من الصحف الاميركية
ذكرت الصحف الاميركية الصادرة اليوم ان مجلس النواب الأميركي أقر مشروع قانون لإنهاء الدعم الأميركي للتحالف السعودي الإماراتي في اليمن، في ضربة جديدة لسياسة الرئيس دونالد ترامب تجاه المملكة رغم تهديد البيت الأبيض باستعمال حق النقض (الفيتو) ضد القرار .
وبعدما حصل التشريع على موافقة مجلس الشيوخ -الذي يسيطر عليه الجمهوريون- الشهر الماضي فإن إقراره بواقع 247 مقابل 175 صوتا في مجلس النواب اليوم -الذي يهيمن عليه الديمقراطيون- يعني إرساله إلى البيت الأبيض الذي قال الشهر الماضي إن ترامب سيرفضه، وينص الدستور الأميركي على أن الكونغرس بحاجة لموافقة ثلثي أعضائه لإلغاء فيتو الرئيس، ويشدد القرار على منع أي مشاركة في الصراع الدائر باليمن أو دعم للحرب التي يشنها التحالف الذي تقوده السعودية دون تفويض من الكونغرس.
أشاد تقرير لصحيفة نيويورك تايمز بأهمية تعزيز القوة الناعمة في الدوحة التي تعتبر جزءاً من استراتيجية الأمن القومي الأوسع نطاقًا. وأبرزت أن الدوحة انطلقت في تنفيذ استراتيجية التنويع الاقتصادي وقامت بتوسيع استثماراتها وتنويعها في جميع أنحاء العالم، وطورت قدراتها الدفاعية، وعززت تحالفها مع واشنطن وضاعفت من علاقاتها الاقتصادية مع القوى العالمية.
قالت نيويورك تايمز في تقرير مطول أعدته اليزابيث باتون ونشر أمس وترجمته الشرق إن الدوحة كانت قبلة مئات الوجوه المؤثرة في السياسة العالمية والفن والموضة والتصميم الذين حضروا عددا من الفعاليات الثقافية في الدوحة منها مسابقة الأزياء “تراست أربيا” المخصصة للمصممين الشبان من جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
تشهد منطقة الخليج منافسة على الصعيد الثقافي والمعماري في وسط التقلبات السياسية. وقال في هذا الصدد جورجيو كافيرو المدير التنفيذي لمعهد جولف ستيت أناليتيكس في واشنطن: “قطر دولة غنية للغاية وتحيط بها دول سعت منذ زمن طويل لتقليص قدرتها على الصعود كلاعب رئيسي في المنطقة العربية وأيضًا في العالم ككل”. وأضاف: “إن استثمارات قطر – خاصة في الثقافة والرياضة والفنون – ليست مجرد بحث عن مكانة وأرباح إنها تتعلق أيضًا بالقلوب والعقول، وترتكز على إقامة تحالفات عميقة مع اللاعبين الخارجيين“.
وبين التقرير أن أهمية تعزيز القوة الناعمة في الدوحة تزداد كجزء من إستراتيجية الأمن القومي الأوسع نطاقًا في قطر مؤخرًا، حيث تواجه أخطر تهديد خارجي في تاريخها الذي يمتد لأربعة عقود. منذ يونيو 2017، فرض على قطر حصار بقيادة السعودية والإمارات، بما في ذلك البحرين ومصر، وبين عشية وضحاها، تم تحويل الطائرات وسفن الشحن، وقطعت جميع الروابط الدبلوماسية، وأغلقت الحدود البرية الوحيدة لقطر، والتي تمتد 40 ميلاً من الصحراء مع السعودية، حتى الجمال لم تنج من الحصار. ولم توافق قطر على مطالب دول الحصار المتمثلة في التدخل في شؤون الدوحة على غرار مطلب إغلاق شبكة الجزيرة الإخبارية واعتبرت الأزمة محاولة تدخل من جيرانها في سياستها الخارجية.
وقال كريستيان كوتس أولريخسن، زميل باحث في قضايا الشرق الأوسط في معهد بيكر للسياسات العامة: “يبدو أن الحصار كان بمثابة حافز لتكوين رؤية قطر طويلة المدى، مضيفا ان دول الحصار وليست قطر هي من وجدت نفسها متأخرة وليس لها ذِكر الشهور الأخيرة“.
