من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: العدوان السعودي الإماراتي يردّ على عمليات أنصار الله “النفطية” بجرائم تقتل المدنيين في صنعاء ترامب يوسّط الرئيس السويسري مع إيران… وبومبيو يستنجد بمسقط مع أنصار الله “القومي” يذكّر بالثلاثية الذهبية في ذكرى 17 أيار… والحكومة للموازنة اليوم بعد وداع صفير
كتبت صحيفة “البناء” تقول: سقط العشرات في صنعاء بالغارات السعودية الإماراتية التي استهدفت المباني المدنية انتقاماً من الغارات التي شنتها طائرات بدون طيار على المنشآت النفطية السعودية، والاتهامات الإماراتية لأنصار الله بالوقوف وراء استهداف السفن الأربع في ميناء الفجيرة، في ظل معلومات عن استهداف طائرة يمنية مسيرة للجناح العسكري في مطار دبي وإصابة طائرة استطلاع على إحدى مدرجاته ومقتل من فيها. وبدا أمس أن حكومات الخليج تريد رفع منسوب التصعيد ببياناتها وتحركاتها التي ركزت على اعتبار إيران مسؤولة عما تعرضت له منشآتها النفطية داعية لمعاقبتها على أفعالها، بصورة لم تخل من الغمز من قناة الصمت الأميركي على ألسنة المسؤولين الخليجيين وتعليقات الصحف ووسائل الإعلام.
أميركياً، بدت الوجهة معاكسة. فالسير نحو التهدئة طغى على الخطاب التصعيدي في مواقف المسؤولين الأميركيين، وكشفت المعلومات الرسمية الصادرة عن البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية، عن اتصال أجراه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئيس السويسري الذي تتولى حكومته رعاية المصالح الأميركية في إيران عبر سفارتها في طهران، والاتصال محوره التهدئة مع إيران وإيصال رسالة رسمية بهذا المضمون، الذي نقلته الصحف الأميركية على لسان ترامب تحت عنوان لا نريد حرباً مع إيران في إطار كشفها لمضمون المحادثات التي أجراها ترامب مع قيادات عسكرية في وزارة الدفاع الأميركية، بينما أجرى وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو بالتوازي اتصالاً بسلطان عمان قابوس بن سعيد في سياق السعي للتهدئة مع أنصار الله، الذين تولت مسقط مراراً تنظيم مفاوضات بينهم وبين الأميركيين.
في طهران كانت الاستعدادات للمواجهة عنوان الخطاب الإيراني، على قاعدة رفض أي حوار مع واشنطن، كما صرّح وزير الخارجية محمد جواد ظريف، بينما اعتبر قائد الحرس الثوري حسين سلامي أن المواجهة الكبرى مقبلة وأن الحرس جاهز لتلقين العدو الأميركي الصهيوني درساً تاريخياً لن ينساه.
لبنانياً، تعود الحكومة اليوم لاجتماعاتها المخصصة لمناقشة الموازنة بعد عطلة الحداد لوداع البطريرك نصرالله صفير، ولا تزال شروط من يبدأ أولاً تحكم الكثير من بنود الموازنة وجدول أعمال النقاش، فالمصارف تتريث بانتظار أن تبدأ الحكومة أولاً بالرواتب والتعويضات، والنقابات تنتظر ما ستفعله الحكومة لوقف الهدر والفساد وما ستفرضه من ضرائب ومساهمات على الشركات الكبرى وفي طليعتها المصارف لقبول المناقشة في بعض التقديمات من مكتسبات الموظفين، وبين الوزارات بقيت المعادلة ذاتها من يبدأ اولاً. وهذا هو الحال بين وزارتي الدفاع والداخلية، فيما أكد وزير المال علي حسن خليل أن وزارته تنتهي من أرقام الصيغ التي أقرت في الموازنة متحدثاً عن تخفيض هام في نسبة العجز دون الحديث عن أرقام ونسب مئوية.
