من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
الأخبار: جنبلاط أعدّ كميناً لباسيل… فأصاب ارسلان: فتنة الزعامة المأزومة
كتبت صحيفة “الأخبار” تقول: عاد وليد جنبلاط إلى لعبة يهواها، رغم أنها لم تعد في أوانها. ذلك زمن مضى. عندما أراد السيطرة أمنياً على الجبل، سبقته الدبابات السورية. وعندما غامر مرة جديدة بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان، كان يظنّ أن أساطيل الأمبراطورية الأميركية ستؤازره. اليوم، يقف وحيداً، مصرّاً على إنكار الواقع. الزمن لن يعود إلى الوراء. لكن جنبلاط، في زمن السلم، وبعد فائض من “المصالحات” في الجبل، قرر أمس أن يقول للجميع إن “الجبل لي وحدي”. سيطرته المسلّحة على عاليه أمس، بدت عرض قوة في غير زمانه، إذا ما اعتُبِر أن الهدف منها هو تثبيت شيء من التوازنات الطائفية في البلد. فلا قوة تبدو آتية لتعيد لجنبلاط ما خسره تباعاً منذ خروجه من حلفه مع سوريا. حتى عودة سوريا إلى ما كانت عليه قبل 2011، ووصل ما انقطع بينه وبينها، لا يمكنهما إعادة عقارب الساعة إلى الوراء. لكن من يعرف جنبلاط يُمكنه أن يتوقّع أن الهدف من عراضته لم يكن ربما الوقوف في وجه جبران باسيل، بقدر ما هو تخويف آل فتوش من مغبة الاستمرار في بناء معمل لهم في عين دارة، سينافس معمل جنبلاط في سبلين! ولا ضير في توتير البلاد، وإعادة أهلها إلى أجواء الحروب، وسقوط ضحايا وتقطيع أوصال الجمهورية. المهم ألا تُمس امتيازات البيك الذي لم يعد له من يسلّيه. وبدلاً من تأمين وراثة هادئة لابنه تيمور، تراه “يخانق” ظلّه إن لم يجد ما “يخانقه”. يرفع رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” من منسوب الأيديولوجيا والسياسة في خطابه، فيما همّه الأول شحّ الموارد المالية التي تمكّنه من الاستمرار في مراكمة الثروة والانفاق السياسي. وصل به الأمر إلى حد اعتبار موقع معمل ترابة الأرز في عين دارة “موقعاً عسكرياً متقدّماً للنظام السوري وحلفائه في الجبل. وكما لم يسقط الجبل في الحرب، لن نسمح بسقوطه سلماً”. هذه العبارة نقلها عنه عدد من المقربين منه في الأسابيع الأخيرة. الرجل الشديد التطيّر يعتبر خسارته رئاسة بلدية في إقليم الخروب قراراً دولياً بمحاصرته. ولأجل مواجهة هذا “القرار”، لا بد من تنفيذ مناورة بالذخيرة الحية، ولا بأس إن سقط فيها قتيلان وجرحى حالتهم حرجة، وكاد يُقتَل وزير. رفع من مستوى التوتر بين أنصاره ومحازبيه، إلى حدّ انتشارهم أمس بكامل أسلحتهم، لمنع جبران باسيل من دخول كفرمتى. ولم يكن القرار ابن ساعته، ولا رد فعل على الخطاب المتهوّر لباسيل في الكحالة. قبل يومين، رُميت قنبلتان صوتيتان في كفرمتى. وعلى مدى الأيام الأربعة السابقة ليوم الأحد، كانت تقارير الأجهزة الامنية تفيض بمعلومات عن نية الجنبلاطيين منع باسيل من القيام بجولته في عاليه، بقوة السلاح.
