من الصحافة الاسرائيلية
تناولت تصريحات نائب رئيس مجلس الأمني القومي الإسرائيلي السابق يعقوب ناغيل أنه لا يوجد حل للوضع في قطاع غزة حتى لو قامت إسرائيل باحتلال القطاع وتقويض حكم حركة حماس، لافتا إلى أن فكرة حل الدولتين ما عادت واقعية ، وتساءل ناغيل ردا على من يدعو لإعادة احتلال غزة، وتطرق نائب رئيس مجلس الأمني القومي الإسرائيلي السابق في المقابلة، إلى ملف الغواصات، حيث رفض الادعاءات بأن رئيس الحكومة نتنياهو حاول شراء سفن لا لزوم لها من أجل الثراء، ووفقا لناغيل فإنه بمجرد اتخاذ قرار بشراء نظام أسلحة مثل الغواصة، وهو أغلى سلاح يمتلكه الجيش الإسرائيلي (يقدر أن تكلفة غواصة واحدة تبلغ 600 مليون يورو)، حيث ستصل الغواصة بعد 12 عاما من توقيع الصفقة، قائلا إن “الغواصة التي ستخرج من الخدمة في عام 2027 وهناك واحدة، كان علينا أن نطلبها في عام 2015، لذلك نحن متأخرون بطلب بعض الغواصات”.
وبدأت الخلافات في الائتلاف الحكومة الإسرائيلي المرتقب تطفو على السطح مبكرًا، حتى قبل الإعلان عن بدء المفاوضات الائتلافية، وذلك بعد ساعات من الإعلان عن تلقي رئيس الحكومة المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، ما يكفي من الدعم (توصية 65 عضو كنيست) ليكلفه رئيس الدولة رؤوفين ريفلين بتشكيل الحكومة الجديدة، وتشير التقارير إلى أن الحكومة المقبلة ستعاني من عدم الاستقرار في ظل تضارب المصالح بين الكتل الائتلافية وكثرة الطلبات، رغم توصية أحزاب اليمين والأحزاب الحريدية، التي تشكل غالبية مطلقة في الكنيست (65 من أصل 120 مقعدا) بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة.
أثار الرئيس البرازيلي جائير بولسونارو غضبا في إسرائيل الأسبوع الماضي إثر تصريحه بأنه “بالإمكان الغفران عن جرائم المحرقة (الهولوكوست)، ولكن عدم نسيانها”، وعقب الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، قائلا إنه “لن نغفر ولن ننسى أبدا. ولن يوعز أحد بغفران الشعب اليهودي وليس مقابل أي مصلحة. والشعب اليهودي سيحمل راية محاربة معاداة السامية والعنصرية…”. كذلك أثار تصريح الرئيس البرازيلي غضب المسؤولين في متحف “يد فَشِم” في القدس لتخليد ذكرى المحرقة.
لكن يبدو أن مظاهر الغضب الإسرائيلية هذه مبالغ فيها، أو حتى أنها منافقة. ولفت المحلل في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، سيفر بلوتسكير، إلى أن “إسرائيل غفرت للألمان عن المحرقة منذ فترة طويلة”، عندما أبرمت إسرائيل اتفاقا مع ألمانيا، في العام 1952 تحصل بموجبه على تعويضات لها كدولة ولضحايا النازية.
وأضاف بلوتسكير أنه “خلال نقاش في الكنيست حول التعويضات من ألمانيا، في كانون الثاني/يناير 1952، أي بعد سبع سنوات من إخماد الأفران في أوشفيتز، أعلن (رئيس حكومة إسرائيل حينها) دافيد بن غوريون عن تأسيس ألمانيا جديدة، مختلفة، وغفر لها. وفي العام نفسه وقع وزير الخارجية (الإسرائيلي)، موشيه شاريت، ومستشار ألمانيا الغربية، كونراد أدناور، على اتفاق التعويضات، وبعد سنتين، التقى المستشار وبن غوريون. وجرى تخليد اللقاء في نيويورك بصورة مليئة بالصداقة، المصالحة جاءت مع المال. وامتلأت شوارع إسرائيل بالسيارات الألمانية، وامتلأت البيوت بأجهزة كهربائية ألمانية والرحلات الجوية إلى ألمانيا امتلأت بالسياح الإسرائيليين. والغفران الكبير اكتمل اليوم، وبرلين تحولت إلى أكثر غاية مرغوبة بين الشبان الإسرائيليين“.
وأردف بلوتسكير أنه “علينا ألا نحتج بشكل منافق ضد الرئيس البرازيلي، الذي تجرأ على التصريح بأنه حان وقت الغفران. فالألمان ومساعدوهم، الذي قتلوا يهودا في المناطق التي احتلوها في الاتحاد السوفييتي، ليس على قيد الحياة منذ فترة طويلة. ومات المسؤولون عن معسكرات الإبادة أيضا. وملايين المواطنين، وستة ملايين يهودي على الأقل، الذين قُتلوا أو تعرضوا للمجاعة خلال سنوات الحرب (العالمية الثانية) لم ولن يحظوا بمحاكمة عادلة. وقلائل جدا من المسؤولين عن موت الملايين حوكموا. ولا تحمّل النظريات الأخلاقية والقضائية المسؤولية لأجيال قادمة والأحفاد لا يتحملون ذنوب أجدادهم. ومسألة الغفران أو عدمه انتهت ولم تعد موجودة. ولا تزال هناك مسألة النسيان فقط“..
ورأى بلوتسكير أن ذكرى المحرقة ما زالت موجودة في اليهود والعالم، وهي موجودة في الثقافة الغربية. لكن في إسرائيل تراجعت مكانة المحرقة، “واختزلت هذه الذكرى في ثلاثة طقوس: رحلة التلاميذ إلى معسكرات الإبادة، إطلاق صفارة في يوم المحرقة، ومرافقة ضيف رسمي وهام لزيارة متحف يد فشم في القدس”. واحتج بلوتسكير على أن دراسة المحرقة في إسرائيل آخذة بالتراجع، خاصة وأن “يد فشم” ليس جامعة أبحاث.
وخلص بلوتسكير إلى أنه “قبل 67 عاما غفرنا فعليا للألمان عن المحرقة، وعلينا ألا ننافق ونتظاهر بأننا تعرضنا للإهانة عندما يقولون ذلك لنا في وجهنا… والذاكرة التي لا نتعلم منها وعنها تتحول إلى سلسلة طقوس تحلّ وتنتهي، وتميّز أكثر فأكثر تعامل إسرائيل مع ذكرى المحرقة”.