صيادو غزة يعودون إلى قواربهم بعد رفع الحصار
رفعت سلطات الاحتلال الصهيوني اليوم الثلاثاء الطوق الأمني المفروض على بحر قطاع غزة منذ 5 أيام، ليتمكن الصيادون من الوصول لمسافة تتراوح ما بين 6 إلى 10 أميال
.
وقد أشار نقيب الصيادين الفلسطينيين نزار عياش إلى ان قوات العدو ستسمح للصيادين في شمال القطاع حتى ميناء غزة البحري بالوصول لمسافة 6 أميال، فيما سيسمح للذين هم في ميناء غزة حتى رفح بالوصول لمسافة 10 أميال.
وأوضح عياش في حديث لموقع “العهد” ان خسائر كبيرة تكبدها الصيادين الفلسطينيين في ظل إغلاق البحر، لافتا إلى أن الصيادين يخسرون يوميا ما بين 50 و70 ألف دولار في ظل الإغلاق، ونحو مليون دولار شهريا.
وتعتبر مهنة الصيد واحدة من أهم المهن التي يعمل بها سكان غزة، حيث يعيش منها نحو 4 آلاف صياد في القطاع اي أكثر من 50 ألف فرد، وفقا لنقابة الصيادين الفلسطينيين.
وتراجعت مهنة صيد الأسماك بشكل غير مسبوق خلال السنوات العشرة الماضية، نتيجة تراجع حجم الصيد اليومي لمئات الصيادين، بسبب القيود التي يفرضها الاحتلال على المساحات التي يسمح لهم بالصيد فيها.
ولا تقتصر ملاحقة الاحتلال على تقليص مساحة الصيد فقط، إذ يطلق جيش العدو الرصاص على الصيادين في عرض البحر بشكل يومي ويصادر عددا من قواربهم ويتلف شباكهم أو يرشها بالمياه العادمة إضافة إلى إجبارهم النزول في البحر.
وكان المتحدث باسم حركة “حماس” حازم قاسم قد قال أمس إنه “تم الشروع بتنفيذ تفاهمات لرفع الحصار عن قطاع غزة في عديد من الملفات”، وتشمل التفاهمات ملفات الكهرباء، ومساحة الصيد، وإدخال مساعدات لأسر فقيرة، وتحسين عمل معابر غزة، وتوفير فرص عمل مؤقتة، وتنفيذ مشاريع دولية بالقطاع.
وقال قاسم في تصريح صحافي أن رزمة التفاهمات الأوسع تشمل في هذه المرحلة ملفات دعم الأسر الفقيرة، والكهرباء، والمياه، والتشغيل المؤقت، وحركة المعابر.
ولفت إلى أن الوسطاء نقلوا للفصائل الفلسطينية خلال الأيام القليلة الماضية التزام الاحتلال بتفاهمات رفع الحصار، مشيرا إلى أن الفصائل تتابع التزام العدو بتنفيذ ما عليه بموجب التفاهمات.
وقال إن “هذه الرزمة من التفاهمات واحدة من إنجازات مسيرة العودة ورفع الحصار التي تهدف بالأساس لتثبيت الحقوق الوطنية”، مؤكدا وجود “جهد قطري واضح ومقدر، خاصة ما يبذله السفير محمد العمادي، في تنفيذ تفاهمات كسر الحصار، وهو يعبر عن أصالة الدور القومي للأشقاء في قطر“.
وأكد أن رفع الحصار عن القطاع هدف إستراتيجي لـ”حماس” تسعى لتحقيقه إلى جانب كل قوى الشعب الفلسطيني، لتعزيز صمود الجبهة الداخلية بما يعزز قدرة الحالة الفلسطينية على التصدي لمشاريع التصفية، وفي مقدمتها صفقة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
وكان صحيفة “يديعوت أحرونوت” قد كشفت في وقت سابق أن شركة المياه الإسرائيلية “مكوروت” بدأت تنفيذ أعمال لتحسين خط مياه للشرب من الأراضي المحتلة إلى قطاع غزة.
وقالت الصحيفة إن “آليات هندسية بدأت هذه الأيام في حفر قنوات ووضعت أنابيب جديدة إلى جانب خط مياه قديم. وتبلغ كلفة المشروع عدة ملايين من الشواقل، وتنفذه “مكوروت” بالتعاون مع سلطة المياه الإسرائيلية“.
وكان السفير القطري، محمد العمادي، ونائبه خالد الحردان، قد وصلا الليلة قبل الماضية إلى القطاع، حاملا المنحة القطرية التي تقدر بـ 30 مليون دولار.
هذا ومن المقرر أن يزور وفد أمني مصري القطاع خلال الأيام المقبلة لبحث تثبيت تفاهمات التهدئة مقابل كسر الحصار.