على المقلب الآخر، يلاقي التوتر الباسيلي مثيله الجنبلاطي. التزاماً منه بالمسار الذي اختطّه لنفسه في السنوات الماضية، يستمر باسيل بخوض المعارك، أيّ معارك. صار رئيس التيار الوطني الحر معركة متنقلة. يزور المناطق كمن يقول “أنا فاتحها” لا مسؤولاً في الدولة المسؤولة عنها، ولا رئيس حزب يريد توسيع قاعدة انتشاره. يخوض المعارك تعويضاً عمّا فاته في حرب أهلية لم يشهدها. يريد تثبيت زعامته بين “أعضاء نادٍ” بنوا “شرعياتهم” إما على القتل أو القتال أو الدم. لا يريد باسيل القتل، ولم يأتِ على دم. فلا بد من القتال الدائم. وقوده شحن طائفي لا حدّ له. منذ لحظة دخوله السلطة عام 2008، حتى اليوم، لم يكفّ عن خوض المعارك. معركة في الحكومة، معركة في الوزارة، معركة في الإدارة، معركة في البلدية، معركة في العائلة، معركة في الحزب، معركة في الإعلام، معركة في مجلس النواب، معركة “لاستعادة الحقوق”، ثم أخرى لتثبيتها… معركته في “حراس الأحراج” كمعركته الرئاسية. الادوات نفسها، والحشد الطائفيّ نفسه، والخطط هي هي. لا يكل ولا يملّ. لا يعني ما تقدّم أنه مقاتل في مقابل جيش من السلميين، ولا أنه طائفي يواجه علمانيين. على العكس من ذلك. أقصى ما يبتغيه هو تثبيت نفسه واحداً “منهم”، قبل الانتقال إلى معركة الفوز بالمركز الاول بينهم. وفي سياق الوصول إلى ذلك، لا بد من يأخذ الشحن الطائفي مداه. في الكحالة أمس، ذكّر بمعارك سوق الغرب وضهر الوحش والكحالة. هو من الذين لا يكفون عن التبشير بضرورة “طيّ صفحة الماضي”، لكن من دون الكف في الوقت عينه عن استحضار ذلك الماضي، ولو في غير سياقه المناسب. يذكّر بصفحات دامية فيما هو يتحدّث عن التفاهم. بالتأكيد، ليس كلام باسيل هو ما استفزّ جنبلاط. لكن أداء وزير الخارجية يساعد زعيم المختارة على الزعم أمام الدروز أنه يحمي مصالحهم المهدّدة منذ ما قبل أيام بشير الشهابي، تماماً كما أن العراضة الأمنية الجنبلاطية والجريمة الناتجة عنها تفيدان باسيل في بناء سرديته كزعيم مسيحي مستهدف، وخاصة من قبل “العدو التاريخي للمسيحيين” في الجبل.
ما جرى أمس لم يكن حدثاً أمنياً عابراً. ثمة زعامة تتراجع، وأخرى صاعدة. الاولى يمثلها جنبلاط، المستعد للتضحية بأيّ شي وأيٍّ كان لاستدراج الحماية، أما الثانية، فلم يعد مؤمّلاً منها وقف مسار الانحدار نحو قاع طائفي لا قعر له. جل ما في الأمر هو تمنّي تحقيق أهدافها بسلام. فالرؤوس الحامية لا تلد غير الفتن.
البناء: شهيدان من مرافقي الغريب ضمن جولة لباسيل… ومجلس الدفاع يجتمع اليوم… وقطع طرق ليلاً قماطي عند أرسلان: ولّى عهد الميليشيات… ولن نقبل بالمناطق المغلقة الاشتراكي يحمّل باسيل المسؤولية لأنه لم يدخل الجبل من “الباب” وأراد “خلعه”
كتبت صحيفة “البناء” تقول: أمضى اللبنانيون ليلتهم وهم يحبسون الأنفاس بعدما أعادت أحداث الجبل إلى ذاكرتهم القلق على السلم الأهلي، بعدما تمت استعادة خطاب الحرب الأهلية. فللمرة الأولى يتم التعامل مع حادثة إطلاق نار بصفتها ذات مضمون سياسي وليست مجرد حادث يكفي لمعالجة ذيوله السير في تحقيق قضائي جدّي، فقد شكّل خطاب الحزب التقدمي الاشتراكي جواباً على السؤال عن السبب بربطه بعاملين، خطاب وسلوك رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل، الذي يقوم على الاستنهاض لمسيحيي الجبل ويتحدّث عن توازن طائفي قائم على الندية السياسية والاجتماعية بين المسيحيين والدروز، ويرفض الصيغة التي تمنح الزعامة الجنبلاطية صفة المرجعية الحصرية للجبل، ويقيم تحالفات مع خصوم الاشتراكي ويوظف حضوره ونفوذه في الحكم لحسابهم،. والأهم في خطاب الاشتراكي كانت الجمل التي تكرّرت في كلام قادته، عن الدخول إلى البيوت من أبوابها واتهام باسيل بخلع الأبواب. والواضح أن المقصود كان أن الجبل هو بيت جنبلاطي يتمّ دخوله من بابه وليس بالقفز عن هذا الباب.
