من الصحف الاميركية
رات الصحف الاميركية الصادرة اليوم انه مع تزايد أعداد وسائل الإعلام التي تبث من تركيا لانتقاد سياسات الدول العربية، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن تركيا التي تسعى لتصوير نفسها دوما بـ”صورة الملاذ الآمن” للمعارضين الفارين من بلادهم، تقوم في الواقع بقمع معارضيها في الداخل وتضطهدها على نحو أكبر .
وذكرت الصحيفة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحرص دوما على استقبال المعارضين الفارين من الدول العربية، لتعزيز شعبيته في هذه الدول، حتى ولو على حساب علاقاته الدبلوماسية بتلك الدول. وأكدت أن أنقرة لا تمنح كل المعارضين الفارين إليها نفس مساحة الحرية، مؤكدا أن درجة النقد تتباين، وفقا لعلاقات تركيا الخارجية مع الدول التي يفد منها هؤلاء المعارضون.
وأكدت صحيفة الواشنطن بوست أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يخوض مغامرة أخرى بدعمه للجنرال الليبي خليفة حفتر الذي أشعل حرباً أهلية بعد أن شن هجوماً على مدينة طرابلس لينسف بذلك جهود الأمم المتحدة الرامية لتحقيق السلام في ليبيا.
وقالت إنه “بعد سنوات من الاضطرابات في ليبيا أعتقد مبعوثو الأمم المتحدة أنهم كانوا على وشك التوصل إلى اتفاق هذا الشهر“، وأضافت: “الاتفاق كان سيجمع الفصائل في البلاد في مؤتمر للاتفاق على حكومة موحدة وخطة للانتخابات، غير أن حفتر (75)عاماً أمير الحرب والذي يطمح أن يصبح ديكتاتور ليبيا، شن هجوماً على العاصمة طرابلس ما أدى إلى تمزيق عملية السلام وقد يقود أيضا إلى حرب أهلية طاحنة في ليبيا“.
وتساءلت الصحيفة، ما الذي دفع حفتر إلى شن هذا الهجوم والاعتقاد بأنه سيحقق نصراً سريعاً بدلاً من التسوية الأممية؟ لتجيب: “لقد أصبح واضحاً أنه تم تحريضه من قبل السعودية والإمارات ومصر وتقديم الدعم المالي له، فحكومات هذه الدول ومعها روسيا، أفسدت الجهود الدولية التي حظيت بدعم من الاتحاد الأوروبي والاتحاد الافريقي والولايات المتحدة بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش.
ذكر موقع “إنترسبت” الاستقصائي الأميركي أن وثيقة سرية للاستخبارات العسكرية الفرنسية كشفت أن السعودية والإمارات تعتمدان إلى حد كبير على أنظمة الأسلحة الغربية لشن حربهما الكارثية في اليمن، وأن القوات السعودية عانت من ضعف الفعالية في تنفيذ عملياتها بالأراضي اليمنية.
وكشف الموقع الأميركي -بالاستناد إلى الوثيقة المكونة من 15 صفحة- أن العديد من أنظمة الأسلحة التي يستخدمها التحالف السعودي الإماراتي لا تعمل إلا بذخيرة وقطع غيار وأنظمة اتصالات أنتجت في الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، مما يعني أنه ينبغي للسعودية والإمارات تغيير قسم كبير من ترسانتهما العسكرية ليتسنى لهما الانتقال إلى استعمال أسلحة روسية وصينية الصنع.
وأوضح أنه من غير الممكن إبدال الصواريخ التي تحملها المقاتلات الأميركية الصنع بصواريخ روسية أو صينية الصنع.
وذكر الموقع أن هذه الوثيقة تتناقض مع ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن السعودية والإمارات ستتحولان إلى شراء السلاح من روسيا أو الصين في حال رضوخ ترامب لضغوط الكونغرس لإيقاف بيع السلاح لهما على خلفية حرب اليمن، واغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وذكر الموقع الأميركي في مقال بعنوان “تقرير سري يكشف مدى عجز السعودية في اليمن ومدى اعتمادها على الأسلحة الأميركية”، أن المعلومات المتعلقة بأنظمة الأسلحة في السعودية والإمارات جزء يسير مما كشفه التقرير السري للاستخبارات العسكرية الفرنسية، الذي حصلت عليه مؤسسة “ديسكلوز” الفرنسية المتخصصة في الصحافة الاستقصائية، ونشرت “إنترسبت” ما جاء فيه بالكامل.
