عوض لـ ”الجديد”: شعار ”طرابلس للطرابلسيين” سيترجم بعدم الاقبال على الانتخابات الفرعية
علّق المشرف على موقع “الانتشار” الزميل ابراهيم عوض على الخبر الذي نشرته جريدة “النهار” عن اعلان المرشح للانتخابات الفرعية في طرابلس سامر كبارة انسحابه من “المعركة” بعد أن يلتقي مساء غد، الثلاثاء، الرئيس سعد الحريري، مفسحا في المجال لديما جمالي للفوز بالتزكية، فقال: “ان كبارة مستمر بالترشح وفق ما أكده لي والده المهندس طارق كبارة منذ قليل من دون أن يستبعد اللقاء مع الحريري. ولفت الى “أن كبارة ترشح لهذا المقعد كي يُثبت وجوده ويهيئ الأرضية للمرحلة المقبلة “.
وذكر عوض في حديث لتلفزيون “الجديد” ضمن برنامج “الحدث” مع الزميلة كاترين حنا أن” مصطلح “معركة” بالنسبة للانتخابات في طرابلس يكمن في السؤال التالي: “هل سيُقدم الطرابلسيون على الاقتراع؟”، الجواب لن يفعلوا، لأن هناك جواً من التململ والضيق بعد أن رأوا بأم العين كيف تُدار مدينتهم من “بيارتة” و”صيداوية”،على حد قول شخصيات طرابلسية ، ناهيك عن التعاطي المجحف والفوقي بحق أهل طرابلس وهذا ما سيدفعهم الى عدم النزول الى مراكز الاقتراع تأكيداً لشعار”طرابلس للطرابلسيين”، مشيرا الى أنه “لو استمر الوزير السابق اللواء أشرف ريفي في الترشح لفاز في الانتخابات. ولهذا السبب حصلت المساعي للمصالحة خوفا من أن يأتي فوزه ساحقا بحيث تصب أصوات من “تيار المستقبل” نفسه وقيادات طرابلسية حليفة مع الأخير في صناديق الاقتراع لصالح ريفي.
وتابع عوض أن “الانتخابات القادمة التي أسميتها بـ “المعركة” لم تعد تهم الطرابلسيين وتشغل بالهم كما اهتمامهم بالنهوض ببلدهم، إذ يمكننا القول أن محافظة “الشمال” أضحت محافظة “الاهمال”. واليوم عرض النائب فيصل كرامي شريطاً مصوراَ يتحدث فيه عن معاناة هذه المدينة والاجحاف اللاحق بها، مقارنا بين سرعة تنفيذ جسر “جل الديب” في الوقت الذي ما زال الجسر الذي يربط طرابلس والبداوي عل حاله منذ أكثر من عشر سنوات“.
وردا عن سؤال حول تمكن الرئيس الحريري من تعزيز صورته الشعبية والسياسية في طرابلس في الفترة الأخيرة ، أوضح عوض أن هذه الشعبية لم تعد مثل قبل. والدليل تُرجم في الانتخابات النيابية الأخيرة. كما أن هذه التحالفات الداعمة للحريري لن تُقدم ولن تؤخر باعتقادي في العملية الانتخابية المقبلة، فالحريري اتخذ قراراه باعادة ترشيح السيدة ديما جمالي بسرعة قياسية من دون التشاور مع أحد من هؤلاء الحلفاء(الرئيس نجيب ميقاتي، الوزير السابق محمد الصفدي، الأستاذ محمد كبارة، الأستاذ سمير الجسر)، الذين أبدوا لباقة عالية في التعاطي معه. ولم يرشحوا أي شخص من جهتهم للحفاظ على موقع رئاسة الحكومة وتجاوزوا الأمر لكن على مضض“.
وعن موقف “حزب الله” في هذه الانتخابات خصوصاً أن لديه حلفاء في طرابلس، أوضح عوض أن لا دوراً فاعلاً للحزب في هذه العملية. ولا ننسى التفاهم الحاصل بين الرئيس الحريري والحزب والتسوية التي أتت بالأول لسدة رئاسة الحكومة”، مذكرا في الوقت نفسه بالحملات المسيئة التي يشنها “تيار المستقبل” ضد “حزب الله” في طرابلس، والكلام عن “تكسيره” فيها ترويجا لحملة ديما جمالي. وهنا المفارقة حيث يعشق “المستقبل” “حزب الله” في بيروت ويتوعده في طرابلس والأمثلة كثيرة على ذلك جديدها التعاون الحاصل بين وزيرة الداخلية ريا الحسن ورئيس وحدة التنسيق والارتباط الحاج وفيق صفا“.
وتحدث عوض عن الخلاف المستجد بين الرئيس الحريري ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في ملف النازحين السوريين، قائلاٍ بأن هذا الملف من القضايا المتفجرة التي تحدثت عنها سابقا وأشرت بأنها ستعيق مسيرة الحكومة بعد تشكيلها. وسبق أن كتبت وذكرت من هذا المنبر متسائلا: “الحريري بعد التكليف أمام السؤال الصعب: هل يتحاور مع دمشق؟”. هنا تكمن المشكلة هذا ما ظهر في أول جلسة لمجلس الوزراء إذ تفجرت هذه القضية. وبدأ الوزير باسيل بعدها بالتلويح باسقاط الحكومة شرط حل ملف النازحين، والتدهور الاقتصادي، والفساد.
وأضاف عوض: “هذا الخلاف شهدناه من قبل وحصل تصادم. وجزء من هذا الخلاف يدور حول الاتفاق المسبق بينهما على عقد جلستين او ثلاث في الأسبوع لمجلس الوزراء والانكباب على درس الملفات، لكن الرئيس لم يلتزم بذلك كما يبدو“.
وفيما أكد عوض أن “الحكومة لن تتفجر رغم الخلاف الحاصل على عدة ملفات، لكنها ستمضي على وقع الهبات الباردة والساخنة”، مستبعداً أن “تكون هذه الحكومة منتجة في الوقت الراهن“.
وفي ملف عودة النازحين السوريين لبلدهم رأى عوض أن “من واجب ومسؤولية الحكومة اللبنانية الاهتمام بعودتهم الآمنة وهي المسؤولة عنهم على أرضها أولا وأخيراً. كما ان الدولة السورية تعمل لعودجتهم على خلاف ما يُذكر بأن دمشق غير مهتمة بذلك، والدليل في رأي معارضي النظام السوري عدم قيام السفير هنا في زيارة النازحين في مخيماتهم. وتساءل عوض هنا عن المبادرة الروسية التي ما فتىء الرئيس الحريري يتحدث عنها، مشيرا أنه “غير مطلوب منه الذهاب الى دمشق لحل قضية الناحين، انما المطلوب أن يكون هناك تواصل بين الدولتين بمعنى إعطاء الوزير صالح الغريب الضوء الأخضر ليقوم عمله وألا يتوقف التواصل بين الطرفين اللبناني والسوري”. ونوه عوض في هذا السياق بما يقوم به اللواء عباس ابراهيم الذي أعاد أكثر من 170 ألف نازح سوري الى وطنهم ونفى بالتالي ما ذُكٍر عن أن العائدين يلقون معاملة سيئة. وذهب أحد النواب الى حد القول بأنه جرى اعدام بعضهم”. وعقّب عوض على هذا الكلام مطالبا صاحبه بأن يظهر الأدلة والاثباتات لأن ما أورده خطير للغاية ولا يجب أن يترك من دون رد وتوضيح.”