من الصحف اللبنانية
البناء: صاروخان من غزة يستهدفان تل أبيب… ارتباك إسرائيلي بين التصعيد والاحتواء الصدمة والترويع: نبوءة الجعفري تتحقق بتهديد مطار بن غوريون 3 مليارات للنازحين نظرياً وللعب بالسياسة والأمن عملياً… تحت عيون الدولة
كتبت صحيفة “البناء” تقول: ربما نظر الكثيرون من أعضاء مجلس الأمن الدولي باستهزاء لكلام السفير بشار الجعفري ممثل سورية في نيويورك، عندما قال إن العبث الإسرائيلي بأمن المنطقة والتصرف دون رادع باستهداف دولة ذات سيادة هي سورية سيدفع المنطقة إلى مزيد من التصعيد، متسائلاً عما إذا كان المجتمع الدولي سيبقى نائماً وهو يسمع عن استهداف مطار دمشق ولن يصحو إلا عندما يستهدف مطار بن غوريون، فكيان الاحتلال بنظرهم قلعة حصينة لا يمكن تهديدها. والجعفري لم يكن يتحدث عن ضرب في الغيب، فكلامه يتقاطع مع تحذيرات رئيس لجنة الاستخبارات الوطنية الأميركية دان كوتس في تقريره أمام مجلس الشيوخ عن خطر الانزلاق نحو مفاجآت تخرج عن السيطرة إذا استمر التصعيد الإسرائيلي في المنطقة، محذراً الإسرائيليين من كونهم لم يعودوا يملكون قدرة التحكم في المواجهات التي يبدأونها.
الصدمة والترويع كان الاسم الذي اختاره الأميركيون للحرب على العراق، لكنه كان التوصيف الأقرب لواقع تل أبيب ليل أمس مع تساقط صاروخين مصدرهما غزة، عبرا سماء المنطقة الممتدة على مدى خمسة وسبعين كيلومتراً ووصلا تل أبيب دون أن تتمكّن دفاعات جيش الاحتلال وقبته الحديدية من إسقاطهما.
اهتزت فرائص كيان الاحتلال وقادته، وباتت تل أبيب هدفاً تقليدياً في المواجهات، وتبرؤ المنظمات الفلسطينية أو استنكارها يزيد من قلق قادة الكيان بدلاً من أن يطمئنهم، فهذا يعني أن هناك لاعبين جدداً خارج السيطرة بمستطاعهم تهديد عمق الكيان والوصول إلى قلبه، وما كشفته العملية صار قيداً على الفصائل في المواجهات المقبلة، فقد ظهر وجود هذا النوع من الصواريخ وظهرت قدراته، وصار لزاماً في أي استهداف لغزة ان تخرج هذه الصواريخ من المستودعات، والحديث عن تلبية الصواريخ لحاجة بنيامين نتنياهو لجولة تصعيد يدرك عدم صحته نتنياهو نفسه، الذي أربكته الصواريخ بين خياري التصعيد والتهدئة، فالتصعيد رد على تحدّ بحجم استهداف تل أبيب دخول في حرب ستجبر حركتي حماس والجهاد الإسلامي على قصف لاحق لتل أبيب، ما عاد ممكناً تفاديه، ولا طريق خروج آمن من أي حرب، ولا ضمانة ببلوغ تهدئة بعد الحرب بشروط أفضل لحساب “إسرائيل”، بينما التهدئة تعني قبول الصفعة المؤلمة، والتسليم بقواعد اشتباك جديدة تقف فيها حكومة الاحتلال في وضع المتلقي للصفعات دون القدرة على ردها. وهذا تحوّل نوعي خطير فوق طاقة حكومة نتنياهو قبوله.
