من الصحف البريطانية
تناولت الصحف البريطانية الصادرة اليوم عدة ملفات تهم القارئ العربي منها ملف شحنات السلاح التي اتهمت الإمارات بتقديمها لحفتر في ليبيا، وتراجع المجلس العسكري في السودان أمام المتظاهرين علاوة على استعداد الصين لتغيير خريطة العالم الاقتصادية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي .
نشرت الإندبندنت تقريرا لمراسلها للشؤون الدولية بورزو داراغي بعنوان “الحلفاء الأوروبيون يصبون الزيت على النار بعد مزاعم بتوجيه شحنات سلاح لأمراء الحرب في ليبيا“.
يقول داراغي إن الأمم المتحدة بدأت بالفعل تحقيقا موسعا في الاتهامات التي وجهت إلى دولة الإمارات بتوفير شحنات من الأسلحة وتوجيهها إلى الأراضي الليبية لصالح المجهود الحربي الخاص باللواء السابق في الجيش الليبي خليفة حفتر.
وينقل داراغي عن مسؤول بارز في الأمم المتحدة دون أن يسميه تأكيده أن هذه الاتهامات لوصحت فسيشكل ذلك انتهاكا واضحا من الجانب الإماراتي للحظر الدولي المفروض على دخول السلاح إلى الأراضي الليبية.
ويضيف داراغي أن الخطير في الأمر هذه المرة أن الإمارات دولة حليفة لكل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أصبحت عرضة لاتهامات بإمداد “أمير الحرب الليبي خليفة حفتر بالسلاح حتى بعدما أعلن فايز السراج رئيس الحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة في طرابلس حفتر إرهابيا وأصدر مذكرة للشرطة الدولية الإنتربول لاعتقاله صحبة عدد آخر من المدنيين“.
نشرت الغارديان تقريرا لمراسلها للشؤون الأفريقية جايسون بيرك يتناول فيه أحدث التطورات في الملف السوداني مشيرا إلى قرار المجلس العسكري بإقالة المدعي العام بعد أقل من 24 ساعة من مطالبة المتظاهرين بعزله.
ويضيف بيرك أن المجلس العسكري لا يزال في حالة تراجع أمام المتظاهرين حيث أن الرجل الذي اختاره الجيش أولا لقيادة المجلس وهو وزير الدفاع السابق عوض بن عوف قد استقال من رئاسة المجلس بعدما طالب المتظاهرون بذلك ليتولى عبدالفتاح البرهان قيادة المجلس بدلا عنه كخيار ثان.
ويوضح بيرك أن المظاهرات التي بدأت ضد الرئيس السابق عمر البشير قبل نحو 4 أشهر كانت تصطبغ بمطالب اقتصادية بحته ثم تحولت إلى المطالبة بتغيير النظام وعززت قوتها قبل 10 أيام باعتصام امام مقر القوات المسلحة في الخرطوم.
ويعتبر بيرك أن استقالة صلاح غوش رئيس جهاز الاستخبارات شجعت المتظاهرين وجعلتهم أكثر جرأة حيث كان ينظر إلى غوش على انه أكثر المسؤولين السودانيين قوة بعد البشير، ويحمله الكثيرون مسؤولية قتل المتظاهرين.
وينقل بيرك عن حامد التيجاني، أستاذ السياسات العامة في الجامعة الامريكية في القاهرة، قوله إنه :بالرغم من علاقات البشير الوطيدة مع قيادات الجيش العليا إلا ان القيادات الوسطى والصغرى كانت اكثر ارتباطا بالشعب، واختارت الانحياز لمطالبه“.
نشرت الفاينانشيال تايمز مقالا لمارتن وولف كبير المعلقين في الشؤون الاقتصادية لديها بعنوان “الصين تصارع الولايات المتحدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي“.
يقول وولف إنه قام بزيارة العاصمة الصينية بكين الشهر الماضي لحضور مؤتمر التنمية الصيني وقد عززت الزيارة كالعادة من انطباعه عن التطور الاقتصادي والتكنولوجي في البلاد موضحا أنه التقى خلال الزيارة كاي فو لي المدير السابق لشركة غوغل في الصين وأحد اكبر المستثمرين حاليا في قطاع التكنولوجيا في البلاد.
ويشير وولف إلى أن لي أهداه نسخه من كتابه الأحدث “الذكاء الاصطناعي: وادي السيليكون الصيني، والنظام العالمي الجديد” مشيرا إلى أن الكتاب يتحدث عن ثورة كبرى في مجال الذكاء الاصطناعي تضع الصين ولأول مرة بعد حقبة الثورة الصناعية في قيادة وتغيير العالم اقتصاديا“.
ويقول وولف إن ” السيد لي يصنف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى 4 أنواع، الأول المتعلق بالإنترنت والمختص بتعقب وتصنيف الأنشطة التي يقوم بها المستخدمون، ثم الثاني وهو الذكاء الاصطناعي الاقتصادي، الذي يسمح لرجال الأعمال والشركات بالسيطرة على أعمالهم بشكل أكبر، ثم ثالثا الذكاء الاصطناعي الإدراكي، وهو المتعلق برؤية وإدراك الأحداث المحيطة، ثم رابعا الذكاء الاصطناعي الذي يتداخل معنا خلال انشطتنا في الواقع“.
ويشير وولف إلى أن لي يعتقد أن الصين في نفس مستوى الولايات المتحدة في النوع الأول ومتأخرة عنها في النوعين الثاني، والرابع، لكنها متفوقة عليها في النوع الثالث مضيفا أن الصين خلال السنوات الخمس المقبلة ستغير هذه الخريطة وتصبح متفوقة على الولايات المتحدة بشكل كبير في النوعين الأول والثالث، ومساوية لها في الرابع وستقلل الفجوة بينهما في النوع الثاني المتعلق بالاستخدامات الاقتصادية للذكاء الاصطناعي.