لبنانياً، ايضاً استعداد لترجمة التفاهم الذي تم مع المبعوث الأميركي ديفيد ساترفيلد، حول ترسيم الحدود بتفاوض غير مباشر ترعاه الأمم المتحدة كترجمة للتصور اللبناني الذي رفضه الأميركيون شهوراً وعادوا لقبوله بعدما تبين لقادة كيان الاحتلال ومعهم القيادات الأميركية صعوبة إقناع الشركات العالمية بما فيها الأميركية بالبدء بالتنقيب واستثمار مشاريع النفط والغاز بحراً، بغياب اتفاق نهائي مع لبنان يضمن عدم اندلاع نزاع بات معلوماً أن المقاومة ستكون حاضرة فيه باستهداف المنشآت الخاصة بكيان الاحتلال والشركات التي تعمل لحسابه، لتنتج معادلة الردع مرة أخرى الحماية التي يحتاجها لبنان، في ظل معادلة الشعب والجيش والمقاومة. وهذه المعادلة الذهبية التي يتنكر لها الكثيرون ويتجاهلون في حديثهم عن الإنجاز الدبلوماسي الجديد دورها في صناعته، كانت موضع تذكير من الحزب السوري القومي الاجتماعي في ذكرى اتفاق السابع عشر من ايار عام 1983 باعتبارها الاستراتيجية الدفاعية والدبلوماسية التي أثبتت قدرتها على حماية لبنان وتحرير أرضه.
أكد عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حمية أنّ لبنان يمتلك كلّ عناصر القوة التي تمكّنه من ردع أيّ عدوان يتعرّض له. وهو قادر على رسم المعادلات وفرضها، بعدما تكرّست ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة وباتت معادلة ثابتة وراسخة.
واعتبر عميد الإعلام، في تصريح له بمناسبة الذكرى الـ 36 لاتفاق 17 أيار أنّ توقيع الاتفاق من قبل الطغمة اللبنانية الحاكمة حينذاك، شكل طعنة في الصميم لهوية لبنان وانتمائه، ومسّاً بكرامة اللبنانيين وحريتهم، ولذلك لم يكن من خيار، إلا رفض هذا الاتفاق ومقاومته حتى إسقاطه. وبالإرادة والثبات والمقاومة سقط الاتفاق، ومن ثم سقط الاحتلال واندحر وسقط العملاء، وسقطت مشاريع التقسيم والتفتيت والدويلات الطائفية والمذهبية.
وشدّد حمية على ضرورة عدم التعامل مع لبنان على أنه بلد ضعيف تفرض عليه الإملاءات والشروط، وبمناسبة زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد إلى لبنان، ندعو الولايات المتحدة الأميركية إلى أن تتوقّف عن إيفاد المسؤولين للتدخل في شؤون لبنان الداخلية، والتواطؤ مع العدو بما خصّ النقاط البرية أو البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة.
ولفت الى أنّ لبنان مصمّم على أخذ كلّ حقوقه، مصمّم على استخراج النفط والغاز من حقوله، مصمّم على تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر، مصمّم على حماية سيادته، وباختصار فإنّ لبنان مصمّم على التمسك بمعادلته الذهبية، معادلة الجيش والشعب والمقاومة.
وختم عميد الإعلام قائلاً: اتفاق العار في 17 أيار 1983 سقط، ومعه سقطت كلّ رهانات وأوهام ومشاريع التآمر والخيانة والاستسلام، وحذار من أن يجدّد البعض تحت عناوين السيادة الوهمية الرهانات على مشاريع سقطت وتقهقرت.
الاخبار: “التنمية والتحرير” تفتح معركة قانون الانتخاب: اقتراح يسمح بالتآمر على بري!
كتبت صحيفة “الاخبار” تقول: باكراً، أدرَج رئيس مجلس النواب نبيه برّي قانون الانتخابات بنداً أساسياً على جدول أعمال السياسة. صحيح أن النية لتعديله ظهَرت مع الإعلان عن بدء حركة الوفد النيابي الذي يضُم كلاً من النواب: إبراهيم عازار، أنور الخليل وهاني قبيسي باتجاه الكتل السياسية لمناقشته، لكن المعلومات تحدّثت عن أن ورشة العمل افتُتحت بعدَ أربعة أشهر على إقفال صناديق الاقتراع في أيار 2018.
