التقرير الأممي: هكذا خططوا لقتل خاشقجي وهكذا نفذوا
فيما يتوافق مع التقارير الصحافية التي أكدت تورط ولي العهد السعودي في الجريمة، أصدرت المقررة الأممية أغنيس كالامارد تقريرها حول مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وأكد التقرير وجود أدلة كافية تستدعي التحقيق مع مسؤولين سعوديين رفيعين، بينهم ولي العهد .
وبعد أكثر من 6 أشهر على بدء تحقيق المقرّرة الأمميّة الخاصّة المعنيّة بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء، كشف التقرير عن أدلة ذات مصداقية تؤكد وجود مسؤولية شخصية لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في مقتل الصحافي، في حين تفرض السلطات السعودية طوقًا من السرية حول محاكماتها وتحقيقاتها في هذا السياق.
وفي ما يلي نعرض النصّ الحرفي (ترجمة: “العربي الجديد”) الوارد في تقرير كالامارد تحت عنوان “تخطيط وتنفيذ الجريمة”؛ إضافة إلى هوية فريق الاغتيال وأدوار عناصره:
صبيحة الثامن والعشرين من سبتمبر/ أيلول ذهب خاشقجي مع خطيبته الآنسة جنكيز إلى مكتب تسجيل الزواج في مدينة إسطنبول للسؤال إن كان هناك أي طريقة تمكنهم من تسجيل الزواج من دون الحاجة إلى وثيقة سعودية تؤكد أن خاشقجي غير متزوج. مكتب تسجيل الزواج أكد أن الوثيقة ضرورية لإتمام تسجيل الزواج.
قام خاشقجي وخطيبته بزيارة القنصلية السعودية دون إخبار مسبق. وقام خاشقجي بترك هاتفه مع خطيبته لمعرفته بإجراءات زيارة القنصلية والتي تلزم الزوار بتسليم هواتفهم لعناصر الأمن التابعين للقنصلية. خاشقجي لم يكن مرتاحًا لترك هاتفه مع موظفي القنصلية السعودية.
دخل خاشقجي إلى مبنى القنصلية في تمام الساعة 11:50 وقضى 45 دقيقة هناك، خلال الزيارة كانت معاملة موظفي القنصلية السعودية له جيدة للغاية. خطيبته قالت إنه “خرج من القنصلية وهو سعيد جدًا، شعر بالارتياح ولم يشعر بأن هنالك حاجة للتردد في زيارة القنصلية مرة ثانية”. موظفو القنصلية السعودية أخبروه أنه يحتاج أن يعود للقنصلية لاستلام وثيقة سجل الزواج في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2018…
وفقًا للمخابرات التركية تم إخبار الرياض فورًا بزيارة خاشقجي إلى القنصلية وبموعد عودته في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2018… استمعت المقررة الخاصة في القضية لمكالمتين هاتفيتين تم إجراؤهما في الـ28 من سبتمبر/ أيلول في تمام الساعة 14:22 و14:27. في المكالمة الأولى تحدث الملحق الأمني بالقنصلية (س .أ) مع ماهر عبد العزيز مطرب. مطرب قال في المكالمة بأنه “أخبر مكتب التواصل (التقرير رجح أنه تابع لسعود القحطاني) بالمعلومات التي وصلت إليه من قبل حتيم (لم يتم تحديد هويته في التقرير)“…
وسأل مطرب إن كان خاشقجي سيعود إلى القنصلية في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2018 (س.أ) أجاب: “نعم، كلنا في حالة صدمة، لقد تحدثت معه للتو، سألته كيف حالك؟ لا يوجد شيء رسمي ولكن من المعروف أنه أحد المطلوبين، ولكن لم يصلنا أي كتاب من المخابرات إن كانت هناك مشكلة عليه أم لا“.