الحادث الدموي والخطاب الجنبلاطي استنفرا الداخل اللبناني على جبهتين، الأولى كانت حكومية قضائية أمنية، حيث رافق الحادث قطع لطرقات بيروت نحو الجنوب والبقاع، استدعى تدخلاً أمنياً لفتح الطرقات، بينما دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للدفاع صباح اليوم لمناقشة الحادثة وذيولها وأسبابها، وكيفية التعامل معها. أما الجبهة الثانية فقد كانت سياسية حيث تموضع الساسة اللبنانيون على ضفتي الاشتباك، وكان أبرزها موقف حزب الله الذي عبر عنه وزير الدولة محمود قماطي خلال زيارة تضامن مع رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، حيث اعتبر أن ما جرى خطير جداً، مضيفاً لن نقبل بالعودة إلى المناطق المغلقة، مؤكداً أن زمن الميليشيات قد ولى، ما اعتبره نواب الحزب التقدمي الاشتراكي تهديداً، كما قال النائب فيصل الصايغ، في ردّ هو أقرب للتحدّي، متحدثاً عن فائض قوة لا يُخيف، وعن تهديد لا يجدي، ناسفاً مناخ التهدئة الذي لم يكتمل بعد بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي الذي يقوده رئيس مجلس النواب نبيه بري. بالمقابل شارك عدد من نواب القوات اللبنانية مع الحزب الاشتراكي الحملة على باسيل واتهامه بتوتير الأجواء اللبنانية بجولاته ومواقفه وحمّلوه مسؤولية حادثة قبرشمون.
الوزير صالح الغريب وصف الحادثة بمحاولة الاغتيال، بينما حمّل الوزير السابق وئام وهاب جنبلاط المسؤولية الكاملة عنها، وأعلن أرسلان أنه سيعقد مؤتمراً صحافياً اليوم ظهراً بعد صدور قرارات المجلس الأعلى للدفاع، وذلك بعد أن تلقى اتصالاً من رئيس الجمهورية، فيما كان وزير المهجّرين غسان عطالله قد أعلن أن دفن الشهيدين لن يتمّ إلا بعد محاسبة المعتدين.
فيما كان مرتقباً أن يُعقد لقاء المصارحة والمصالحة بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط هذا الأسبوع برعاية وحضور رئيس المجلس النيابي نبيه بري، خطفت زيارة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الى منطقة عاليه كل الأنظار السياسية والأمنية، فالجولة لم يستكملها الوزير باسيل لدواعٍ أمنية، فمن جراء إطلاق مناصري الحزب التقدمي الاشتراكي النار بين بلدتي قبرشمون والبساتين على موكب وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب استُشهد شابان من مرافقي الغريب هما سامر أبي فراج ورامي سلمان وأصيب كريم الغريب، فيما أصيب 3 أشخاص من الحزب الاشتراكي.
وفي التفاصيل، أن نهار أمس، بدأ بمحاولة مناصري التقدمي الاشتراكي قطع الطرقات وإطلاق الهتافات المناهضة لزيارة باسيل، ونظراً لتوتر الأجواء قرر وزير الخارجية عدم زيارة بلدة كفرمتى بعدما كان زار صوفر والكحالة وشملان. وقال: “نقف على أرض ثابتة من التفاهمات التي تزعج كثيرين فيحاولون أن يهزّوها، لكنها أقوى من أن تهتز وهي ضمانة الوحدة الوطنية”.
وتشير المعلومات إلى أن الغريب ومن جراء توتر الأجواء قرّر أن يلاقي الوزير باسيل الى شملان وخلال محاولة موكبه مغادرة بلدة شملان والمرور بين بلدتي قبرشمون والبساتين، بعدما تجنّب سلوك الطريق الرئيسية التي شهدت تحركاً لمناصري الاشتراكي، تفاجأ بكمين مسلح قرب صيدلية الحسام حيث تعرّض لإطلاق نار كثيف مما أدّى إلى استشهاد مرافقيه أبو فراج وسلمان وإصابة آخر بجروح بليغة.
