أيوب “نأسفُ أنَّ دولتَنا لم تُوْل معهد العلوم الاجتماعية الاهتمامَ اللازمَ لتحقيقِ الغايةِ التي أنشئ لأجلها”
برعاية وحضور رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب، احتفل معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية بعيده الستين تحت شعار “تطوير وارتقاء”، في خطوة غير مسبوقة كونه استعرض مسيرة معهد العلوم الاجتماعية منذ تأسيسه وحتى اليوم، وعمل على تكريم عمدائه السابقين، مروراً بمميزين من أسرته .
حضر الحفل وزير الدولة لشؤون مجلس النواب الأستاذ محمود قماطي، والوزيرة السابقة منى عفيش، ومديرة عام إدارة الاحصاء المركزي الدكتورة مارال توتليان، ومدير عام الاسكان المهندس روني لحود، ورئيسة المركز التربوي للبحوث والانماء الدكتورة ندى عويجان، وممثلين عن وزير التربية والتعليم العالي، ووزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية، ووزير الخارجية والمغتربين، ووزير المهجرين، وممثّل رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي، وممثلة منظمة اليونيسكو في بيروت الدكتورة سايكو سوجيتو، وأعضاء مجلس الجامعة اللبنانية، وأعضاء مجلس الوحدة من مدراء الفروع وممثلي الأساتذة، والمكرمون من العمداء السابقين في معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية، والخبير الدولي الدكتور فرنسوا فرح، ومنسقة مادة الاجتماع في الارشاد والتوجيه في وزارة التربية الدكتورة ثناء الحلوة، ومقرّرة مادة علم الاجتماع في الامتحانات الرسمية الدكتورة روعة فتفت حلاب، وحشد من المنظمات والجمعيات وأعداد كبيرة من أساتذة وطلاب المعهد بفروعه كافة.
البروفسور فؤاد أيوب
اعتبر رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور أيوب أنّنا أمام “مناسبةٌ من المناسبات التي تُنعِشُ الذاكرة باستحضار محطاتٍ من النجاحات التي عَمَرَتْ بها جامعتُنا على مدى سِنِي عمرِها”، معرباً عن أسفه لأنّ “دولتَنا لم تُوْل معهد العلوم الاجتماعية الاهتمامَ اللازمَ لتحقيقِ الغايةِ التي أنشئ لأجلها“.
وأضاف أيوب “في متابعتي لهذا المعهد، ولهِّمةِ تحركاتِه، ما قبل عيد الستين وخلالَ هذه السنة الاحتفالية بالعيد، أستطيع التأكيدَ أنَّ وعيَهُ لأهميةِ دورِه في البناء الأكاديمي والبحثي كما المهني، لم يعد ينتظر من الغير أن يعترفَ له به. لقد بات هو المبادرَ في إبرازِ حضورِه، وذلك من خلال تفعيلِ نشاطاتِه على أكثر من صعيد: في تغيير البرامج، في التشبيك مع المؤسسات الوطنية والدولية، في اعادة تفعيلِ مركزِ الأبحاث فيه، وفي تبيانِ قدراتِه المتنوعة”، وبيّن رئيس الجامعة أنّ حضور المعهد “أصبحَ وازناً ورقماً من الصعب غَضُّ الطرْفِ عنه في التخطيط وفي التنفيذ، على مستوى الجامعة وحتى على مستوى الانتاج العلمي في حقول التخصصات الاجتماعية المتنوعة التي يُدَرِّسُها هذا عدا التخصصات المهنية الواعدة التي ينْفردُ في تعليمِ معظمِها على مستوى الوطن“.
وتطرّق البروفسور أيوب إلى “ما يجري من حَراكٍ يقوم به أساتذةُ الجامعة الذين نؤيدُ خطواتِهم ومطالباتِهم وحِرصِهم على الجامعة وعلى المكتسبات التي ما حصلتْ عليها إلا بفعلِ نضالاتٍ مستمرةٍ، لاسيما فيما يتعلق بموازنتِها وبحقوق أساتِذَتِها ورسالتِهم التي يحملونَها من أجل بناءِ مجتمعٍ متعلمٍ راقٍ متقدم”، وأكّد أيوب حرصه “على مصلحةِ أبنائنا الطلاب الذين وقفوا ويقفون دائماً مع الجامعة وأهلِها، ونؤكدُ لهم أن العامَ الدراسيَ سيُنجَزُ، وسيتِمُ تعويضُ ما فاتَهم من ساعاتٍ عن الأيام التي أقفلتْ فيها الجامعة“.