في وقت لاحق من اليوم نفسه، وبالضبط في تمام الساعة 19:08 اتصل القنصل السعودي في إسطنبول، محمد العتيبي، تحدث مع شخص يُدعى (أ.أ). ليس من الواضح إن تم تسجيل كامل المكالمة أو أن كامل التسجيل تم توفيره للمقررة الخاصة بالقضية. في المكالمة سُمع صوت (أ.أ) يقول “رئيس الأمن الوطني اتصل بي ولديهم مهمة، لقد طلبوا توفير أحد موفديك لموضوع خاص، على هذا الشخص أن يكون تابعًا للبروتوكول الخاص بك، المطلوب هو شخص من البروتوكول الخاص بك لمهمة سرية للغاية، إن استلزم الأمر يمكن لهذا الشخص الحصول على تصريح خاص”. وسأل (أ.أ): “هل أنت واثق أن هذا الرجل محل ثقة؟“.
وأكمل قائلًا “سيقومون بإجراء الترتيبات، أخبره بأن يشتري تذكرة، سأخبره بأشياء أخرى سيقومون بترتيبها لأننا الآن في عطلة رسمية”. إضافة إلى ذلك أكد (أ.أ) على مدى أهمية وعجلة المهمة حين قال “لا يوجد وقت للتخاطب بعد الآن لأن الأمر سيطول” وأضاف “إن كانت المهمة أمنية فلدينا عسيري (لم تستطع المقررة تحديد هوية هذا الشخص)“.
أجاب القنصل: “أجل المهمة أمنية”. وأشار (أ.أ) إلى أنه “يقول إن هذه المهمة هي واجب، إنه يطلب هذا الشخص لمدة 4 إلى 5 أيام، سيقومون بترتيب كل شيء وهذا يتضمن مكان الإقامة، أرسل لي رقمه، سأرسل الرقم إليهم بعد ساعة، وهم سيقومون بالتواصل معه“.
في تمام الساعة 20:04 اتصل العتيبي بـ(أ.م.أ) أحد موظفي القنصلية وجاء رد الأخير كالتالي: “ما الأمر؟” العتيبي أجاب: “يوجد تدريب مستعجل في الرياض، لقد اتصلوا بي من الرياض لإخباري بالأمر، طلبوا مني إرسال موظف يعمل في البروتوكول، لكن الأمر في غاية السرية، لا يجب أن يعلم أي طرف آخر بالموضوع“.
أخبر القنصل (أ.م.أ) أنه “لن يتم إخبار أي من أصدقائك بالأمر”، وأن “أفضل ما يمكن القيام به هو أن تقتني تذكرة لنفسك ولأسرتك”. ثم كرر القنصل مجددًا: “سيكون هنالك تدريب ولكن الأمر سري للغاية، لا يجب أن يعرف أي شخص آخر بالأمر، سيستمر التدريب حوالي خمسة أيام“.
ثم قال القنصل “إنهم طلبوا ترشيح موظف من القنصلية يمكن الاعتماد عليه وشخص وطني“.
القنصل أوضح أن المرافقة الأمنية للسفير السعودي اتصلت به بهذا الخصوص. وقال القنصل له إنه أخبرهم “هذا الرجل لديه زوجة وأطفال، ولا يريد تركهم، سأسأله وأخبركم بما يقول، يبدو أنه لا توجد مشكلة في تأمين حجز للغد“.
بعدها أخبر القنصل (أ.م.أ) أنه سيرسل اسمه للسفير الذي بدوره سيقوم بإرسال الاسم لـ”أصدقاء ياسين” (لم تستطع المقررة تحديد هوية ياسين أو أصدقائه). وبعدها “سيتم التواصل معك للترتيب، أخبرهم في أي وقت ستصل، هم قد رتبوا لك مكانًا للإقامة، كل شيء تم ترتيبه“…
بعدها قام الرجلان بمناقشة عدد الخيارات المتعلقة برحلة الطائرة من إسطنبول للرياض، سأل (أ.م.أ) إن كان التدريب يبدأ غدًا؟ أجاب القنصل “أجل هذا ما يقولونه“.
ثم ناقش الرجلان شراء بطاقة لرحلة تنطلق في تمام 01:00 في نفس الليلة التي جرت فيها المكالمة، ولكن (أ.م.أ) قال إنه لا يستطيع السفر في ذلك الوقت. تم بعدها الاتفاق على رحلة تغادر إسطنبول في تمام الساعة 20:00 أو 21:00 في التاسع والعشرين من سبتمبر/ أيلول.
