رئيس الجمهورية سلم ريتشارد أفكارا لترسيم الحدود البحرية الجنوبية
اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سعيه الدائم “لتعزيز الحضور المسيحي في الشرق”، مؤيدا بذلك “توجه مجلس كنائس الشرق الاوسط في الاتجاه نفسه”، معتبرا ان “السلام على الورق لا ينفع اذا لم تثق به الشعوب”، مشيرا الى ان “الاسوار انشئت حول القدس 6 مرات وفي كل مرة كانت تسقط “.
وطالب الرئيس عون المجلس ب”مساعدة لبنان في حل مسألة النازحين السوريين من خلال اقناع الدول الغربية بقبول عودتهم في اسرع وقت ممكن الى بلدهم”، لافتا الى ان “اسرائيل اعلنت ان اللاجئين الفلسطينيين سيبقون حيث هم”، كاشفا انه “اذا بقي في لبنان نصف مليون لاجىء فلسطيني اضافة الى مليون و600 الف نازح سوري، فلا يعود للبنان من وجود، لأن الديموغرافيا الخاصة به تتغير بالكامل“.
كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا وفدا من مجلس كنائس الشرق الاوسط برئاسة الامينة العامة للمجلس السيدة ثريا ايلي بشعلاني، ضم ممثلين عن كل من: مصر والاراضي المقدسة والاردن والعراق وسوريا ولبنان وقبرص، بالاضافة الى المانيا وبريطانيا والسويد والدانمارك والنروج والولايات المتحدة الاميركية.
في مستهل اللقاء، تحدثت بشعلاني، فأشارت الى ان الوفد “يضم اساقفة وقساوسة ورهبانا وعلمانيين جاؤوا لمؤازرة المجلس في خططه ومشاريعه الهادفة الى رسم سياسات كنسية عامة، تؤثر في القرارات المحلية والدولية من اجل نشر القيم الانسانية وصون كرامة الانسان وحريته في المنطقة كما في العالم“.
واذ اشارت بشعلاني الى “انعقاد الجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الاوسط صيف 2020 والتي سيعمل البطاركة والقساوسة وابناء الكنائس على التفكير في خلالها بمستقبل الحضور المسيحي في المنطقة ورسالتنا وعيشنا مع المسلمين وكل ابناء المنطقة”، توجهت الى الرئيس عون بالتمني ب”ان يسهل الامن العام اللبناني منح تأشيرات الدخول لمن سيأتون من الشرق الاوسط ولا سيما من الاراضي المقدسة وسوريا”، معربة عن املها في “ان يبقى لبنان واحة ومركزا للقاء الثقافات والحضارات والاديان“.
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مؤكدا سعيه الدائم “لتعزيز الحضور المسيحي في الشرق”، مؤيدا “توجه مجلس كنائس الشرق الاوسط في الاتجاه نفسه”، وقال: “المشكلة لها وجوه عدة في لبنان والدول العربية بسبب صدور قرار من الولايات المتحدة بضم القدس الى اسرائيل واعلان اسرائيل انها دولة يهودية ووطن قومي لليهود، وهذا ما نعتبره عنصرية من قبلها، وهي اقدمت على مر الوقت على طرد المسيحيين والمسلمين، ما يشكل خطرا كبيرا على السلام“.
أضاف: “حتى لو اقامت الحكومات سلاما بين بعضها، يمكن للحرب أن تتجدد بين الشعوب. فالسلام على الورق لا ينفع اذا لم تثق به الشعوب. لقد بنت اسرائيل حائطا حول القدس وعند الحدود، لأن ذلك باعتقادها يحميها. تاريخيا أنشئت الاسوار حول القدس 6 مرات وفي كل مرة كانت تسقط“.
ولفت الرئيس عون إلى أن “اسرائيل أعلنت ان اللاجئين الفلسطينيين سيبقون حيث هم الآن. في لبنان هناك نصف مليون لاجىء فلسطيني، اذا بقوا عندنا مع مليون و600 الف نازح سوري، لا يعود للبنان من وجود، لأن الديموغرافيا الخاصة به تتغير بالكامل“.
واشار إلى “التأثيرات السلبية لهذا الوجود اقتصاديا وامنيا وتربويا على لبنان الذي لم يعد باستطاعته تحملها”، وتوجه الى الوفد قائلا: “ما نطلبه منكم هو مساعدة لبنان لايجاد حل لهذا الملف، عبر اقناع الدول الغربية بالقبول بعودة النازحين السوريين الى بلادهم في اسرع وقت ممكن، بعدما بلغت الكثافة السكانية في لبنان نسبة 600 شخص في الكيلومتر المربع، وهذه الكثافة هي عادة للمدن وليست على مستوى بلد بأكمله“.
وعن الوجود المسيحي في الشرق، لفت الرئيس عون إلى أن “المسيحيين كانوا في الماضي اقليات في الشرق لكنهم كانوا يعيشون بسلام، ومع موجة الارهاب التي اجتاحت المنطقة باتوا اقلية الاقليات، وهذا امر تعيس جدا بالنسبة الينا“.