لبنانياً، كان الحدث في بروكسل مع مؤتمر النازحين الذي انتهى برصد الدول المانحة لثلاثة مليارات دولار أميركي تحت عنوان دعم النازحين السوريين في لبنان، وهي موازنات ستنفق من خارج مؤسسات الدولة اللبنانية، كما أنفق ما قبلها، ولن يصل منها إلا الفتات للنازحين الذين يعانون أبشع ظروف العيش، بينما تذهب الأموال للعبث السياسي والأمني من بوابة ملف النازحين، ولحساب جمعيات أغلبها وهمي أو ينخره الفساد، تحظى برعاية الدول الغربية وحلفائها في لبنان وبين صفوف المعارضة السورية، بما فيها تنظيمات مسلحة كحال الأخوان المسلمين وبعض الجماعات المتطرفة المقربة من جبهة النصرة، والتي تتلقى الأموال عبر جمعيات مخصصة لهذا الغرض. وكما جرى ذلك سيجري تحت عيون الدولة التي لا تملك أي رقابة على هذه الأموال، كما لا تملك القدرة على جعلها لتشجيع النازحين على العودة، بينما يصرّ أصحاب الأموال أن هدفها هو تشجيع النازحين على البقاء في لبنان.
ما يقارب 3 مليارات دولار حصيلة الدعم الدولي للبنان في مؤتمر “بروكسل” لدعم النازحين السوريين، فالمليارات بالنسبة لوفد رئيس الحكومة المشارك في المؤتمر أهم من وحدة الموقف الداخلي المنقسم على نفسه حيال ملف النزوح. فحجم الأموال المخصصة للبنان تُفسّر سبب استبعاد وزير النازحين صالح الغريب عن عداد الوفد وتالياً استبعاد وزارته عن أي علاقة بتسلم وصرف هذه المساعدات! إلا أن جملة تساؤلات تطرح: هل نجحت المؤتمرات السابقة في حل أزمة النازحين كي ينجح المؤتمر الحالي؟ ولماذا يستمر لبنان في التعويل على هذه الاجتماعات الدولية؟ فالمال لن يحل الأزمة ولن يوفر عودة آمنة للنازحين الى بلدهم كما اشتهى وتمنّى رئيس الحكومة خلال كلمته في المؤتمر، فكأن الرئيس سعد الحريري كان يُغرّد خارج سرب الجهات المانحة، فهو يريد العودة الآمنة للنازحين وهم يريدون إبقاءهم ودعمهم في لبنان ويعلنون ذلك جهاراً، فهل تبنى المجتمع الدولي رؤية رئيس الحكومة؟ ولماذا لا تُقدَّم هذه الأموال الى النازحين في سورية؟ لماذا لا تسلك الحكومة الطريق الأقرب والأسهل لحل أزمة لبنانية تُهدد الوطن في أمنه القومي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي؟ لماذا لا يتخذ لبنان خطوة تاريخية باتجاه التنسيق مع الدولة السورية بلا عناء المؤتمرات والمليارات المرفقة بشروط مختلفة؟ فهل طلب رئيس الحكومة أو حكومته رسمياً من الحكومة السورية التنسيق لإعادة النازحين كي يطلب الحريري من المجتمع الدولي الضغط على النظام في سورية لإعادة نازحيه؟ علماً أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أكد مراراً وللحريري نفسه بأن السلطات السورية أبلغته بأنها جاهزة للتعاون واعادة جميع النازحين الى سورية!
مصادر وزارية متابعة لملف النازحين قالت لـ”البناء” إن “مؤتمر بروكسل بجوانبه كافة سيكون محل نقاش واسع في جلسة مجلس الوزراء المقبلة لا سيما طريقة تشكيل الوفد المشارك وآلية تسليم المساعدات وطريقة توزيعها وإخضاعها للأجهزة الرقابية اللبنانية لا الدولية لأن هذا الموضوع شأن سيادي”، متوقعة “حصول خلاف بين لبنان والجهات المانحة حول هذه النقاط وبين مكوّنات الحكومة أنفسهم”، وأشارت الى الى أن “المساعدات في المؤتمرات السابقة يشوبها فساد كبير إذ لم يمر منها عبر المؤسسات اللبنانية سوى القليل“.
الاخبار: السعودية تفشل في “تهريب” سوريين إلى لبنان باسيل: أموال بروكسل لإبقاء النازحين!