وفي التاسع والعشرين من سبتمبر/ أيلول 2018 غادر اثنان من الفريق الأمني الملحق بالسفارة، هؤلاء الشخصان هما (ي.ك) و( أ.أ.أ)، إلى الرياض في تمام الساعة 15:15.
ووفقًا للمخابرات التركية، في السابع والعشرين من سبتمبر/ أيلول، قام المسؤولون السعوديون الذين فتشوا القنصلية بحثًا عن أجهزة تنصت بمغادرة إسطنبول على متن طائرة انطلقت في تمام الساعة 17:15.
في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول، وبالتحديد في تمام الساعة 16:30 عاد الملحقان الأمنيان بالقنصلية السعودية إلى إسطنبول على متن الطائرة رقم SF263. كان معهم ثلاثة رجال سعوديين والذين تم لاحقًا التعرف عليهم ضمن الفريق الأمني المكون من 15 شخصًا والمتهم باغتيال خاشقجي:
1- نايف حسن العرفي
2- محمد سعد الزهراني
3- منصور عثمان أبا حسين
المسؤولون الثلاثة سجلوا حضورهم في فندق Wyndham Hotel في الساعة 17:30. في تمام الساعة 19:00 ذهبوا إلى القنصلية وبقوا هناك لعدة ساعات، عادوا إلى الفندق في تمام الساعة 22:40.
قبل عدة ساعات قام الملحق (أ.س.أ) بقيادة السيارة إلى غابة بلغرالد في تمام الساعة 17:30 والتي تبعد 20 كيلومترًا عن إسطنبول.
خلال اليوم نفسه وفي تمام الساعة 19:20 تحدث (أ.م.أ) مع العتيبي وموظف تابع لشركة سياحة بشأن الحجز بفنادق لمجموعة من السعوديين يخططون لزيارة إسطنبول. تم مناقشة قرب موقع القنصلية من موقع عدد من الفنادق التي تتمتع بإطلالة على البحر. حجزت القنصلية ثلاثة أجنحة فندقية وسبع غرف لمدة ثلاثة أيام.
في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول اتصل مسؤول سعودي بمواطن سعودي يدعى (م.أ.أ) و المعروف أيضًا باسم غوزان والذي يمتلك مزرعة في مدينة يالوفا الواقعة على بحر مرمرة. المسؤول السعودي سأل غوزان كم تبعد المزرعة من إسطنبول، غوزان أجاب: “لقد تم فتح الجسر ولذلك فالطريق يأخذ حوالي الساعة و15 دقيقة من خلال الأوتستراد، أم إذا تم استقلال طائرة فإن الوصول يستغرق حوالي 45 دقيقة من المطار”. وسأل المسؤول “هل يوجد أي شخص آخر في المزرعة؟” وأجاب غوزان: “لا يوجد أحد، فقط الحارس المسؤول عن رعاية المكان”، قال المسؤول السعودي “جيد جدًا“.
في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول وفي تمام الساعة 21:48، تحدث (س.أ) و(أ.أ) وشخص لم يتم تحديد هويته. لم تستطع المقررة الخاصة تحديد من كان يتكلم بين الثلاثة. أحد الرجال قال: “هنالك لجنة قادمة من السعودية في الغد، لديهم مهمة يريدون القيام بها في القنصلية، عليهم القيام بشيء ما في طابقي في المكتب” “إذن الطابق الأول؟” “لا في المكتب المجاور لمكتبي”، “عملهم داخل المكتب سيستغرق يومين أو ثلاثة وليس لديهم أي موظف مسؤول يمكنه استلام مسؤولية المكتب في الطابق العلوي” “حسنًا سأكون في القنصلية في 08:00 صباحًا”. “اسم الرجل الذي سيأتي إلى القنصلية هو مها واللجنة هي لجنة سعودية وسيدخلون باستخدام بطاقة دخول بحوزة رئيس اللجنة“.
في الساعات الأولى من الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول وفي تمام الساعة 03:30 وصل تسعة مسؤولين سعوديين إضافيين على متن طائرة خاصة رقم (HZ-SK2) والتي يتم تشغيلها من قبل شركة Sky Prime Aviation والتي تعمل من الرياض.