هذا الأمر هو إشارة بحدّ ذاته، إلى مخافة رئيس المجلس تكرار خطأ إقرار قانون تحت الضغط. فلا هو يُريد الوصول الى ربع الساعة الأخير قبلَ موعد الاستحقاق، تضطر معه القوى السياسية الى الاتفاق على قانون “يُسلق سلق”، كما لا يريد العودة الى القانون الذي أجريت على أساسه الانتخابات الأخيرة. الواضح بحسب الأفكار المطروحة للنقاش، أن أساس ما يريده رئيس حركة أمل، النسبية وفق لبنان دائرة واحدة، وإلغاء الصوت التفضيلي، علماً بأن البدائل المطروحة لكيفية احتساب النتائج في اقتراح القانون المقدّم قد تكون عواقبها أمرّ عليه وعلى باقي القوى. في هذا الشقّ التفصيلي تحديداً، يدور النقاش. فوفقَ اقتراح القانون المعروض يُمكن تحديد سقف تأهيل للفوز وهو أن تحصل اللائحة على نسبة 5% من عدد المقترعين، وهذا يسمح بفوز اللوائح الصغيرة وأن تتمثل بنائب أو أكثر). وإذا افترضنا انتخابات تتنافس فيها ثلاث لوائح، كل منها من 128 مرشحاً، وحصلت اللائحة الأولى على 50 في المئة من الأصوات، فإنها تحصل على نصف مقاعد مجلس النواب (64 مقعداً). وإذا حصلت الثانية على 25 في المئة من الأصوات، تحصل على 32 مقعداً. وإذا حصلت الثالثة على 25 في المئة تحصل بدورها على 32 مقعداً. كيف يتم اختيار المرشحين الفائزين؟ ينص اقتراح حركة أمل الجديد على اعتماد الترتيب المُسبق للمرشحين. وينبغي في هذه الحالة أن يفوز أول 64 مرشحاً من اللائحة الأولى، وأول 32 مرشحاً من اللائحة الثانية، وأول 32 مرشحاً من اللائحة الثالثة. لكن، وفي ظل اعتماد التقسيم المذهبي والمناطقي للمقاعد، قد يحدث أن يكون المرشح الأول على اللائحة الأولى ينتمي إلى نفس مذهب وقضاء المرشح الأول من اللائحة الثانية. فمن منهما يفوز؟ اقتراح “التنمية والتحرير” ينص على أن يتم التوزيع بالمداورة: يفوز الأول من اللائحة الأولى، ثم الأول من اللائحة الثانية، ثم الأول من اللائحة الثالثة. وفي حال شغل رأس اللائحة الأولى مقعداً كان رأس اللائحة الثانية مرشحاً عليه، يؤول الفوز إلى المرشح الثاني على اللائحة الثانية. وتُعتمد هذه الآلية إلى أن تستوفي كل لائحة عدد المقاعد الذي فازت به.
مشكلة هذه الآلية، بحسب رئيس مركز بيروت للأبحاث، الخبير الانتخابي عبدو سعد، أنها تتيح للوائح الكبرى الفوز بمقاعد عن أقضية ومذاهب من دون أن يكون لديها أي شعبية في هذه المناطق وبين أبناء هذه المذاهب. كذلك يمكنها أن تتآمر في ما بينها على إسقاط مرشح محدد، رغم وجود شعبية كبيرة له في قضائه. على سبيل المثال، في مقدور تيار المستقبل وحركة أمل أن يخوضا الانتخابات كل منهما في لائحة، وأن يتآمرا لإسقاط الوزير جبران باسيل في البترون، حتى لو حصلت لائحته على جميع أصوات المقترعين في القضاء، ومن دون أن يحصلا على أي صوت فيه. كيف ذلك؟ ببساطة، يكون رأس لائحة حركة أمل في لبنان مرشحاً مارونياً في البترون، ويكون رأس لائحة المستقبل في لبنان مرشحاً مارونياً في البترون أيضاً. وإذا نالت كل واحدة من اللائحتين أصواتاً أكثر مما نالته لائحة التيار الوطني الحر، يرسب باسيل حكماً! كذلك، وفي حال خوض حزب الله وحركة أمل الانتخابات، كل منهما على لائحة مستقلة، يمكن أن يتآمر حزب الله والمستقبل لإسقاط الرئيس نبيه بري في الزهراني، من دون أن يكون أي منهما قد حصل على صوت واحد في القضاء! (بالتأكيد، هذه فرضية نظرية، وهي مستحيلة عملياً بسبب التحالف بين حزب الله وحركة أمل من جهة، ولأن تيار المستقبل لن يخوض معركة ضد بري).
