من الصحافة الاسرائيلية
ابرزت الصحف تاكيدات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بمشاركة إسرائيليين في ورشة المنامة الاقتصادية التي تُعقد في أواخر الشهر الجاري في البحرين، لبحث الشقّ الاقتصادي من خطة الإدارة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة بـ”صفقة القرن“، وصرّح نتانياهو “نرحّب بالمبادرات الأميركية التي تتضمن حلولا إقليمية من أجل مستقبل أفضل”، وأضاف نتنياهو خلال احتفال في تل أبيب أن “مؤتمراً مهماً سيُعقد قريباً في البحرين وإسرائيليون سيشاركون فيه بطبيعة الحال”، من دون تحديد أسماء الذين وجّه البيت الأبيض الدعوة لهم .
وتابع “نقيم علاقات جلية ومخفية مع الكثير من الزعماء العرب وهناك علاقات واسعة النطاق ما بين إسرائيل ومعظم الدول العربية“، وتشير التقارير إلى أن المشاركة الإسرائيلية التي تحدث عنها نتنياهو ستقتصر على رجال الأعمال، وسط غياب للحضور الرسمي الإسرائيلي في المنامة، وذلك في ظل تردد الدول العربية المعنية في إعلان مشاركتها الرسمية، كما يتردد أن مصر والأردن والمغرب ستكتفي بدرجة منخفضة من التمثيل.
تتوجس إسرائيل من عواقب وفاة الرئيس المصري السابق، محمد مرسي في السجن وتأثير ذلك على الوضع داخل مصر، وبحسب المحلل العسكري في صحيفة هآرتس عاموس هرئيل فإنه “في إسرائيل يتابعون بتأهب التطورات في مصر، في أعقاب وفاة مرسي”، بسبب “توقع محاولة الإخوان المسلمين، التي كان ينتمي إليها مرسي، المبادرة إلى أنشطة احتجاجية على وفاته”. لكن التقديرات في إسرائيل هي أن “النظام برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي ستستعد بقوات معززة من أجل منع تفجر عنف جديد“.
وأشار هرئيل إلى أنه “منذ استولى الجنرالات برئاسة السيسي على الحكم، بانقلاب عسكري في صيف العام 2013، يقمع النظام بيد من حديد الحركات الإسلامية وفي مقدمتها خصومه الأساسيين، الإخوان المسلمين، الذين استبعدوا بالكامل عن الحكم. ويُحتجز منذئذ قرابة 16 ألف ناشط، بينهم جميع قادة الحركة، في سجون ومعسكرات اعتقال. وتم الإفراج عن قلائل فقط“.
ورجّح هرئيل أن تتعالى في تظاهرات الإخوان في مصر، التي تترقبها إسرائيل، احتجاجات ضد ظروف اعتقال ناشطي الحركة في السجون المصرية، وخاصة التعامل مع مرسي ومنع العلاج الطبي عنه، ما أدى إلى انهياره أثناء جلسة محكمة، ووفاته في أعقاب ذلك.
كذلك رجّح المحلل أن “النظام في القاهرة سيستعد لمظاهرات حاشدة، بواسطة حشد قوات الأمن الداخلي والجيش في المدن المركزية، وفي مقدمتها القاهرة والإسكندرية. والامتحان الأساسي سيكون يوم الجمعة، على خلفية الصلاة في آلاف المساجد، التي ما زال الكثير منها تتماهى مع الإخوان المسلمين، وبرتبط رجال الدين الذين يعظون فيها بالحركة“.
وأضاف هرئيل أن “الانطباع في إسرائيل هو أن السيسي يسيطر على الدولة وينجح في قمع معارضيه. والأموال التي تتلقاها الحكومة المصرية من السعودية ودول أخرى في الخليج تساعدها على منع أزمة اقتصادية خطيرة أكثر وبتزويد الاحتياجات العادية للمواطنين. ويُعتبر موت مرسي في إسرائيل، إذا أدى إلى مظاهرات كبيرة، كتحدٍ يبدو في هذه الاثناء أن السلطة في القاهرة قادرة على مواجهته“.
