من الصحف الاميركية
ذكرت الصحف الاميركية الصادرة اليوم ان القائم بأعمال السفارة الأميركية في الخرطوم ستيفن كوتيسيس أعلن عن ترحيب بلاده بالاتفاق الذي تم بين المجلس العسكري السوداني وقوى الحرية والتغيير، مشيرا إلى أن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب أصبح وشيكا
.
وأعرب كوتيسيس عن سعادته بهذا التطور، وقال في تصريح صحفي إنه تم رفع العقوبات الأميركية عن السودان منذ العام 2017، لكن ما وصفهما بالفساد وسوء الإدارة في عهد نظام الرئيس المخلوع عمر البشير حجبا منافع ذلك القرار، وأوضح أن القرار بشأن رفع اسم السودان من قائمة الارهاب يتوقف بدرجة كبيرة على إدماج الحركات المسلحة في الاتفاق، وإحلال السلام في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان.
وكشف استطلاع للرأى أجرته صحيفة واشنطن بوست وشبكة “إيه بى سى” الأمريكيتان أن شعبية الرئيس دونالد ترامب قد زادت فى الآونة الأخيرة، على الرغم من أن الأغلبية لا تزال تراه “غير رئاسي”.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن نسبة شعبية ترامب قد ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ توليه الرئاسة، مدعوما بالاقتصاد القوى والتصورات بأنه تعامل معه بكفاءة، وإن كانت أغلبية طفيفة من الأمريكيين لا يزالوا يقولون إنهم لا يوافقون على أدائه فى المنصب.
ويسلط الاستطلاع الضوء على الدرجة التى يمتلك بها ترامب طريقا حقيقيا، وإن كان ضيقا، نحو إعادة انتخابه. ولفتت الصحيفة إلى أن نسبة شعبية ترامب فى أغلب القضايا سلبية بشكل عام، ويقول أكثر من 60% من الأمريكيين إنه يتصرف بطريقة غير رئاسية منذ أن أدى اليمين الدستورية . ورغم ذلك، فإن حوالى خمس هؤلاء الذين يقولون إنه ليس رئاسيا يقولون إنهم يوافقون على المهمة الى يقوم بها، وأنه ينافس أربعة مرشحين ديمقراطيين محتملين فيما يشبه الانتخابات العامة، ويزحف وراء المرشح الأوفر حظا بين الديمقراطيين جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكى السابق.
وبلغت شعبية ترامب بين الأمريكيين فى سن التصويت 44%، لترتفع بخمس نقاط عما كانت عليه فى إبريل الماضى، فى حين قال 53% ممن شملهم الاستطلاع إنهم لا يوافقون عليه.
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الاتفاق الذي توصل إليه طرفا الأزمة السودانية لم يكن ليتم لولا لقاءات سرية جمعت القادة العسكريين وقادة الاحتجاجات مع دبلوماسيين من الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات في منزل شخصية سودانية كبيرة بالخرطوم على مدار أيام.
وذكر الكاتب في الصحيفة دكلان وولش أن الهدف من الاجتماع السري المذكور -الذي عقد يوم السبت الذي سبق المسيرات الاحتجاجية الهائلة- كان إذابة الجليد بين الطرفين اللذين سطرت خلافاتهما بـ”الدم”، مشيرا إلى أن هذا هو أول لقاء بينهما منذ المجزرة التي راح ضحيتها 128 المحتجين خلال فض اعتصام القيادة العامة.
ولفت وولش إلى أنه حتى تلك الحادثة ظل السعوديون والإماراتيون يدعمون علانية دعم المجلس العسكري السوداني فيما يعكس -على ما يبدو- قلق هذين البلدين من أن يشكل نجاح الثورة السودانية سابقة خطيرة تهدد نظامي الحكم فيهما، في حين أيد المسؤولون الأميركيون والبريطانيون صراحة المتظاهرين وسعيهم للديمقراطية.
وقال الكاتب إن الاجتماع داخل منزل رجل الأعمال السوداني شابه توتر كبير، إذ وجد قادة المعارضة أنفسهم جالسين وجها لوجه مع الفريق محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي” قائد القوة المتهمة بإصدار الأوامر بقتل المعتصمين.
وأضاف أن مسؤولين غربيين -يتعذر الكشف عن هوياتهم بسبب الطبيعة الخاصة للمفاوضات- كشفوا تفاصيل ما دار في هذا الاجتماع.
وأرجع وولش سبب اهتمام السعودية والإمارات المفاجئ بجمع طرفي الصراع في السودان إلى تكتيكات العنف التي استخدمها حميدتي، والتي يبدو أنه “ذهب فيها بعيدا” حتى بالنسبة لهاتين الدولتين اللتين تواجهان كما هائلا من الانتقاد لسلوك قواتهما في اليمن.
وفي هذا الإطار، نسب لمسؤول غربي قوله إن السعودية والإمارات أيقنتا أن الكثير من السودانيين قد انقلبوا على حميدتي، الأمر الذي دفعهما إلى دعم مقاربة أكثر دبلوماسية للأزمة، مع الحفاظ على موقفهما الداعم للعسكر، خصوصا في ظل وجود قوة سودانية كبيرة تقاتل إلى جانبهما في اليمن.
لكن مع ارتفاع عدد قتلى فض الاعتصام -يقول الكاتب- ادعى المسؤولون الإماراتيون والسعوديون أنهم صدموا بتلميحات تتهمهم بإعطاء الضوء الأخضر للعنف، و”لذلك فقد انضموا بهدوء للجهود الدبلوماسية الغربية لإيجاد حل تفاوضي للأزمة“.
وأشار وولش إلى أن اجتماع الطرفين في بيت رجل الأعمال السوداني كاد ينهار بعد أن اقتحمت قوات حميدتي مكاتب المعارضة في الخرطوم “لتعود الرهانات مجددا إلى مرحلة الصفر، لكن في اليوم التالي غير عرض مذهل للقوة الشعبية دينامية المشهد”، وفقا للكاتب.
وفي هذا الصدد، أشار إلى أن مئات آلاف السودانيين ملؤوا في الثلاثين من يونيو/حزيران الماضي شوارع الخرطوم للمرة الأولى منذ مجزرة فض الاعتصام، مطلقين صرخة غضب ضد هيمنة العسكر، وحسب مسؤولين غربيين فإن جنرالات السودان صدموا بحجم وكثافة الحشود.
وتحدث الكاتب بإسهاب عما جرى بعد ذلك من شد وجذب بين الطرفين، قبل أن يؤكد أن الاتفاق -الذي أعلنه الوسيط الأفريقي محمد الحسن لبات في الساعات الأولى من صباح الجمعة- لا تزال تفاصيله الكاملة بحاجة لأن تثبت باتفاق رسمي مكتوب.