ختم البروفسور أيوب كلامه بالقول “نلتقي اليومَ في العيد الستين لتأسيسِ معهد العلوم الاجتماعية، لنُبارِكَ له ولأهلِه وللجامعةِ كلِها بما حققَه وما أنجزَهُ من قُدراتٍ وعطاءاتٍ وما رفَدَ من كفاءاتٍ غنيةٍ توَزَّعتْ في المؤسساتِ والمجتمعات“.
العميدة مارلين حيدر
منذُ قرابةِ الثلاثِ سنواتٍ ونَيِّفْ، “جرى تكليفي بعمادةِ معهدِ العلومِ الاجتماعية وأنا ابنتُهُ وترعْرَعْتُ معرفياً في كنفِه، ومدركةٌ لقدراتِه وطاقاتِه، ومؤمنةٌ بأنَّ المعهدَ يمكنُهُ أن يلعبَ دوراً أكبرَ بكثيرٍ من حصْرِهِ في التعليمِ كونَهُ معهدٌ بحثيٌّ بامتياز ولهُ دورٌ وطنيٌ في هذا المضمار”. وأضافت حيدر “كانتِ التحدياتُ كثيرةً، تغييرُ برامجَ، وهيكلةٌ جديدةٌ للمناهجِ، ودخولٌ واسعٌ إلى ميدانِ العلومِ الاجتماعيةِ المهنيةِ بالإضافة إلى مسؤوليةِ تطويرِ العلومِ الاجتماعيةِ على المستوى البحثيّ ..” ناهيك عن تحديات الإدارة، وتابعت “لقدْ عَمِلنا طَوالَ هذهِ السنواتِ جاهدينَ، كفريقٍ واحدٍ، من أساتذةٍ وإداريينَ، على تحقيقِ ما خططْنا له منذ البدايةِ. ولقد أثبتْنا أننا قادرونْ على السيرِ معًا لتحديدِ الصعوباتِ وايجادِ الحلولِ المناسبةِ لها لاتخاذِ الاجراءاتِ الملائمةِ لتطويرِ معهدِنا”. نقاط عدة تطرّقت إليها عميدة المعهد حيدر في هذا الإطار “وضعنا الانظمةَ والمشاريعَ، ونجحْنا بالتشبيكِ مع الشركاءِ، وفَعَّلْنا مركزَ الأبحاثِ، وعدَّدْنا مجالاتِ التخصص، ونعملُ بجهدٍ لتوفيرِ التعليمِ الافضلِ لطلابِّنا لأنهم يستحقونَهْ” وختمت البروفسور حيدر كلمتها بالقول “إذا أردْتُ أن أرفعَ شعاراً آخرَ لِهذا العيدْ غيرَ شعارِه الاحتفالي “ارتقاءٌ وتطوير”، فالجميلُ أن يكون “عيدُ التضامنِ والانتماء”، كونَه شعارًا يعكِسُ عملَنا كأهلِ المعهدِ مُتَّحِدينَ. لأننا لا نؤدي مِهنةً بل مهنتُنا رسالةٌ في أعناقِنا” متمنية دوام النجاحات للمعهد بتوحد أسرته، كما الدوام لجامعتنا الوطنية.