وشددت مصادر الديمقراطي اللبناني لـ”البناء” على ان وحدة الجبل تبقى الأساس، لكننا لن نسمح بأن تمر الأمور من دون أن يأخذ التحقيق مجراه ومعاقبة ومحاكمة مَن أطلق النار على الشهيدين أبو فراج وسلمان. واعتبرت المصادر ان ما جرى كان موجهاً ضدّنا على وجه التحديد لا سيما أن زيارة الوزير باسيل في الشوف لم تلقَ أي اعتراض او استهجان من قبل الاشتراكي، مشددة على أن الجبل ليس منطقة مقفلة لأحد، معتبرة أننا لسنا أصحاب فتنة، لكننا لن نقبل أن تُمسّ كرامات الناس ومتمسكون بالدولة وأجهزتها لتحقيق العدالة.
وأكد وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب أن ما حدث في قبرشمون “كان كميناً مسلحاً ومحاولة اغتيال واضحة، وإطلاق النار على الموكب كان موجهاً الى الرؤوس”، منبّهاً إلى أن “شدّ العصب يوقع بالمحظور”. كما أكد “حرصنا على السلم الأهلي ووحدة الدروز وتكاتفهم”، داعياً الى “ضبط النفس بعد الدماء التي سقطت”، وقال: “نحن نعتبر أنفسنا بي الصبي”. وأضاف: “نحن لا نتفنن باستعمال الدم في السياسة”.
واستغربت مصادر التيار الوطني الحر في حديث لـ”البناء” تعاطي الحزب التقدمي الاشتراكي، خاصة أن الوزير باسيل من خلال المواقف التي أطلقها من محطات عدة زارها ضمن جولته كانت إيجابية وتؤكد التفاهمات واليد الممدودة للجميع، مشددة على أن لبنان للجميع، وليس هناك من مناطق حكراً على زعيم من هنا وزعيم من هناك. ولفتت المصادر الى أن الحزب الاشتراكي المنزعج من التسوية السياسية والاستقرار في البلد يحاول أن يؤجج الفتنة فيه، لكننا لن نستدرج الى ما يريده. واشارت المصادر الى أن جولة الوزير باسيل المقررة منذ شهر كانت تهدف الى افتتاح مكاتب للتيار الوطني الحر في بعض المناطق ولقاءات مع الحلفاء في مناطق أخرى بعيداً عن استفزاز للحزب التقدمي الاشتراكي الذي يبدو أنه يضرب المصالحة عرض الحائط، معتبرة أن كلام الاشتراكي عن مصالحة الجبل بين الفينة والأخرى دحضته كل تصرفات مناصريه ومسؤوليه، فالمصالحة لا تكون بالرصاص.
وذكرت مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي من جهتها أنه أثناء محاولة بعض الشباب إزالة الدواليب المشتعلة في منطقة الشحار اقتحم موكب للوزير صالح الغريب الموقع وقام عناصر المرافقة بإطلاق النار باتجاه المحتجين عشوائياً، ومما أدى إلى إصابة شاب من بين المحتجين، فردّ بعض مَن كان يحمل سلاحاً باتجاه مصدر النار دفاعاً عن النفس فسقط مرافقان للوزير الغريب. وهذا أمر موثق بفيديوهات باتت بحوزة المراجع الأمنية.
وشدّدت المصادر على أن “ما جرى يتحمّل مسؤوليته من وتر الأجواء واستفز الناس ونبش قبور الحرب ومَن كان ينتظر زيارة فكانت ردة فعله بالاعتداء على الناس الذين عبّروا سلمياً عن رفضهم لزيارة الوزير باسيل إلى منطقتهم”.
النهار : كرة نار في الجبل
كتبت صحيفة “النهار ” تقول : عمل الجيش وقوى الامن على فتح الطرق التي تربط المناطق بالعاصمة بيروت. وهي المرة الثانية تقطع هذه الطرق في ايام قليلة بعد خطوة قدامى العسكريين. لكن الطرق المفتوحة بعد سلسلة اتصالات سبقت تحرك قوى الأمن، لا تعني ان الخطوط مفتوحة بين المناطق والاحزاب والمواطنين، اذ ان الاحتقان السياسي بلغ مرحلة قياسية لم يصله منذ مدة، مستعيداً مشاهد من الحرب الاهلية، والحروب الصغيرة المتتالية، وحروب الطوائف وما في داخل المذاهب. وبدا ان منطقة الجبل، بما تعنيه من رمزية الثنائية المارونية – الدرزية، وتاريخ لبنان الحديث في ذكرى مئويته الاولى قريباً، تتعرض لهزات متتالية، بل محاولات للعبث بأمنها العسكري، وأمنها الحياتي والاجتماعي في ظل التباعد القائم بين الحزب التقدمي الاشتراكي و”التيار الوطني الحر” أولاً، وأيضاً بين الاشتراكي و”تيار المستقبل” ثانياً.
