من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: بولتون يطمئن تل أبيب بالوقوف معها… وبومبيو في الخليج لرفع المعنويات… وصاروخ على أبها فوز ساحق لمرشح المعارضة في بلدية اسطنبول… وزعامة أردوغان على المحك برّي لكوشنر عشية مؤتمر المنامة: ملياراتكم ثلاثون
فضة… و”فلسطيننا سماويّة”
كتبت صحيفة “البناء” تقول: خطفت اسطنبول ونتائج الانتخابات البلدية فيها الأضواء الإقليمية والدولية بفتحها باب النقاش والتنبؤات حول مستقبل زعامة الرئيس التركي رجب أردوغان، الذي تلقّى هزيمة ساحقة بفوز مرشح المعارضة في الانتخابات البلدية بفارق كبير عن مرشح اردوغان بعدما تحوّلت إعادة الانتخابات وانخراط أردوغان لشهر كامل في محاولة الفوز بها إلى استفتاء مسبق على شعبيته ومستقبله السياسي وترشّحه الرئاسي، في المدينة التي تكتب تقليدياً مستقبل السياسة في تركيا، والتي كان أردوغان يعتبرها معقله الأخير وخط الدفاع الذي يلجأ إليه كلما شعر بالضيق. فمنها انطلقت زعامته قبل ربع قرن رئيساً لبلديتها، وفيها وزع مشاريعه الاقتصادية، وعبرها أحكم القبضة على حزبه ومن خلاله على تركيا.
استحقاقات الأيام المقبلة من بقية شهر حزيران الجاري ستتكفل بنقل الأضواء إلى أماكن أخرى، حيث وصل وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو إلى عواصم الخليج في محاولة لرفع معنويات حلفائه الذين تسبّب تهرّب واشنطن من المواجهة مع إيران بحال ذعر في صفوفهم بعد نجاح الدفاعات الجوية للحرس الثوري الإيراني بإسقاط أهم طائرات التجسّس والرصد الأميركية، ونيل طهران شكراً أميركياً على عدم إسقاط طائرة أميركية أخرى كانت تحمل عسكريين أميركيين وتقع في مرمى الصواريخ الإيرانية كما اعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إحدى تغريداته. وبالتزامن مع وصول بومبيو الذي يحمل الكثير من كلمات المؤاساة لحكام الخليج كانت قواعد الاشتباك التي ترسمها الأفعال، تترسخ بمعادلة الصواريخ والطائرات اليمنية بدون طيار فوق أبها، حيث كان صاروخ آخر يستهدف المطار ويوقع القتلى والجرحى رداً على استهداف المدنيين اليمنيين.
في سياق مشابه وصل مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة والتقى برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ومستشار أمنه القومي مائير بن شباط، لطمأنة قادة الكيان بأن المواجهة التي كانوا قلقين على أمنهم من اندلاعها مع إيران، لن تقع بعدما قررت واشنطن عدم الردّ على النجاح الإيراني بإسقاط أهم طائرات التجسس الأميركية، وطمأنتهم بالمقابل بأن التفاهمات التي ستجمع واشنطن وموسكو حول سورية خلال الاجتماع الذي ستشهده القدس المحتلة ويضمّ بولتون ومستشار الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف ويتفرّع عنه اجتماع ثلاثي ينعقد بعد غد يحضره بن شباط، لن يتضمن مساومات أميركية على الموقف من الوجود الإيراني في سورية.
الاستحقاق الأبرز سيبدأ غداً من المنامة، حيث ينعقد المؤتمر الذي دعت إليه واشنطن لتسويق صفقة القرن، والذي أصيب قبل أن ينعقد بفشل يشبه فشل أردوغان في اسطنبول، وقد حشد الأميركيون كل ثقلهم لإنجاح المؤتمر باعتباره الجزء الجاذب من رؤيتهم لحل القضية الفلسطينية القائمة على مقايضة الحقوق وفي مقدمتها حق العودة للاجئين والأرض الفلسطينية ومحورها قيام دولة فلسطينية والمقدسات المسيحية والإسلامية التي ترمز إليها مدينة القدس، بوعود للفلسطينيين بالحصول على المال العربي الخليجي بضمانة أميركية. وهذا المال هو المحور الذي يستحوذ على مؤتمر المنامة بعرض مشاريع بقيمة تزيد عن خمسين مليار دولار أميركي، تمهيداً لإعلان الشق السياسي من الصفقة بعد الانتخابات الإسرائيلية في الخريف المقبل، بتثبيت القدس عاصمة لكيان الاحتلال، وضمّ الجولان وأجزاء أساسية من الضفة الغربية، واستبدال حق العودة للاجئين بتوطينهم في بلدان الإقامة، ومنها لبنان الذي ضمّه جارد كوشنر عراب الصفقة ومستشار الرئيس الأميركي وصهره، إلى لائحة المستفيدين من مشاريع المنامة، في إشارة واضحة لاعتماد خيار التوطين للاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان.
