معاريف: تصاعد الرفض الدولي لصفقة القرن
رغم أن خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التي يطلق عليها “صفقة القرن” لتصفية القضية الفلسطينية، لم تنشر بعد، إلا أن المعارضة للخطة تتصاعد في الساحة الدولية لتصل إلى حد رفضها مسبقا .
وفي الوقت الذي تتزايد فيه التقارير عن أجزاء من الخطة تم تسريبها، مثل تقرير “واشنطن بوست”، والذي جاء فيه أنها لا تشمل إقامة دولة فلسطينية، فإن الخطة، التي يرفضها الشعب الفلسطيني، تواجه حالة من الرفض المطلق من قبل سياسيين وزعماء أيضا.
وبحسب مراسل صحيفة “معاريف” في الأمم المتحدة، شلومو شمير، فإنه من خلال الحديث مع كبار الدبلوماسيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، يتضح أنه يتبلور “ائتلاف رفض” للخطة، بحسب وصف نائب رئيس بعثة غربية.
وأضاف “لا أبالغ إذا قلت إن الحديث عن إجماع شامل على عدم تقدير وعدم الثقة لمبادرة السلام المتوقعة”، على حد تعبيره.
ويشمل هذا الائتلاف الدول الغربية المركزية، وغالبية دول الاتحاد الأوروبي ودول الخليج.
وبحسب الصحيفة، فإن ردود الفعل تنطوي على لهجة استخفاف بترامب بوصفه رئيسا مثيرا للجدل ويبالغ في تقييمه لقدراته، وأنه ليس السياسي الذي يمكن لأحد أن يتوقع منه حل الصراع الإسرائيلي العربي.
وقال الدبلوماسي الغربي “رأينا النتائج المهينة لتدخله وجهوده في الحصول على شيء جدي من زعيم كوريا الشمالية“.
وينضاف إلى ذلك الصداقة القوية التي يبدها ترامب تجاه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، حيث يسمع في المحادثات ادعاءات تشكك في احتمالات الخطة.
وأضاف الدبلوماسي إن ما يمكن استنتاجه من التقارير عن الخطة هو أنها خطة تسوية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث سيعطي الفلسطينيين أموالا، بينما يضمن لإسرائيل استمرار سلطتها على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67، والإشارة هنا إلى الضفة الغربية.
وبحسب الدبلوماسي ذاته، فإن السبب الرئيس للمعارضة المبدئية للخطة المرتقبة هو أنها لا تتضمن فكرة حل الدولتين، الذي يعتبر حلا متفقا عليه ومقبولا على كل دولة وكل جهة دولية.
وتابع أن “أي خطة أو مبادرة سلام لا تتضمن حل الدولتين لا معنى لها ولا أمل لها“.
وبحسب التقارير من داخل أروقة الأمم المتحدة فإن مسؤولين كبار في أوروبا، بمن فيهم زعماء دول مركزية ووزراء خارجية سابقين توجهوا مؤخرا إلى الاتحاد الأوروبي، وقدموا توصية بالتصريح مسبقا بمعارضة خطة السلام الأميركية إذا لم تتضمن حل الدولتين.
وكان قد دعا 37 رئيس حكومة ووزير خارجية سابقون في أوروبا في عريضة للاتحاد الأوروبي، إلى إقرار تأييده لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، قبيل نشر خطة ترامب. وطالبت العريضة بعدم تأييد “صفقة القرن” في حال لم تحترم هذا المبدأ والقانون الدولي.
وبين الموقعين على العريضة رئيس الحكومة الفرنسية السابق، جان مارك أرو، ووزيرا الخارجية البريطانية السابقان، ديفيد ميليباند وجاك سترو، ووزير الخارجية الألماني السابق، زيغمر غابرييل، ومفوض السياسة الخارجية الأسبق للاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا.
إلى ذلك، أشار تقرير صحيفة “معاريف” إلى أنه عرضت مؤخرا ادعاءات أخرى تعزز التشكك بخطة السلام الأميركية في وسط كبار المسؤولين في المجتمع الدولي، والتي تتصل بما صرح به نتنياهو خلال حملته الانتخابية بشأن ضم مناطق في الضفة الغربية لإسرائيل.
وبحسب مراسل الصحيفة في الأمم المتحدة فإن تصريحات نتنياهو دفعت داعمين لإسرائيل في الكونغرس إلى المطالبة بأن تشتمل خطة السلام على معارضة ضم مناطق من الضفة الغربية لإسرائيل.