وأضاف الموقع أن القيادة العسكرية الأميركية الوسطى تنفي بشدة قيام الطائرات الأميركية الموجهة بأي دور عملياتي متعلق بتحديد الأهداف في حرب اليمن، لكن من بين ما كشفه التقرير الفرنسي أن الولايات المتحدة لا تساعد غارات التحالف ببيع السلاح والتزود الجوي بالوقود وحسب، بل إن الطائرات الأميركية المسيّرة قد تقدم المساعدة بتحديد الأهداف بدقة للقوات السعودية.
ومع أن واشنطن تنفي أي تدخل مباشر لها ضد الحوثيين، فإن طائرات أميركية مسيّرة حلقت فوق أجواء مناطق تابعة للحوثيين، وأنه بعدما أسقط الحوثيون إحدى الطائرات الموجهة عام 2017 ساد اعتقاد بأن الولايات المتحدة قد تكون تستخدم هذه الطائرات لجمع معلومات استخباراتية للسعوديين.
وأضاف “إنترسبت” أن تحديد الطائرات الأميركية الموجهة الأهداف لغارات القوات السعودية والإماراتية قد يعني أن تلك الطائرات تلعب دورا أكثر فعالية في عملية الاستهداف، مثل توجيه ذخيرة التحالف عن طريق الليزر.
وتوقع الموقع أن يحمل نشر التقرير الاستخباراتي السري عواقب على حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خاصة أنها تدافع عن صفقاتها لبيع السلاح للسعودية، بالتوازي مع التظاهر بقلة معرفتها بكيفية استخدام السعودية للسلاح الفرنسي في اليمن. لكن هذا التقرير يبين أن اعتماد السعودية والإمارات على المعدات العسكرية الفرنسية أكثر بكثير مما أقرت به حكومة باريس.
وذكر التقرير السري الفرنسي أن التحالف السعودي الإماراتي نفذ ما مجموعه 24 ألف غارة جوية منذ بدء التدخل العسكري عام 2015 وحتى سبتمبر/أيلول 2018 موعد صياغة التقرير، مشيرا الى أنه رغم التفوق التقني للسعودية على باقي دول التحالف في اليمن فهي تفشل في تحقيق أهدافها، لذا ينبغي تحسين عمليات استهدافها.
ووصف التقرير السعوديين بأنهم أقل المشاركين بحملة التحالف فعالية في المهام الجوية والبحرية، وأن الإماراتيين هم المسؤولون عن حصار بعض مناطق اليمن.
في المقابل، يتناول التقرير أداء الطيارين العسكريين الإماراتيين قائلا إنهم أفضل من نظرائهم السعوديين، ذلك أنهم حسنوا من قدراتهم على استخدام الذخيرة الموجهة، وأن أداءهم يضاهي أداء طياري حلف الناتو.
وكشف تقرير الاستخبارات العسكرية الفرنسية عن عملية سعودية كبيرة لتأمين حدودها مع الحوثيين، استخدم فيها 25 ألفا من عناصر الجيش والحرس الوطني، ولكن هدفها غير المعلن هو اختراق الحدود مع اليمن، والوصول إلى معقل الحوثيين في محافظة صعدة شمالي اليمن، لكن السعوديين يفتقرون إلى القدرة على التحرك مما يجعلهم أهدافا سهلة لهجمات الحوثيين.
لكن ورغم هذه العملية العسكرية السعودية التي سخرت لها إمكانيات كبيرة، فإن الحوثيين لا يزالون يحتفظون بقدراتهم العسكرية من مدفعية وإطلاق صواريخ وعبوات ناسفة ونصب كمائن للسعوديين وتنفيذ عمليات تسلل إلى داخل الأراضي السعودية.
وتضمنت الوثيقة السرية للاستخبارات الفرنسية جداول تفصيلية توضح نوعية ومصدر الأسلحة الجوية والبرية والبحرية التي استخدمتها القوات السعودية والإماراتية -كل على حدة- في الأراضي اليمنية، فضلا عن خرائط مفصلة للبلاد بتاريخ سبتمبر/أيلول 2018 توضح أماكن استخدام كل سلاح على حدة بحرا وجوا وبرا.