وتابع هرئيل أن “ثمة قضية أخرى تشغل إسرائيل وهي التأثير المحتمل لوفاة زعيم الإخوان المسلمين على الحركة الشقيقة، وهي حماس في قطاع غزة. لكن في السنوات الأخيرة، بذل قادة حماس في القطاع جهدا معينا من أجل فصل أنفسهم عن الإخوان المسلمين، بسبب التوتر بينهم وبين الجنرالات في القاهرة. وحماس متعلقة حاليا بحسن نية السيسي، خاصة بمسألة استمرار فتح معبر رفح، المخرج الأساسي للقطاع إلى العالم الخارجي”. وتوقع هرئيل أنه على ضوء هذا الوضع أن “تمتنع حماس عن توجيه اتهامات مباشرة للسيسيوحكومته.
من جهة ثانية، اعتبرت محللة الشؤون العربية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، سمدار بيري، على عكس هرئيل، أن وفاة مرسي “لن تثير قلاقل في مصر. والحياة العادية ستعود بسرعة، وسيُمحى من الذاكرة. والتاريخ فقط سيتذكر، ربما بشكل سلبي، الرئيس الأول لما تبدو أنها مصر الحرة“.
وأشارت بيري إلى أنه “رغم أن مرسي هو الرئيس الأول الذي نافس في انتخابات حرة في بلاده، وفاز بها، لكن ربما باستثناء الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، لم يحاول أي من قادة العالم الحر امتداحه. وفي إسرائيل أيضا قالوا “الحمد لله أن ارتحنا منه”. لكن من الناحية التاريخية، سيُذكر مرسي كأحد رموز الفترة العاصفة التي شهدها الشرق الأوسط، وخاصة مصر، في العقد الثاني من القرن الـ21“.
وأشارت بيري إلى أن “عصر مرسي كان قصيرا. والرئيس الأول الذي انتخب في انتخابات حرة في مصر بقي في المنصب سنة واحدة فقط. وفي تموز/يوليو العام 2013 عُزل عن كرسي الرئاسة في انقلاب قادها الجيش بقيادة الرئيس الحالي، السيسي“.
ولفتت بيري إلى أنه خلال عام رئاسته “لم ينطق مرسي علنا باسم إسرائيل ولو مرة واحدة. كما أنه حرص على عدم ذكر اسم رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وهذا ليس صدفة. ففي إسرائيل أيضا لم يتحمسوا للفظ اسمه. ومرسي وقيادة “الإخوان المسلمين” تعاونوا مع حماس في غزة، وكان التخوف من أن اندماج القوى هذا سيؤدي إلى تهديد أمني حقيقي“.
وتابعت بيري أنه “من حسن حظنا أن السيسي لم يعزل مرسي عن منصبه فقط، وإنما سارع إلى إدخاله هو وجميع قادة “الإخوان المسلمين” السجن. وتم إعدام بعضهم، لكن مرسي أفلت من مصير كهذا، وخلال محاكمته كان بإمكانه فقط أن يندم على اليوم الذي عين فيه السيسي وزيرا للدفاع، وسهل الانقلاب“.
وتطرقت بيري إلى تعامل نظام السيسي مع مرسي: “قبع مرسي سبع سنوات في السجن قرب الإسكندرية. سبع سنوات رأى خلالها محاولات قادة حماس لممارسة ضغوط من أجل تحريره تصطدم بسور منيع. ورأى سلفه، حسني مبارك، يحضر إلى المحكمة كشاهد ادعاء، يرتدي بدلة وقميصا وربطة عنق، بينما هو كان يجلس في قفص الاتهام، مرتديا بدلة رياضية متهلهلة. رئيسان سابقان، الواحد مقابل الآخر، في المحكمة – لحظة مؤسِسة في التاريخ المصري“.