العميد محمد شيا
تحدّث شيا باسم العمداء الذين تتالوا على معهد العلوم الاجتماعية منذ تأسيسه في العام 1959 مقدّراً هذه المبادرة، “أقول باسمي وربما باسم زملائي أيضاً، أننا ربما شعرنا بالمفاجأة حقاً، إذ يندر في مجتمعات العالم الثالث، أو ما بات يُعرف اليوم بعالم بالجنوب، أن يكرّم عالمٌ، أو صانعُ تنمية، أو صانعُ سلام؛ فالميداليات والأوسمة تعطى في الغالب لصانعي الحروب والانتصارات والمتسببين بالعدد الأكبر من الضحايا والدمار”. وعن دور المعهد ذكر العميد الأسبق شيا “ولأن معهد العلوم الاجتماعية، ومنذ تأسس جُعل معهداً لا كلية للتشديد على الطابع الملح لمعالجة للمشكلات التي يتوقع منه أن يعمل عليها، وعلى ضرورة الخروج بنتائج عملية (لا نظرية) تَفيدُ منها الدولة، كما الشرائحُ الأوسع من المجتمع .. هذه الميزة هي ما جعل البحثَ العلمي، وهمّ التنمية، بكل معانيهما، الشغل الشاغل لأساتذة معهد العلوم الاجتماعية؛ ولم يفت هؤلاء التذكير بالوظيفة العلمية البحثية في كل مناسبة”. ولم يغفل شيا ارتباط نجاح معهد العلوم الاجتماعية بالجامعة اللبنانية، فأضاف “لكن المعهد كان يعي، إلى ذلك، أن لا فلاح له إن لم تَفلحَ الجامعةُ الأم، كتعريف وتطبيق، في الأساس. وعليه كان لعمدائه ومديريه وأساتذته باستمرار السهم الوافر في العمل على كل ما من شأنه أن يُعلي من شأن الجامعة اللبنانية في المجالات كافة، فيعزز فكرتها في المجتمع، وقدراتها على ترجمة أهدافها وبرامجها خططاً وسياقات عملية”. وشكر العميد شيا “الحضور الجامعي، كما من خارج الجامعة، وأصحاب الجهود المضنية لتنظيم هذا الحفل؛ والعمداءُ الحاضرون هذا الحفل يزدادون اليوم اعتزازاً بأسرة معهدهم وعلى رأسها حضرة العميدة، وبمؤسستهم الأم، الجامعة الوطنية، وعلى رأسها معالي الرئيس أيوب، متمنين للجميع كما للجامعة دوام التوفيق والسؤدد والتألق“.
المكرّمون في الحفل
السوبرانو جورجيت صوايا فرح، فرقة موسيقى الجيش اللبناني بقيادة الرائد جوزف يعقوب.
العمداء السابقون: معالي الوزير الدكتور قيصر نصر، العميد الدكتور فوزي عطوي، العميد الدكتور أسعد ذبيان، العميد الدكتور ناصيف نصار، العميد الدكتور محمد شيا، العميد الدكتور فريديرك معتوق، العميد الدكتور عبد الغني عماد، العميد الدكتور يوسف كفروني.
مميزون من أسرة المعهد: أمين سر المعهد الأسبق الأستاذ سهيل الدمشقي، ممثّل أساتذة معهد العلوم الاجتماعية في مجلس الجامعة الدكتور حسين رحال، مديرة معهد العلوم الاجتماعية ــ الفرع الخامس الدكتورة سناء الصبّاح، ورئيسة مركز الأبحاث في معهد العلوم الاجتماعية الدكتورة مها الكيال.
في الختام جرى تكريم رئيس الجامعة البروفسور فؤاد أيوب من قِبل أسرة المعهد، التي كرّمت بدورها باسم أساتذتها وموظفيها والعاملين العميدة مارلين حيدر تقديراً لعطاءاتها، وخصّت اللجنة التنظيمية للاحتفال العميدة حيدر بعربون شكر وتقدير عبارة عن باقة ورد ولوحة تترجّم دورها كقائدة في إدارة المعهد.
مسار الحفل ومضمونه
قدّم الحفل أستاذة علم الاجتماع في معهد العلوم الاجتماعية الدكتورة لبنى عطوي، التي أحاطت بدقّة بكل تفاصيله، وأعربت عن التقدير الكبير للتعاون الذي أبدته السوبرانو جورجيت صوايا فرح مثمثّلاً بعناية خاصة منذ الأيام الأولى للتحضير للاحتفال. وكانت فرح قد أدّت النشيدين الوطني اللبناني ونشيد الجامعة، كما صدحت بأغنيات وطنية أضفت رونقاً على احتفالية العيد الستين للمعهد.
بعد النشيدين، جرى عرض فيلم وثائقي عن المعهد منذ تأسيسه مروراً بمراحل تطوّره وصولاً إلى ما هو عليه اليوم، للمخرجة رولا سهيل، تبعه إطلالة وثائقية على المنصات الإلكترونية لمعهد العلوم الاجتماعية، وجرى عرض بطاقات لسير العمداء المكرّمين ومميزين من أسرة المعهد وجميعها من تنفيذ الإعلامي الأستاذ وائل كركي.
تضمّن الحفل قراءة سريعة لآخر إصدارات معهد العلوم الاجتماعية، من خلال كتاب “ستون عاماً تطوير وارتقاء” قدّمه أستاذ علم الاجتماع في المعهد الدكتور نزار أبو جودة، ووزّعت نسخ من الكتاب على الحضور. وثّق الحفل بالصور والفيديو Iris Photography by Tarekبإدارة طارق عميش، وتزامن اختتام الحفل مع وقت الافطار بكوكتيل للحضور.