واذا كانت منطقة الجبل ليست حكراً على الحزب التقدمي الاشتراكي الذي لا يزال بعض مناصريه يعتبرونها هكذا، فان تغييب الاشتراكي عن تنسيق زيارات رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل دون سواه من الاحزاب والفاعليات يشكل نوعاً من الاستخفاف والاستبعاد والاستفزاز ترجم أمس بتجمعات معترضة رفع خلالها المحازبون اعلام الاشتراكي وصور رئيس الحزب وليد جنبلاط ونجله النائب تيمور جنبلاط، واحراق بعض الاطارات لاعاقة تقدم الوفد الزائر. وهذا الاعتراض قوبل بردة فعل من موكب وزير شؤون النازحين صالح الغريب الذي اطلق عناصره النار لفتح الطريق وصار تبادل لاطلاق النار ادى الى اصابة ثلاثة مرافقين للغريب توفي اثنان منهم لاحقاً. وهذا الثمن الدموي وتر الاجواء الى حدّ كبير، وادى الى قطع عدد من الطرق الدولية والداخلية حتى ساعة متقدمة من الليل، لم يؤد فتحها الى تخفيف الاحتقان.
ودعا رئيس الجمهورية ميشال عون المجلس الاعلى للدفاع الى اجتماع اليوم في قصر بعبدا، لمعالجة الوضع الامني. وهو كان اجرى سلسلة اتصالات وطلب من الجيش والاجهزة الامنية اتخاذ الاجراءات اللازمة لضبط الوضع. كذلك اتصل الرئيس سعد الحريري بكل المرجعيات المعنية داعياً الى ضبط النفس. واعتبر الرئيس نبيه بري ان ما حصل في الجبل أمراً خطيراً ويجب ان يطوق بسرعة.
وتعقيباً على الحادث وما رافقه قال رئيس التقدمي: “لن أدخل في أي سجال اعلامي حول ما جرى.اطالب بالتحقيق بعيدا عن الابواق الاعلامية. واتمنى على حديثي النعمة في السياسة ان يدركوا الموازين الدقيقة التي تحكم هذا الجبل المنفتح على كل التيارات السياسية دون استثناء لكن الذي يرفض لغة نبش الاحقاد وتصفية الحسابات والتحجيم“.
واذا كان الوزير اكرم شهيب دعا باسيل الى دخول المناطق من أبوابها، فان النائب مروان حماده عبَر عبر “النهار” عن أسفه لسقوط ضحايا “نتيجة الفتنة المتنقلة، وننصح وزير الخارجية بالتوقف عن جولات الاستفزاز المجانية التي لم توفر منطقة أو طائفة أو مذهباً أو حزباً“.
أما عضو “تكتل لبنان القوي” النائب زياد أسود، فقال في تغريدة: “ما يجري في كفرمتى نموذج من مجموعة نماذج تحت مسمى المصالحة والعيش المشترك، والغاية من هذه الكذبة توسيع رقعة التسلط على الناس وحريتهم وحقوقهم وقرارهم وأملاكهم. وما يحصل ليس مستغرباً، فهو في كل المناطق، والمستهدفون نحن كحزب وطائفة ومكون ودائما #طلع_معي_حق_اعتذروا مني“.
