من الصحف البريطانية
في سياق تغطيتها المستمرة للاعتداء المروع على المسجدين في نيوزيلندا نقلت صحيفة التايمز عن “مصدر بالحكومة البريطانية” قوله إن “المسؤولين البريطانيين يراجعون الأسفار الكثيرة التي قام بها برنتون تارانت (المتهم الوحيد في الهجوم) في أوروبا .”
وفي تقرير بعنوان “المشتبه به قضى وقتا في بريطانيا خلال جولته الأوروبية”، قالت الصحيفة إن أجهزة الأمن البريطانية تحقق فيما إذا كان تارانت قد قضى بعض الوقت في بريطانيا ضمن جولة له في أوروبا عام 2017“.
وأضافت أنه يٌخشى من أن تكون الفترة التي قضاها في بريطانيا قد غذت الأفكار المتطرفة لديه.
وبعد أن سرد الدول التي أعلنت أن الرجل الاسترالي، البالغ من العمر 28 عاما، قد زارها، قال التقرير إن تارانت تجول في منطقة البلقان.
وأضاف “يبدو أن تارانت تجول في المواقع التاريخية دارسا المعارك بين المسيحيين والامبراطورية العثمانية المسلمة“.
وحسب التقرير، فإن الرجل زار، كما قال مسؤولون، بلغاريا وتركيا وكرواتيا وباكستان والمجر والجبل الأسود وإسبانيا والبرتغال والبوسنة والهرسك.
وفي إحدى مقالاتها الافتتاحية، دعت التايمز أيضا الغرب إلى العمل الحثيث على مكافحة التطرف والعنصرية اليمينيين والترويج للمصالحة الاجتماعية.
وتحدث المقال عن مساعي الحكومة النيوزيلندية لإعادة النظر في قوانين حيازة الأسلحة. غير أنه قال إن “هذا وحده لن يكفي لضمان الحماية من الهجمات المستقبلية من جانب الذئاب الفرادى المتعصبين“.
وأضاف “الإرهاب اليوم علامة تجارية عالمية، إذ يتعلم المتعصبون والقتلة من الفظائع المقترفة في الدول الأخرى“.
وتنصح الصحيفة بالانتباه إلى أن جعل المجتمع أكثر حذرا وصلابة في مواجهة التطرف العنصري واليميني سوف يحتاج لأكثر من مجرد سن تشريعات“.
وأضافت ” لفترة طويلة جدا، تم تجاهل التحذيرات من العداء للإسلام التي يطلقها المسلمون كرد دفاعي تحت الضغوط الهادفة إلى قمع التطرف الإسلامي“.
وتؤكد التايمز على أن هناك بالفعل موجة متنامية من العنف والتمييز ضد المسلمين الذين وصلوا بأعداد كبيرة أخيرا إلى المجتمعات الغربية.
وفي هذا السياق، تقول إن “مذبحة نيوزيلندا تجعل تنشيط سياسة الوقاية والحملات الأخرى الرامية إلى مكافحة التطرف أكثر إلحاحا“.
وفي مقال رأي بصحيفة ديلي تلغراف، يحذر تشارلز مور بشدة من أي محاولة لسن قوانين لمكافحة العداء للإسلام.
ويشير إلى أن البعض كان قد دعا، كرد فعل طبيعي على قتل المصلين في كرايست تشيرتش، إلى سن هذا القانون.
بعد الهجوم على المسجدين في كرايست تشيرتش، ظهرت في الغرب دعوات لسن قانون لمكافحة العداء للإسلام.
ورغم استهجانه القوي لما اعتبره مجزرتين مروعتين في مسجدي النور ولينوود، يقول الكاتب “من المهم أن أوضح على الفور لماذا سيكون مثل هذا القانون كارثة“.
ويرفض مور مقارنة الداعين إلى تحديد قانوني لمفهوم العداء للإسلام بين هذا المفهوم والعداء للسامية. ويقول إنهما ليسا سواء.
ويجادل بالقول إن “اليهودية ( أي كون المرء يهوديا) هي تعبير عن هوية الشخص بالميلاد. أما الإسلام فهو دين“.
ويضيف أن الإسلام مثل المسيحية “يدخل لا محالة عالم الجدل الذي تخضع فيه المعتقدات والممارسات للنقاش والتحدي“.
ويمضي قائلا إن “المسلمين يعتقدون، على سبيل المثال، أن عيسى لم يصلب وبعضهم يصف المسيحيين بأنهم عبدة الصليب. ويعتقد المسيحيون بأن محمد ليس آخر وأعظم أنبياء الله“.
ويقول “لا يمكن أن يكون كلاهما على صواب.. وبالنسبة لكل منهما، الدين، من حيث المبدأ، أهم من الحياة نفسها. لذا فإنهما أحيانا يختلفان بحماس“.
ويشير الكاتب إلى أن “الملحدين يعتقدون بأن الديانتين كلام فارغ، لذا فإنهم يريدون أيضا الجدال“.
ويخلص مور إلى أنه من المدمر، في حضارتنا الحديثة التي تسع الجميع أن نسعى إلى منع أو معاقبة هذه الاختلافات“.
ويضرب الكاتب مثالا بالإضرار التي يمكن أن تنجم عن سن قانون لمكافحة العداء للإسلام أو الخوف منه. ويقول يجب أن نفكر كيف يمكن أن يُطبق هذا القانون.
ويضيف أنه لو حاولت مَدرسة منع الفتيات المسلمات اللواتي يغطين وجوههن كلية، فإنه يمكن أن تتهم بالعداء للإسلام، في حين أن المدرسة لا تفعل ذلك لأن لها رأيا في الإسلام، بل لأنها تريد أن يتمكن المدرسون والتلاميذ الآخرون من معرفة الفتيات، ولأن المدرسة تؤمن بوجهة النظر الغربية الحديثة بأنه يجب أن يُعامل الأولاد والبنات معاملة متساوية.
وفي حالة سن القانون المقترح، يقول الكاتب، إن المدرسة سوف تتهم بمعاداة الإسلام.
ويضيف أنه لو سمحت السلطات بحظر الخوف من الإسلام بقانون، فإنه سوف يتعين عليها أن تحدد تعريفا لما هو “إسلامي“.
وفي صحيفة الغارديان، دعوة لاعتبار إدمان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مرضا، يتعرض فيسبوك لانتقادات حادة في الفترة الأخيرة بسبب تأثيره، وهو وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، على الأطفال والشباب.
وتنقل الصحيفة عن أعضاء مجموعة برلمانية بريطانية مطالبتها بإجراء مزيد من البحث في تأثير وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالوا إن هناك سببا وجيها للاعتقاد بأن مواقع مثل فيسبوك وانستغرام وتويتر، التي تحاول اقناع المستخدمين بقضاء وقت أطول على منصاتها، يمكن أن يكون لها تأثير مدمر على الأطفال.
وقال أعضاء المجموعة، التي تضم نوابا من مختلف الأحزاب وتختص بوسائل التواصل الاجتماعي والصحة النفسية والعقلية للشباب، إنه من المهم للغاية حماية الشباب لضمان أن يكونوا سالمين وأصحاء عندما يستخدمون الانترنت”.