صيغة دقيقة ومدروسة لمعادلة الصراع ترتبط بقدرات المقاومة المستجدة في البر والبحر والجو.
توج السيد تلك المعادلة بذروة سياسية هي ترجيحه ان يصلي هو شخصيا في القدس وهي نقطة مهمة في تصاعد الخطاب المقاوم واستهدافه المعنوي والسياسي لجمهور الكيان الصهيوني لأنها تصيب مقتلا في الكيان وتزعزع الثقة بحماية الجيش الصهيوني للمستعمرين الموجودين في فلسطين المحتلة كما تفعل بصورة مهمة في تحريك مشاعر الرأي العام العربي وموقفه من المقاومة ومن نهج الحكومات التابعة والخانعة التي جعلت الصلاة في القدس وسيلة لتوسل الصفقات الاستسلامية مع العدو وداست وعد التحرير الغالي على قلوب الجماهير العربية بين المحيط والخليج.
على الصهاينة ان يقلقوا كثيرا بعد إطلالة القائد نصرالله وعلى اللبنانيين ان يطمئنوا وينظروا بكل ثقة إلى ثبات محور الممقاومة ونمو قدرات حزب الله وتناغم أطراف المحور في مجابهة حلف الحرب والعدوان الذي تقوده الولايات المتحدة وتتصدره “اسرائيل ” في مواجهة مستمرة تتواصل فصولها بعدما أفلح المحور بتأسيس معادلات الردع والدفاع …