من الصحف الاميركية
أكدت الصحف الأمريكية أن ورشة المنامة التي دعا إليها البيت الأبيض من أجل تحسين حياة الفلسطينيين، لم تقدم الكثير من المغريات، خاصة وأنها اعتبرت الخطوة الأولى في خطة السلام الأمريكية التي تعهدت بها إدارة دونالد ترامب
.
ورأت نيويورك تايمز أنه إذا كان المؤتمر الذي استمر ليومين هو محاولة من إدارة ترامب من أجل حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، فإن مخرجات هذا المؤتمر على إمكانية ذلك كانت قليلة، مشيرة إلى أنه يمكن اعتبار أن المؤتمر فشل.
وأوضحت، أنه رغم التهاني التي تلقاها جاريد كوشنر ووزير المالية الأمريكي وضيوفهم، إلا أن السلطة الفلسطينية قاطعت المؤتمر، وعبرت عن ذلك لأنها كما تقول لا تثق بإدارة ترامب، كما لم تتم دعوة حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
محور مؤتمر أو ورشة المنامة كان يركز حول إمكانية جمع 50 مليار دولار للأراضي الفلسطينية، كما أوضح كوشنر، “في وقت رفض فيه الفلسطينيون فكرة تقديم حوافز اقتصادية واعدة قبل تقديم خطة سياسية شاملة“.
لكن حتى الخطة الاقتصادية التي طرحها كوشنر، وفق الصحيفة، لم تكن واضحة وأغفلت ذكر الاحتلال العسكري الإسرائيلي للضفة الغربية، وحصاره لقطاع غزة.
قالت صحيفة واشنطن بوست إن نذر المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران بدأت تلوح في الأفق في ظل تصاعد حُمّى التصريحات المتبادلة بين الطرفين.
فحتى أولئك الذين يدعمون بشكل كامل وصريح سياسة “العقوبات القصوى للضغط” التي تتبعها الإدارة بدؤوا يتساءلون عمّا إذا كانت إدارة ترامب لديها استراتيجية.
وقال توماس فريدمان في صحيفة نيويوك تايمز إن الرئيس دونالد ترامب قرر مواجهة أقدم حضارتين في العالم وتغيير تصرفاتهما وفي وقت واحد، ولكن بدون أن يكون لديه خطط ولا أهداف.
ويقول إن الضغط بهذا الإتجاه ليس عملا جنونيا ولكن الجنون هو التعهد بالقيام بهذه المواجة العظمى بدون أهداف صحيحة وبدون حلفاء لمساعدته على إنجاز الأهداف وبدون أن يكون لديه فريق أمن قومي متماسك وبلا تناسق مع بقية أهداف السياسة الخارجية لإدارته.
وبعد كل هذا قام ترامب وبقرار فردي بالخروج من الإتفاقية النووية الموقعة عام 2015 التي أوقفت المشروع النووي وفي وقت حاول فيه تحفيز الديكتاتور الكوري الشمالي كيم جون- أونغ والموافقة للتخلي عن مشاريعه النووية.
وقام الرئيس بفرض عقوبات تجارية على الصين وفي الوقت نفسه يريد مساعدتها في لإقناع كوريا الشمالية التخلي عن مشاريعها النووية. كما وفرض ترامب تعرفات جمركية على الألمنيوم الأوروبي وهو بحاجة لدولها في مواجهة كل من الصين وإيران. وفي الأسبوع الماضي كانت أمريكا بعيدة عشرة دقائق عن المواجهة مع طهران قبل أن يقرر وقفها في وقت لم تستطع الولايات المتحدة تحقيق الإستقرار لا في العراق أو الخروج من أفغانستان.
ويرى فريدمان أن ترامب يستحق الثناء في شيء واحد من خلال التسبب بالألم لإيران وخنق كل انتاجها النفطي. وعلى الصين التي فرض 250 مليار دولار على صادراتها للولايات المتحدة وعلى المنتجات من شركتها العملاقة “هواوي”. وبعبارة أخرى أصبح لدى ترامب ورقة نفوذ على الصفقات التعاقدية أو التحويلية من البلدين. ويقول إن رئيسا يتصرف بنوع من الجنون يمكن أن يحقق شيئا في وقت ما، أما الرئيس الذي يتصرف بجنون دائم، ويخلق ألمان بدون أهداف واضحة، ويؤكد دائما أنه ينتصر ويخسر الأخرون وبدون أن يكون لديه ممر آمن للخروج، هو رئيس ليس جيدا.
وتساءل فريدمان إن كان ترامب يريد تغيير النظام في إيران أم أنه يريد فقط تغيير سلوكها؟ وهل يريد تقليل العجز في التجارة مع الصين أم أنه يريد الحصول على صفقة عادلة لشركاتنا؟ ويجيب الكاتب أن هذا الوضع ليس واضحا له ولا للرئيس نفسه. والسؤال الحقيقي إن كان الرئيس منضبطا بدرجة ما وصبورا وماهرا لترجمة الالم الذي تسبب به إلى مكاسب ملموسة ودائمة للولايات المتحدة؟
ولأن الصين وإيران تمثلان مشاكل مختلفة فالصين تعتبر مهمة وذات قيمة أما إيران فتمثل مشكلة مثيرة للقلق.
الصين تسيطر على أهم صناعتين في القرن الحادي والعشرين وهما الذكاء الصناعي والسيارات الكهربائية. وهي تريد استخدام الذكاء الصناعي لتقوية سيطرتها الديكتاتورية في الداخل والسيارات الكهربائية والبطاريات لتحرر نفسها من الإعتماد على “النفط القديم” من القرن الماضي. وتعرف الصين أن البيانات هي “النفط الجديد”، ولهذا فالبلد الذي تستطيع حكومته وشركاته الحصول على أكبر كمية من البيانات وتحليلها وتحسينها بطريقة مثالية فسيكون هو القوة العظمى في هذا القرن.
أما إيران، فتقودها مؤسسة رجال الدين متقدمة في العمر وضيقة النظر تركز نظرها على اكتساب أهم تكنولوجيا في القرن العشرين، وهي السلاح النووي من أجل السيطرة على منطقة الشرق الأوسط وإخراج الولايات المتحدة والإنتصار في المعركة على الدول السنية العربية وقيادة العالم الإسلامي. وفي محاولتهم لتحقيق هذا تقوم المؤسسة الدينية بقمع شعب موهوب وغني بالثقافة وتمنع أبناءه من اكتشاف مواهبهم بشكل كامل.
وتعتمد إيران بشكل كامل على بيع النفط الذي كان قوة القرن العشرين، ولم تعد أمريكا بحاجة إليه لأنها الدولة الأكبر في مجال إنتاجه على مستوى العالم، لا السعودية أو روسيا ولا إيران. ولو أغرقت إيران ناقلة نفط في الخليج فستخلق طوابير للوقود في الصين لا أمريكا. ولهذا السبب تحتاج أمريكا إلى صفقة تعاقدية مع إيران وتحويلية مع الصين.
ولو كان ترامب ذكيا لقام بعقد صفقة محدودة مع إيران، فالولايات المتحدة بوجودها المنخفض في الشرق الأوسط ليست بحاجة للتورط في حرب جديدة مع طهران ولا هندسة عملية “محو” كما هدد ترامب إيران لو ضربت القوات الامريكية بالمنطقة.