من الصحافة الاسرائيلية
اعتبرت الصحف الاسرائلية الصادرة اليوم أن تعنت أفيغدور ليبرمان ورفضه الانضمام لائتلاف حكومي بقيادة بنيامين نتنياهو وجر النظام السياسي الإسرائيلي إلى انتخابات جديدة، عزز من مكانته لدى ناخبي معسكر اليمين على الأقل وفق ما أظهرت نتائج آخر استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي، والتي نشرت بعد مصادقة الكنيست على حل نفسها والذهاب إلى انتخابات جديدة في 17 أيلول/ سبتمبر المقبل، وأظهرت نتائج استطلاع هيئة البث الإسرائيلية (كان)، تصدر الليكود وحصوله على 35 مقعدًا، يليه تحالف “كاحول لافان” الذي يحصل على 34 مقعدًا.
كما ذكرت الصحف ان رئيس حزب “اسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان رفع شعار “فصل الدين عن الدولة” وتمرير “قانون التجنيد” مؤخرا، بما منع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، من تشكيل حكومته الجديدة، وبالتالي حل الكنيست والتوجه نحو انتخابات جديدة، ويتضح، أن حسابات ليبرمان في الأساس هي انتخابية، حيث لم يتردد في التودد للحريديين خلال الانتخابات المحلية الأخيرة، كما أنه تعامل مع “قانون التجنيد” خلال منصبه في وزارة الأمن كـ”مصدر إزعاج“.
التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كبير مستشاري الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، لبحث تأثير الإعلان عن انتخابات إسرائيلية جديدة عقب فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة والمصادقة على حل الكنيست والذهاب إلى انتخابات جديدة، على فرص نجاح “صفقة القرن“.
وفي اللقاء الذي عقد في مقر رئيس الحكومة في القدس المحتلة، أكد كوشنر على التزام الولايات المتحدة الأميركية بأمن إسرائيل، فيما شدد نتنياهو على أنه سيواصل التعاون مع الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب، رغم التوترات على الساحة السياسية في إسرائيل، وأكد أن “التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل أقوى من أي وقت مضى، بل إنه سيتعزز“.
ووفقًا للقناة 13 في التلفزيون الإسرائيلي، فإن الزيارة تأتي في ظل المخاوف الأميركية من مدى تأثير الإعلان عن انتخابات إسرائيلية جديدة، في أيلول/ سبتمبر المقبل، على فرص نجاح “صفقة القرن” التي ستعلن الإدارة الأميركية عن شقها الاقتصادي خلال ورشة اقتصادية تنظمها الولايات المتحدة بالشراكة مع البحرين، في المنامة، في 25 و26 حزيران/ يونيو المقبل.
وقال نتنياهو خلال اللقاء الذي حضره مبعوث الإدارة الأميركية للشأن الإيراني، بريان هوك، “يسرنا دائما استقبال كوشنر وغرينبلات في إسرائيل من أجل بحث جهودنا المشتركة لدفع الازدهار والأمن والسلام قدما“.
وتابع “أثمن كثيرا السياسة الأميركية تحت قيادة الرئيس ترامب، التي تهدف إلى دمج الحلفاء مع بعضهم البعض في التعامل مع التحديات المشتركة واغتنام الفرص المشتركة”، في إشارة إلى التقارب بين الحكومة الإسرائيلية ودول خليجية بوساطة أميركية، وذلك في سياق مساعي الإدارة الأميركية في قيادة تحالف إقليمي يضم إسرائيلي ودول خليجية ضد ما يوصف بـ”التهديد الإيراني”، وفي سبيل إنجاح خطة الإدارة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية.
وحول الليلة الدراماتيكية على صعيد السياسة الإسرائيلية، وفشل نتنياهو في استغلال المهلة القانونية التي منحه إياها الرئيس الإسرائيلي لتشكيل الحكومة، ما دفعه إلى حل الكنيست، قال نتنياهو: “كما تعلمون، كانت لنا ليلة أمس واقعة صغيرة ولكن هذا لن يوقفنا. سنواصل العمل معا. عقدنا لقاءا ممتازا ومثمرا يؤكد مرة أخرى على أن التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل أقوى من أي وقت مضى“.
بدوره، تحدث كوشنر عن إعلان ترامب، في آذار/ مارس الماضي، عن الاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيلي على الجولان السوري المحتل، وقال: “أود أن أشكر نتنياهو على حفاوة الاستقبال. أحمل تحيات الرئيس ترامب إليكم وإلى الشعب الإسرائيلي أجمع. هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها إسرائيل بعد اعتراف الرئيس بالسيادة الإسرائيلية على الجولان. كان هذا الإعلان مهما جدا“.
وعن الالتزام الأميركي بالأمن الإسرائيلي قال: “أمن إسرائيل يعتبر حيويا بالنسبة للعلاقات الأميركية الإسرائيلية، وهو مهم جدا أيضا بالنسبة للرئيس نفسه. نثمن جميع جهودكم لتعزيز العلاقات بين بلدينا. إنها أقوى من أي وقت مضى، ونحن منفعلون جدا حيال الاحتمالات التي تكمن هنا في إسرائيل بما يخص العلاقات بيننا ومستقبلنا“.
ولم يتضح مدى تأثير تبكير الانتخابات في إسرائيل على فرص إعلان الإدارية الأميركية عن خطتها للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين المعروفة إعلاميًا بـ”صفقة القرن“.