ومن النقاط التي يتضمنها اقتراح القانون وتزيد من تعقيد آلية تحديد الفائزين، هو فرضه كوتا نسائية من عشرين مقعداً، موزعة على المذاهب وعدد من المناطق، بطريقة تجعل من النساء طائفة إضافية.
من جهة أخرى، يتضمن الاقتراح بنوداً تُعدّ مادة خلافية حتى داخل كتلة “التنمية والتحرير”، ومنها “إنشاء الهيئة المستقلة للانتخابات، مهمتها الإعداد للانتخابات النيابية والإشراف عليها، وهي هيئة إدارية ذات صفة قضائية تتمتع بالاستقلال الإداري والمالي، ويكون لها مركز خاص”، إذ يدور النقاش حول ما إذا كان مجلس النواب هو من سيعينها أو مجلس الوزراء. كما يطرح القانون الذي يقوم على نسبية الدائرة الواحدة زيادة 6 مقاعد تخصص للناخبين غير المقيمين، وتشكل دول الاغتراب دائرة انتخابية واحدة وفقاً للنسبية، وتتوزع هذه المقاعد مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، وتتوزع وفق الآتي: مقعد واحد لكل من الموارنة والروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك والسنّة والشيعة والدروز. ويمكن أن تكون اللوائح مكتملة أو غير مكتملة، شرط أن تضمن بحد أدنى 20% من المقاعد (26 مقعداً) وأن يتمثل كل قضاء بمرشح واحد على الأقل. لكنها في الحالتين هي لوائح مقفلة، وأي لائحة غير مكتملة وحصلت على عدد من المقاعد أكبر من عدد المرشحين، تخسر هذه المقاعد التي تنتقل نسبياً الى اللوائح الفائزة.
وقد زار وفد “التنمية والتحرير” الذي يتولّى طرح هذه الأفكار معظم المكونات السياسية، باستثناء التيار الوطني الحرّ الذي لم يحدّد موعداً حتى الآن. فيما سيلتقي حزب القوات يومَ الاثنين، وحزب الله يومَ الثلاثاء لاستكمال النقاش.