في لبنان لم يتأخر رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الرد على كوشنر فاستبق المؤتمر بضربة ركنية أصابت مقتلاً من خطاب المؤتمر القائم على الترويج للعائدات المالية، التي شبّهها الرئيس بري في استعارة تاريخية مسيحية بالثلاثين من الفضة التي عرضها الحاخامات وأحبار الهيكل على تلامذة السيد المسيح، لخيانته، وقد رفضوا إلا أحدهم، فقال بري إن فلسطيننا هي سماوية ولا يمكن بيعها بثلاثين من الفضة.
وبينما بدأت التظاهرات في أكثر من بلد عربي تنديداً بمؤتمر البحرين، فإن الترقب سيد الموقف لموقف رسمي موحّد حيال ما أعلنه مستشار الرئيس الأميركي وصهره جارد كوشنر عراب “صفقة القرن” وعن خطوات المرحلة الأولى منها والتي تتضمن استثماراً بمبلغ 50 مليار دو ر في عدد من الدول العربية، ومن بينها لبنان. وبالانتظار خاطب رئيس مجلس النواب نبيه بري كوشنر قائلاً “لن يكون لبنان واللبنانيون شهود زور أو شركاء ببيع فلسطين بثلاثين من الفضة. إن فلسطين ومسجدها الأقصى وكنيسة المهد قبل أن تكون قضية جغرافية وشعباً هي قضية سماويّة وهي بعين أهلها ومقاومتها وبعين رب السماء. ويخطئ الظن مَن يعتقد أن التلويح بمليارات الدو رات يمكن له أن يغري لبنان الذي يئن تحت وطأة أزمة اقتصادية خانقة على الخضوع أو المقايضة على ثوابته غير القابلة للتصرف، وفي مقدمها رفض التوطين الذي سنقاومه مع الأشقاء الفلسطينيين بكل أساليب المقاومة المشروعة”.
وعلى خط النازحين كشف نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي من جبيل عن مساعٍ جدية يجري العمل عليها لعودة النازحين السوريين، ناقلاً عن رئيس البلاد قوله من أنه لن يهدأ له بال قبل أن ينهي موضوع مسألة توطين الفلسطينيين والنزوح السوري في لبنان، لأن المسألة ليست بسيطة بل لها علاقة بوجود البلد وابنائه”. واعتبر “أن التأخير في عدم عقد قمة بين الرئيسين عون وبشار الأسد للمطالبة بتأمين العودة للسوريين إلى بلادهم هو عدم وجود نضج داخلي لصناعتها”، مؤكداً “أن لا شيء يمنع الرئيس عون من زيارة سورية لهذا السبب، ولكن في الوقت عينه يريد أن تنضج الأمور بطريقة تؤدي الى نتيجة لمصلحة البلاد، لان الموضوع ليس عقد قمة فقط للقمة”.
الأخبار: سجال الحريري ــ جنبلاط: “القلّة بتولّد النقار”
كتبت صحيفة “الأخبار” تقول: تجدّدت أمس جولات الاشتباك الكلامي بين تيار المستقبل والحزب الاشتراكي، كادَ يتطور لولا وساطة من رئيس مجلس النواب نبيه بري أدت الى هدنة جديدة. يعدّد الطرفان مآخذ كل منهما على الآخر، لكن قد يكون السبب الأصدق لخلافهما هو شح المال السياسي، فولّدت “القلة النقار”!
