من الصحافة الاسرائيلية
مع فتح صناديق الاقتراع وبدء عملية التصويت في انتخابات الكنيست الـ21 في انتخابات عامة ستفتح نتائجها الباب أمام مجموعة معقدة من الاحتمالات لكيفية تشكيل الحكومة المقبلة، استعرضت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم بعض السيناريوهات المتوقعة، فمن الممكن أن يسهل فوز حزب الليكود ، بقيادة بنيامين نتنياهو بأكبر عدد من المقاعد، التكهن باحتمالات ما بعد الانتخابات، على الرغم من أن نتائج معظم استطلاعات الرأي الإسرائيلية على اختلاف وسائل الإعلام التي أجرتها ونشرتها، ترجح أن يحل الليكود في المكان الثاني، فيما رجحت تصدر تحالف “كاحول لافان“.
وفي هذه الحالة (تصدر الليكود)، من المرجح أن يكلف الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، نتنياهو بمهمة تشكيل الحكومة، ومن المحتمل أن يكون قادرًا على ذلك بعد مفاوضات مكثفة مع الأحزاب اليمينية الصغيرة المتحالفة معه، وبحسب تقرير للقناة 12 الإسرائيلية، فإن هناك أربعة عوامل من شأنها أن تضع “الليكود على مسار النصر”، وأهمها أن تتجاوز نسبة التصويت العامة في إسرائيلي نسبة الـ70%، بالإضافة إلى تجاوز كل الأحزاب اليمينية الصغيرة، التي تشاركه ائتلافه الحكومي الحالي نسبة الحسم (3.25%).
ولفتت الصحف الى ان ما يسمى “اتحاد منظمات الهيكل” دعا مجموعات المستوطنين ونشطاء وأعضاء منظمات “الهيكل” المزعوم، لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، بالتزامن مع انتخابات الكنيست، على أن يتقدم الاقتحامات أعضاء وحاخامات بارزون، كما حث أنصاره على انتخاب أي من الأحزاب التي تنادي بتغيير الوضع القائم في الأقصى لصالح اليهود وبناء “الهيكل” المزعوم في ساحات الحرم.
وطالب أرنون سيغال، وهو أحد أبرز أعضاء مجلس إدارة “اتحاد منظمات الهيكل”، تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود على غرار المسجد الإبراهيمي في الخليل، وطالب بفتحه لليهود على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، وإعادة إغلاق مصلى “باب الرحمة” بشكل نهائي.
ذكر تقرير صحافي أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سيلجأ إلى عقد صفقة يبتز من خلاله شركاءه المحتملين في حكومة مقبلة، يوفروا له من خلالها “شبكة آمنة لحمايته في ملفات الفساد”، مقابل الحصول على اعتراف أميركي بسيادة إسرائيلية على المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
وأشارت المراسلة السياسية للقناة 12 في التلفزيون الإسرائيلي دانا فايس إلى أن معسكر أحزاب اليمين يخشى من الإعلان المرتقب عن خطة الإدارة الأميركية لتسوية القضية الفلسطينية والمعروفة إعلاميًا بـ”صفقة القرن”، إثر التقارير التي تتحدث عن “تنازلات إسرائيلية” في هذا السياق.
وتابعت أن على الرغم من تخوفاتهم من “تقسيم القدس” و”إخلاء مستوطنات” في الضفة الغربية المحتلة، يؤمن قادة الأحزاب أن نتنياهو شريك في “صفقة القرن” الأميركية، وشارك في صياغتها، ومطلع على تفاصيلها.
وشددت فايس على أن نتنياهو سيستغل الاعتقاد السائد لدى قادة أحزاب اليمين بأن العلاقة الشخصية التي تربطه بالرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ومسؤولين في البيت الأبيض، وأنهم لن يقدموا على خطوات من شأنها أن تضعف “شريكهم القوي” – في إشارة إلى نتنياهو- الذي سيسارع إلى إبرام الصفقة التي قد تجنبه إعلان متوقع للمستشار القضائي للحكومة، ينص على تقديمه للمحاكمة بقضايا فساد.
وعن الطريقة التي سوف سيلجأ إليها نتنياهو لإقناع شركاءه الطبيعيين بتوفير “شبكة آمنة لحمايته في ملفات الفساد”، قال فايس إن نتنياهو سيخبرهم أن ترامب سيعلن عن “صفقة القرن” قريبًا، وأن إسرائيل ستسارع إلى الإعلان عن الموافقة عليها، فيما سيتجه الفلسطينيون إلى رفضها. ما سيبرر خطوة أميركية “تعترف من خلالها بالسيادة الإسرائيلية على الضفة” المحتلة.
ووصفت فايس الصفقة التي قد تحدد شكل الحكومة المقبلة وتبيّن ملامحها بـ”الحصانة القضائية مقابل السيادة“.
وكان نتنياهو قد صرّح إنه أطلع ترامب، وفريقه، على نيته ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية إلى إسرائيل، وأشار نتنياهو إلى أن ضم كل المستوطنات الإسرائيلية، المقامة على أراضي الضفة الغربية، سيتم تدريجيا، وبالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية.
وقال نتنياهو في مقابلة مع القناة 12 إنه “أنا تكلمت عن كل المستوطنات، كل النقاط الاستيطانية، لماذا استغرقني الأمر عامين؟ إنه يستغرق وقتا، لقد تحدثت عن هذا الأمر مع الرئيس ترامب وممثلين، قلت لهم ألا مفر من ذلك“.
وأضاف “انتقلنا من مرحلة الاحتواء إلى مرحلة البناء الكبيرة، والآن سننتقل إلى مرحلة تطبيق القانون على المستوطنات، أنا أفضل أن أفعل ذلك بشكل تدريجي وبموافقة أميركية“.
وأكمل نتنياهو، أنه “سوف أتوصل إلى سلام حقيقي ومسؤول مع الفلسطينيين، ولكن بدافع القوة، وليس بسبب التنازلات وهز الرأس“.