الديار: “وداع” مهيب لبطريرك “الاستقلال الثاني” ورجل “المصالحة الوطنية” لا نذر حرب… والمقاومة حاضرة في محادثات ساترفيلد في اسرائيل حسم لارقام الموازنة اليوم وسط تفاؤل خليل “ومخاوف” الحريري
كتبت صحيفة “الديار” تقول: في مأتم “مهيب” ودع لبنان البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير بمشاركة رسمية وشعبية كبيرة، اوفت الراحل بعضا من حقه باعتباره رجل الاستقلال الثاني وبطريرك المصالحة الوطنية كما وصفه الكاردينال بشارة الراعي، وما تمناه وهو على قيد الحياة، تحقق بعد مماته من خلال الاجماع الوطني على السير وراء “نعشه” في بكركي، ويبقى ان من اتفق واختلف معه يجمعون على ان اللبنانيين خسروا رجلا جريئا وصريحا سواء اتفقت معه او اختلفت على قضايا “تكتيكية” او استراتيجية…
وفي بكركي ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مراسم صلاة دفن البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، بحضور سياسي وديبلوماسي كبير تقدمهم الرئيس ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، ووفود ديبلوماسية عربية وغربية في مقدمهم وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان، وعدد كبير من النواب والوزراء وحشود شعبية، وفي عظته اكد الكاردينال الراعي ان الشهادات عن هذا البطريرك تجمع على أنه “خسارة وطنية”. ورأى فيه الجميع بطريرك الإستقلال الثاني، والبطريرك الذي من حديد وقد من صخر، وبطريرك المصالحة الوطنية، والبطريرك الذي لا يتكرر، المناضل والمقاوم من دون سلاح وسيف وصاروخ، وصمام الأمان لبقاء الوطن، وضمانة لاستمرار الشعب. وأنه رجل الإصغاء، يتكلم قليلا ويتأمل كثيرا، ثم يحزم الأمر ويحسم الموقف. وكجبل لا تهزه ريح، أمديحا كانت أم تجريحا أم رفضا أم انتقادا لاذعا.. واضاف عندما انتخب بطريركا في نيسان 1986، وهو ما لم يطلب البطريركية ولا سعى إليها بل أعطيت له مع مجد لبنان، كان على أتم الإستعداد لحمل صليبها، بفضل ما اكتنزت شخصيته من روح رئاسي وراعوي وقيادي. لقد بنى خدمته البطريركية على أساس الصليب المتين. وكان مدركا أن عليه حمله ككل أسلافه البطاركة ليجعلوا من هذا الجبل اللبناني معقل إيمان، وكلمة حرية، وحصن كرامة، وقدس أقداس حقوق الإنسان. وراح للحال يعمل على إسقاط الحواجز النفسية ثم المادية، وشد أواصر الوحدة الوطنية وأجزاء الوطن، وإعادة بناء الدولة بالقضاء على سلطان الدويلات، وتعزيز العيش المشترك الذي كان يعتبره جوهر لبنان ورسالته الحضارية. ذلك أن لبنان هو البلد الوحيد في المنطقة الذي يتساوى فيه المسلم والمسيحي على قاعدة الميثاق الوطني والدستور. ومنح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون البطريرك الراحل، الوشاح الاكبر من وسام الاستحقاق اللبناني تقديرا لما قدمه للبنان.. من جهته منح البابا فرنسيس، البركة الرسولية “لكل عائلة صفير وأقاربه وكل الاشخاص الذي رافقوه لسنيه الأخيرة ولكل الذين يشتركون في مراسيم هذه الجنازة” وفي كلمة ألقاها باسمه الكاردينال ليوناردو ساندري تقدم بالتعازي لأبناء الكنيسة المارونية “التي رعاها لسنين عديدة بكل وداعة وبكل حب، رجل حر شجاع، الكاردينال صفير قام برسالته بظروف مضطربة مدافعا غيورا عن سيادة واستقلال بلده وسيبقى وجها لامعا في تاريخ لبنان”..
النهار: وداع الوفاء الوطني للبطريرك
كتبت صحيفة “النهار” تقول: لعل عظة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في وداع سلفه الراحل البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير شكلت الاختصار الاكثر بلاغة وتأثراً وتأثيراً في آن واحد لكل ما أثاره رحيل حبر اتسم بصفات تاريخية بحق. وجاء الوداع الكبير في الجنازة الحاشدة التي ملأت ساحات بكركي ومحيطها ليؤكد أن الراحل الكبير الذي شكلت سيرته البطريركية عقوداً مميزة من النضال من أجل السيادة والاستقلال والحرية للبنان بمثابة يوم وفاء وطني للبطريرك صفير بما يعكس عمق التقدير والمهابة والاحترام التي يحظى بها لدى اللبنانيين من كل الطوائف والمناطق والفئات الاجتماعية. ذلك ان مشهد بكركي والطرق المؤدية اليها بعد ظهر أمس كان بحق مشهدا وطنياً رسمياً وشعبياً وسياسياً جامعاً بالاضافة طبعاً الى ما عكسته مشاركة موفدين من دول عدة وممثلين لرؤساء وأمراء وملوك مما أضفى على الجنازة أبعاداً ودلالات بارزة عكست عمق الاثر الذي تركه رحيل البطريرك صفير والاثقال التي يتحملها البطريرك الراعي في المضي قدما في رسالة بكركي ودورها التاريخيين.