لأن الوقت الضائِع هو تربة خصبة للارتباك والعجز عن الفعل، أصبحَت الحروب الداخلية الصغيرة “الشغل الشاغل” لبعض الأحزاب والتيارات المدركة تماماً عجزها عن إحداث فرق أو تغيير في المشهد، وباتت المهاترات هي الخبز اليومي لكثير من السياسيين. وليسَ أكثر تعبيراً عن ذلك من ما شهدته البلاد يومَ أمس بينَ رئيس الحكومة سعد الحريري ومعه تيار المستقبل من جهة، ومن جهة أخرى الحزب التقدمي الإشتراكي. إذ تجدّد الاشتباك بينهما بعدّ أقل من ثلاثة أسابيع على السجال “التويتري” الذي أشعلته المداورة على رئاسة بلدية شحيم التي تم الاتفاق عليها مسبقاً بينهما. فجأة تحولت الحسابات الزرقاء بين المستقبليين والاشتراكيين الى ما يُشبه ساحة معركة بين أطفال يقف بعضهم للبعض الآخر على الكوع، وذلك عقبَ تصريح لوزير الصحة وائل أبو فاعور إعتبر فيه أن “العلاقة مع المستقبل ليسَت على ما يُرام”، وردّ عليه الحريري عبرَ “تويتر” قائلاً: “مشكلتكم يا إخواننا في الحزب التقدمي الاشتراكي مش عارفين شو بدكم. لما تعرفوا خبروني”.
بعدَ تغريدة الحريري، حلا لنواب الطرفين وكوادرهما خوض النزال، وصار كل واحد “من عنده يفيض”. بداية سارع النائب بلال عبدلله بالإجابة “مشكلتنا معك دولة الرئيس للأسف، أننا نعرف ونعلم ماذا تريد. وبماذا تفرط، خاصة بشيء ليس ملكك، وكيف تجاهد كل يوم لإضعاف بيئتك بحجة حماية الوطن، بينما الحقيقة في مكان آخر”. ثم ردّ عليه النائب محمد الحجار فقال: “عزيزي بلال، الرئيس الحريري ما بفرط بحقوق حدا، ولا بيقلب ألف قلبة، وببيع الحلفا عكل كوع ومفرق. مشكلة دولته معكن انو عزز بيئته. ما عدتو قادرين تبيعو عضهرها وتتاجرو وتبتزو باسم العلاقة معه ومعها. وخبر رفيقك رامي الريس إنو عنا رئيس حكومة معبي مركزه، بس ما عاد قادر يعبي جيوب تعودت عالغرف”. ما دفع بعبدالله إلى الردّ مجدداً قائلاً: “ردي الوحيد حول الحرص على البيئة التي لنا شرف تمثيلها، كيف يفسر لنا الفيتو على نجاح أبناء منطقتنا الباهر وبكفاءة، في مباراة الجمارك، وكيف يترك مجلس الخدمة المدنية، ملاذ أهل الإقليم، عرضة للتجريح والإساءة. احتراماً لبلدتي ومنطقتي لن أساجلك”. ومن جهته، ردّ النائب الاشتراكي هادي أبو الحسن “إذا بتحب دولتك تعرف شو بدنا! بكل احترام رح نقلك، بدّنا نشوف هالمشهد على طاولة مجلس الوزراء حتى يبقى الطائف بخير وما نفرط بالوصية”.