كتبت صحيفة “الاخبار” تقول: تبدو البلاد مقبلة على تظهير الانقسام السياسي الحادّ بشأن ملف النازحين السوريين وغيره من القضايا. أبرز مقدّمة لذلك هو مشهد أمس. رئيس الحكومة في مؤتمر بروكسل يطلب دعم “المجتمع الدولي” للنازحين، فيما وزير الخارجية في بيروت يعتبر مؤتمر بروكسل أداة لإبقاء النازحين في لبنان. وبعيداً عن بروكسل، حاولت السعودية “تهريب” سوريين إلى بيروت! .
من بوابة “تفعيل العلاقات اللبنانية السعودية”، سعت الرياض إلى حلّ إحدى مشكلاتها المرتبطة بالأزمة السورية على حساب لبنان.
فمن خارج مسودة جدول الأعمال الذي أرادت أن تناقشه اللجنة الاقتصادية الفنية المشكّلة من البلدين (عقدت اجتماعاتها في الرياض في العاشر من آذار الحالي)، اقترح السعوديون إضافة بند إلى الجدول يتعلق بإبعاد السوريين المحكومين إلى بلدهم عن طريق لبنان. كان هذا الاقتراح مفاجئاً للوفد اللبناني، الذي سارعت رئيسته المديرة العامة لوزارة الاقتصاد عليا عباس إلى رفض التفاوض بشأنه، انطلاقاً من كونه ليس موجوداً على جدول الأعمال، ولا تملك تفويضاً بشأنه من الحكومة اللبنانية.
وبالرغم من أن موقف عباس أسقط المحاولة السعودية، إلا أن ذلك لم يحل دون التوقف عند هذه الخطوة ومبرراتها وأسبابها. فهل تفعيل العلاقات مع لبنان يتم من خلال إضافة أزمة جديدة إلى أزماته، وخاصة تلك المتعلقة بالنزوح السوري؟ إذ يبدو جلياً أن السعودية، بتصرفها هذا، إنما أرادت أن تفتعل مشكلة في لبنان، أولاً لأنها تدرك أن وصول المحكومين إلى بيروت لا يلزم سوريا بالموافقة على استقبالهم، وثانياً لأنه لو كانت سوريا موافقة على استعادة مواطنيها، لما طلبت السعودية ترحيلهم من لبنان، بل لكانت اختارت الطريق الأسهل، أي عبر الأردن الذي يملك حدوداً مشتركة مع السعودية ومع سوريا.
ولأنه يصعب افتراض أن السعودية أرادت من اقتراحها أن يقوم لبنان، بالنيابة عنها، بالتفاوض مع سوريا بشأن استعادة مواطنيها بعد أن يكونوا قد صاروا على أراضيه، فمن الطبيعي الاستنتاج أن الطلب يقتصر على أن يوافق لبنان على أن يكون محطة العبور، لتنفيذ اتفاق جرى بين السعودية وسوريا لاسترداد المحكومين. لكن عندها يصبح السؤال مشروعاً مرة جديدة عن سبب عدم نقلهم عبر الأردن أو حتى بالطائرة مباشرة إلى دمشق. أما إذا كان الأمر لم يناقش مع القيادة السورية، وهو المرجح، فهذا يعني أن السعودية أرادت إبعاد هؤلاء من أراضيها، بصرف النظر عن وجهتهم، فظنت أن لبنان لن يرفض لها طلباً، وهو ما يخالف القوانين الدولية، التي تلزمها إعادتهم إلى بلدهم أو إلى البلد الذي وصلوا منه.
