من الصحف الاميركية
ذكرت الصحف الاميركية الصادرة اليوم ان لجنة بمجلس الشيوخ الأمريكي وافقت على تشريع يجعل من الصعب على الرئيس دونالد ترامب، تجاوز مراجعة الكونغرس لمبيعات الأسلحة، مما يبرز مدى غضب أعضاء المجلس إزاء موافقته على صفات أسلحة بقيمة ثمانية مليارات دولار للسعودية والإمارات
.
وأيدت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ذي الأغلبية الجمهورية “قانون الطوارئ الكاذبة الخاص بالسعودية”، بعد يوم من موافقة مجلس الشيوخ بكامل أعضائه على 22 قرارا منفصلا برفض الصفقات.
ولم تحصل قرارات الرفض على الدعم الكافي لمواجهة حق النقض (الفيتو) الذي هدد ترامب باستخدامه. لكن أعضاء المجلس تعهدوا بعدم الاستسلام ورفضوا إصرار وزير الخارجية، مايك بومبيو، بأن التهديد الذي تمثله إيران كان المبرر وراء المضي قدما في مبيعات الأسلحة رغم المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان والخسائر في صفوف المدنيين جراء الحملة الجوية التي تقوم بها الدولتان في اليمن.
ووافقت اللجنة على الإجراء من خلال تصويت شفوي، ولم يطلب سوى السناتور الجمهوري ميت رومني، بتسجيله كمعترض. ولم يتضح على الفور متى سينظر مجلس الشيوخ بأكمله في الإجراء.
وقال زعيم الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية، السناتور بوب منينديز، وهو مؤيد بارز للتشريع “أحكام الطوارئ في قانون الرقابة على تصدير الأسلحة يجب استخدامها فقط في حالات الطوارئ الحقيقية، وكاستثناء نادر لأوثق حلفائنا الذين نستطيع أن نضمنهم“.
قالت لجنتا القضاء والاستخبارات في مجلس النواب الأميركي إن المحقق الأميركي الخاص، والمدعي العام السابق، روبرت مولر، وافق على الإدلاء بشهادته علنا في 17 تموز/ يوليو المقبل بشأن تقريره حول التحقيق في “روسيا غيت” التحقيق في التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.
وكتب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف على تويتر أن “روبرت مولر وافق على الإدلاء بشهادته أمام الكونغرس بموجب مذكرة استدعاء“.
وأضاف شيف “هاجمت روسيا ديمقراطيتنا لتساعد في فوز ترامب الذي رحّب بهذه المساعدة واستخدمها. وكما قال مولر هذا يجب أن يجعل كل أميركي يشعر بالقلق، وسيتاح الآن لكل أميركي أن يسمع بشكل مباشر من مولر“، وأكد رئيس اللجنة القضائية، جيري نادلر، أن مولر سيدلي بشهادته “في جلسة مفتوحة“.
قال الكاتب جيرود ليبر إن إيران لا تشكل أي تهديد في الوقت الحالي للولايات المتحدة، ومع ذلك فإن إدارة الرئيس دونالد ترامب تصر على المضي قدما في فرض عقوبات “مغلظة إلى أقصى حد” على طهران.
ويقول ليبر في مقاله بمجلة ناشونال إنترست الأميركية إنه على الرغم من أن المسؤولين في واشنطن ما انفكوا يرددون أنهم لا يريدون حربا مع إيران فإنهم “يفعلون كل ما في استطاعتهم لإيجاد ظروف من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من التصعيد“.
ويلفت الكاتب -وهو باحث بمركز ديفينس برايوريتيز المتخصص في الدراسات العسكرية- إلى أن الرئيس ترامب ظل إبان حملته الرئاسية ينتقد “بلا هوادة” الاتفاق النووي مع إيران، واصفا إياه بـ”الصفقة السيئة” التي قد تفضي إلى “محرقة نووية“.
ويضيف أن ترامب أقدم -مع ذلك- على إجازة الاتفاق في مناسبتين منفصلتين في غضون بضعة أشهر من توليه الرئاسة، قبل أن ينسحب منه في مايو/أيار 2018 بذريعة أن إيران “تتملص سرا من الصفقة“.
ويستدرك الكاتب أن حجة الولايات المتحدة لا تقوم على دليل يؤكد أن إيران تنتهك بنود الاتفاق، حسب ما أفادت به الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويقول ليبر إن الولايات المتحدة دأبت منذ ذلك الوقت على مواصلة حملة الضغوط المشددة بفرضها عقوبات “ماحقة” على إيران، وبوجودها العسكري غير المحدد بزمن في العراق وسوريا، وبدعمها غير المشروط للسعودية المنخرطة في الحرب الأهلية “المروعة” في اليمن.
ويضيف أنه لعل الغاية من تلك الإجراءات هي الحيلولة دون استحواذ طهران على أسلحة نووية، إلا أن المقصود أيضا حملها على الكف عن تمويل وكلائها في بلدان، مثل سوريا واليمن.
وبرأي كاتب المقال، فإن حملة الضغوط الأميركية تلك قد “باءت بالفشل الذريع“.
ويشير الكاتب إلى أن الإدارة الأميركية كانت أعلنت عن إرسال قوات إضافية قوامها ألف جندي إلى الخليج العربي لتكون بمثابة “واق” من أي عدوان إيراني محتمل، وذلك في أعقاب هجمات إيران “المزعومة” على ناقلتي النفط النرويجية واليابانية مؤخرا.
غير أن التقارير الصحفية تشير إلى أن نزعة إيران “العدائية” لم تكن سوى رد فعل مباشر على الضغوط المشددة التي تتعرض لها، وهو ما يعتبره الباحث الأميركي “لعبة خطرة“.
ويشير الكاتب إلى تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأحد الماضي بأن إعلان طهران استئناف تخصيب اليورانيوم دليل على العيوب التي تعتري الاتفاق النووي “الذي ليس بوسعه منع إيران” من حيازة أسلحة نووية.
ويرى ليبر في مقاله أن تصريحات بومبيو “هراء”، ذلك أن إيران إذا ما استأنفت التخصيب فعلا فإن تصرفها لا يعدو أن يكون رد فعل مباشر على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وإصرارها على القيام بكل ما في وسعها لتقويضه.
ويتساءل الكاتب: لماذا يتعين على إيران الالتزام باتفاق تسعى أقوى دولة على وجه المعمورة إلى تخريبه؟
ويختم بأنه إذا لم تكن إدارة ترامب ترغب حقا في خوض حرب مع إيران فإن عليها الكف عن الظهور بمظهر من يسعى إليها.