من الصحف البريطانية
تحدثت الصحف البريطانية الصادرة اليوم عن خطة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الجديدة بشأن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي “بريكست” معتبرة أنها تشكل “فرصة أخيرة” للخروج من المأزق .
وتتكون الخطة من عشر نقاط، وتشمل إبقاء عضوية بريطانيا في الاتحاد الجمركي بشكل مؤقت، وإعطاءَ النواب فرصة للتصويت بشأن إجراء استفتاء ثان للانسحاب، ووصفت ماي مشروع القانون -الذي سيطرح أمام النواب الشهر المقبل- بأنه “اتفاق بريكست جديد” للخروج من المأزق السياسي الذي أدى إلى إرجاء موعد الخروج من الاتحاد الاوروبي.
ورفض النواب البريطانيون ثلاث مرّات الاتفاق الذي أبرمته ماي مع بروكسل، مما أدى إلى تأجيل موعد الانسحاب من الاتحاد الأوروبي من 29 مارس/آذار إلى 12 أبريل/نيسان، ومن ثم إلى 31 أكتوبر/تشرين الأول.
قال موقع “ميدل إيست آي” البريطاني في تقرير خاص إن سلطات السعودية تتجه إلى إصدار حكم بالإعدام على ثلاثة دعاة بارزين، وتنفيذ الحكم عليهم بعد انقضاء شهر رمضان.
وذكر أن الدعاة الثلاثة هم الشيخ سلمان العودة، والشيخ عوض القرني، والشيخ علي العمري. ونقل تقرير الموقع هذه المعلومات عن مصدرين حكوميين وواحد من أقارب هؤلاء الدعاة.
وكانت السلطات قد اعتقلت الثلاثة ضمن حملة على العلماء والدعاة وقادة الرأي في سبتمبر/أيلول 2017، وشرعت في محاكمتهم في جلسات سرية، حيث طالبت النيابة العامة بقتل الدعاة الثلاثة “تعزيرا” على خلفية تهم تتعلق بالإرهاب.
وكان الموعد المقرر لأحدث جلسات محاكمتهم أمام المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض هو الأول من مايو/أيار الجاري، لكن الجلسة أرجئت بدون تحديد موعد آخر.
وقال أحد المصدرين الحكوميين للموقع “لن يتريثوا في إعدام هؤلاء الرجال فور إقرار حكم الإعدام“.
وذكر المصدر الآخر أن إعدام 37 سعوديا -أغلبهم من الناشطين الشيعة في أبريل/نيسان الماضي- على خلفية تهم تتعلق بالإرهاب، كان بمثابة بالون اختبار حتى تقيس السلطات شدة الإدانة الدولية.
ومضى قائلا “حين وجدوا أن رد الفعل الدولي لا يذكر، خاصة على مستوى الحكومات وقادة الدول، قرروا المضي في خطتهم لإعدام الشخصيات البارزة”. وأشار موقع “ميدل إيست آي” إلى أن المصدرين تحدثا إليه شريطة عدم نشر اسميهما.
وذكر التقرير أن توقيت الإعدامات تمليه أيضا التوترات الراهنة المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران.
ونقل عن المصدر الأول قوله “لقد تشجعوا على ذلك، خاصة في ظل التوتر في الخليج في الوقت الراهن. فواشنطن تريد إرضاء السعوديين حاليا. ووفق حسابات الحكومة السعودية فإن ذلك يمكنها من القيام بالأمر والإفلات من تبعاته“.
وقال فرد من عائلة أحد الدعاة الثلاثة للموقع إن “الإعدامات -إذا نُفذت- ستكون خطيرة جدا، وقد تمثل نقطة فاصلة خطيرة“.
وذكّر التقرير بكلمات الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي عن الشيخ سلمان العودة، إذ قبل يومين فقط من اغتياله وتقطيع أوصاله داخل القنصلية السعودية بإسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تنبأ خاشقجي بإعدام العودة.
وقال خاشقجي متحدثا عن ولي العهد محمد بن سلمان “سيسحق المعارضة بأي ثمن”. وأضاف “سيُعدم العودة، ليس لأنه متطرف، بل لأنه معتدل، لهذا يعتبرونه خطرا“.
وتعليقا على تقرير “ميدل إيست آي”، قالت مديرة قسم الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش سارة ليا ويتسون إن “أي إعدامات أخرى لمعارضين سياسيين هي نتيجة مباشرة للأجواء التي هيأتها إدارة ترامب، ورسالتها المتكررة: مهما ارتكبت من انتهاكات بشعة بحق شعبك، فإننا نحميك“.
من جهة أخرى، قال حساب “معتقلي الرأي” السعودي على تويتر قبل ساعات من نشر تقرير “ميدل إيست آي” إنه “في ظل المماطلات في المحاكمات وفي الإفراج عن كل من الشيخ سلمان العودة والدكتور علي العمري والشيخ عوض القرني، تزداد المخاوف من أن السلطات تدبر أمرا قد يصل لحد تنفيذ الإعدام ضدهم بذريعة تلك التهم الزائفة الباطلة بأنهم إرهابيون“.
وقال محامو العودة في فبراير/شباط الماضي إنهم يخشون صدور الحكم بإعدامه. وأكد المحامون مارك يونان وفرنسوا زيمراي وجيسيكا فينيل -في بيان صدر بالعاصمة الفرنسية باريس- أن محاكمة الشيخ تندرج في إطار سياسة اضطهاد قضائي تقوم بها السلطات السعودية ضد مثقفين يمارسون حقهم في حرية التعبير والرأي.