من الصحف البريطانية
أصداء إسقاط طائرة الاستطلاع الأمريكية حظت باهتمام صحف الجمعة الصادرة في بريطانيا فكتبت الغارديان محللة تعليقات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أعقاب الحادث، وانفردت الإندبندنت بمقال عما تصفه بالصمت الغربي تجاه موت محمد مرسي اول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا .
ونشرت الغارديان تقريرا شارك فيه مراسلها في واشنطن جوليان بورغر ومحرر الشؤون الدبلوماسية باتريك وينتور بعنوان “ترامب يظن ان ضابطا إيرانيا منفلتا أسقط الطائرة الأمريكية“.
ويقول التقرير إن تصريحات ترامب جاءت بعد إعلان إيران أن إسقاط الطائرة المُسيرة الأمريكية كان متعمدا وأنها تعتبره نجاحا لقوات الدفاع الجوي الإيرانية و أن ترامب بعد اجتماعه بمستشاريه في البيت الأبيض اعتبر أن الخط الأحمر لإدارته مع إيران هو إيذاء أحد المواطنين الأمريكيين مؤكدا أنه لم يكن هناك أي رجل او امرأة على متن الطائرة التي أسقطها الإيرانيون.
ويشير التقرير إلى أن كل ذلك يتزامن مع معارضة كبيرة لترامب في الكونغرس وهو ما جعل المساندة لسياسات الإدارة بخصوص الشرق الأوسط ضعيفة ومهتزة حيث يحشد أعضاء الكونغرس لإجراء تصويت على قرار ترامب مواصلة تصدير الذخيرة والسلاح للسعودية بشكل عاجل ودون الرجوع للكونغرس في صفقات تتعدى قيمتها 8 مليارات دولار.
ويُعرج التقرير على شرح التقنيات المتطورة الموجودة ضمن الطائرة المُسيرة التي أسقطها الإيرانيون وهي من طراز (غلوبال هوك) وتتبع قوات البحرية الامريكية وتبلغ قيمتها 130 مليون دولار ويبلغ حجمها نفس حجم أي طائرة تجارية صغيرة مضيفة ان القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها أسقطت طائرات أمريكية مُسيرة في اوقات سابقة من طراز ريبر لكن هذه المرة أسقط الإيرانيون أكبر واعقد طائرة مُسيرة امريكية بصاروخ أرض- جو.
ويُضيف التقرير أنه في نفس الوقت هاجم الحوثيون المدعومون من إيران مركزا لتحلية المياه في السعودية بصاروخ معقد الصنع كما وقعت هجمات صاروخية وبقذائف الهاون على أماكن قريبة من منشأت امريكية في العراق وهو ما دعا وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) إلى إعلان الدفع بألف جندي إضافي إلى منطقة الخليج.
نشرت صحيفا آي والإندبندنت مقالا للكاتب المختص بشؤون الشرق الأوسط روبرت فيسك يعلق فيه على موقف الغرب الصامت تجاه وفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي داخل قفص المحكمة خلال وقائع جلسة محاكمته في قضية التخابر مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ويقول فيسك متهكما “رائع، لقد كان رد فعلنا على وفاة الرئيس محمد مرسي داخل قفص المحاكمة في القاهرة شجاعا، وربما من المرهق لي أن أعرض عبارات الحداد والتعازي والفزع والإدانات الساخطة التي تصم الآذان لوفاة الرئيس الوحيد المنتخب بشكل ديمقراطي في تاريخ مصر“.
ويضيف فيسك أن الموقف الغربي من وفاة مرسي كان صامتا بشكل تام كما هو حال مرسي الآن في قبره فلا كلمة ولا تعليق على مواقع التواصل الاجتماعي “من هؤلاء السياسيين الذين يقولون إنهم يمثلونا، كما لو أن مرسي لم يكن موجودا يوما ما، وكأن أشهرا معدودة قضاها في السلطة لم تحدث، وهذا بالتحديد هو ما يريد عبد الفتاح السيسي، عدوه و سجانه السابق أن تقوله كتب التاريخ“.
ويواصل فيسك “لهذا تحية لنواب برلماننا وديمقراطياتنا التي تتشدق دوما بشعارات ضد الطغيان” مضيفا أنه رغم ان مرسي كان الخيار الثاني لجماعة الإخوان المسلمين في الترشح لرئاسة الجمهورية و أن العام الذي قضاه في رئاسة البلاد كان قليل الإلهام، ومحبطا أحيانا ولوثته بعض القرارات الديكتاتورية “لكنه لم يكن رجلا شريرا ولم يكن إرهابيا ولم يعتقل أكثر من 60 ألفا من معارضيه كما فعل خلفه الذي يُشار إليه على انه ” رجل رائع” من قبل الرجل الرائع أيضا في البيت الأبيض” حسب تعبيره.
