من الصحف الاميركية
رأت الصحف الأمريكية أن طموحات الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الكبرى أصبحت على المحك مع إجراء الانتخابات الأوروبية، وقالت نيويورك تايمز إن ماكرون منذ انتخابه قبل عامين صنَّف نفسه زعيماً لأوروبا، ووضع رؤية كبيرة للتكامل الأعمق بين دول القارة، وحاول تأجيج العاطفة القومية فى جمهور متشكك من خلال رسالة مفتوحة نشرها فى الصحف بعنوان “مواطنى أوروبا” حذر فيها من “حرب أهلية أوروبية” تهدد قيم القارة .
وأضافت الصحيفة: “أنه فى خضم ذلك، أصبح ماكرون كبش الفداء المفضل لدى اليمين المتطرف، واسمه غالبا ما يُقابل بازدراء من قبل الشعبويين بداية من المجر إلى إيطاليا وحتى داخل فرنسا“.
وتابعت الصحيفة أن “رؤية ماكرون (حاليا) تواجه اختبارها الأكثر حسما فى انتخابات البرلمان الأوروبى التى ستجرى على مدار ثلاثة أيام، ابتداءً من يوم الخميس القادم. وتظهر استطلاعات الرأى فى فرنسا أن حزبه يتخلف عن حزب مارين لوبان اليمينى المتطرف، أو حزب التجمع الوطني، وهو الحزب الذى كان يُطلَق عليه اسم الجبهة الوطنية”.
يشير الكاتب بيتر بينارت إلى إعلان النائبة الأميركية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز المتمثل في تصريحها بأن موضوع المساعدات التي تقدمها بلادها إلى إسرائيل يعتبر “قابلا للنقاش” في واشنطن.
ويقول الكاتب -وهو أستاذ الصحافة والعلوم السياسية في جامعة مدينة نيويورك- في مقال مطول بصحيفة “فورورد” الأميركية، إن هذا التصريح يأتي تعقيبا على تجاهل الحزبين الديمقراطي والجمهوري لسياسة بلدهما القائمة على منح إسرائيل مليارات الدولارات دون توقع حدوث أي تغير يُذكر منذ حوالي ربع قرن.
ويتساءل بينارت عن السبب الذي دفع الإسرائيليين خلال الشهر الماضي إلى إعادة انتخاب بنيامين نتنياهو الذي يعارض قيام الدولة الفلسطينية.
ويوضح أن الإدارات الأميركية -سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية- تعمد إلى غض الطرف عن استسلام واشنطن وتقبلها لاحتلال إسرائيل الدائم لفلسطين.
ويشير الكاتب إلى أنه لم يسبق لأي رئيس أميركي أن مارس أي ضغط على إسرائيل لدفع ثمن تقويضها لحل الدولتين طوال الـ 25 سنة الماضية.
ويقول الكاتب إن الوقت قد حان لنشأة جيل جديد من التقدميين الأميركيين الذين يرفضون دعم السياسات التي تعامل الفلسطينيين بوحشية وتؤذي صورة الولايات المتحدة وتهدد الديمقراطية الإسرائيلية.
ويقول الكاتب إنه بشكل عام، فسيكون الرئيس الأميركي عرضة للانتقادات والاتهامات التي تؤكد معاداته لإسرائيل وللسامية بمجرد عرضه مقترحا لاستخدام المساعدات ورقة ضغط على إسرائيل.
ويتطرق الكاتب إلى كتاب “اللغة الوحيدة التي يفهمونها” الذي أوضح خلاله نايثان ثرال أن الرؤساء الأميركيين الذين يعتقد المرء أنهم كانوا مؤيدين لإسرائيل لطالما اعتمدوا على المساعدات التي يقدمونها لها للضغط عليها ودفعها لتغيير سياساتها.
ويشير إلى أن الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور سبق أن منع رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن غوريون من ضمّ الأراضي المصرية عام 1956 وهدده بوقف جميع المساعدات ما لم يسحب قواته من البلد الأفريقي بشكل فوري.
ويضيف أن إسرائيل رفضت في عام 1975 مطالب وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر بالانسحاب الجزئي من صحراء سيناء، وهو ما دفع الرئيس الأميركي جيرالد فورد بالتعهد بإعادة تقييم علاقات بلاده مع إسرائيل، رافضا تقديم أي مساعدات عسكرية واقتصادية جديدة إليها قبل انسحابها.
ويقول إنه عندما غزت إسرائيل لبنان في 1977، أخبر الرئيس الأميركي جيمي كارتر رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، أن استخدام بلاده لناقلات جنود ومدرعات أميركية الصنع ينتهك قانون مراقبة تصدير الأسلحة، وهو ما حال دون استخدامها في العمليات الهجومية. وإن كارتر حذّر من أن بلاده ستُنهي صادرات الأسلحة المستقبلية إلى إسرائيل في حال رفضت الخروج من لبنان.
ويشير إلى أن الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان حظر في 1982 مبيعات القنابل الأميركية إلى إسرائيل لمدة ست سنوات، وذلك بعد ثبوت استخدامها لقنابل عنقودية في هجومها على لبنان، وأن الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب لم يكن بمنأى عن استغلال مساعدات بلاده للضغط على إسرائيل، حيث رفض منح إسرائيل ضمانات القروض البالغة قيمتها عشرة مليارات دولار عام 1991 بشكل مبدئي، وذلك حتى تقوم بتجميد عمليات بناء المستوطنات في الضفة الغربية.
ويرى الكاتب أن مثل هذه الأحداث التاريخية تبين أن المساعدات الأميركية تعتبر عاملا فعالا للضغط على إسرائيل، ولا سيما أن الضغط الأميركي أدى في السابق إلى تنازل الإسرائيليين مرارا وتكرارا.
وينسب الكاتب إلى المؤرخ في جامعة أكسفورد أفي شلايم، القول إنه سبق للضغط الذي مارسه جورج بوش الأب، إجبار الإسرائيليين على المشاركة في مؤتمر مدريد الذي عُقد عام 1991 والتفاوض علانية مع أحد الوفود الفلسطينية.
ويستدرك الكاتب بالقول إنه على الرغم من التأثير الذي يتسم به الضغط الأميركي، فإن تصرفات إسرائيل نادرا ما كانت نابعة عن هذا الضغط، إذ إنه من المرجح أنها ما كانت لتغادر سيناء لو لم يعرض الرئيس المصري الأسبق أنور السادات الحل السلمي.
ويرى الكاتب أنه يجب على الأميركيين الاهتمام بالحفاظ على سلامة الإسرائيليين، وهو ما يعني الاستمرار في منح إسرائيل حوالي خمسمئة مليون دولار سنويا لأنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلي وضمان تفوقها العسكري على خصومها الإقليميين.
ويشير إلى أن هناك طرقا يمكن من خلالها وضع شروط على المساعدات الأميركية دون إضعاف الأمن الإسرائيلي.
ويحث الكاتب الأميركيين على وضع جملة من الشروط على الإسرائيليين وعدم تمويلها ممارسات مثل احتجازها أطفال الفلسطينيين وهدم منازلهم.
ويختتم بأنه يمكن للولايات المتحدة الحرص على أن توقف إسرائيل عن توسيع المستوطنات، التي تكتسح الأراضي التي سيقيم عليها الفلسطينيون دولتهم.