الديار: العنـاية الإلـهيّة أنقذت الجبل من “حمّام دمّ” واتصالات عـلـى أعلى المســتويــات للتهدئـة قتيلان وجريحان مـن مُرافقـي الوزيـر الغريـب وجريـح للإشتراكي بعد إطلاق نــار الإشتراكيّون نـزلـوا الـى ساحات القرى احتجاجاً على زيـارة باسيل ومنـعوا استـكمالـهــا
كتبت صحيفة “الديار” تقول: مهما اختلفت الروايات، فإن النتيجة كانت قتيلين و3 جرحى احدهم اصابته خطرة، وفلتاناً امنياً ورعباً، وانتشاراً مسلحاً، استعاد ايام الحرب الاهلية المشؤومة وكأن الناس لم يتعلموا ويتعظوا من ويلات الحرب وما حل بهم، وهذا يعود الى رعونة الدولة في التعامل مع الاحداث وفقدان هيبتها، لان المطلوب من القوى الامنية التعامل بحزم منعاً لسقوط دماء ودموع واحقاد، فلا القيام بزيارة ولا الغاؤها كان يستدعي مثل هذا التوتر والاجواء المشحونة في اخطر منطقة حساسة في لبنان ستترك تداعياتها على العيش المشترك مهما كانت التبريرات.
العناية الالهية انقذت لبنان والجبل امس، من مؤامرة كبرى بعد ان نجا وزير شؤون النازحين صالح الغريب من اطلاق نار كثيف على موكبه في بلدة البساتين ادى الى مقتل اثنين من مرافقيه هما رامي سلمان من الرملية ومقيم في بعلشميه – قضاء عاليه، وسامر ابو فراج من بعلشميه أيضاً، واصابة كريم الغريب، فيما اصيب سام غصن من الحزب التقدمي الاشتراكي برأسه واصابته خطرة ونقل الى مستشفى قلب يسوع، وقد خضع ليلاً لعملية جراحية في الرأس ووضعه بالغ الخطورة.
وقد قطع أهالي سلمان وابو فراج الطريق الدولية بالاطارات ثم فتحها الجيش.
علماً أن الوزير صالح الغريب كان في عداد الموكب واصيبت سيارته بكمية كبيرة من الرصاص وقد نقل الجرحى الى مستشفيات المنطقة، ودعا الغريب الى تهدئة الامور والخواطر وتقدم بالتعزية بمرافقيه الشهيدين وتمنى الشفاء لكل الجرحى وقال: ذهبت الى شملان والتقيت الوزير باسيل وشرحت له ما حصل، فأبدى رغبته بتأجيل الزيارة لكفرمتى، واثناء عودتي من شملان تفاجأت بكمين مسلح في بلدة البساتين عبر قطع الطريق على موكبي بالسيارات والاطارات، حاولنا فتح الطريق فانهمر علينا الرصاص، وجرى عندئذ تبادل لاطلاق النار، ومن الطبيعي ان يكون لدي مرافقي اسلحة، لكن لماذا الآخرون يحملون السلاح وكل الاصابات من مرافقي بالرأس.
وتابع : نحن في حلف مع الوزير باسيل، لكننا لسنا تابعين لاحد، ولماذا دائماً استخدام الدماء لتحقيق مكاسب شخصية وتفجير البلد لتحقيق بعض المطالب ووحدة الدروز والجبل اغلى بكثير من بعض المطالب. وقال: ستظهر كل الامور في القضاء.
وليلاً، رد الوزير الغريب على النائب شهيب مؤكداً انه تعرض لكمين، وأن سيارته أصيبت بـ 14 رصاصة، كما أصيب سند مقعد رأسه بعدة رصاصات، وهذا ما يؤكد محاولة قتله، مشيراً الى ان الجبل لكل الناس وليس هناك من أحد يضع شروطاً أو يصدر فيزا لمن سيزور الجبل.
اللواء: أخطر إهتزاز للسلم الأهلي خلال زيارة باسيل للجبل حزب الله في خلدة داعياً لتسليم عناصر الاشتراكي ووأد الفتنة.. وإجتماع طارئ لمجلس الدفاع الأعلى اليوم
كتبت صحيفة “اللواء” تقول: حتى ساعات الفجر الأولى، كان التوتر في المناطق الدرزية في الجبل، من العمق، حتى الطريق الساحلي، ومن الجنوب إلى البقاع، وصولاً إلى منطقة عين المريسة، وجل البحر في العاصمة، هذا التوتر المصحوب بالاستنفار المسلح، اعاد اللبنانيين بالذاكرة إلى أيام القصف، وقطع الطرق، والاحتجاز في المنازل وفي السيّارات، في أسوأ اهتزاز للتعايش في الجبل منذ انتهاء الحرب، ودخول مرحلة السلم الأهلي وتحقيق المصالحة المسيحية عام 2001، وترافق التوتر سقوط الضحايا مع زيارة الوزير جبران باسيل إلى بعض مناطق الشحار الغربي.