في المقابل، إذا كانت السعودية تتبنى الخطاب الغربي الحذر تجاه عودة النازحين إلى سوريا قبل بدء “العملية السياسية”، فلماذا لم تنتظر هذه العملية حتى تُنفّذ عملية الإبعاد؟ أما إذا كانت مؤمنة بـ”العودة الآمنة والكريمة للاجئين السوريين”، على ما قال وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير في كلمته أمام مؤتمر بروكسل لدعم اللاجئين، فهل هي باتت تعتقد بأن الوضع في سوريا صار آمناً لكي تسلمها مواطنين كانوا في عهدتها؟
وانتهت المحاولة السعودية قبل أن تبدأ، إلا أن محاولة “المجتمع الدولي” تثبيت النازحين في لبنان لم تهدأ، وآخر فصولها كان مؤتمر بروكسل، الذي سعى إلى إبهار لبنان بالأموال لدعم بقاء النازحين حيث هم، فلم يجد رئيس الحكومة سعد الحريري آذاناً صاغية عندما شدد، في كلمته خلال المؤتمر، على أن الحل الوحيد لأزمة اللاجئين السوريين هو بعودتهم الآمنة الى بلادهم مع احترام القوانين والمعاهدات الدولية، مؤكداً التزام الحكومة اللبنانية بالعمل مع هيئات الأمم المتحدة بشأن أي مبادرة لعودة النازحين، بما في ذلك المبادرة الروسية. لكنّ الموقف الأوضح عبّر عنه من بيروت، وزير الخارجية جبران باسيل الذي قال أمس إن “دولاً كبيرة تضغط لمنع عودة النازحين السوريين إلى بلادهم! ليست صدفة أنا اليوم معكم، ولست في مؤتمر النازحين ببروكسل، لأن هذه المؤتمرات تموّل بقاء النازحين في مكانهم. ونحن نريد أن تمول عودتهم لبلدهم بكل بساطة”. وبدا موقف باسيل تعبيراً عن انقسام كبير داخل الحكومة، إذ يصر التيار الوطني الحر وقوى 8 آذار على العمل لإعادة النازحين إلى بلادهم، في مقابل تمسّك الحريري وحلفائه بالأجندة الدولية الراغبة بإبقاء السوريين حيث هم، تمهيداً لاستخدامهم في معارك سياسية مقبلة، سواء في دمشق أو في بعض الدول المضيفة. ويكتسب كلام باسيل، الذي أطلقه في العشاء السنوي للتيار، المزيد من المعاني السياسية، كونه لم يقتصر على التعبير عن الانقسام السياسي حيال ملف النزوح السوري. فوزير الخارجية أعاد التذكير بأدبيات تياره بشأن غالبية الملفات الخلافية، وأبرزها ملف الحسابات المالية، قائلاً: “صار الإبراء المستحيل قانوناً، وحشرْنا الفساد واضطر الى أن يتغطى بالمذهبية”، في إشارة واضحة إلى الرئيس السابق للحكومة الرئيس فؤاد السنيورة. وفيما وعد باسيل بـ”إزالة كارتيل المال والنفط والترابة والزبالة والمولدات”، ركّز على ضرورة خفض عجز الموازنة من خلال “خفض حجم القطاع العام، وخفض الفوائد وخدمة الدين العام، وخفض عجز الكهرباء”. وأكّد رئيس التيار أن حل أزمة الكهرباء لن يكون عبر البواخر، بل عبر “المصدر الأرخص، براً أو بحراً أو جواً، أو من سوريا أو الأردن أو مصر“.
