من الصحف البريطانية
تناولت الصحف البريطانية الصادرة الخميس عددا من القضايا العربية والشرق أوسطية من بينها صورة المتظاهرة السودانية ذات الثوب الأبيض التي غدت أيقونة للاحتجاجات في السودان التي أطاحت بالرئيس عمر البشير، وموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الزعيم العسكري الليبي خليفة حفتر .
البداية من صحيفة الغارديان ومقال لنسرين مالك بعنوان “امرأة السودان ذات الثوب الأبيض أيقونة ولكن الحقيقة ليست بهذه البساطة“.
وتقول مالك إنها الصورة التي جذبت أعين العالم إلى الثورة في السودان: شابة ترتدي ثوبا أبيض اللون، وتقف على سيارة وذراعها مرفوع وإصبعها يلوح في توبيخ للنظام بينما يحيط بها متظاهرون.
وتضيف أن الشعب السوداني كان يتظاهر منذ أشهر ضد الرئيس المطاح به عمر البشير، ولكن دون اهتمام إعلامي دولي كبير، حتى هذه الصورة التي انتشرت على نحو “مذهل” وتداولتها شتى وسائل الإعلام. وتضيف أن وسائل الإعلام سعت لمعرفة هذه المرأة وقصتها وسبب اختيارها هذا الثوب الأبيض.
وتقول إن السودانيين على شبكات التواصل الاجتماعي قدموا تفسيراتهم لهذا الثوب الأبيض: فقد ارتدت هذا الرداء الأبيض اقتداءا بالمقاتلات والملكات النوبيات، كما أن الثوب هو ما ترتديه المرأة السودانية في مجال العمل، فهو زي المعلمة في المدرسة أو الموظفة في الشركة.
وتقول مالك إنه كما هو الحال مع الكثير من الصور الأيقونية فإن هذه الصورة، على الرغم من قوة مدلولاتها، ليست سوى اختزال وتبسيط لقصة أكثر تعقيدا.
وتضيف الكاتبة أن السودان بلد تحدده انقساماته العرقية منذ استقلاله عام 1956، فالطبقة الموسرة المسلمة ذات الأصول العربية هيمنت على السياسة في البلاد وأدارت الحروب الأهلية والصراعات على مدى عشرات السنين. أما الثقافة النوبية، التي تستمد منها صورة المتظاهرة السودانية معطياتها، فتنحصر في شمال البلاد في منطقة أصبح يهمين عليها المنحدرون من أصول عربية. وتقول الكاتبة إنها مفارقة محزنة أن تكون الصورة الأيقونية للثورة على نظام قمعي متهم بجرائم حرب تذكرة بهيمنة الفئة التي يسعى المتظاهرون لإبعادها.
وتقول الكاتبة إن الثوب الأبيض، الذي ترتديه النساء العاملات تقليديا في السودان، يجب أن يذكرنا بأن هذه المرأة هي الاستثناء وليست الصورة العامة للنساء في البلاد.
وتشير الكاتبة إلى أنه في الوقت الذي غدت المرأة أيقونة للثورة السودانية، كان غيرها من النساء في البلاد اللاتي شاركن في الاحتجاجات يتعرضن للتحرش اللفظي والجسدي ويعيرن لأنهن نساء. كما أن المرأة صاحبة الصورة ذاتها تعرضت لمضايقات لمجرد كونها امرأة من القوى الرافضة لتغيير المجتمع والرافضة للتعامل بندية مع المرأة في المجتمع.
وتختتم الكاتبة بالقول إن الثورات لا يجب أن تكون مجرد تغيير سياسي، بل يجب أن تكون سبيلا لتغيير مجتمعي أكبر.
نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز مقالا لرولا خلف بعنوان “ترامب يجد رجلا قويا جديدا كحليف في ليبيا“.
قالت الكاتبة إن سجل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التعامل مع الشرق الأوسط يوضح أنه يفضل في تلك البقعة من العالم السلطوية التي لا يمكنه تنفيذها في بلاده، حتى وإن كان ذلك مناقضا للسياسة التي تتبناها وزارة خارجيته.
وتشير إلى أنه في الأسبوع الماضي اتصل ترامب بخليفة حفتر، زعيم قوات شرق ليبيا، الذي يشن هجمات على طرابلس في مسعى للإطاحة بالحكومة المعترف بها دوليا. وفي هذا الاتصال بدا أن ترامب قدم دعمه لحفتر.
وترى الكاتبة أنه في الشرق الأوسط يبدو ترامب واقعا تحت نفوذ قوتين عربيتين تشكلان المنطقة وفقا لأهوائهما منذ عام 2011. وهاتان الدولتان هما السعودية والإمارات، اللتان يتمحور تعاملهما في المنطقة حول معاداة إيران والخصومة مع قطر ومناهضة الإسلاميين واستعادة السلطوية، بالقوة إن لزم الأمر.
وتقول الكاتبة إن دعم هذه القوى لحفتر ودعم ترامب له يأتي من الرغبة في تولية رجل قوي سلطوي مقاليد السلطة في هذا البلد العربي وتقويض عمل الأمم المتحدة في ليبيا، التي تدعمها قطر.