وفقًا للوثائق الرسمية وبحسب خطة الرحلة للطائرة رقم (HZ-SK2)، تم طلب الطائرة في تمام الساعة 19:30 UTC. لكن الرحلة تم إلغاؤها في تمام الساعة 20:19 UTC، بعدها تم طلب الطائرة مجددًا في تمام الساعة 20:23 وهذه المرة بتصاريح دبلوماسية.
أسماء ركاب الطائرة وفقًا لسجل الرحلة:
1- فهد شبيب البدوي
2- ثائر غالب الحربي
3- مصطفى محمد المدني
4- بدر لافي العتيبي
5- تركي مشرف الزهراني
6- وليد عبد الله الشهري
7- سيف سعد القحطاني
8- ماهر عبد العزيز مطرب
9- د. صلاح محمد الطبيقي
هذه المجموعة المكونة من تسعة رجال سجلوا حضورهم بفندق Movenpick Hotel في إسطنبول في تمام الساعة 04:50.
من جانبها أخبرت السلطات التركية المقررة الخاصة بالقضية بأن “لا يوجد لدينا أي صور أشعة سينية لأمتعة الفريق السعودي“.
تتذكر خطيبة خاشقجي أنه في صباح الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول اتصل خاشقجي بالقنصلية السعودية لإخبارهم بأنه سيقوم بزيارتها. أحد موظفي القنصلية قال له أنهم سيعيدون الاتصال به، بعد مرور 40 دقيقة اتصل به أحد موظفي القنصلية وطلب منه القدوم في تمام الساعة 13:00.
في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول وبين الساعة 10 و11 صباحًا، انقسم الفريق السعودي المكون من 15 شخصًا إلى فريقين. خمسة أفراد توجهوا إلى منزل القنصل والعشرة الباقون توجهوا إلى مقر القنصلية.
في تمام الساعة 13:02 داخل القنصلية السعودية، دارت محادثة بين مطرب والطبيقي، جرت المحادثة قبل دقائق قليلة من دخول خاشقجي إلى القنصلية.
سأل مترب “إن كان الجذع يمكن وضعه في كيس؟” وأجاب الطبيقي: “لا، الجذع ثقيل الوزن”. ثم عبر الطبيقي عن أمله أن يكون الأمر”سهلا، سيتم فصل الأطراف، لا يوجد مشكلة، الجثة ستكون ثقيلة، أولا سأنفذ عملية تقطيع على الأرض، إذا أخذنا أكياس بلاستيكية وقمنا بالتقطيع إلى قطع سينتهي الموضوع، سنقوم بلف كل قطعة”. تم استخدام لفظ “حقائب جلدية” للإشارة إلى عملية تقطيع الجلد.
الطبيقي بصفته طبيبا شرعيا عبر أيضا عن قلقه قائلا: “مديري المباشر لا علم له بما سأفعل، لا يوجد أي أحد يمكنه حمايتي”. في نهاية المحادثة سأل مطرب إن كان “الحيوان الذي سيتم التضحية به قد وصل؟” في تمام الساعة 13:13 سمع صوت يقول: “لقد وصل”. في هاته التسجيلات التي استمعت إليها المقررة الخاصة في القضية لم يتم استعمال اسم خاشقجي على الإطلاق.
في تمام الساعة 13:15 دخل خاشقجي بمفرده إلى القنصلية السعودية، بعد أن ترك هواتفه برفقة خطيبته والتي ظلت خارج القنصلية. قدرت المخابرات التركية أن خاشقجي توفي في غضون عشر دقائق بعد دخوله إلى القنصلية.
إعادة تشكيل الأحداث التي وقعت بعد دخول خاشقجي القنصلية يعتمد بشكل أساسي على التسجيلات والتحقيق الشرعي الذي قام به محققون أتراك، بالإضافة إلى معلومات متوفرة من خلال المحاكمات التي يخضع لها المشتبه بهم في السعودية.
داخل القنصلية يبدو أن خاشقجي التقى بشخص يعرفه، قال شيئا ما عن أن القنصل متواجد داخل القنصلية. دعي خاشقجي إلى مكتب القنصل الواقع في الطابق الثاني من القنصلية. بحسب التسجيلات، ركزت المحادثة معه في البداية على احتمال عودته إلى السعودية، ليرد بأنه يرغب في ذلك في المستقبل.
