من الصحف الاميركية
كسر تنظيم داعش حاجز الصمت المستمر منذ حوالى ستة أشهر بالسخرية من تأييد أمريكا على هزيمة الجماعة الإرهابية والدعوة للانتقام لحادث الهجوم على مسجدين في نيوزيلندا الأسبوع الماضى .
وبحسب ما ذكرت الصحف الاميركية الصادرة اليوم فإن المتحدث باسم داعش أبو الحسن المهاجر، نشر تسجيل صوتى مدته 44 دقيقة قال فيه إن مشاهد المذبحتين في المسجدين ينبغي أن توقظ من كانوا غافلين، ويجب أن تحرض أنصار الخلافة على الانتقام لدينهم.
وصور المهاجر عملية إطلاق النار من قبل متطرف أبيض على المصلين في مسجدين بمدينة كرايست تشيرش والتي أسفرت عن استشهاد 50 شخصا، بأنها امتداد للحملة ضد داعش، مشبها الهجوم على المسجدين بالمعركة المستمرة منذ أسابيع في آخر القرى الخاضعة لسيطرة داعش في سوريا.
وقال المتحدث باسم التنظيم الإرهابي إنه في الباغوز في سوريا: “يحرق المسلمون حتى الموت ويتعرضون للقصف بكل أسلحة الدمار الشامل المعروفة وغير المعروفة”، مصورا الموجودين في المدينة بأنهم مسلمين عاديين بينما يعتقد مسئولو التحالف الدولي، أن أغلبيتهم إما مقاتلين لداعش أو زوجاتهم وأطفالهم، بحسب ما ذكرت نيويورك تايمز.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن الكونغرس الأميركي يستطيع توجيه توبيخ آخر إلى الرئيس دونالد ترامب على ولائه ودعمه لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وأضافت الصحيفة أنه إذا فشل الكونغرس في إعمال سلطات الحرب وإجبار ترامب على وقف الدعم الأميركي للسعودية والإمارات في حربهما باليمن فإنه يتعين على المشرعين اتباع تشريع أكثر شمولا.
وأشارت إلى أن هناك تشريعا معلقا في مجلس الشيوخ من شأنه أن يوقف بيع الأسلحة الهجومية وفرض عقوبات على المتورطين في مقتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي، بالإضافة إلى خطوات أخرى، ومن المحتمل أن يتقدم هذا الأمر إذا سمح رئيس لجنة العلاقات الخارجية السيناتور جيمس ريش بالتصويت، داعية إياه إلى عدم الوقوف في طريق الأغلبية الحزبية.
وكشفت صحيفة نيويورك تايمزعن خطط أميركية جديدة تقضي بتصنيف فصائل “الحشد الشعبي” “منظماتٍ إرهابية”، فيما أشارت إلى أن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الذي بدأ زيارة للمنطقة، يقود حملة لاحتواء إيران. ولفتت الصحيفة، في تقرير، إلى أن “بومبيو الذي يقود المواجهة مع إيران، والذي توترت علاقاته بالفعل مع حلفائه الأوروبيين (بسبب الملف النووي)، يقود عملية لدفع العراق إلى مواجهة جارته إيران”، مضيفة أنّ من المقرّر أن يتحدث خلال زيارته منطقة الشرق الأوسط “مع المسؤولين في الكويت ولبنان وإسرائيل، بشأن احتواء إيران”.
تناولت صحيفة واشنطن بوست محاولات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لاستغلال حادث مسجدي نيوزيلندا الإرهابي، قائلة إنه في الوقت الذي تسعى فيه مؤسسة (فيس بوك) لإزالة المقاطع المصورة لإطلاق النار العشوائي الذي راح ضحيته 50 شخصا في مسجدين بنيوزيلندا، كانت نفس اللقطات المزعجة يتم مشاركتها مع الآف الأتراك من خلال رئيسهم أردوغان.
وذكرت الصحيفة أن أردوغان عرض مقاطع واضحة من الفيديو خلال مؤتمرات انتخابية في العديد من المدن التركية على مدى اليومين الماضيين، وذلك بهدف تأجيج مشاعر مؤيديه الإسلاميين المحافظين، ومهاجمة خصومه السياسيين، قبيل الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في وقت لاحق من هذا الشهر، غير أن استغلاله لهذه المقاطع المصورة أثار انتقادات لاذعة من قبل وزير خارجية نيوزيلندا وينستون بيترز، الذي قال إن نشر هذا الفيديو يمكن أن يعرض مواطني بلاده للخطر.
ونسبت الصحيفة إلى بيترز قوله – عقب اجتماع إسبوعي لمجلس الوزراء- إنه أثار قضية استغلال أردوغان لهذه اللقطات مع وفد تركي رسمي يزور بلاده حاليا، مضيفا أنه أبلغ المسئولين أن “أي شيء من قبيل ذلك يشوه سمعة هذا البلد – لا سيما وأن من قام بذلك هو مواطن غير نيوزيلندي – ويعرض مستقبل وسلامة الشعب النيوزيلندي للخطر ورعايانا في الخارج، وهذا أمر غير عادل على الإطلاق“.
وأضافت الصحيفة أن أردوغان لطالما سعى لإظهار نفسه في صورة البطل المدافع عن المسلمين في الدول الغربية، وأدان العنصرية ضد المسلمين في أوروبا، في حين سعى لتصوير العديد من خلافات تركيا مع الدول الغربية وكأنها ناجمة عن التعصب.
وأشارت إلى أن أردوغان دأب على إثارة هذه المظالم فضلا عن القضايا الشعبية الأخرى لتكون في الصدارة خلال الانتخابات، وخلال الحملة الانتخابية الحالية، يواجه أردوغان وحزبه (حزب العدالة والتنمية) انتقادات بسبب الانخفاض الحاد الذي شهده الاقتصاد التركي.
وأوضحت واشنطن بوست أن أردوغان بادر بإدانة هجمات الجمعة الماضية في نيوزيلندا، وكتب في تغريدة على موقع تويتر قائلا إن هذه المذبحة هي عمل مؤسف، والمثال الأحدث على ارتفاع معدلات العنصرية والاسلاموفوبيا”، ليسارع بعدها بوقت قليل لاستغلال هذا الحادث كسلاح في مواجهة خصمه السياسي الرئيسي في تركيا وهو زعيم حزب المعارضة الرئيسي كمال كليتشدار أوغلو.