سامر كبارة للحريري: لن أرفع الراية البيضاء!
لم يعد خافياً على أحد بأن الانتخابات الفرعية، المنوي اجراؤها في طرابلس بتاريخ الرابع عشر من الشهر الجاري، لا تهدف الى إعادة نيابة السيدة ديما جمالي، التي طعن بها المجلس الدستوري ولم يُنصِف الطاعن الدكتور طه ناجي، بل للتأكيد على شعبية الرئيس سعد الحريري والتيار الذي يتزعمه. وهذا ما أعلنه الأمين العام للتيار المذكور أحمد الحريري بقوله أن “التصويت في هذه الانتخابات لن يكون لديما جمالي فقط بل لتجديد الثقة بالرئيس الحريري “.
هكذا رسم “تيار المستقبل” خط سير العملية الانتخابية، بعد أن تراجع عن اعتبارها فرصة لـ “تكسير حزب الله” نتيجة حرمانه من منافس لديما محسوب على فريق 8 آذار، واستعاض عن خطابه هذا بآخر يحثّ فيه الطرابلسيين على الاقتراع بكثافة يوم الانتخاب للرد على من يريد أن تكون نتيجة التصويت “هزيلة”. أي أن الهزال هنا، في حال حصوله، سيرتد على الرئيس الحريري تحديداً. وهذا ما لا يريده “التيار الأزرق” الذي يجهد في التسويق لديما جمالي التي يُمسك أحمد الحريري بيدها ويجول بها في طرابلس وجوارها ملبين دعوات الفطور والغداء والعشاء وبينهم “العصرونية” أيضاً.
وبعد أن أُقفل باب الترشيحات، منتصف ليل الجمعة الماضي، حيث رسا عدد المرشحين على خمسة أبرزهم الى جمالي، سامر كبارة، ويحي مولود، ومصباح الأحدب.. توضحت صورة “المعركة” التي يتنافس فيها مرشحون غير بعيدين عن بعضهم البعض في توجهاتهم السياسية، وان كان الظاهر أن المنافسة ستتركز بين جمالي والأحدب وكبارة ومولود. من هنا تجهد “المطابخ” العائدة لهذا وذاك في رمي الشائعات والأخبار المفبركة، منها على سبيل المثال أن سامر كبارة يعتزم الانسحاب من الانتخابات. وعزز هذا الخبر ما نشرته صحيفة “الأخبار” اليوم، من أن السباق الانتخابي في طرابلس انحصر بين جمالي ومولود من دون أن يأتي على ذكر كبارة الذي كان منهمكا في القيام بزيارات الى القيادات والشخصيات الطرابلسية وغيرها للوقوف على آرائهم وإسماعهم وجهة نظره في الدوافع التي حدته الى الترشح.
وعلم “الانتشار” أن زيارته الأولى كانت للرئيس سعد الحريري ، أول من أمس، الذي تربطه به علاقة طيبة حيث أبلغه عزمه المضي في خوض التجربة، مؤكداً أن خطوته هذه ليست موجهة ضد أحد، بل تعبير عن استياء أبناء المدينة من الإهمال المتمادي اللاحق بها، وحرمانها من المشاريع الأساسية والتعيينات الى ما هنالك من أمور، كادت تُخرج الفيحاء من الخارطة اللبنانية.
وصارح كبارة الرئيس الحريري بالقول أن تعاطي “تيار المستقبل” مع المدينة يعتريه الكثير من الثغرات والأخطاء. وهذا ما أدى الى اهتزاز في قاعدته الشعبية. وفيما وافق الحريري على الكثير مما أورده زائره الشاب في اللقاء ووعد بإيلاء طرابلس كل اهتمام وتلبية حاجياتها بأسرع وقت، تمنى عليه في الوقت نفسه ألا يعترض طريق ديما جمالي، الأمر الذي اعتذر عن تلبيته، موضحاً أنه لن يرفع “الراية البيضاء” ومستمر في تحركه وحملته الانتخابية مع عزمه على زيارة القيادات والفعاليات والشخصيات الطرابلسية للتباحث معها في موضوع الانتخابات على أن يعلن قراره النهائي بشأنها بعد اتمامها وان كان التوجه لديه الاستمرار بخوضها.
هذا وزار كبارة، يرافقه والده المهندس طارق كبارة ،الرئيس نجيب ميقاتي في بيروت صباح اليوم الذي وصف الزائر – المرشح بأنه “من أبناء هذا المجتمع الذي يئن تحت وطأة الضغوط السياسية والاقتصادية والاجتماعية مجدداً التأـكيد على “وقوفه الى جانب الرئيس سعد الحريري في هذا الاستحقاق“.
من جهته وصف كبارة اللقاء مع ميقاتي بـ “الودي الى أبعد الحدود.. ولمست في كلامه ثناء على مواقفي وخطابي الانتخابي، متمنياً عليَّ في الوقت نفسه عدم التسرع في التعاطي مع موضوع الانتخابات من منطلق أن المستقبل أمامك واحرص على الاصغاء للجميع حتى تتكون صورة واضحة كاملة لديك“.
ومع وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي، الذي التقاه كبارة بعد ميقاتي، لم يختلف الحديث عمّا دار مع الأخير. إذ أن ريفي بدوره نوّه “بما قمت به معتبراً أن الصرخات التي أطلقها انما تعبر عما يجيش في نفس كل طرابلسي“.
ومن المقرر أن يزور كبارة لاحقاً كلاً من رئيس “تيار الكرامة” النائب فيصل كرامي، والوزير السابق النائب محمد كبارة والوزير السابق محمد الصفدي..