وربما تمثلت أبرز الدلالات التي حملت رمزيات سياسية ووطنية في يوم وداع البطريرك، في كثافة مشاركة الوفود الشعبية من مختلف المناطق، لكن المشاركة الأبرز كانت من منطقة الجبل التي ضرت منها وفود كبيرة على رأسها رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط وأعضاء الكتلة النيابية وعدد كبيرمن مشايخ الدروز والمحازبين الاشتراكيين وأبناء الجبل. وعلى رغم توقفه عن تقبل التعازي، استقبل البطريرك الراعي جنبلاط والمشايخ والوفد المرافق. كما تميزت مشاركة أحزاب وقوى أخرى في مقدمها “القوات اللبنانية”، فيما اكتسب جلوس رئيسها سمير جعجع الى جانب رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الى منصة رؤساء الاحزاب دلالة مميزة، علماً ان مصالحة “القوات” و”المردة” كانت ثمرة جهد لبكركي والبطريرك الراعي شخصياً.
وتقدم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء سعد الحريري الحضور الرسمي والسياسي والديبلوماسي والديني، كما شارك في مراسم الدفن أيضاً كل من وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان – إيف لودريان ممثلاً الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، السفير السعودي وليد البخاري ممثلا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الوزير محمد بن عبد العزيز الكواري ممثلاً أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، القائمة بأعمال الأردن وفاء الأيتم ممثلة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، السفير الفلسطيني اشرف دبور ممثلا الرئيس الفلسطيني محمد عباس وكريستينا رافتي ممثلة رئيس قبرص.
اللواء: لبنان يودِّع بطريرك الوطن بحضور عربي ودولي موظّفو الإدارة يلوّحون بإضراب مفتوح.. وباسيل يلاحق حتى أرامل المتقاعدين!
كتبت صحيفة “اللواء” تقول: “الوداع الأخير” لبطريرك الوطن الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، تزامن مع إحياء الذكرى الـ30 لاستشهاد مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد في 16 ايار 1989.
ويحمل هذا التزامن اكثر من دلالة وعبرة، في وقت تتجه الأنظار لضمان استقرار هذا البلد، واستقلاله، وديمومة عيشه المشترك، وإعادة بناء مؤسساته، وجعلها وحدها القادرة على إضفاء الشرعية على اي عمل أو دور راهن ومستقبلي..
في سبيل هدف واحد مضى الرجلان الكبيران، وهو الدفاع عن لبنان، الحر، السيّد، المستقل..
في “الوداع الأخير” كان لبنان كلّه هناك، رؤساء الجمهورية ومجلس النواب ومجلس الوزراء، والمراجع الروحية، والوزراء والنواب، وكبار رجال الإدارة والأجهزة الأمنية.
وداع تاريخي لبطريرك تاريخي
وأبرز مشهد الوداع التاريخي لبطريرك الوطن التاريخي نصر الله صفير، لبنانياً وعربياً ودولياً، الصورة التي مثلها البطريرك الراحل في حياته، وتجسدت بقوة في يوم تشييعه، صورة الاعتدال والمصالحة والحوار والتواصل والثبات والارادة التي لا تنكسر ولا تلين. وهو تمكن في يوم الوداع الاخير، ان يجمع ما كانت فرقته الاحداث والتطورات، والصراعات اللبنانية، وان كان لم يألو جهداً في حياته، في تحقيق ما كان يصبو اليه من وحدة وطنية وعيش مشترك وتآخٍ ومصالحة.