الديار: “نصائح” بـ”ترتيب البيت” الداخلي لمواجهة بومبيو و”التهويل” الاسرائيلي اولويات واشنطن : تسويق “صفقة القرن” وتوطين الفلسطينيين و”انابيب النفط” الحريري من بروكسل يلتزم التعاون مع الامم المتحدة ولا مانع من المبادرة الروسية في ملف النازحين
كتبت صحيفة “الديار” تقول: ارتفعت حدة “التحرشات” الاسرائيلية بحزب الله ولبنان على وقع التصعيد “المشبوه” في قطاع غزة مع اقتراب موعد انتخابات الكنيست في منتصف الشهر المقبل، ويزيد دخول الادارة الاميركية على خط دعم رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو في السباق الانتخابي، من تعقيد المشهد اللبناني الذي يترقب زيارة وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو الذي سيحاول ممارسة ضغوطه على لبنان في اكثر من ملف.. وفيما سيواجه رئيس الحكومة بعد عودته من بروكسل “لغم” ملف “النزوح” في مجلس الوزراء، بدا الرئيس الحريري في المؤتمر كمن يسير في “حقل الغام” في ظل تعارض الاجندات الخارجية والداخلية مع هذا الملف، واذا كان يسجل له تبني المبادرة الروسية، والتزامه بما ورد في البيان الوزاري لجهة “العودة الأمنة”، وفقا لمقتضيات التفاهم مع الرئيس ميشال عون، الا ان المفردات التي استخدمها وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية عادل الجبير في المؤتمر، تشير بوضوح الى مكمن “العلة” في هذا الملف، خصوصا ان رئيس الحكومة مضطر ايضا لمراعاة السعوديين الذين عملوا بدعم من واشنطن وعدد من الدول الاوروربية على رسم “الخطوط العريضة” للتعامل مع هذه الازمة، تحت عنوان لا توطين للاجئين، ولكن لا اعادة اعمار بوجود الرئيس السوري بشار الاسد، او اذا اعيد انتخابه دون “صلاحيات”.. ويبقى السؤال كيف يعود هؤلاء..؟ سؤال على الحريري الاجابة عنه عند عودته الى بيروت ولهذا سيبقى هذا الملف مادة للتجاذب الداخلي في ظل توظيف سياسي خليجي – غربي لهذه الازمة الانسانية، مقابل اصرار فريق وازن من اللبنانيين بتبني نهج مختلف من خلال فتح قنوات الاتصال مع الدولة السورية..
وفي هذا السياق، نصحت اوساط دبلوماسية عربية المسؤولين اللبنانيين بضرورة “ترتيب البيت” الداخلي لمواجهة التطورات الإقليمية، قبل نهاية الشهرالمقبل لحسم التباينات في بعض الملفات الخارجية والداخلية قبل الدخول في “زمن” الاستحقاقات الإقليمية والاقتصادية الداهمة، ولفتت تلك الاوساط الى ان زيارة رئيس الدبلوماسية الاميركية مايك بومبيو الى بيروت في منتصف الاسبوع المقبل ستكون لحظة الحقيقة بالنسبة للاميركيين واللبنانيين على حد سواء مع اقتراب الاعلان عن تفاصيل “صفقة القرن” الاميركية، وهو امر اثاره وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي مع الرئيس الحريري في لقاء جمعهما على هامش مؤتمر بروكسل، وهو ابلغه صراحة وجود “هواجس” اردنية كبيرة، دفعت بالملك الاردني الملك عبد الله الثاني للقيام بزيارة “خاطفة” الى واشنطن قبيل وصول رئيس الدبلوماسية الاميركية الى المنطقة، حيث التقى جاريد كوشنر ومساعده جيسون غرينبلات، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، وهم ثلاثة من ابرز “طباخي” الصفقة، في المقابل لا يبدو ان لدى لبنان “خريطة طريق” واضحة للرد على المقترح الاميركي الذي يدعو الى “توطين” الفلسطينيين في اماكن “اللجوء”، كما ان الخلاف الواضح حيال ملف النزوح السوري سيضعف الموقف اللبناني القائم على “التسويات” غير المجدية في ملفين سيكون لهما تداعيات كبيرة على مستقبل “الوجود” اللبناني.. كما سيبلغ بومبيو لبنان دعم الولايات المتحدة لمشروع مد “انابيب” الغاز من إسرائيل إلى أوروبا، متخطيا بذلك المصالح اللبنانية في المناطق المتنازع عليها.. ووفقا لاوساط مطلعة فان حزب الله يتقدم الاولويات الاميركية في زيارة بومبيو لجهة محاصرته ماليا، دون “المس” بالاستقرار الداخلي، ولكن يبقى الاهم “جس نبض” الافرقاء اللبنانيين حيال “صفقة القرن” التي سيتم نشرها بعيد الانتخابات الاسرائيلية، و”كبح جماح” اي اندفاعة باتجاه تطبيع العلاقات مع دمشق..