بعدها تم إخبار خاشقجي: “علينا أن نأخذك إلى السعودية، هنالك أمر (بلاغ) من الإنتربول بأخذك، الإنتربول طلب إعادتك، نحن جئنا لكي نأخذك”. فأجاب خاشقجي: “لا يوجد أي قضية ضدي، لقد أخبرت أشخاص في خارج القنصلية بقدومي هنا وهم في انتظاري، هنالك سائق في انتظاري في الخارج”. في وقت لاحق سمع خاشقجي يقول إنه لا يوجد سائق في انتظاره وإنما تنتظره خطيبته في الخارج. في عدة مرات سمع صوت مسؤول سعودي يقول لخاشقجي: “كفانا تضييعا للوقت“.
في تمام الساعة 13:22 سأل مطرب خاشقجي إن كان بحوزته أي هواتف، فأجاب: “معي هاتفان”، “ما نوع الهواتف؟” “من ماركة أبل”، “أرسل رسالة لابنك”. “أي واحد من أبنائي؟ ماذا يجب أن أقول لابني؟” صمت. “أنت، قم بكتابة الرسالة دعونا نبدأ، أرنا ماذا ستكتب”، “ماذا يجب أن أقول؟ هل أقول له أراك قريبا؟ لا أستطيع أن أقول إنني أتعرض للخطف؟” “كفى”، “اخلع سترتك”. “كيف يمكن لشيء كهذا أن يحدث في سفارة؟” “لن أكتب أي شيء” “اكتب سيد جمال، أسرع، ساعدنا كي نساعدك لأن في النهاية سنأخذك إلى السعودية وأنت تعلم ما يمكن أن يحدث لك هناك، دعنا نصل إلى نهاية حميدة“.
في تمام الساعة 13:33 قال خاشقجي: “يوجد هنا فوطة (منشفة). هل ستقومون بإعطائي عقاقير؟” “سنقوم بتخديرك“.
سمعت أصوات عراك في التسجيلات وخلال العراك تم سماع الجمل الآتية: “هل نام؟” “إنه يرفع رأسه” “استمر بالضغط” “اضغط هنا، لا ترفع يدك اضغط“.
أشارت التحليلات التي أجرتها المخابرات التركية ومخابرات عدة دول على التسجيلات إلى أن من المحتمل أن يكون تم حقن خاشقجي بمخدر وبعدها تم خنقه باستخدام كيس بلاستيكي. سجلت المخابرات التركية قيام الفريق المكون من 15 شخص بالتحدث عن استعمال حبل، ولكن لا يمكن معرفة إن تم استخدام الحبل في عملية الخنق أم في عملية نقل الجثة أم إنه لم يتم استعمال الحبل على الإطلاق.
أصوات حركة وأصوات لهاث وتنفس ثقيل يمكن سماعها في ما تبقى من التسجيل، يمكن سماع أيضا صوت تمزيق أكياس بلاستيكية. قدرت المخابرات التركية أن هذه الأصوات وقعت بعد أن تم قتل خاشقجي وأثناء عملية تقطيع جثته. تحليل المخابرات التركية وضح أن صوت منشار يمكن سماعه في تمام الساعة 13:39. المقررة الخاصة بهذه القضية لم تتمكن من تحديد مصدر الأصوات المسموعة.
حوالي الساعة 15:00 سجلت كاميرات المراقبة خروج المدني والقحطاني من القنصلية عبر باب خلفي. ظهر المدني وكأنه يرتدي ملابس خاشقجي. حمل القحطاني كيسا بلاستيكيا معه. استقل الاثنان سيارة أجرة إلى منطقة السلطان أحمد. في تمام الساعة 16:13 دخل الرجلان إلى الجامع الأزرق وداخل الجامع قام المدني بتغيير ملابسه، في تمام الساعة 16:29 استقل الرجلان سيارة أجرة إلى محطة المترو. في المنطقة القريبة من محطة المترو تخلصا الرجلان من كيس البلاستيك برميه في حاوية للنفايات، عاد الرجلان إلى فندق Movenpick Hotel في تمام الساعة 18:09.