وبين التقرير أن الدوحة بدلاً من أن ترضخ، سارعت للتكيف مع الوضع الراهن الجديد واستثمرت في جيشها، وعززت تحالفها مع واشنطن، وحولت طرق الاستيراد والشحن عبر بلدان مثل تركيا وإيران، وضاعفت من علاقاتها الاقتصادية مع القوى العالمية حيث إن البعض يتوقع انتهاء الحصار في أي وقت قريب بعد ان افرغ من مضمونه، وبالتالي فإن التوترات الدبلوماسية لا تزال مرتفعة بشكل غير مريح في الوقت الذي تستعد فيه قطر لاستضافة كأس العالم عام 2022، كما عززت قطر جهودها لتعزيز مكانتها في الخارج، وهو ما يضمن نجاح استراتيجياتها الوطنية على المدى الطويل.
أبرزت الصحيفة أن الدوحة تعتمد على استراتيجية للتنويع الاقتصاد بعيدا عن الموارد النفطية من خلال مضاعفة الاستثمارات حيث استحوذت قطر على حصص من مجموعة اقتصادية متنوعة، بما في ذلك فريق كرة القدم الفرنسي باريس سان جيرمان ومطار هيثرو في لندن، إلى جانب شركات التمويل العالمية والرعاية الصحية والتكنولوجيا وشركات السيارات.
وفي افتتاحيتها بعنوان “الجزائر تثبت أن قوى الربيع العربي ما زالت حية” تقول واشنطن بوست إن الجزائر تقدّم مثالا حيا آخر لما يمكن أن تؤول إليه الأمور، عندما يرسخ الحكام المستبدون أنفسَهم في الحكم غير آبهين بمطالب الشعب.
وقالت الصحيفة إن الربيع العربي بدا وقد تلاشى منذ سنوات وسط الانقلابات والحروب الأهلية وعودة الاستبداد، لكن التيارات القوية التي شكلته -القلق الشعبي من الركود الاقتصادي والفساد والتوق إلى مجتمعات أكثر انفتاحا- لم تتوار أبدا، ويتضح هذا كثيرا من الحراك الجديد بالجزائر، حيث فرضت أسابيع من المظاهرات تنازلات من النخبة الحاكمة، بما في ذلك استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الثلاثاء الماضي.
وأشارت إلى أن الزمرة الحاكمة “الغامضة إلى حد كبير” التي يسيطر عليها الجيش لم ترضخ لمطالب المحتجين بإنهاء النظام السياسي الحالي والانتقال إلى ديمقراطية حقيقية، وأنها تحاول بقيادة رئيس أركان الجيش أحمد قايد صالح الحفاظ على نفسها بالتخلص من أكثر عناصرها احتقارا. وبالإضافة إلى تنازل بوتفليقة اعتقل النظام أحد أغنى رجال البلاد وصادر جوازات سفر عشرات رجال الأعمال الآخرين الذين استفادوا من صلاتهم بما يسميه الجزائريون “لو بوفوار” أو “السلطة“.
ومع ذلك رأت الصحيفة أنه من المبكر جدا معرفة مقدار التغيير الذي سيحدث، حيث يدعو الدستور إلى انتخابات جديدة خلال 90 يوما ولكن إذا لم يتم إصلاح النظام السياسي فمن المرجح أن تستمر الاحتجاجات في الوقت الحالي.
ودعت الصحيفة المهتمين بالشرق الأوسط أخذ بعض العبر، بدءا من إدارة ترامب التي راهنت على أحدث جيل من الدكتاتوريين بالمنطقة بمن فيهم محمد بن سلمان في السعودية وعبد الفتاح السيسي في مصر، حتى وهم يمارسون القمع الأكثر وحشية في تاريخ بلادهم الحديث. ومع ذلك لا تبدو مصر والسعودية مستقرتين حيث فشل النظامان في تقديم حلول اقتصادية عملية خاصة لقطاع الشباب المتزايد.
وعلى ضوء ما حدث في الجزائر، دعت الصحيفة الإدارة الأميركية إلى مراجعة سياساتها تُجاه الأنظمة الاستبدادية بالشرق الأوسط، لا سيما في السعودية ومصر، وممارسةِ ضغط على السيسي على وَجه الخصوص للتراجع عن التعديل الدستوري الذي يمنحه إمكانية البقاء في السلطة مدى الحياة.