ويقارن فيسك بين موقف مرسي بعد الانقلاب عليه وموقف حسني مبارك في السجن حيث زجوا بمرسي في السجن الانفرادي ومنعوه من لقاء أسرته ومن تلقي العلاج في ظل ظروفة الصحية المتردية بينما تلقى مبارك كل سبل الراحة والعلاج قبل أن يحصل على أحكام بالبراءة في أغلب القضايا التي حوكم فيها مضيفا أنه بالرغم من كل ما لاقاه مرسي إلا أنه “سيبقى في أعين ملايين العرب والمسلمين شهيدا“.
ونشرت التايمز تقريرا لمراسلها في العاصمة الليبية طرابلس انتوني لويد بعنوان “رئيس الوزراء الليبي يتعهد بهزيمة اللواء المتمرد قبل محادثات السلام“.
ويقول لويد إن فايز السراج رئيس وزراء الحكومة الليبية المعترف بها دوليا تعهد بدحر قوات “اللواء المتمرد خليفة حفتر” والتي تشن هجوما على العاصمة منذ أشهر قبل بدء أي محادثات سلام بين الجانبين مشيرا إلى أن قوات حفتر تشن هجومها على المدينة الواقعة على ساحل البحر المتوسط منذ اكثر من شهرين دون أن تتمكن من الدخول إليها.
ويقول لويد إن اللهجة الغاضبة والصارمة التي استخدمها السراج في حديثه وهو الذي يستخدم دوما لغة ناعمة ولينة تدل على مدى تطور النزاع بين الجانبين وهو ما يلقي الضوء على تحذير الامم المتحدة من أن الصراع الجاري في ليبيا قد يتطور بشكل سريع إلى حرب أهلية كاملة.
ويوضح الصحفي ان حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها السراج والمعترف بها كممثل وحيد للشعب الليبي من قبل الامم المتحدة كانت قد وصلت لمراحل متقدمة من التفاوض على اتفاق لتقاسم السلطة مع حفتر قبل أن يفاجيء اللواء السابق في جيش القذافي والذي يبلغ من العمر 75 عاما كل الاطراف بشن هجوم على طرابلس بهدف السيطرة عليها.
ويضيف لويد أن الهجوم الذي جاء بدعم من الإمارات ومصر لقوات حفتر رغم انه كان يسيطر على نحو ثلثي الأراضي الليبية بما فيها أغلب المواقع النفطية تسبب في انهيار المفاوضات مع حكومة الوفاق الوطني.
ويشير لويد أيضا إلى ان فرنسا وروسيا أيدتا هجوم حفتر حيث رفضت الدولتان مشروع قرار في مجلس الامن الدولي لدعوة قوات حفتر إلى وقف إطلاق النار بمجرد اندلاع القتال.
نشرت الفاينانشيال تايمز تقريرا بعنوان “أرامكو السعودية تقلل النفقات” تتناول فيه إجراءات جديدة تعتزم الشركة فرضها للتقليل من النفقات التي تتكلفها سنويا لصالح كبار المسؤولين والوزراء لسعوديين.
ويشير التقرير إلى أن الهدف من هذه الإجراءات هو فصل الشركة عن وزارة النفط السعودية وحمايتها قانونيا ومنع انتقادات المستثمرين العالميين والتمهيد لإمكانية إدراجها مستقبلا في البورصات العالمية.
ويوضح التقرير أن بين هذه المصاريف نفقات لبعض الوزراء ومنهم وزراء النفط السابقين والوزير الحالي خالد الفالح حيث اعتادت الشركة دفع نفقات ورواتب باهظة وإبقائها طي الكتمان.
ويعرج التقرير على شرح بعض هذه المصاريف مثل نفقات استخدام الفالح الذي يشغل منصب مدير أرامكو في الوقت نفسه لبعض طائرات الشركة والنزول في أجنحة فندقية باهظة التكلفة ما أثر على أرباح الشركة التي تعد أكثر شركة نفطية في العالم تحقيقا للأرباح حيث بلغ صافي دخلها العام الماضي 111 مليار دولار.
وتنقل الجريدة عن 8 مصادر مقربة من الشركة ووزارة النفط السعودية تأكيدهم أن خطط الفصل بين الطرفين تكتسب المزيد من الاهمية مع اكتساب خطط إدراج ارامكو في بورصات الأوراق والأسهم العالمية زخما خلال الفترة الأخيرة.
ويوضح التقرير أن ارتباط الشركة بوزارة النفط السعودية يتركها عرضة لإجراءات قانونية قد يتم اتخاذها في الولايات المتحدة بناء على مشروع قانون مرره الكونغرس الامريكي مؤخرا ويسمح لإدارة الرئيس ترامب بمقاضاة أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (الأوبك) بسبب اتهامات بالتواطوء في أسعار النفط وهو ما قد يؤثر على ممتلكات الشركة في الولايات المتحدة.