تغريدات نائبيّ “الاشتراكيّ” استدعت رداً عنيفاً من الحريري، فكتب “واضح أنكم عارفين. ساعة يلا هدنة إعلامية بعد نص ليل هجوم، بعدين بتسحبوا التويت واعتذار. على كل حال خلي الناس تكون الحكم، أو حتى هيدا ممنوع عندكم، وللعلم الي عم يحاول يرمي زيت على النار معي ما بيمشي”. وأضاف في تغريدة لاحقة: “قال شو الاشتراكي عم يحكي بالوفاء… نكتة اليوم”. ولم يكن ينقص سوى دخول الأمين العام لتيار المستقبل، أحمد الحريري، على خط السجال، معتبراً أن “بيضة القبان انفقست”. ووصل الأمر بأحمد الحريري إلى حد “تبنّي” تغريدة للوزير السابق وئام وهاب جاء فيها: “يا شيخ سعد، الوحيد إلي كان يعرف شو بدو وليد بك كان أبوك، الله يرحمو. كان عندو الدوا. هلق المشكلة الدوا مقطوع من السوق، والكل طفران. بدك تتحمّل”! وربما في تغريدة وهاب السبب الحقيقي للخلاف. فالشح المالي أصاب الحليفين الحريري ووليد جنبلاط، ولم يعد في مقدورهما جسر الهوبة بينهما بالقليل من ما سمّاه رئيس الاشتراكي في إحدى وثائق ويكيليكس “القوافل المحملة بالذهب والزمرّد من الربع الخالي” (“الأخبار”، 6 نيسان 2011). ففي برقية مؤرخة يوم 11 تموز 2006، كتب السفير الأميركي السابق جيفري فيلتمان لإدارته قائلاً: “بدل أن يشعر بالخجل من حاجته للتسوّل، تحدّث جنبلاط بسرور عن رسالة كان قد أرسلها إلى شريكه في 14 آذار، سعد الحريري، الابن الثاني لرفيق الحريري ووريثه السياسي، وعبّر جنبلاط فيها عن أمله أن تصل قوافل الحريري “المحمّلة بالذهب والزمرّد من الربع الخالي بسلام”، والتي قد ينوي الحريري أن يخصّص منها لجنبلاط “بعض القطع النقدية الصغيرة”. وفي خطوة اعتبرها جنبلاط طريفة جداً، وقّع رسالته باسم “العبد الفقير”(…)”.
وفيما كان الجميع يرصُد السقف الذي سيصله هذا الاشتباك، تدخل جنبلاط لوقفه. فتوجّه إلى “جميع الرفاق والمناصرين مطالباً بعدم الوقوع في فخ السجالات والردود العلنية مع تيار المستقبل”، ومُرفقاً تغريدته بصورة لمنشر غسيل، قبلَ الإعلان عن اجتماع عقد بين الوزير السابق غطاس خوري وأبو فاعور بوساطة من رئيس مجلس النواب نبيه بري خلص الى التوافق على وقف السجال الإعلامي بين الطرفين.
وفيما استغربت مصادر “الاشتراكي” ردّ الحريري وهجمة نوابه، قالت إن “العلاقة مع المستقبل لم يحصل فيها تطور إيجابي، لكن في الوقت نفسه لم يحصل أي شيء يستدعي كل هذه الحملة”، معتبرة أن “ما قاله أبو فاعور كان ودياً وينطلق من الحرص على التاريخ الذي جمع جنبلاط بالحريري”. فيما رجحت أن يكون السبب “ذيول ما حصل في شحيم، ولا سيما أن البلدية حصل فيها انتخابات بعد الخلاف على المداورة، وربما النتيجة لم تأت على خاطر الحريري”. من جهته، يحمل تيار المستقبل النائب جنبلاط مسؤولية ما نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” عن “تدهور العلاقة بين جنبلاط والحريري”، وقد اتهم مستقبليون جنبلاط بأنه مصدر الخبر. ومن الواضح أن تيار المستقبل لا يزال يقف عند رسالة الواتساب النصية التي توجه بها جنبلاط الى المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، قبل نحو أسبوع، وضمّنها إساءة إلى الحريري، ثم عاد واعتذر عنها.
الديار : أكثر من 13 مليار دولار أميركي سنويًا كلفة الفساد والهدر على الإقتصاد اللبناني لبنان ليس ببلد مُفلس.. بل الفساد ينخر جسده.. وإجراءات الموازنة غير كافية للقضاء عليه تداعيات الفساد على الإقتصاد والماليّة العامّة كبيرة والأخطر على القيم الأخلاقيّة
كتبت صحيفة “الديار ” تقول : لم يحتل يومًا الفساد المساحة التي يحتلها اليوم في وسائل الإعلام، ولم يكن يوما الفساد مادّة دسمة في الخطاب السياسي كما هو اليوم. وفي إحصاء بسيط يُكتب ويُقال في وسائل الإعلام أكثر من 13 ألف كلمة عن الفساد يوميًا أي ما يوازي كتاباً! كل هذا ولبنان ما زال يغوص في الفساد القاتل، الفساد الذي يُغرق اقتصاده وماليته العامّة والأصعب أنه يضرب القيم الأخلاقية في مجتمعنا الذي لطالما تغنّى بالقيم الأخلاقية المتناقلة بين الأجيال عبر السنين ولكن أيضا بقيمه الدينية.
