قمة تونس: دعوة للتسويات السياسية واختلاف على مكان انعقاد القمة المقبلة
دعت القمة العربية الـ30 التي عقدت في تونس في بيانها الختامي، إلى تسويات سياسية شاملة في المنطقة، محذرين من أن الخلافات تتسبب في استنزاف خيراتها، كما أعلنت عن مشروع قرار عربي بشأن الجولان السوري المحتل، لمواجهة قرار الإدارة الأميركية الذي صدر مؤخرًا بهذا الشأن، واختلفوا بشأن موعد ومكان انعقاد القمة القادم.
وأكد البيان على دعم الحل السياسي في سورية وفق مسار جنيف وقرارات مجلس الأمن، كما دعا جماعة الحوثي إلى الالتزام بالهدنة واتفاق ستوكهولم والقرارات الدولية، وفق المبادرة الخليجية.
وأعلن أمين عام الجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، عن مشروع قرار عربي بشأن الجولان السوري المحتل، يؤكد بطلان القرار الأميركي الذي أصدره دونالد ترامب بشأن “سيادة” إسرائيل على المرتفعات السورية، مشيرا إلى أن هذا القرار لا يغير شيئًا من الوضع القانوني للجولان، ولا تترتب عليه أي مزايا، مضيفًا أن القرار “يمثل انتكاسة خطيرة بما يزيد التوتر في المنطقة“.
وأعلنت جامعة الدول العربية أن موضوع عودة سورية إلى الجامعة “أثير بشكل غير رسمي في اجتماعات وزراء الخارجية العرب”، وذلك في تصريح لأبو الغيط خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، عقب ختام القمة.
وأضاف الأمين العام أن عودة سورية للجامعة “موضوع حساس”، وأضاف أن حساسية موضوع عودة سورية “تكمن في أنّه كلما أثير قال البعض إنّ الأمر غير ناضج، فيما يرى البعض الآخر أنه ليس على جدول أعمالنا، وآخرون قالوا نحتاج لمبادرة سياسية وأرضية يلتقي فيها السوريون“.
وكرر أن “كل هذه الطروحات غير ناضجة بعد، والحديث حولها غير ناضج بعد“.
من جانبه، قال وزير الخارجية التّونسي، خلال المؤتمر، إن “إعلان تونس” (البيان الختامي للقمة) “يعكس إرادة القادة العرب“.
وتابع الجهيناوي أن “بنود إعلان تونس كانت شاملة، وتناولت كل القضايا العربية، وبينت موقف العرب تجاهها، وأكدت عزمهم على تنفيذ ما جاء في البيان الختامي“.
هذا، وتظاهر عشرات التونسيين، الأحد، في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس، ضد القمة العربية التي تُعقد في بلادهم، واعتبروا أنها تهدف إلى تمرير مشروع التطبيع مع إسرائيل.
وتتكوّن الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع، من مجموعة من الأحزاب والمنظمات المدنية، من بينها التيار الشعبي، وحركة الشعب، والحزب الجمهوري، والهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع والصهيونية، والرابطة التونسية للتسامح.
ورفع المتظاهرون شعارات مساندة للقضية الفلسطينية من قبيل “لا صفقات تطبيعية على الأراضي التونسية” و”تحرير فلسطين واجب الأمة” و”فلسطين عربية لا حلول استسلامية“.
وحاول المحتجون تنظيم مسيرة احتجاجية نحو مقر انعقاد القمة العربية لكن قوات الأمن التونسي، التي كانت حاضرة بكثافة، منعتهم من التقدم.