الجمهورية: وداع حاشد للبطريرك صفير.. لبنان ينتظر سـاترفيلد.. والموازنة
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: في صورة تاريخية جامعة ودّع لبنان أمس، الكاردينال ما نصرالله بطرس صفير، حيث أقيم لهذه الشخصية الاستثنائية مأتم مهيب في الصرح البطريركي في بكركي، تقدّمه الرؤساء الثلاثة العماد ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري، وشارك فيه ممثلون عن الكرسي الرسولي وشخصيات سياسية وديبلوماسية من الدول العربية والاوروبية، إلى جانب جمع غفير من المواطنين والشخصيات من مختلف المستويات، ووري جثمانه عصر امس، في مدافن البطاركة.
هذا الحدث، غيّب النشاط السياسي بالكامل، فيما ساد الترقّب في ثلاثة اتجاهات :
الأول، التطورات الإقليمية المتسارعة في المنطقة، في ظل التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وبعض دول المنطقة مع ايران، والتهديدات المتبادلة والتي تُنذر بالاشتعال على خلفية بعض المستجدات التي طرأت في الآونة الاخيرة، وخصوصاً بعد الإعلان عن تخريب بواخر الشحن في الفجيرة، وكذلك استهداف منشآت نفطية سعودية، والتي تواكبت مع اتهامات مباشرة من قِبل الولايات المتحدة الاميركية الى طهران وتحمّلها مسؤولية ما قد يحصل من تبعات.
الثاني، الجولة النفطية المرتبطة بترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، والتي يقوم بها مساعد وزير الخارجية الاميركية دايفيد ساترفيلد في المنطقة، وانتقاله الى اسرائيل امس، بعد زيارة سريعة الى بيروت، تبلّغ خلالها الموقف اللبناني المتمسّك بسيادة حدوده البحرية وحقه في الاستفادة من الثروة النفطية والغازية التي تكتنزها، خصوصاً في المنطقة المتنازع عليها والتي تزيد مساحتها عن 860 كيلومتراً مربعاً، ونقل الى اسرائيل الموقف اللبناني، حيث ينتظر لبنان الرد الاسرائيلي، والذي من شأنه ان يقود الامور في اتجاه الحلحلة، او في اتجاه التصعيد، علماً انّ لبنان تلقّى من الجانب الاميركي تطمينات بالقيام بدور مساعد ومسهّل، يفضي الى إيجاد حل لهذه المسألة، بما يمكّن لبنان من الشروع في الاستفادة من ثروته البحرية، الامر الذي يشكّل عنصر إنعاش للأزمة الاقتصادية التي يعاني منها.
الثالث، تطورات الموازنة العامة التي يُنتظر ان تخضع اليوم لمناقشة جديدة في مجلس الوزراء، حيث يُفترض ان تكون هذه الجلسة، الاخيرة في مسار النقاش، الّا اذا بقي التناقض متفاقماً حول بعض الابواب المحدّدة لتخفيض العجز، وكذلك في حال بقيت بعض الامور الساخنة عالقة، وعلى وجه الخصوص البت بمصير التدبير رقم 3 للعسكريين والقوى الامنية. على انّ اللافت للانتباه، عشية جلسة مجلس الوزراء، هو إعادة إثارة موضوع قطع الحساب، من باب الدعوة الى إعداده وإرفاقه بالموازنة. على انّ الانتهاء من الموازنة دون وضع قطع الحساب يشكّل مخالفة دستورية ينبغي التنبّه لها قبل إحالة الموازنة الى مجلس النواب.
وربطاً بالوضع الاقتصادي، برز امس التزام فرنسي متجدّد بمؤتمر “سيدر”، عكسه وزير اوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان، الذي مثّل الرئيس الفرنسي في مأتم الكاردينال صفير، حيث قال، انّ “فرنسا ستكون دائماً على الموعد، ويعتمد هذا الموعد أيضاً على ما بدأناه معاً في مؤتمر CEDRE، الذي يمنح لبنان الوسائل اللازمة للتعافي، ولإيجاد طريق الصفاء والوحدة. نحن مستعدون لهذا الموعد وآمل أن يكون اللبنانيون كذلك”.