معادلات نصرالله ورسائل الردع الجديدة
غالب قنديل
كان خطاب السيد حسن نصرالله في يوم القدس محتشدا بكثافة المعادلات الجديدة وحافلا بأدوات ردع العدوان الاستعماري الصهيوني الرجعي على المنطقة من موقع اقتدار محور المقاومة وتمكنه في المجابهات القادمة.
كرس خطاب السيد حقيقة توسع قوام محور المقاومة وتقدمه في فرض التحولات الميدانية والسياسية بدءا من جناحيه اليمني والعراقي وفي اعقاب نهوض القوة السورية ومقدمات عودتها إلى مكانتها المركزية معززة متمكنة في أعقاب دحر العدوان المتمادي وفي ظل قدرة الجناح الفلسطيني على فرض وحدة الموقف ضد “صفقة القرن” وحول إسقاط مشاريع تصفية القضية رغم العديد من التبانيات التي تحول دون الوحدة والتطابق فقد اجتمع الفلسطينيون داخل أرضهم وفي الشتات على عهد إسقاط الصفقة ومنعها.
اما في لبنان فقد أنذر السيد نصرالله الأميركي المتغطرس القادم لتمرير رغبات الصهاينة في الترسيم بأن الرد على ثرثراته حول صواريخ المقاومة الدقيقة سيكون الانتقال فورا إلى تصنيع الصواريخ مع اقتراح سجالي باعتمادها موردا للمالية العامة وفي الرد صفعتان واحدة للعدو الاستعماري الأميركي وثانية للرجعية العربية التي تباهت بكلمات رئيس الحكومة في قمة التحريض ضد إيران.
رسائل الردع الجديدة جاءت قوية وواضحة :
أولا إنذار صارم موجه إلى الولايات المتحدة وموفديها وعملائها في لبنان بوقف جميع محاولات التجسس وشمشمة المعلومات عن ترسانة المقاومة من الصواريخ الدقيقة منذ خطاب قائد المقاومة وبرقيته : تم الأمر أي وصلتنا الصواريخ الدقيقة التي حاولتم اعتراضها بمئات الغارات على الشقيقة سورية.
اليوم وبعدما نقل من معلومات عن فحيح السفراء الغربيين والموفد الأميركي ساترفيلد جاء كلام قائد المقاومة قاطعا جازما برفض التدخل الوقح المنافي للسيادة وللكرامة الوطنية وبلغة زاجرة قالها السيد لمن يلزم فليخرس الأميركي البشع او اخرسوه دفاعا عن بلدكم وإلا سننتقل إلى تصنيع الصواريخ الدقيقة التي بتنا نملك منها ما يكفي ونستطيع بها ضرب الهدف الذي نختاره داخل فلسطين المحتلة ردا على أي عدوان وعندما يعلنها سيد المعادلات فبالتأكيد إن المقاومة تملك القدرة على الإنجازساعة يتخذ القرار.
ثانيا صفقة القرن محكومة بالفشل وسيسقطها محور المقاومة والمواجهة بين المحورين في المنطقة تحكمها توازنات جديدية بصعود قدرات المقاومة في اليمن التي قلبت الاتجاه ووضعت حلف العدوان في مازق وكذلك في العراق إضافة إلى ثبات وقيامة القلعة السورية الصامدة المتوثبة لاسترجاع دورها المحوري في المنطقة والمقاومة القادرة الهادرة في في لبنان وفلسطين. إن قراءة التوازن الواقعي تقول ان مشروع ترامب ونتنياهو سيسقط خصوصا وقد تحققت في فلسطين وحدة الموقف على أساس رفض الصفقة وحرمان المعسكر الأميركي الصهيوني الرجعي من أي توقيع فلسطيني وهنا التحول الأهم الذي لا يعوضه تكالب الحكومات الرجعية العربية خلف السيد الأميركي المستميت في خدمة الكيان الصهيوني وهو تحول كان لمحور المقاومة ولنداءات السيد نصر الله دور رئيسي في تبلوره.
ثالثا جزم القائد نصرالله باسم محور المقاومة مجتمعا بان إيران لن تكون وحدها غن وقع عليها العدوان الأميركي الذي تهدد الإمبراطورية الاستعمارية بشنه وتتمناه حكومات الرجعية العربية التي تدفع كلفة الآلة الحربية الإمبريالية وتلبي فواتير ترامب الاستحلابية.
محور المقاومة بجميع اطرافه على مستوى المنطقة سيكون إلى جانب إيران التي لم تبخل بشيء في الدفاع عن المنطقة ضد العدو الصهيوني التكفيري الأميركي ولذلك صاغ السيد نصرالله معادرة لردع العدوان على إيران فأعلن انه إن وقع أي عدوان ضد إيران فسيكون الرد تدميرا شاملا لجميع معالم الوجود الأميركي في المنطقة وبما في ذلك إحراق الأساطيل والقواعد والمصالح وهذا ما يعرف الأميركيون انه في نطاق القدرة التي تتوافر لأطراف محور المقاومة من باب المندب إلى غزة مرورا بجبهات سورية ولبنان والعراق وفلسطين وإيران نفسها والحرائق الكبرى سوف تشغلها صواريخ المحور التي يعرف القليل عنها الأميركيون والصهاينة وأذنابهم من الرجعية العربية .
رابعا الحريري خالف بيان حكومته وما تعهدت به من نأي عن المحاور الاقليمية وكلمة رئيس الحكومة باسم لبنان في قمة مكة مخالف كليا لبيان الحكومة الوزاري والسيد يمارس الردع الاستباقي في هذا التشخيص السياسي فقد درج تيار المستقبل ومعه طابور الملحقات اللبنانية التي تبرع بمداهن الرجعية العربية ولاسيما “مملكة الخير ” على شن حملات سياسية تندب النأي الخادع والكاذب في اعقاب كل خطاب لسماحة السيد يتناول فيه مواقف المملكة.
مبادرة انتقاد كلمة الحريري في مكة كانت رسالة مستحقة فالتحدث باسم الحكومة شيء واتخاذ موقف سياسي باسم حزب او فريق اوتكتل هو شيء آخر وهي قاعدة النقاش الممكن من قلب المساكنة داخل السلطة وانتهى الأمر.