من الصحف الاميركية
كشفت الصحف الاميركية الصادرة اليوم في إحصائية جديدة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أدلى بأكثر من عشرة آلاف من التصريحات “الكاذبة والمضللة”، بعد أكثر من 800 يوم في رئاسته، وكان يفترض أن تغطي الإحصائيات التي تولاها فريق “تقصي الحقائق” في الصحيفة، المئة يوم الأولى من رئاسة ترامب، لكن العملية تواصلت بعد ذلك .
وسجل 22% من هذه التصريحات أثناء تجمعات “أعيدوا أميركا عظيمة” التي ابتعد فيها ترامب كثيرا عن الواقع والحقائق، ومن الأشياء اللافتة أن ترامب يميل إلى تكرار نفس العبارات الخاطئة، ومنذ وصوله إلى الرئاسة في يناير/كانون الثاني 2017، حصل ترامب على 21 بطاقة تسندها الصحيفة إلى خبر كاذب تكرر على الأقل عشرين مرة.
أفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مستوى التعاون بين الولايات المتحدة والسعودية لا تتطابق مع الواقع وتستند لتقييمات خاطئة.
وأشارت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم إلى أن ترامب في التصريحات التي أدلى بها السبت الماضي أمام تجمع من مؤيديه في ولاية ويسكونسين تطرق للسعودية، حليفة واشنطن الاستراتيجية في الشرق الأوسط، وكأنها دولة أخرى تعرض على الولايات المتحدة “صفقة سيئة“.
وأعربت الصحيفة عن شكوكها في رواية ترامب حول اتصاله الهاتفي بالملك سلمان بن عبد العزيز حيث شكا من خسائر هائلة تتكبدها الولايات المتحدة في الدفاع عن السعودية التي “تملك كثيرا من المال“.
وأضافت الصحيفة: “من غير المرجح أن تلك المكالمة قد تمت في الواقع كما يتحدث عنها ترامب، لكن على أي حال يبدو أن الرئيس قدّم رؤية خاطئة عن العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية“.
وذكرت نيويورك تايمز أن التعاون بين واشنطن والرياض في المجال العسكري استند لوقت طويل إلى معادلة بسيطة: الولايات المتحدة تشتري النفط السعودي، مقابل اقتناء الرياض أسلحة ومعدات عسكرية أمريكية، وذلك إضافة إلى أن واشنطن ستساعد الرياض في الدفاع عن نفسها في حال تعرضها لهجوم خارجي.
واعتبر المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية CIA بروس ريديل أن إعلان ترامب خلال زيارته السعودية في مايو 2017 إبرام عقود عسكرية بقيمة 110 مليارات دولار مع المملكة لا يتوافق مع الواقع، موضحا أن الحديث لا يدور إلا عن حزمة من مذكرات التفاهم المتعلقة بمشاريع مستقبلية وصفقات سابقة مبرمة إبان عهد الرئيس باراك أوباما حيث اشترت الرياض أسلحة أمريكية بقيمة 112 مليار دولار.
ولفتت الصحيفة إلى أن صفقة عسكرية كبيرة واحدة فقط أبرمت بين الدولتين خلال عامين مرا منذ إعلان ترامب، وهي صفقة بقيمة 2.4 مليار دولار مع شركة “لوكهيد مارتن” أعلن عنها البنتاغون الشهر الجاري، وتتعلق بمنظومة صاروخية دفاعية جديدة، ومن المتوقع أن تدفع المملكة بموجبها 1.5 مليار دولار، حسب تقرير لوكالة “رويترز“.
وفي ما تبقى، تواصل الحكومة السعودية دفع الأموال إلى واشنطن مقابل المعدات العسكرية والدعم التقني وتدريب قواتها بموجب العقود السابقة.
وفيما يتعلق بالروابط الاقتصادية فتعد السعودية أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في المنطقة، لكن على الرغم من العلاقات الوطيدة بين الدولتين ليست هناك معلومات رسمية تثبت تصريحات ترامب حول شراء السعودية منتجات أمريكية بقيمة 450 مليار دولار، ولاسيما في ظل رفض البيت الأبيض توضيح كيفية حساب ترامب هذا الرقم.
وأكدت الصحيفة أن مبيعات السلع والخدمات الأمريكية للسعودية عام 2018 تقدر إجمالا بنحو 22.3 مليار دولار، حسب بيانات مكتب التحاليل الاقتصادية التابع لوزارة التجارة الأمريكية، مقارنة بـ25.4 مليار دولار عام 2017.
وتتوقع الصحيفة أن ينسف رفع مستوى إنتاج النفط في الولايات المتحدة في آفاق بعيدة العلاقات الاقتصادية بين واشنطن والرياض لكون الأخيرة أحد أكبر اللاعبين في سوق النفط العالمية، موضحة أن واشنطن ليست مهتمة اليوم باستيراد كثير من منتجات المملكة سوى “الذهب الأسود“.