عز الدين في صور: على الدول الكبرى أن تنتهج سياسات عادلة من أجل المساهمة في الحد من موجات التطرّف
اكدت النائب الدكتورة عناية عز الدين على اهمية ومحورية ثقافة الحوار بين الاديان خاصة في ظل الاحداث الارهابية والدموية التي شهدتها أكثر من منطقة في العالم مثل المجازر في نيوزلندا وسيريلانكا وحذرت من امكانية ان تؤسّس هذه الاحداث اضافة الى انتشار الايديولوجيات الشعبوية المتطرفة، لحروب دينية في العالم ودعت المجتمع الدولي لاتخاذ الاجراءات الضرورية لمعالجة هذا الواقع الخطير .
وشدّدت عز الدين على ان لبنان الذي يمثل رسالة ونموذج لتعايش الاديان يمكن ان يكون احدى الساحات المناسبة لنشر ثقافة الحوار والتعايش. لافتةً الى خصوصية منطقة صور في هذا المجال. واوضحت ان هذه المنطقة زارها السيد المسيح وشهدت تعايشا بين المسلمين والمسيحيين على مدى عقود طويلة من الزمن كما بقيت رمزا للعيش المشترك خلال الحرب الاهلية اللبنانية، مشيرةً عز الدين الى ان غياب العدالة الاجتماعية في العالم هو أحد اهم اسباب انتشار التطرّف في العالم، ودعت الدول الكبرى لانتهاج سياسات عادلة من اجل المساهمة في الحد من موجات التطرف التي يشهدها العالم معتبرة ان المانيا يمكن ان تلعب دوراً هاماً ومحوريا في هذا المجال.
كلام النائب عز الدين جاء بمناسبة حفل الغداء الذي أولمه رئيس اتحاد بلديات قضاء صور المهندس حسن دبوق في مطعم استراحة صور على شرف وفد من جمعية أصدقاء ابراهام الألمانية FREUNDE ABRAIHAMS الذي يزور لبنان بحضور مستشارة الشؤون الاجتماعية في المنتدى العالمي للأديان والانسانية الدكتورة ليلى شمس الدين، وكل من متروبوليت صور لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك المطران ميخائيل أبرص، ممثل مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار حبال الشيخ عصام كساب، ممثل مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبد الله الشيخ ربيع قبيسي، رئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق وعدد من أعضاء المجلس البلدي.
دبوق
بدايةً استقبل المهندس حسن دبوق الوفد الألماني في آثار البص في صور شارحاً لهم الأهمية التاريخية والحضارية لهذه المدينة الجامعة للمذاهب والطوائف في لبنان، والتي تشهد انفتاحاً وتعايشاً بين أهلها في كل المناسبات الدينية والاجتماعية. إشارة إلى أنّه كان قد رافق الضيوف الألمان طيلة اليوم متنقّلاً معهم بين آثار البص، والآثار البحرية، والمدينة القديمة وكاتدرائية مار توما للروم الأرثوذوكس بالإضافة إلى المرفأ. وتطرّق دبوق إلى المشاريع التي تعمل بلدية صور على التخطيط لها وإنجازها، لا سيما تلك المتعلقة بالمناطق الأثرية في صور، منوّهاً باستقبال المجلس البلدي للعديد من الوفود التي تزور هذه المدينة وتعمل على إبراز تاريخها الحضاري إلى بلادها ومحيطها.
عطية
بعدها التقى أعضاء الوفد في قانا رئيس البلدية الأستاذ محمد عطية الذي عمل على مرافقتهم في زيارة آثار البلدة، واختتمت الجولة بزيارة أضرحة شهداء قانا حيث اطلع الوفد على شرح مسهب وتفصيلي من المحامي عطية عن المجازر الإسرائيلية كما عن تاريخية وخصوصية آثار قانا.
صالح
بدوره لفت المهندس محمد صالح بصفته اللبنانية الألمانية، وبكونه عضواً في جمعية أصدقاء إبراهيم إلى أنّ أعضاء الوفد الألماني متشوقون للاستماع إلى خبرات وتجارب القيمين على المدينة للتعلّم والاستفادة من تجاربهم المتنوّعة لا سيما في إطار التعايش بين الأديان، أمر لم تعرفه ألمانيا سوى في السنوات الأخيرة. وعرّف صالح بمنظمة “اصدقاء ابراهيم” الساعية إلى نشر ثقافة الحوار بين الاديان الابراهيمية، وبينها وسائر الاطراف من خلال زيارة بلد في كل عام للاطلاع على ثقافته. مؤكداً لرئيس اتحاد بلديات قضاء صور استعداد جمعية أصدقاء ابراهام إلى العمل على فتح قنوات التعاون الممكنة بينهما في شتى المجالات التي يمكن أن تخدم هذه المدينة وأهلها.
Wimmer
كما تحدث البروفسور Stefan Wimmer شاكراً رئيس جمعية أصدقاء ابراهيم و دبوق على استقباله المميز للوفد، منوّهاً للرئيس كما لأعضاء المجلس البلدي وضع كل الإمكانات والسعي من أجل إنجاح هذه الزيارة، في تحقيق أهدافها.
شمس الدين
في ختام اللقاء عبّرت مستشارة الشؤون الاجتماعية في المنتدى العالمي للأديان والانسانية الدكتورة ليلى شمس الدين عن تقديرها العميق لرئيس اتحاد بلديات قضاء صور وأعضاء المجلس البلدي، كما لرئيس بلدية قانا لكل الجهود التي بذلت من قبل الجميع لتوفير كل التسهيلات لزيارة الوفد إلى مدينتي وقانا وصور.
وتطرّقت شمس الدين إلى الأهمية التي يوليها المنتدى العالمي للأديان والإنسانية للحوار والتلاقي الإنساني بحيث يعمل على تعزيز التنوع الثقافي من خلال مروحة من النشاطات التي تتخطى حدود الوطن.
يُذكر أن جمعية أصدقاء ابراهيم الألمانية تزور لبنان للمرة الأولى، وتلتقي خلال هذه الزيارة مع شخصيات سياسية، وروحية، وثقافية، وإعلامية وفكرية، كما تزور معالم سياحية وثقافية في المحافظات اللبنانية كافة، ويتم تنفيذ برنامجها عبر المنتدى العالمي للأديان والإنسانية.