تقارير ووثائق

التقرير الدوري لمراكز الابحاث الاميركية29/6/2019

 

الصادر عن مركز الدراسات الأميركية العربية

    

29 حزيران – يونيو/‏ 2019

المقدمة      

          لم تشهد واشنطن هدوءاً لطبول الحرب مع إيران بل سخّرت الإدارة ووسائل الإعلام الرئيسة نفوذها ومواردها الجمعية للدفع باتجاه الحرب، عقب إسقاط إيران لطائرة التجسس الأميركية المسيّرة في مياهها الإقليمية.

        يستعرض قسم التحليل الخيارات العسكرية المرئية وما يرتجى من أهداف تتحقق، لكلا الطرفين، رغم البوادر الأولى التي لا تدعم فرضية نشوب الحرب المباشرة، وترجيح تشديد واستمرار واشنطن بسلاح القرصنة الالكترونية، ضمن وسائل “ناعمة” أخرى ضد ايران.

ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث

ايران:

          أعرب المجلس الأميركي للسياسة الخارجية عن اعتقاده بأن “الولايات المتحدة تجد نفسها معزولة” عن حلفائها فيما يخص النزاع مع ايران، وستوفر قمة العشرين فرصة للرئيس ترامب لإعادة التواصل مع “الحلفاء المقربين.” وأضاف أن واشنطن “أرسلت نحو 1000 عنصر من القوات المسلحة للمنطقة، عقب تحميلها ايران مسؤولية الهجمات الأخيرة على ناقلات النفط، بغية مراقبة نشاطات ايران وتوفير الحماية للقوات المتواجدة هناك.” واستطرد أن “العواصم الاوروبية تنظر بعين الشك لاتهامات واشنطن ضد ايران، مما يعيد للمشهد السياسي أحداث خليج تونكين (المفتعلة) عام 1964،” التي شكلت إيذاناً ببدء الحرب الأميركية على فييتنام.

https://www.afpc.org/publications/articles/us-finds-itself-isolated-in-iran-conflict

          سعت مؤسسة هاريتاج لسبر أغوار مناخ قرقعة السلاح بالنظر إلى عناصر “سياسة ترامب نحو ايران والتي تغذي تكهنات لامتناهية” لاستقراء نوايا شنه الحرب على الرغم “من خلو الأجواء من مؤشرات تفيد بأن الولايات المتحدة تنوي تصعيد الموقف الراهن مع ايران.” واوضح أن الحقائق الميدانية تؤيد عدم نشوب حرب بما أن “قوة عسكرية قوامها ألف جندي ليست مؤهلة للغزو؛ كما أن القوات والموارد الأميركية الأخرى المتواجدة في المنطقة، لا سيما القوات البرية فإنها أصغر حجماً مما يتطلبه تحشيد القوى للقيام بعمل هجومي.” وخلص بالقول أن “القوات الأميركية الإضافية (1000 جندي) فمهمتها تأتي بالاتساق التام مع مهام توفير الحماية المطلوبة.”

https://www.heritage.org/middle-east/commentary/iran-and-trump-heres-whats-really-going

          في سياق متصل، حثت مؤسسة هاريتاج الإدارة الأميركية على “قيادة تشكيل لبلورة رد عالمي على استفزازات إيران .. وينبغي تذكير الحلفاء بأنها تشكل التهديد الأشد ضراوة على المسرح النووي.” وأضاف أنه “يتعين على واشنطن ضبط طبيعة ردها على سقوط الطائرة المسيّرة والهجمات على ناقلات النفط بالتصويب على تحشيد الدعم الدولي للأزمة المقبلة الناجمة عن تصعيد ايران لجهودها بتخصيب اليورانيوم .. والتي أطلقت تهديدات ايران العدوانية ضد حرية الملاحة” الدولية.

https://www.heritage.org/middle-east/report/us-should-lead-patient-firm-international-response-irans-provocations

          مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية سلط الأضواء على بعد التقنية الالكترونية لا سيما وأن إيران “طورت قدراتها الالكترونية – السيبيرية بسرعة، ولا ترقى لمصاف المرتبة الأولى بين الدول الأخرى لكنها تسبق معظم الدول الأخرى في بعدي الاستراتيجية وتنظيم الحرب الإلكترونية .. وتتميز باهتمامها تسخير الطاقات الالكترونية كأداة من أدوات القوة القومية.” وأوضح أن أي هجوم الكتروني قد يشن على الولايات المتحدة لن يصنف بالصدفة أو عن طريق الخطأ “بل جزء عضوي من استراتيجية شاملة للمواجهة.” وردف أن الهجوم الألكتروني الذي تعرضت له منشآتها النووية نتيجة قرصنة ببرنامج “ستكسنت” الخبيث “حفّز إيران على تطوير قدراتها الالكترونية .. بيد أن أشد من يخشاه قادتها مصدره مواطنوها وخطورة مخزون شبكة الانترنت بإطلاقها العنان لتحرك شبيه بالربيع العربي.”

https://www.csis.org/analysis/iran-and-cyber-power

          سعى معهد واشنطن لتوسيع مروحة مناخ التوتر مع ايران باستحضار الهجمات “مجهولة الهوية (يعتقد) انها ميليشيا مدعومة من ايران” بالقرب من منشآت سكنية يقطنها مهندسون أميركيون ودوليون” يعملون في قطاع النفط في محافظة البصرة مما أسفر عن تقليص واشنطن لطواقمها الديبلوماسية في “بغداد وإربيل .. وإغلاق القنصلية في البصرة.” وأضاف أن تلك “الضربات أتت في أعقاب صدور بيان إنذار شديد اللهجة من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي .. يحث الميليشيات العراقية” على الانكفاء عن شن عمليات عسكرية باستقلالية عن الجيش؛ كما تزامنت مع “الجهود الأميركية لإسداء المشورة لقيادة عمليات نينوى” لإخراج الميليشيات غير المحلية منها. وطالب الحكومة الأميركية التروي “وألا تدع مثل تلك الحوادث ان تقوّض العلاقات الثنائية أو اتخاذ مزيد من اجراءات تخفيض الطواقم الديبلوماسية .. ودعم (عادل) عبد المهدي في جهوده لإخراج وضبط قادة الميليشيات في تلك المناطق.”

https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/iran-backed-militias-test-the-credibility-of-iraqs-prime-minister

تركيا:

          استعرض مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية جولة الانتخابات الثانية في مدينة اسطنبول، 23 حزيران، والتي جرت “بإصرار من حزب العدالة والتنمية بغية ترجيح كفة نتائج الجولة الأولى لصالح مرشحها .. بيد أن الحزب تلقى صفعة مدوية وخسارته للأصوات في كافة  دوائر اسطنبول الانتخابية، 39 دائرة،  وتحقيق منافسه نسبة نجاح بفارق ينوف عن 800،000 صوت .. مقابل فارق بسيط بلغ 13،000 صوت المرة السابقة.” وأوضح أن كافة الأطراف تترقب ما ستؤول إليه النتائج الصادمة لأردوغان أن كانت “تشكل سقطة عابرة أم نذير سياق تاريخي عكسي .. وقلق اردوغان من تبلور مجموعة وازنة تعلن انشقاقها عن حزبه؛ وسيسعى بكل تأكيد لتقويض حظوظ الفائز في إدارة شؤون المدينة وعقب تشبيهه بغريمه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.”

https://www.csis.org/analysis/erdogan-loses-istanbul-reasons-and-implications

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى