من الصحف الاميركية
تناولت الصحف الاميركية الصادرة اليوم نفي الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجود خطة لإرسال حشود ضخمة من قواته إلى الخليج تحسبا لمواجهة عسكرية مع إيران، وردا على ما ورد في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز عن عزم واشطن إرسال 120 ألف جندي إلى الخليج، قال ترامب لصحفيين في البيت الأبيض إن إدارته لم تخطط لذلك، واصفا التقرير بأنه “أخبار كاذبة” .
وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو فشل في إقناع نظرائه الأوروبيين بتغيير موقفهم من الاتفاق النووي مع إيران، مشيرة إلى أن الأوروبيين يخشون من انزلاق إيران وإدارة ترامب إلى الحرب.
من جهة ثانية، أظهرت نتائج استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحف أوروبية عدة أن نحو نصف المواطنين في دول الاتحاد الأوروبي لا يعتبرون الولايات المتحدة شريكاً موثوقاً به.
رأى الكاتب زيف شافيتس في مقال نشره موقع بلومبيرغ الأميركي، أنه لمن المرجّح أن تكون التهديدات العسكرية الأميركية الأخيرة ضد إيران مجرد عرض مسرحي، لكن إسرائيل تستعد للأسوأ.
ويشير إلى أن الأسطول الأميركي يتجه الآن نحو المياه الإيرانية، حيث نشر أسلحته على أراضي حلفاء الولايات المتحدة القريبة من إيران، وأن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يخطط في الوقت ذاته للقيام بزيارة قصيرة إلى العاصمة البلجيكية بروكسل لمناقشة مسألة إيران.
ويضيف أن إسرائيل تولي اهتماما كبيرًا بتطورات التوتر بين البلدين، لأنه في حال اندلاع حرب بين واشنطن وطهران، فستكون هي جزءًا من ساحة المعركة هذه، مع أنها تأمل تجنب هذا النزاع.
ويشير الكاتب إلى تبدل الحال موضحا أن عددا من الدول العربية التي رفضت سابقا الانضمام إلى تحالف مع إسرائيل، أصبحت الآن شريكا ضمنيا في الحرب ضد إيران، وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتقد أن إسرائيل هي بالفعل طرف إستراتيجي في أي حرب قادمة.
ويستدرك الكاتب بأن إمكانية اندلاع الحرب لا تعد الآن أمرا حتميا، لأنه لا يمكن التنبؤ بتصرفات الرئيس ترامب، ويشير إلى أن علي مطهري نائب رئيس البرلمان الإيراني أكد أنه في حال قيام حرب فستكون إسرائيل ساحة المعركة، وأن مطهري أضاف أن “انتشار القوات العسكرية الأميركية في الخليج يندرج ضمن أسلوب الحرب النفسية”، وتابع “إنهم غير مستعدين للحرب، خاصة عندما تكون إسرائيل ضمن نطاقنا“.
ويوضح الكاتب أن أحد الأسباب التي دفعت إسرائيل للإصرار بشدة على وقف إطلاق النار في غزة الأسبوع الماضي هو تركيزها على حدودها الشمالية، بينما جهّزت إيران ترسانة صاروخية ضخمة لجيشها بالوكالة تحسبا.
ويقول إنه إذا ما سقطت القنابل الأميركية على طهران، فإنه يمكن الاعتماد على حزب الله اللبناني لفتح جبهة ثانية من خلال قصف إسرائيل، مضيفا أن قادة الجيش الإسرائيلي حذروا من أن المدنيين سيكونون الضحايا الرئيسيين في هذه الحرب.
ويشير الكاتب إلى أن نتنياهو لا يرغب في رؤية الولايات المتحدة تخوض مواجهة نارية الآن لأسباب عدة، من بينها أن الولايات المتحدة لا تملك سجلا جيّدا من النجاحات في التدخلات العسكرية في الشرق الأوسط، ولأن تغيير النظام في إيران ليس بالأمر الجيد.