من الصحف البريطانية
أفردت الصحف البريطانية جزءا كبيرا من تغطيتها لمتابعة تطورات قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) بعد انتزاع مجلس العموم إدارة العملية بعد فشل حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي في طرح حل يقبله النواب .
نشرت صحيفة الفايننشال تايمز التي نشرت مقالا افتتاحيا للتحذير من مغبة اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ”سيادة” إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة.
ورأت الصحيفة أن هذه الخطوة تمثل “سابقة خطيرة”، مشيرة إلى أن ترامب يبدو مستعدا لتجاهل الأعراف الدولية.
واستهل المقال بالإشارة إلى أنه بعد أشهر من “انتصار إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا بشأن الموقف من الأراضي العربية التي سيطرت عليها إسرائيل“.
وأكد قرار مجلس الأمن رقم 242 على “عدم قبول السيطرة على أراض بواسطة الحرب”، مضيفا أن “السلام العادل والدائم يجب أن يستند إلى مبادئ تشمل انسحاب القوات الإسرائيلية من أراض احتلت خلال النزاع الأخير“.
وقد ظل هذا الموقف أساسا للمحادثات اللاحقة بخصوص النزاع العربي الإسرائيلي.
وقالت الصحيفة إن ترامب “أظهر من جديد عدم اكتراث بصورة متهورة للأعراف الدولية بإعلان أن واشنطن يجب أن تعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان“.
وأشارت إلى أن قلة في العالم العربي ترى في الولايات المتحدة “وسيطا نزيها”، لكن واشنطن ظلت لوقت طويل بمثابة “اللاعب الدبلوماسي المسيطر“.
واختتمت قائلة إن سياسة ترامب “المعيبة” بشأن الشرق الأوسط تركز، فيما يبدو، على انتقاد إيران، والتودد إلى الحكومة اليمينية في إسرائيل، وجني الدولارات من السعودية والإمارات.
خصصت التايمز تحت عنوان “خارج عن السيطرة” مقالا أشار إلى أن تيريزا ماي تفقد “نفوذها يوما بعد آخر“، وحذرت الصحيفة من أن بريطانيا تنزلق إلى “مزيد من الفوضى والجمود“، وقالت التايمز إن ماي ربما تبقى في منصبها، لكنها “تظل رئيسة وزراء بالاسم فقط”، لكنها أشارت إلى أن محاولة البرلمان انتزاع السيطرة على إدارة عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد “تدفع البلاد إلى أزمة أعمق“.
وأوضحت الصحيفة أن ذلك يعود بصورة جزئية لحقيقة أنه ليس واضحا هل توجد أغلبية في البرلمان لأي سيناريو لمغادرة الاتحاد.
وأضافت أن البرلمان يمكنه التصويت لصالح أي قرار يفضله، لكنه لا يستطيع فرض سياسة محددة على الحكومة أو التفاوض بشأن معاهدة دولية.
وأشارت إلى أنه “إذا لم يصوت البرلمان هذا الأسبوع لصالح قبول الاتفاق الذي توصلت إليه ماي، سيواجه البرلمان والحكومة مأزقا“.
وقالت إنه لا يوجد وقت لمناقشة البدائل الأخرى بحلول يوم الجمعة، وهو الموعد الأخير الذي وضعه الاتحاد الأوروبي أمام البرلمان لقبول اتفاقية الخروج الحالية.
نشرت صحيفة الغارديان مقالا رأي كتبته علياء براهيمي حول هزيمة تنظيم داعش في سوريا، وأشارت الكاتبة إلى أنه ربما تكون “الخلافة قد سقطت” لكن التنظيم سيسعى للانتقام لما حدث.
وقالت إن قوات سوريا الديمقراطية، التي تدعمها الولايات المتحدة، توخت الحذر لدى حديثها عن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضافت الكاتبة أنه من المؤكد أن هذه التطورات تفرض تغييرا كبيرا على التنظيم، لكنه كان مستعدا لها.
وبحسب المقال فإن “سقوط الخلافة قد يجبر التنظيم على إعادة تغيير و”تصحيح” مساره”، مضيفة أن هذا التحول يمكن التنظيم من العودة إلى “لعب دور الضحية“.
وقالت علياء إن بلدة الباغوز كانت آخر متنفس لتنظيم داعش داخل العراق وسوريا، لكنها كانت مرحلة قبل أن يذهب إلى تحت الأرض.
وأضافت أن التنظيم ظل يستعد لهذا السيناريو على مدار أعوام، وحذرت من أنه قد يستفيد من صعود أقصى اليمين في الغرب، وما هو أكثر أهمية، من فشل العراق وسوريا ومناطق أخرى في تقديم بديل أكثر عدالة ويستند إلى القانون.