كتبنا في جريدة “الديار” بتاريخ 17 حزيران 2019 مقالا بعنوان “الفساد الآفة التي أوصلت الدين العام إلى 86 ملياراً” وشرحنا فيه كيف تراكم هذا الدين عبر السنين منذ انتهاء الحرب الأهلية وحتى يومنا هذا. أهمية هذا المقال تكمن في إظهاره أن مسؤولية تراكم الدين العام تقع على كل الحكومات المُتعاقبة والقوى السياسية التي شاركت فيها. فمنها من شارك في الفساد ومنها من لم يُشارك ولكنه وقف مُتفرّجًا على تراجع لبنان على كل الأصعدة.
اليوم ومع تعاظم تداعيات الفساد وعجز القوى السياسية عن معالجته لأسباب عديدة لن نغوص فيها، نرى أنه من الضروري وضع الفساد على منصة التشريح لمعرفة أسباب وأماكن وجوده كما والسبل للقضاء عليه.
عوامل تاريخية، اجتماعية، ثقافية، مؤسسية، واقتصادية
تزخر المراجع العلمية بالحجج والأدلة العملية عن الآثار السلبية للفساد الذي يَحُولُ دون القيام بالاستثمارات المباشرة أكانت أجنبية أو محلّية. هذه الاستثمارات هي المُحرّك الأساسي لأي تطور اقتصادي واجتماعي في أي كيان على هذه الأرض، حيث انه بدونها لا يوجد نمو اقتصادي، وبالتالي لا خلق لثروات يستفيد منها المُجتمع وخزينة الدوّلة.
كل حكومات دول العالم من دون استثناء تُجاهر بمحاربة الفساد وتعتبرها أولوية في سياساتها الاقتصادية. لكن في الدول في طور النمو تعتمد الحكومات هذا الشعار بهدف تلقّي الدعم المالي من المؤسسات العالمية والدول المُلتزمة الإنماء الاقتصادي والاجتماعي (Apergis et al., 2010 ) وعلى الرغم من التعهدات التي تقوم بها الحكومات يبقى مستوى الفساد في هذه الدوّل مرتفعًا.
النهار : الاشتراكي المستقبل: “حرب” فهدنة قبل مراجعة العلاقة
كتبت صحيفة “النهار ” تقول : نجحت المساعي بالواسطة في احتواء “الحرب” الكلامية التي نشبت بين الحزب التقدمي الاشتراكي و”تيار المستقبل”، واتفق الجانبان بعد تهشيم اصابهما، على ان العلاقة بينهما تحتاج الى مراجعة عميقة. وعلمت “النهار” ان الخط الساخن الذي دخل عليه الرئيس نبيه بري، فتح بين الوزير وائل أبوفاعور والوزير السابق غطاس خوري، وأدى التواصل بينهما الى ضبط جزئي للردود والردود المقابلة، وعمل كل جانب على ضبط صفوفه بعد تبادل التهم والكلمات التي تجاوزت الحدود المتعارف عليها. وغرد رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط: “أتوجه الى جميع الرفاق والمناصرين مطالبا بعدم الوقوع في فخ السجالات والردود العلنية مع تيار المستقبل”.
وكان أبوفاعور أكد “ان العلاقة مع تيار المستقبل ليست على ما يرام، لدينا رؤية نقدية ورأي اعتراضي على المسار السياسي الحالي، والمآل الطبيعي بالاستناد الى العلاقة التاريخية بين الطرفين ان يحصل نقاش وحوار بيننا وبين تيار المستقبل لتبيان الخيط الابيض من الخيط الأسود في طريقة التعاطي المستقبلية، خصوصاً ان الامر يتعلق بأساسيات نظامنا السياسي ومنها اتفاق الطائف”. وقال ان “الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديموقراطي لديهما رأي اعتراضي حول ما سمي التسوية السياسية وما جرته حتى اللحظة على البلاد”.