وأطلع رئيس الجمهورية الوفد على سعيه في الامم المتحدة “لانشاء “اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار” في لبنان، تكون بمثابة مركز عالمي للحوار بين مختلف الاديان والاتنيات والحضارات”، وقال: “لبنان مؤهل للعب هذا الدور لأن ثقافات العالم باسره بدأت بالانتشار من المتوسط، ولاحقا شاركنا في نقل المعرفة من الشرق الى الغرب عندما كان الشرق متفوقا، وبعدها من الغرب الى الشرق. لبنان ليس مجرد معبر الى الشرق، انه عقل للشرق وقلب للغرب“.
الى ذلك، شهد قصر بعبدا سلسلة لقاءات تناولت شؤونا ديبلوماسية وسياسية وثقافية وتربوية.
ديبلوماسيا، استقبل الرئيس عون، السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد، واجرى معها جولة افق تناولت الاوضاع العامة والتطورات الاقليمية.
وسلم الرئيس عون السفيرة ريتشارد افكارا تتعلق بآلية عمل يمكن اعتمادها لترسيم الحدود البحرية الجنوبية.
سياسيا، اسقبل الرئيس عون النائب فؤاد مخزومي وعرض معه الاوضاع العامة ومسار مناقشة مشروع موازنة العام 2019.
وبعد الزيارة، ثمن مخزومي “الجهود التي يبذلها الرئيس عون في الداخل ومع الخارج من أجل ترتيب الوضع اللبناني، لا سيما على المستوى الإقتصادي”، وقال: “إن المطلوب فعليا أن تعبر الموازنة العتيدة عن الإصلاح ثم الإصلاح. فالمهم الخطة والرؤية الاقتصادية للسنوات المقبلة“.
وسأل: “هل في خطة الحكومة تحفيز للنمو وتطبيق للاجراءات الإصلاحية المطلوبة وطنيا ودوليا عبر إغلاق أبواب الإنفاق غير المجدي؟”، داعيا المصارف إلى “المشاركة في حل أزمة الموازنة”، لافتا إلى أنه لا يقف إلى جانب أي طرف سياسي “بل إن موقفي يأتي بعيدا من الاصطفافات السياسية”، مؤكدا أن “حل الموازنة لن يمر من خلال جيوب المواطن“.
ورحب مخزومي ب”قرار الحكومة تخفيض رواتب النواب والوزراء”، مشددا على أن “العمل في الشأن العام أساسه خدمة المواطن وليس إفقاره”، وقال: “ان اعادة النظر بتعويضات نهاية الولاية ضرورة لانها تدخل أيضا في باب النفقات غير المجدية”، مذكرا بأنه “بدأ بنفسه حين تخلى عن مخصصاته وتعويضاته كي يكون صادقا مع الذين انتخبوه ومع الشعب اللبناني الذي يرزح تحت ظروف معيشية صعبة“.
سياسيا ايضا، استقبل الرئيس عون النائب السابق اميل رحمة وعرض معه شؤون الساعة، لا سيما منها النقاش حول موازنة 2019 وردود الفعل السياسية والشعبية عليها.
وقال رحمة: “المهم في المرحلة الراهنة الاتفاق على موازنة واقعية تتناسب ودقة الظروف والصعوبات الاقتصادية. ولقد كانت لمبادرات فخامة الرئيس في اللقاء مع رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري ثم الاتحاد العمالي العام ونقابات مستخدمي المؤسسات العامة والمصالح المستقلة الاثار الايجابية في وقف الاضرابات والافساح في المجال امام المعالجات الهادئة“.
ولفت الى ان البحث “تطرق الى حاجات البقاع عموما ومنطقة بعلبك – الهرمل، خصوصا ان هذه المنطقة تعاني من نقص في الخدمات الانمائية والصحية، وطلبت من فخامة الرئيس ان يتدخل لدى الوزراء المعنيين للاسراع في معالجة نتائج الاخطار الطارئة التي تعرض سلامة الناس وصحتهم للخطر”، مشيرا الى ان “الاوضاع الاقليمية وانعكاساتها على لبنان تفرض المزيد من التضامن والتكاتف بين اللبنانيين والتفافهم حول دولتهم ورموزها“.
وفي قصر بعبدا، رئيسة لجنة مهرجانات بيت الدين السيدة نورا جنبلاط مع وفد من اللجنة، اطلعت رئيس الجمهورية على النشاطات المقررة في اطار مهرجانات بيت الدين لصيف 2019 التي تبدأ في 18 تموز وتنتهي في 10 آب المقبلين، والتي تتضمن برامج فنية لبنانية وعربية وعالمية بمشاركة كبار الفنانين.
ووجهت جنبلاط الدعوة الى الرئيس عون واللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون لحضور فعاليات المهرجانات.
واستقبل الرئيس عون مدير مدرسة الاخوة المريميين “الشانفيل” في ديك المحدي ادوار جبر والاخ كارلوس مكوين وطوني صفير، الذين دعوا رئيس الجمهورية الى المشاركة في حفل تكريم مؤسس مدرسة الشانفيل ومديرها الاول الاخ ماريو كورادي لمناسبة الذكرى الـ 35 لوفاته، والذي يقام يوم الاربعاء في 15 ايار الجاري الساعة الرابعة عصرا ويتخلله وضع حجر الاساس ل”موقع الاخ ماريو” بالقرب من مبنى الادارة، بهدف وضع تمثال نصفي له نحت لمناسبة اليوبيل الخمسين للمدرسة.