باسيل: سنتخطى أزمتنا المالية لأن الاساس هو التفاهمات التي قمنا بها
استهل رئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل جولته في منطقة عاليه، بحضور قداس في كنسية مار مطانيوس في الكحالة، ترأسه كاهن الرعية الاب فادي صادر وحضره النائب سيزار ابي خليل، رئيس البلدية جان بجاني، مسؤول قضاء عاليه في “التيار الوطني الحر” طوني فرنسيس وفاعليات وحشد من الأهالي
.
وألقى الوزير باسيل كلمة قال فيها: “عندما نأتي الى منطقة عاليه، نتوقف دائما في الكحالة، وكوع الكحالة مكتوب له أن تتوقف كل الناس عنده، لأن هذا الكوع له الكثير من الدلالات والأمثلة التاريخية، وفي هذه القاعة التي نحن فيها لقاؤنا اليوم يعبر عن معنى وجودنا، وعن دور الكحالة التاريخي وكيف صمدت وكيف أحبت وضحت وأعطت، وكيف كانت دائما معبرا للصمود وفي نفس الوقت معبرا للتلاقي، اذ انكم لم تقفلوا الطريق ولا مرة بوجه أحد، انما كانت مفتوحة على الدوام، واليوم نموذج الصمود الذي تعطونه تفتحون من خلاله الطريق لباقي القرى من هنا الى البقاع لتكون العودة لها عودة ناجزة وتامة، وكما أنتم بقيتم في بلدتكم وصمدتم، كان قراركم هنا، أنتم قررتم البقاء والصمود، وبقيتم وصمدتم، وهذا الكوع لنا فيه ذكريات كثيرة نحن في التيار، فمن هذا الكوع كانت شرارة توقيفنا في آب 2001، ودائما كان هذا الكوع مركز احداث فيها نضال وتضحية ومؤشرات تاريخية مهمة. المهم اننا بقينا، بقينا نموذجا، بقينا منفتحين ومحافظين على حالنا وعلى خصوصيتنا“.
وتوجه الى رئيس البلدية قائلا: “كون أكيد رئيس جان كما انت تحبنا نحن نحبك، وكما انت حريص على بلدتك وهذه واجباتك، نحن ايضا، والبلدة التي لم تستطع الحرب تهجير أهلها لن يأتي اوتوستراد ليهجرهم، وكذلك هي لن تقفل أراضيها ولا قلوبها للناس وستبقى دائما ممرا لكي شيء فيه خير، الخير الذي يحفظ هذه الضيعة وخصوصيتها والناس فيها، ويحفظ للناس ان يمروا، وهذا الأمر لن يعصى علينا وسنجد الحل الذي يرضيكم وإن شار الله في عهد فخامة الرئيس الذي تعرفون محبته لهذه البلدة، وكم كانت الكحالة وضهر الوحش وسوق الغرب وكل هذا الشريط هو حماية للشرعية اللبنانية، هنا الشرعية جرى حمايتها، لو سقطت الكحالة، كانت سقطت الشرعية اللبنانية بمعناها العميق والتي نحن حتى اليوم ندافع عنها ولا نزال نمثلها بأي موقع كنا، وحتى عندما كنا بالنفي الجسدي والسياسي، لم نخرج عن الشرعية والقانون او عن الدستور، حتى عندما فرض قبلنا به لانه على الدوام خلفيتنا الفكرية هي الشرعية والدولة والدستور والقانون، وهذا ما يحفظنا ويحفظ البلد، ونحاول ان نعمم هذا التفكير الذي، عندما يعمم في كل لبنان، لا يعود لدينا مشاكل، فعندما نصبح جميعا ضمنه نصبح متساويين ومتعادلين“.
وتابع: “هذه هي أهمية الكحالة والدور الذي لعبته على الدوام، لذا، ظروف الحرب التي مرت عليكم، وما بعدها، أصعب بكثير، ولن يصعب عليكم وعلينا نحن ان نواجه أية صعوبات اقتصادية، أبونا قال ان الوضع صعب، صحيح الوضع صعب ولكنه ليس أصعب من قبل، مرت علينا ظروف أصعب بكثير وتخطيناها، وكلي ثقة انه بهذا الثبات والصمود السياسي في البلد وبالاستقرار الذي خلقناه، سنستطيع ان نتخطى أزمتنا المالية والاقتصادية بقدر ما تصعب وسوف تصعب أكثر، ولكن سنخرج منها لان الاساس هو صمودنا السياسي ووحدتنا الوطنية والتفاهمات التي قمنا بها بهذا البلد، والتي تحفظه والتي كل يوم نطمح ان نعززها أكثر، وكل يوم نمد يدنا أكثر من موقعنا، من المكان الذي نحن فيه، من تاريخنا الذي نرى نفسنا به، من المستقبل الذي رسمناه والذي هو غير خفي عن أحد، بنوايانا، بفكرنا لوطننا، لدولتنا الجامعة الواحدة، لتنوعنا، لتعددنا، لديمقراطيتنا، كل هذه الامور تسمح لنا بان نستطيع ان نقف على أرض ثابتة، وقمنا بتفاهمات ثابتة تزعج البعض ويحاولون هزها ولكن هي أثبت وأقوى من ان تهز لانها هي ضمانة البلد وضمانة وحدته، وهي بالنسبة لكم ستكون ضمانة العودة الحقيقية“.
وأردف: “اليوم أصبح لديكم نائب يمثل التيار الوطني ويمثلكم في هذا القضاء، وهذه العودة السياسية اللازمة، والعودة الادارية والاقتصادية وعودة السياحة للمنطقة وعودة الزراعة، هذه هي العودة الاستراتيجية التي تدوم وتثبت الناس بأرضهم والتي ستكمل مشوارنا صعودا ليكون كله رسائل انفتاح ومحبة“.
وقال: “كما عمل سيزار للكحالة ولكل القضاء وحصل فيه إنماء غير معتادة عليه المنطقة، نحن سنكمل هكذا مع أي وزير يخصنا ومع اي نائب يمثلنا ومع أي كادر تيار يعمل لمصلحة البلدة والمنطقة، ودائما عملنا على دعم الشرعية، أكانت بلدية او دستورية، دائما هناك أناس لديها سلطتها المنبثقة من الشعب، وهذا الأساس وهذا الذي علينا ان نحفظه ونلتف حوله، نلتف حول رئيس الجمهورية لان لديه الشرعية الدستورية ونلتف حول رئيس البلدية لان لديه الشرعية المحلية التي تلزمنا ان نساعده ونقف الى جانبه ونؤمن للناس حاجاتهم وخدماتهم، وهكذا تكون العودة الحقيقية لكل القرى وهكذا نقدم نموذج إنماء لكل القرى ولكل الناس، وعندما نقوم بمشاريع تكون لكل القرى والناس، فلا يأتي من التيار الوطني الحر إلا الخير والإنماء والأفكار الجيدة التي تخص كل الناس والتي يعم نفعها وإيجابياتها على كل الناس“.
وختم باسيل: “نتمنى ان تبقوا مجموعين بهذه الرعية ونبارك لكم هذا العمل في الكنيسة ونتمنى ان تستمروا بالإعمار، وأنتم دافعتم عن أنفسكم لتبقوا بأرضكم بقناعتكم بإيمانكم بوطنكم، وهذا تاريخكم وسيبقى، لذا نحن نأتي لنأخذ القوة من عندكم ونطمئن الى أحوالكم ونعرف منكم ونخرج أقوى ونعطي المثل والدافع لنكون جميعنا أقوى، وعاليه تكون أقوى والتيار يكون أقوى ولبنان يكون أقوى“.