في المقابل، أفادت أوساط “المستقبل” انه “اذا كان هدف جنبلاط اعادة الحريري الى تموضعه مع حلفائه الاسبقين في 14 اذار، مع ما يستتبع ذلك من تخليه عن تحالفه مع الرئيس ميشال عون، فانه اعتمد الطريق الخطأ، ويرفض الاعتراف انه خسر الرهان، لان الرئيس الحريري عقد اتفاقاً مع رئيس الجمهورية لا عودة عنه، وهو لم يتنازل عن الاساسيات بعكس ما يحاول البعض تصويره”.
وخلاف أمس لم يكن وليد ساعته، بل هو نتاج احتقان حاول أبوفاعور احتواءه الاسبوع ما قبل الماضي بلقاء مع الحريري لم يحصل بسبب تغريدات جنبلاطية استبقت الموعد. وقد احتدم الخلاف قبيل التعيينات الادارية المتوقع ان تبدأ بشائرها هذا الاسبوع، او ربما تأخرت بعد التوترات المتنقلة، خصوصا بعد اعلان الوزير السابق وئام وهاب ان ثلث المواقع التي تخص الطائفة الدرزية ستذهب اليه وحلفائه في قوى 8 اذار، وان زمن الاحادية والاحتكار ولى الى غير رجعة، في رسالة ضمنية الى جنبلاط.
الجمهورية : لهيب سياسي يستقبل الموازنة… وبرّي: “صفقة القرن” لن تُغرينا
كتبت صحيفة “الجمهورية ” تقول : شهدت نهاية الاسبوع لهيباً سياسياً على مستويات عدة، جاء عشية “اسبوع الآلام” المالي الذي يُفترض ان تُنجز خلاله لجنة المال النيابية درس مشروع الموازنة، ليتسنى للمجلس إقراره الشهر المقبل. وتوزّع هذا اللهيب بين موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الصارم برفض لبنان “صفقة القرن”، التي تعدّ لها الولايات المتحدة الاميركية، وهو أول موقف رسمي لبناني بهذا المستوى من هذه الصفقة، وبين السجال السياسي الحاد الذي دار “تويترياً” بين رئيس الحكومة سعد الحريري وتيار “المستقبل” من جهة، وبعض نواب “الحزب التقدمي الاشتراكي” ومسؤوليه من جهة ثانية، الذي اطفأه رئيس الحزب وليد حنبلاط مساء أمس، بدعوة محازبيه الى وقف السجال مع الحريري و”المستقبل”. فيما اكّد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لـ”الجمهورية”، انّ العلاقة بينه وبين الحريري “صلبة واستراتيجية”، داحضاً ما يُقال من انّ “القوات” ستخرج من الحكومة في حال عدم اعتماد آلية للتعيينات الإدارية المُنتظرة. مؤكّدا الاستعداد للقاء مع رئيس الجمهوررية ميشال عون في اي وقت، ومنتقداً مواقف رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل طالباً ان “يروق على سمانا شوي”.
قال مرجع سياسي لـ”الجمهورية”، انّ الوضع الداخلي، في اسوأ مراحله. فعلى المستوى السياسي، فإنّ الامور تبدو عالقة في عنق زجاجة الخلافات التي يبدو انّها مستعصية وتتفشى على شاكلة اشتباكات سياسية بين مختلف الاطراف، ما يعني انّ الوضع غير محمود، وهذا من شأنه ان يرتد على الحكومة بسلبيات تجعلها مهدّدة، ان لجهة استمراريتها، أو لجهة انتاجيتها التي تبدو معدومة، على رغم من الوعود الكبرى التي اطلقتها منذ تأليفها.
