معايدة إلى اهلنا مسيحيي الشرق العربي
غالب قنديل
تحل أعياد الفصح هذه السنة بعد انكسار غزوة التكفير الأميركية الصهيونية التي وضعت بين أهدافها نسف الحياة الواحدة في بلدننا واستهدفت المساجد والكنائس وجميع أهلنا بأبشع أشكال القتل والعنف همجية ودمرت صروح التعليم والصحة وحولت جحيم الموت والسبي إلى خطر يومي يتهدد عائلاتكم وأبناءكم وبناتكم.
انبرت في هذا الشرق العربي على أرض سورية وفي العراق قوى حية وأصيلة حشدت قواها وتمكنت من كسر الغزوة وسحقتها ودحرت هذا المخطط الاستعماري الأميركي الصهيوني الرجعي فنصرت حقيقة الحياة والتاريخ واستشهد مقاومون أبطال من سورية ولبنان والعراق دفاعا عن الكنائس والأديرة والمدن والبلدات والقرى المستهدفة.
وقفت دول الغرب في هذه المحنة تسوق خيارات التهجير وتدعوكم لترك اوطانكم بينما وقفت الحكومات والجيوش الوطنية والقوى المقاومة في سورية والعراق وإيران تقاتل وتضحي بالغالي والنفيس تمسكا بوحدة الحياة وبقدر الشراكة وقدمت الجيوش وحركات المقاومة أطهر شبابها وقادتها لدحر جحافل الوحوش التي افلتها الأميركي ودعمها الصهيوني بمعونة الحكومات الرجعية في المنطقة وساندها الغرب بكل قواه.
إننا في مناسبة الفصح نتوجه إليكم بالمعايدة في فلسطين والعراق وسورية ولبنان ومع المعايدة نداء المحبة والأخوة والشراكة الوطنية في الدفاع عن منطقتنا وهويتها القومية مصممين على خيار المقاومة والاستقلال والتحرر من الاحتلال والهيمنة الاستعمارية الصهيونية الرجعية فهذا الخيار هو الذي تكفل بإسقاط المخاطر والتهديدات وهو الكفيل بحماية بلداننا وجميع اهلها من سائر المخاطر وهو الذي يجب ان يكون طريقنا إلى إسقاط الحصار والضغوط الاقتصادية التي تستهدف تركيعنا والثأر من انتصارنا على غزوة التكفير البربرية.
إن انتصار إرادتنا الدفاعية يضعنا امام مسؤوليات ومهام تستدعي المزيد من التضامن وتكاتف الجهود في عملية البناء ومواصلة الصمود والتصدي للضغوط الاستعمارية عبر التمسك بالمقاومة وبخيار الاستقلال والتحرر وكما كان الإرهاب التكفيري عابرا للحدود وكانت مقاومة التكفير عابرة للحدود ينبغي ان يكون مشتركا كل جهد للدفاع عن منطقتنا ضد التهديد الاستعماري الصهيوني الرجعي وضد منظومة الهيمنة وهذه المنطقة يجب ان تعيش كنطاق حياة واحد لبلداننا التي تشترك في ثقافتها وفي قيمها وتراثها وتاريخها وتقاليدها وتتميز عن كل العالم بوحدة الحياة والثقافة وبالتنوع الديني والعرقي.
نتطلع اليوم إلى سوق شرقية مشتركة وإلى شراكات في قطاع الطاقة وفي شبكات النقل وفي جميع مجالات العلم والعمل والتقدم الاقتصادي والاجتماعي بشراكات منفتحة على الشعوب والبلدان التي كانت شريكا فعليا لنا في التصدي لغزوة التكفير ولمؤامرات الاستعمار التي تنتقل اليوم إلى أخطر الفصول بمحاولة سافرة لتصفية قضية فلسطين.
كل عام وانتم بألف خير والشرق العربي المقاوم قوي حر عزيز متمرد على الهيمنة الاستعمارية الصهيونية.