معاريف: إسرائيل تستعد لفترة توتر طويلة في الخليج
مع تزايد حدة التوتر بين طهران وواشنطن وموجات التصعيد المتبادلة بين الطرفين، تدرس الحكومة الإسرائيلية، رفع درجة التأهب وزيادة الإجراءات الأمنية والحراسة حول ممثلياتها بالعالم، وذلك تحسبًا من محاولة إيرانية لمهاجمة أهداف إسرائيلية في الخارج، وفق ما جاء في تقرير أوردته صحيفة “معاريف”، اليوم الجمعة .
وتتلخص الإستراتيجية الأمنية الإسرائيلية، بحسب التقرير، بالاستعداد لفترة توتر طويلة في الخليج، مع إبقاء إسرائيل بعيدا عن الصورة وعدم الانجرار إلى المواجهة، والسماح للأميركيين بإدارة الأزمة دون جر إسرائيل إليها وجعلها أكثر تعقيدًا بالنسبة للإدارة الأميركية.
ولفت التقرير الذي أوردته الصحيفة في نسختها الورقية، إلى أنه في هذه المرحلة لم يتم اتخاذ خطوات ملموسة ولا تزال هذه الإجراءات قيد دراسة الأجهزة الأمنية، التي أصدرت تعليماتها بالفعل، برفع حالة “التأهب والجاهزية الأمنية”. وأشارت الصحيفة إلى أن الإجراءات الاحترازية قد تنعكس على قرارات ميدانية محددة تتعلق بتأمين وحراسة مواقع وأهداف إسرائيلية في الخارج.
وبحسب الصحيفة، فإنه خلال جلسات التقييم الأمنية التي تعقد في هذه الأيام، في ظل حالة التوتر الحاصلة في الخليج العربي، طُرح احتمال أن تكون هناك محاولات إيرانية لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية في الخارج كجزء من سياسة الرد الإيرانية، كرسالة تصعيد واضحة قد توجهها إلى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
وذكر التقرير أن التقديرات الأمنية الإسرائيلية أشارت إلى أن الرد الإيراني على سياسة التصعيد الأميركية، بدأ بـ”عمليات تخريبية محدودة” ضد أصول حلفاء الولايات المتحدة في منطقة الخليج، عبر استهدافها لأربع سفن شحن تجارية في ميناء الفجيرة الإماراتي (سفينتان سعوديتان، وواحدة إماراتية وأخرى نرويجية)، على مقربة من مضيق هرمز، في محاولة لضرب طرق التجارة الدولية وصناعة النفط في المنطقة.
وأضاف التقرير أنه “إلى جانب احتمال أن الإيرانيين سيحاولون مهاجمة أهداف أميركية، فإن إمكانية محاولة ضرب أهداف إسرائيلية في الخارج قد تم أخذها في اعتبارات الأجهزة الأمنية، لكن في هذه المرحلة لا تستند هذه التقديرات إلى أي معلومات استخباراتية محددة تحذر من وقوع هجوم“.
وشدد التقرير على أن التوتر الحاصل في الخليج العربي، يحتل مساحة كبيرة من المناقشات الأمنية في إسرائيلي، حيث يستعد الجيش الإسرائيلي لمحاولات شن هجمات محتملة على المناطق الحدودية، وخصوصًا، في الجولان السوري المحتل، بواسطة الحرس الثوري الإيراني، عبر ميليشيات أو منظمات التي تعمل تحت غطاء.
وأوضح التقرير أن الجيش الإسرائيلي ناقش تأثير التوتر الحاصل بين واشنطن وطهران على مواصلة الهجمات التي ينفذها سلاح الجو الإسرائيلي ضد أهداف في سورية، وسط تخوف إسرائيلي من تغيير في سياسة الرد الإيرانية على مهاجمة أهداف تابعة لها في سورية، نتيجة للضغط الذي يمارسه الأميركيون، ما قد يدفعهم إلى الرد بقوة أكبر على هجمات إسرائيلية.
وبيّن التقرير أن “المؤسسة الأمنية في إسرائيل تستعد لفترة طويلة من التوتر قد ينعكس على إسرائيل ويكون له آثار إضافية، فيما تركز السياسة على إبقاء إسرائيل بعيدا عن الصورة وعدم الانجرار إلى المواجهة والتصعيد، بما في ذلك التخفيف من اللهجة التصعيدية العسكرية والتهديدات الإعلامية، والسماح للأميركيين بإدارة الأزمة دون جر إسرائيل إليها وجعلها أكثر تعقيدًا بالنسبة للإدارة الأميركية.