وفي هذا السياق، تواصل الحكومة الاسرائيلية رفع منسوب التوتر مع لبنان وبعد ساعات على زعمها تشكيل حزب الله لخلية في الجولان وتقديم شكوى بهذا الشأن في مجلس الأمن، تم تسريب صور أقمار صناعية للإعلام الاسرائيلي تظهر منشأة عسكرية في سوريا تقع قرب الحدود اللبنانية، يتم استخدامها لتصنيع صواريخ “أرض – أرض” دقيقة ملمحة الى وجود مصنع ايراني يساهم في تزويد الحزب بتلك الصواريخ.. اللافت للانتباه في هذا السياق، كما تشير اوساط نيابية بارزة هو توقيت الكشف الاسرائيلي عن هذه المعلومات، عشية زيارة بومبيو وعلى مسافة اسابيع من الانتخابات التشريعية الاسرائيلية المحددة في 9 نيسان المقبل، فهذا “التهويل” يأتي في ظل ملاحقة يتعرض لها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهم “فساد”، وهو استقطب حوله اليمين المتطرف، وقد ابلغ دبلوماسيون غربيون “زوارا” لبنانيين ان زيادة منسوب التوتر على الجبهة الشمالية قد يكون سلاحا يلجأ اليه نتنياهو لتعزيز حظوظه بالفوز، خصوصا انه يقدم نفسه “كقائد لمعركة إبعاد التهديد الايراني”، وفي هذه الاثناء يبدو مقلقا ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يراهن عليه ويدعمه للفوز في الانتخابات ويواصل منحه “الهدايا” قبيل الانتخابات،وآخر تقديماته اقدام وزارة الخارجية على شطب صفة “الأراضي المحتلة” عن هضبة الجولان والضفة الغربية للمرة الأولى منذ1967، والخشية الان ان يقوم ترامب باعتراف الولايات المتحدة الأميركية بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان خلال زيارة نتنياهو المرتقبة للولايات المتحدة نهاية الشهر الجاري.. وهذا ما سيزيد من رفع منسوب التوتر في المنطقة..
وفي هذا الاطار، ترى مصادر مقربة من حزب الله ضرورة الحذر في التعامل مع المرحلة المقبلة ليس فقط قبل الانتخابات الاسرائيلية وانما بعد صدور نتائجها لان كل المتنافسين هناك سيحاولون “ارضاء” الرئيس الاميركي الذي سيعمل على تمرير “صفقة القرن”، لكن في المقابل يجب على الموقف اللبناني ان يكون متماسكا ولا يخضع “للتهويل” الاميركي، لان الاسرائيليين محكومون ايضا بتوازن “الردع” القائم ويعرفون انهم غير قادرين على تجاوز “الخطوط الحمراء” التي فرضتها المقاومة على طول الجبهة، ولو كان نتانياهو متيقنا بانه اذا افتعل حرباً قادر على انجاز انتصار سريع فيها كان اقدم عليها، ولكنه يعرف انه سيغرق في “وحول” مواجهة ستغير هذه المرة وجه المنطقة، ولذلك احتمالات التصعيد منخفضة، وقد تكون غزة هي المرشحة لكي تكون “صندوقة” انتخابية لنتانياهو حيث يرى ان المخاطر هناك منخفضة اكثر، ولذلك فان كل الضجيج الذي يثار بين الفينة والاخرى جزء من “الدعاية” الانتخابية لا اكثر ولا اقل.. اما اذا اخطأت اسرائيل في حساباتها فسيكون الثمن باهظا هذه المرة..
النهار: لبنان ينتظر حجم الدعم الجديد بروكسيل 3 يتبنى “سيدر“
كتبت صحيفة “النهار” تقول: بدا واضحاً أمس ان المشاركة اللبنانية في مؤتمر بروكسيل – 3 حول سوريا والمنطقة قد نجحت في تخطي ما أريد له ان يشوش على فاعلية هذه المشاركة بما يخدم توجهات النظام السوري. ذلك ان كلمة رئيس الوزراء سعد الحريري أمام المؤتمر جاءت ترجمة للاتجاهات التي سبق له ان أكدها لجهة التزام البيان الوزاري بما يقفل الباب على المزايدات السياسية من جهة وتثبيت الموقف اللبناني الرسمي والحكومي أمام المجتمع الدولي من عودة النازحين السوريين الى بلادهم وحض هذا المجتمع على الوفاء بالتزاماته بدعم لبنان لتحمل أعباء النزوح السوري من جهة أخرى. ولم يتبلور بعد حجم المساعدات المالية التي سيخصصها المؤتمر للبنان والتي لا تعرف عادة بالتحديد الا بعد فترة، علماً ان لبنان طلب ما يناهز المليارين و900 مليون دولار، فيما بلغ مجموع ما خصصته الدول المانحة للنازحين واللاجئين السوريين للسنة الجارية سبعة مليارات دولار.