ثمة ملاحظات بالغة الخطورة، ترافقت مع إطلاق النار على موكب وزير، وهو وزير الدولة لشؤون النازحين السوريين صالح الغريب، ومقتل اثنين من مرافقيه، ليعلن الأمير طلال أرسلان، لاحقاً ان عدد الضحايا ثلاثة مع ارجاء المؤتمر الصحفي لارسلان من الساعة 12 ظهراً لغاية الساعة الأولى من بعد الظهر، على ان يكون انتهى مجلس الدفاع الأعلى الذي دعا إليه الرئيس ميشال عون لمعالجة الموقف، وإعادة الوضع إلى طبيعته.
الجمهورية : الجبل يهتزّ أمنياً.. ومجلس الدفاع يجتمع اليوم
كتبت صحيفة “الجمهورية ” تقول : عاش لبنان في الساعات الماضية، واحدة من أبشع صور الأزمة الداخلية، المتداخلة فيها المصالح والعصبيات والحسابات الخاصة لهذا الفريق وذاك. كأن هناك من بعث صورة قدّمت دليلاً موجعاً على حجم التفسّخ الذي يعانيه الطاقم السياسي الحاكم، والذي يزرع فتائل التوتير والتفجير، في هذه المنطقة او تلك بطريقة تبدو متعمّدة، تطرح علامات استفهام واتهام لكل المشاركين في جريمة العبث بلبنان وأمنه، ودفعه الى السقوط في الهاوية التي يرقص على حافتها سياسياً واقتصادياً. صورة، أعادت الى الأذهان ذكريات الماضي الكريه، باستنفار المذهبيات والعصبيات، لم تكن تحتاج سوى الى عود ثقاب يُشعلها. ولعلّ السؤال الذي يُلقى في أحضان كل المشاركين في هذا الحريق: ماذا تريدون، والى أين تأخذون البلد؟.. كلكم متهمون، وليس منكم بريء من الدم الذي أُهرق، والقلق الذي ساد.. كلكم شركاء في محاولة اغتيال الجبل وأهل الجبل، والمصالحة في الجبل، ومن خلاله كل لبنان. كلكم في الخطيئة سواء، ومن منكم بلا خطيئة، فليرجم الآخر بحجر.
إهتزّ جبل لبنان، بل لبنان كله، امس، بحادثة أمنية خطيرة سقط فيها قتيلان وجريحان، وأعادت الى الاذهان صور الحرب المشؤومة التي كان شهدها الجبل وسقط فيها عشرات الآلاف من القتلى وخلّفت دماراً هائلاً ما زال العمل جارياً حتى الآن لمحو آثاره.
وطرحت هذه الحادثة، التي وقعت في قبرشمون، لمناسبة زيارة رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل لمنطقة عاليه، اسئلة كثيرة وكبيرة منها: من يريد للبنان العودة الى الحرب من بوابة السقوط السياسي الأمني والاقتصادي والمالي، حيث يمرّ الآن في مرحلة حساسة جداً على هذا المستوى؟ ومن يريد لجبل لبنان أن يعود الى أتون الفتنة بعد كل المصالحات التي جرت وبعد عودة عشرات الآلاف من المهجرين الى مدنه وقراه؟ وماذا تريد القوى السياسية أو بعضها من جولات على هذه المنطقة او تلك في وقت لا تزال الاستحقاقات الدستورية الانتخابية النيابية والرئاسية بعيدة سنوات؟ ومَن يريد تحجيم مَن حتى يُطلق البعض كلاماً عن التحجيم، ويذهب الى مواجهة من يريد تحجيمه بالدم؟ ولمصلحة من يأخذ البعض البلد الى أجواء خوف ورعب، مع بداية الموسم السياحي الذي يأمل الجميع ان يكون واعداً وبلسماً يداوي في الحدّ الادنى مشكلات لبنان الاقتصادية والمالية؟ ولماذا يتعمّد البعض افتعال او ارتكاب مثل هذه الحوادث مع بداية كل صيف، وخصوصاً هذه السنة بالذات، بعد القرار الخليجي العربي بعودة السياح الى لبنان؟