تحليلات: حل الكنيست يعني بدء نهاية عصر بنيامين نتنياهو
اعتبرت تحليلات إسرائيلية أن حل الكنيست لنفسها يعني بدء نهاية عصر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو .
وبالنظر إلى موعد الانتخابات الجديد، وموعد تشكيل الحكومة الجديدة المتوقع، فإن ذلك سيكون بعد جلسة الاستماع لنتنياهو، ما يعني أن نتنياهو سيواجه لوائح الاتهام بدون قانون تغليب الكنيست على المحكمة العليا، وبدون قانون الحصانة لتحصين نفسه من القضاء في مواجهة ملفات الفساد ضده.
وكتب المحلل السياسي في صحيفة “هآرتس”، يوسي فيرتر، اليوم الخميس، أن العد التنازلي لنهاية عصر نتنياهو قد بدأ اليوم بعد أن كان من المفترض أن تحتفل الكنيست، الإثنين المقبل، بالحكومة الخامسة لنتنياهو، كما كان من المفترض أن يبدأ معها التشريعات القانونية الشخصانية وهي ذات رأسين، الأول لتخليص نتنياهو المتهم من طائلة القضاء، والثانية لتسديد ضربة قاصمة لاستقلالية وقوة الجهاز القضائي.
وأضاف أن السياسي المتورط في قضايا جنائية، وقدمت لائحة اتهام خطيرة ضده يجر دولة كاملة نحو الانتخابات، دون أن يتجرأ أحد في داخل حزبه أو ائتلافه المحتمل على الاحتجاج.
وبحسب فيرتر، فإن نتنياهو أدرك، يوم أمس، أن “القصة انتهت”، وأن انتخابات 17 أيلول/ سبتمبر، وبعدها تشكيل الحكومة في تشرين الثاني/ نوفمبر، أي بعد شهر من جلسة الاستماع لنتنياهو يعني أنه لن تكون هناك حصانة ولا تغليب للكنيست على المحكمة العليا، وإنما لائحة اتهام تجعل نتنياهو من الماضي. وبعد أن وصل الكنيست في 9 نيسان/ إبريل منتشيا بسكرة الانتصار، وصل يوم أمس مهزوما وذليلا.
ولفت إلى أن نتنياهو هو ثالث مرشح لرئاسة الحكومة يفشل في تشكيل حكومته، بعد شمعون بيرس عام 1990، وتسيبي ليفني عام 2008، رغم أن نتنياهو حقق انتصارا واضحا ورغم تجربته السياسية التي ينفرد بها.
ولم تجد نتنياهو نفعا العروض التي وزعها في اللحظات الأخيرة، وبضمنها حقيبة وزارة الأمن والمالية لطال روسو وآفي غباي، الذي وقع في الفخ ودرس الاقتراح، أو حقيبة الاتصالات لحزب العمل، وحقيبة القضاء الوزارية لشيلي يحيموفيتش، كما تعهد بالتنازل عن قانون تغليب الكنيست على المحكمة العليا وقانون الحصانة، واللذين كان من المفترض أن يشكلا ملاذا له من المحاكمة وربما من السجن.
وكتب أن نتنياهو كان على استعداد للتضحية بكل شيء، لأن السبب الذي دفعه إلى تقديم موعد الانتخابات منذ البداية هو البقاء في السلطة على أمل أن يبقى في رئاسة الحكومة بعد لائحة الاتهام.
وكتب ناحوم برنياع في صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن نتنياهو يقود إسرائيل للمرة الثالثة إلى انتخابات ليست في توقيتها، مرة بسبب صحيفة مجانية، ومرة ثانية بسبب مشاكله القضائية، ومرة ثالثة بسبب رفض “شركائه الطبيعيين”، بما يشير إلى أن هذه الشراكة ليست طبيعية.
وكتب أيضا أن “إسرائيل عرفت أزمات سياسية كثيرة في سنواتها الـ71، كما عرفت مناورات سياسية نتنة بدرجات متفاوتة، وعروض رشوة سياسية فاسدة بدرجات متفاوتة، ولكن ما حصل في الكنيست، يوم أمس، فتح صفحة جديدة في عملية تدهور الديمقراطية الإسرائيلية. هذه الكنيست التي ولدت لتوها اختارت الانتحار بسبب نزوات شخصية“.
وأضاف أن نتنياهو لم يرد هذه الانتخابات لأنه يعلم أن الجمهور سيجد صعوبة في تقبلها، وسيجد صعوبة في تقبل الفشل المدوي له في تشكيل الحكومة، ومع ذلك، فهو، نظريا، يمكنه تعزيز قوته في الانتخابات المقبلة، حيث أن اليمين خسر في الانتخابات الأخيرة نحو 4 إلى 5 مقاعد بسبب نسبة الحسم، وبإمكانه استعادة بعض هذه المقاعد.
وبحسبه، فإن جذور فشل نتنياهو تكمل في قراره عشية انتخابات عام 2015 “الزواج الكاثوليكي من الحريديين وأحزاب اليمين”، مضيفا أنه لو كان بإمكانه المناورة بين اليمين والوسط لتمكن من تجنب الانهيار الذي حصل.
ويضيف أن نتيناهو “حارب” حتى اللحظة الأخيرة بدون خجل، وعرض “ممتلكات الحكومة الثمينة” للبيع بأسعار “تصفية”.، وذلك في إشارة إلى العروض التي قدمها في
ويخلص إلى أن “السياسية الإسرائيلية مريضة، ونتنياهوهو آخر من يداويها”.