واتخذت الفقرة التي وردت عن لبنان في البيان الختامي للمؤتمر دلالات بارزة من حيث تشجيع الحكومة اللبنانية على التزام تعهداتها في مؤتمر “سيدر”. وجاء في هذه الفقرة: “رحب المؤتمر بالحكومة اللبنانية الجديدة بقيادة رئيس الوزراء سعد الحريري وأثنى على الجهود الكبيرة التي يبذلها لبنان لاستضافة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، بما في ذلك 951000 مسجل. بعد مؤتمر باريس الاقتصادي في نيسان 2018 للتنمية من خلال الإصلاحات ومع القطاع الخاص (CEDRE)، رحب بالزخم المتجدد للاضطلاع بالإصلاحات المؤسسية والاقتصادية والاجتماعية المتفق عليها وبدء عملية متابعة بطريقة شفافة، بالشراكة مع المجتمع المدني والقطاع الخاص، من أجل تحديد أولويات المشاريع الاستثمارية والإصلاحات. كرر المؤتمر دعمه لهذه العملية ومشاركته فيها من أجل استقرار وأمن لبنان. كرر الاتحاد الأوروبي التزامه متابعة مؤتمر روما في آذار 2018 حول “دعم قوات الأمن اللبنانية“”.
اللواء: إشتباك في بروكسل حول الإقامة المستدامة وتمويل فُرَص العمل! خلافات حول التعيينات والكهرباء قبل مجلس الوزراء.. وريفي ينسحب لمصلحة مرشحة “المستقبل“
كتبت صحيفة “اللواء” تقول: عشية الموعد “المتداول” لمجيء وزير الخارجية الأميركي إلى المنطقة مايك بومبيو ومن ضمنها زيارة إلى بيروت، يلتقي خلالها كبار المسؤولين في إطار جولة تحددت أهدافها بإبعاد النفوذ الإيراني، وفتح الطريق امام “صفقة القرن” أضيف همّ جديد إلى الهموم اللبنانية، هو ترقب الموقف بين إسرائيل وقطاع غزة، في ضوء إطلاق صواريخ على تل أبيب على الرغم من نفي حركة “حماس” مسؤوليتها عن هذا التطور..
الجمهورية: 7 مليارات دولار للنازحين.. وبكركي: لعودتهم وليس جمع الأموال
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: كالعادة تخصيص مليارات من الدولارات تحت عنوان مساعدة النازحين، ولا يصل منها سوى ملايين، هكذا كانت الحال في “بروكسل 1” ثم في “بروكسل 2″، وتكررت في مؤتمر “بروكسل 3″ أمس، وما عاد من النازحين الّا القلة، فيما تقررت 7 مليارات من الدولارات لـ”مساعدتهم” في لحظة سياسية ملتبسة، يخشى ان يكون هذا التمويل معها تمويلاً لعدم العودة، خصوصاً انّ فرنسا والمانيا صوّبتا على النظام السوري عبر سفيريهما في لبنان حيث اعتبرتا “انّ العائق الرئيسي (لعودة النازحين) هو الخوف والظلم في سوريا”، قبل أن تلتقيا مع موقف لبنان الذي عبّر عنه رئيس الحكومة سعد الحريري في بروكسل ودعا فيه الى “العودة الآمنة” لهؤلاء النازحين الى بلادهم.
