من الصحف البريطانية
تناولت الصحف البريطانية الصادرة اليوم قضية تخريب ناقلات النفط السعودية ووصفها بأنها عمل خطير قد تكون له تبعات أخطر على المنطقة والعالم .
نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا افتتاحيا تدعو فيه جميع الدول إلى التوقف عن التلويج بالحرب في الخليج، وتقول الصحيفة إن المطلوب هو تحقيق هادئ وشفاف في الحادثة.
وتضيف أن “الهجوم على ناقلات نفط سعودية لابد أن يثير القلق في أي وقت، ولكن الذي حدث هو أن العملية تزامنت مع التراشق بالكلام والتهديد والوعيد بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإيران. وهو ما قد يؤدي إلى انزلاق خطير في المنطقة“.
وتقول السعودية إن “الناقلات تعرضت للهجوم الأحد قبالة إمارة الفجيرة”، ولم تقدم الرياض تفاصيل عن الهجوم كما لم أنها لم تتهم رسميا أي طرف، ولكنها تدعم جهود ترامب الرامية إلى الحد من نفوذ إيران في المنطقة.
ولكن إيران سارعت إلى نفي أي علاقة لها بالحادث إذ وصفت وزارة الخارجية الهجوم بأنه “عدائي ومؤسف“.
وترى الفايننشال تايمز أن تفاصيل الحادث لا تزال غامضة ولكنها تنبيه لجميع الأطراف بأن تتوقف عن التلويح بالحرب وتقدر المخاطر الحقيقية التي تنجم عن أي انزلاق.
وتضيف أن المخاوف من استهداف منشآت نفطية في حالة التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران موجودة. فالمسؤولون الإيرانيون هددوا بعرقلة مرور الناقلات عبر مضيق هرمز عندما تعهد ترامب بتصفير الصادرات النفطية الإيرانية.
وتقول الصحيفة إن المطلوب من الحكومتين السعودية والإماراتية اليوم هو فتح تحقيق شفاف في الهجوم. فهناك متشددون في جميع الأطراف يسعون إلى استغلال الحادث لصالحهم.
وعلى إدارة ترامب أيضا التصرف بمسؤولية والعمل على تهدئة الأزمة. فقد أرسلت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي حاملة طائرات إلى المنطقة بسبب ما وصفه مستشار ترامب للأمن القومي، جون بولتون، بأنه “مؤشرات وتحذيرات” من إيران. كما سارع وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إلى بغداد متحدثا عن “تحركات إيرانية” هناك.
ويعرف المسؤولان الأمريكيان بأنهما من صقور إدارة ترامب، ولكن لا أحد منهما قدم أدلة على ادعاءاته. ولابد أن هذه الضبابية تغذي شكوك إيران بأن بولتون وزملاءه في واشنطن يسعون إلى تغيير النظام في طهران بأي وسيلة.
نشرت صحيفة آي مقالا كتبه باتريك كوبرن يقول فيه إن “تخريب” ناقلات النفط السعودية لحظة خطيرة.
ويرى باتريك أن ادعاء السعودية بتعرض ناقلات نفط تابعة لها قبالة سواحل الإمارات تنقصها التفاصيل، ولكنها قد تؤدي إلى أزمة تفلت من الجميع وتفجر مواجهة مسلحة.
ويضيف أن أي هجوم عل ناقلات نفط قرب مضيق هرمز، الذي يبلغ عرضه 30 ميلا، يعد أمرا خطيرا لأن المضيق أهم مسلك لتجارة النفط الدولية. وأي تحرك عسكري من الولايات المتحدة وحلفائها ضد إيران لابد أن يدفع طهران إلى الرد. وإذا كانت الولايات المتحدة تتفوق عسكريا على إيران، فإن الإيرانيين قد يستهدفون منشآت نفطية في السعودية أو الإمارات.
ويقول الكاتب أن هذه الاحتمال مستبعد ولكن شخصيات قوية مثل بولتون وبومبيو يبدو أنها مستعدة للمخاطرة بتفجير حرب في المنطقة. فقد دعا بولتون أكثر من مرة إلى تغيير النظام في إيران.
ويضيف أن إيران تعاني اقتصاديا من العقوبات الأمريكية ولكنها لا تعاني العزلة السياسية التي كانت تعانيها في فترة العقوبات السابقة.
ومن بين الأسباب التي يرى فيها الكاتب أن إيران لم تنفذ الهجوم على الناقلات النفطية أن استراتيجية طهران هو انتظار تحرك إدارة ترامب، وعلى الرغم من أن اقتصاد إيران يعاني من العقوبات فإن طهران قادرة على تحمل الضغوط.
ونشرت صحيفة الغارديان مقالا تحليليا كتبه، مارتن تشولوف، يقول فيه إن الصقور في الإدارة الأمريكية يدفعون نحو المواجهة العسكرية مع إيران.
يقول مارتن إن “أربعة أعوام من الحرب والعقوبات الاقتصادية الموجعة ثم تهديد نقل النفط وانتشار القوات البحرية الأمريكية في الخليج كلها مشاكل تواجه إيران. ثم جاءت قضية ناقلات النفط السعودية، التي يعتقد أنها تعرضت للتخريب قبالة السواحل الإماراتية“.
ويضيف أن هذا التطور من شأنه أن يزيد التوتر بين واشنطن وطهران.
وتقول السعودية أن إحدى الناقلات كانت متوجهة إلى ميناء سعودي لشحن صادرات نفطية إلى الولايات المتحدة. وتوقيف مثل هذه الناقلة ينسجم مع فكرة أن إيران ردت على تقويض صادراتها النفطية، بعرقلة نقل النفط في العالم. ولكن طهران نفت كليا هذه التهم.
ويرى الكاتب أن إيران أصبحت مصدر كل التهديدات في نظر الولايات المتحدة. بينما ترى طهران واشنطن عامل اضطراب بتدخلها في المنطقة منذ عقود.
ولكنه لا يرى أن إيران ستستسلم للعقوبات الأمريكية. ولابد أن تحصل على أكثر مما حصلت عليه في 2003 لتفعل ذلك. ويبدو أن الولايات المتحدة تريد استسلام إيران ولا شيء غير ذلك.