اما على المستوى الاقتصادي، يضيف المرجع، فإنّ الصورة ليست وردية على الاطلاق، بل هي صورة مقلقة، ولا يزيد من هذا القلق سوء الوضع الاقتصادي وأزماته فقط، بل يفاقمه عدم الشعور الجدّي من قبل المسؤولين، بحجم الازمة التي يعانيها البلد. وعدم وجود الرغبة الصادقة في المعالجة بدليل المزايدات التي يتمّ تبادلها من قِبل بعض الاطراف، لغايات شعبوية. والسؤال الذي ينبغي ان يلاحق به اللبنانيون الحكومة وسائر المكونات السياسية: وعدتم اللبنانيين بوضع إنقاذي، يبدأ مع الحرب على الفساد، فأين هي هذه الحرب، ولماذا هذا التلكؤ عن هذا العلاج، إلاّ اذا كان منكم من هو راع وحام لهذا الفساد؟
بري و”صفقة القرن”
في هذه الاجواء، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، في أول موقف رسمي لبناني، ردّاً على ما أعلنه مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنير حول المرحلة الأولى من “صفقة القرن”: “لكي لا يُفّسر البعض الصمت الرسمي اللبناني قبو?ً للعرض المسموم، نؤكّد على أنّ ا?ستثمار الوحيد الذي لن يجد له في لبنان أرضاً خصبة هو أي إستثمار على حساب قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني بالعودة الى أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”. واضاف: “يُخطئ الظن من يعتقد أنّ التلويح بمليارات الدو?رات يمكن له أن يُغري لبنان الذي يئن تحت وطأة أزمة اقتصادية خانقة، على الخضوع أو المقايضة على ثوابته غير القابلة للتصرّف، وفي مقدّمها رفض التوطين، الذي سنقاومه مع الأشقاء الفلسطينيين بكل أساليب المقاومة المشروعة”.
وتوجّه برّي الى كوشنير قائلاً: “مستر كوشنير لن يكون لبنان واللبنانيون شهود زور أو شركاء في بيع فلسطين بثلاثين من الفضة. إن فلسطين ومسجدها الأقصى وكنيسة المهد قبل أن تكون قضية جغرافيا وشعباً، هي قضية سماوية وهي بعين أهلها ومقاومتها وبعين رب السماء”.
اللواء : ملهاة التسوية: السيطرة على سِجالات المستقبل الاشتراكي .. وباسيل يتوعَّد! ترحيل مجلس الوزراء إلى الخميس.. وموقف لبناني فلسطيني من الصفقة اليوم
كتبت صحيفة “اللواء ” تقول : يفترض ان يكون الأسبوع الأخير من شهر حزيران، وفي الأسبوع الأوّل من فصل الصيف، نهاية مناقشات لجنة المال النيابية لموازنة العام 2019، تمهيداً لعقد جلسات متتالية لإقرارها، قبل العطلة النيابية في شهر آب..
على أن الأهم، في معمعة الموازنة، التفلت السياسي، الداخلي، عبر استخدام وسائط التواصل الاجتماعي، في معارك محلية، بين التيارات المؤتلفة في الحكومة، واللجان، والوزارات وكأن نهاية الدنيا لدى هولاء، في ما يشبه الملهاة المتعلقة بالتسوية السياسية، من دون الالتفات الى ما يجري في المنطقة، سواء عبر مؤتمر البحرين وارتداداته، أو من خلال حزمة العقوبات الأميركية الجديدة ضد إيران، على خلفية إسقاط الطائرة الأميركية في المنطقة بصواريخ إيرانية، وان كانت مسارعة الرئيس نبيه برّي إلى رفض عرض المسؤول الأميركي جاريد كوشنير لجهة استثمار 50 مليون دولار لقاء صفقة القرن، قائلاً: “لن يكون لبنان واللبنانيون شهود زور أو شركاء ببيع فلسطين بثلاثين من الفضة”..
وفي السياق، قالت مصادر مقربة من قصر بعبدا أن موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مما يتردد عن صفقة القرن ثابت وهو ابلغه الى الوفود الديبلوماسية، والقائم على موقف لبنان لجهة تأييد مبادرة السلام العربية التي اقرت في قمة بيروت العام 2002 وكذلك رفض التوطين، مشيرة الى ان لا تراجع عن هذا الموقف مطلقاً.
سياسياً، استبعد مصدر وزاري عقد جلسة لمجلس الوزراء غداً الثلاثاء، مرجحاً انعقادها الخميس، بعد الجلسة النيابية، المخصصة لانتخاب 5 من أعضاء المجلس الدستوري.
وذكرت مصادر وزارية لـ”اللواء” ان الوزراء لم يتبلغوا بعد عن موعد جلسة مجلس الوزراء الأسيوع الطالع وان الصورة يُمكن ان تتضح بدءا من اليوم. وقال وزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش في تصريح لـ”اللواء” ان يصار بعد اقرار الموازنة الى التركيز على خطة النهوض الأقتصادي وملف النفايات الصلبة وكذلك التحضير لموازنة العام 2020 الإصلاحية من أجل أن تحل الثقة.