بلغت مساهمات الوفد المشاركة في مؤتمر “دعم مستقبل سوريا والمنطقة” (بروكسل-3) الذي انعقد في مقر المفوضية الاوروبية في بروكسل، بمشاركة رؤساء حكومات ومسؤولين من 50 دولة ومنظمات دولية، نحو 7 مليارات دولار، على حد ما أعلن المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات خريستوس ستيليانيدس. واوضح مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، انّ المشاركين يتوقعون أن تشهد العملية السياسية في سوريا حلحلة في غضون الأشهر القليلة المقبلة، ممّا سيتيح “الشروع في العمل على إعادة إعمار البلاد وعودة اللاجئين“.
وجاءت المساهمة الابرز من ألمانيا بمبلغ 1,44 مليار يورو. وتعهدت الولايات المتحدة الاميركية تقديم 350 مليون يورو، بينما تعهدت المملكة المتحدة بمبلغ 464 مليون يورو. وخصّصت إيطاليا مبلغ 45 مليون يورو لسنة 2019 و45 مليون يورو لسنة 2020 وبلجيكا 24 مليون يورو، والنمسا 9 ملايين يورو. ومن جهته، خصّص الاتحاد الأوروبي ملياري يورو من الموازنة المشتركة.
وذكّرت مصادر لبنانية “انه في مؤتمر “بروكسل-1” عام 2017 تم تخصيص 5,6 مليارات دولار ومنها 3,47 مليارات دولار مبرمجة حتى سنة 2020. كذلك أقرّ “بروكسل-2” مبلغ 3,5 مليارات دولار للعام 2018 ومنها 2,7 مليار دولار لسنتي 2019 و2020. أما هذه السنة في “بروكسل-3” فقد خُصص مبلغ 7 مليارات دولار لسنة 2019 الجارية ومنها 2,37 مليار دولار حتى العام 2020“.
وقد حدد رئيس الحكومة سعد الحريري، في كلمة لبنان امام المؤتمر، الحاجات المطلوبة لملف النازحين، والتي تبلغ مليارين وتسعمئة مليون دولار لسنة 2019 اضافة الى زيادة الدعم بمئة مليون دولار للدول المضيفة، معتبراً أنّ “الحل الوحيد لأزمة النازحين السوريين هو العودة الآمنة إلى وطنهم وفقاً للقوانين والمعاهدات الدولية”، مجدداً التزام الحكومة “العمل مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على اي مبادرة عملية تضمن العودة الآمنة لهم بما في ذلك المبادرة الروسية”. واكد انه “لا يمكن لبنان ان يستمر في تحمّل الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المترتبة على استضافة مليون ونصف مليون نازح“.
وحذّر الحريري من “تزايد أثر أزمة النازحين السوريين على لبنان، ما يفاقم على المدى القصير التحديات الاقتصادية والاجتماعية، ويؤدي الى وضع العلاقة بين المجتمعات المضيفة واللاجئين في أجواء توتر شديد ويهدد استقرار لبنان”، داعياً المجتمع الدولي الى “العمل الى جانب لبنان وتكثيف الجهود لتقديم المساعدة الانسانية الحيوية للنازحين”. وأعلن أنّ “لبنان حافظ على الإلتزام الذي أعلنه في مؤتمر بروكسل الثاني، وذلك بفضل المجتمع الدولي والمؤسسات اللبنانية والمجتمع المدني“.
وقال الحريري إنّ “الحكومة تدرك ضرورة المضي قدماً في الإصلاحات لإحياء الاقتصاد وخلق الوظائف، وسيكون عليها اتخاذ قرارات صعبة لتخفيض الدين”، مشيراً الى انه “لن يكون هناك أي تمويل اضافي في موازنة 2019”. واضاف: “علينا أن نؤمّن التمويل المناسب لخطة لبنان للإستجابة للأزمة ونطلب 2.9 مليار دولار، ويجب ضمان الإستقرار للمشاريع طويلة الأمد“.
وعلى هامش المؤتمر قالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” انّ الحريري سيزور باريس في الساعات المقبلة، لكنها لم تُشِر الى احتمال تعريجه على الرياض في طريق عودته الى بيروت.