من الصحف البريطانية
قرار واشنطن دمج قنصليتها في القدس بسفارتها لدى إسرائيل وأثره على الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط علاوة على مطالبة الرئيس الفرنسي بإصلاحات في الاتحاد الأوروبي بعد أزمة البريكست وغيرها من الملفات تناولتها الصحف البريطانية الصادر اليوم.
نشرت صحيفة “آي” تقريرا للصحفي صامويل أوزبورن حول تداعيات قرار الإدارة الأمريكية دمج قنصليتها في القدس بسفارتها لدى إسرائيل.
ويقول أوزبورن إن السلطة الفلسطينية من جانبها اعتبرت هذا القرار بمثابة قطع للشك باليقين فواشنطن لم تعد راغبة في ترك أي مجال للشك في عدائها للفلسطينيين.
ويوضح أوزبورن أن القنصلية الأمريكية في القدس هي سفارة الامر الواقع للولايات المتحدة لدى الفلسطينيين وظلت قيد العمل لعشرات السنوات لكن القرار الامريكي الاخير سيجعلها مجرد إدارة صغيرة تعمل تحت سلطة السفارة الامريكية لدى إسرائيل في القدس.
ويضيف أوزبورن إن القرار الرمزي سيعطى سيطرة مطلقة على الاتصالات والعلاقات الامريكية بالفلسطينيين للسفير الامريكي لدى إسرائيل دافيد فريدمان، أحد اكبر مناصري إسرائيل وجامعي التبرعات لمستوطنات الضفة الغربية وأحد أشد منتقدي القيادات الفلسطينية.
وتنقل الصحيفة عن حنان عشراوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح تأكيدها ان قرار الدمج ليس قرارا إداريا بسيطا لكنه هجوم ديبلوماسي على الفلسطينيين وحقوقهم التاريخية وجر للدولة الأمريكية نحو أفعال الدول المارقة التي لاتحترم القانون الدولي.
ويوضح أوزبورن أن إدارة ترامب تعرضت لانتقادات واسعة في العالم العربي عام 2017 بعدما قرر ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لدولة إسرائيل ثم نقل سفارة بلاده لدى إسرائيل إلى القدس لاحقا.
نشرت الغارديان مقالا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في صفحة الرأي بعنوان “عزيزتي أوروبا، البريكست درس لنا جميعا والآن أن أوان التجديد“.
ويتوجه ماكرون بحديثه للأوروبيين جميعا قائلا إنها “فرصة عظيمة بالنسبة إليه أن يتحدث إلى الأوروبيين مباشرة ليس فقط من أجل الروابط التاريخية والثقافية المشتركة ولكن أيضا بسبب الوقت العصيب الذي نمر به“.
ويوضح ماكرون أن أوروبا ستشهد انتخابات حاسمة خلال الفترة المقبلة مطالبا الجميع بعدم منح الفرصة للقوميين وأحزابهم مضيفا أن أوروبا الموحدة لم تكن أمرا ضروريا بهذا الشكل منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
ويشير ماكرون إلى أن ملف البريكست أو خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي هو بمثابة القلب في هذه الأزمة حيث أنه يمثل واقع المشكلة التي فشلت اوروبا في مواجهتها كما فشلت في الاستجابة لرغبات مواطنيها في الحصول على حماية كافية في مواجهة أزمات العصر الحديث.
وعبر المقال يقترح ماكرون أن يتم إدخال تطويرات وتحديثات على بنية الاتحاد الأوروبي عبر التركيز على 3 محاور هي الدفاع عن الحريات العامة والتعبير عن الرأي علاوة على الدفاع عن القارة الاوروبية ككل وهويتها، وأخيرا استعادة روح التقدم حيث أن أوروبا ليست من قوى الدرجة الثانية على الساحة العالمية ولكنها قوة عظمى.
نشرت الفايننشال تايمز مقالا بعنوان “خان يسعى لتهدئة التوتر مع الهند“، قالت الصحيفة إنه عندما انتُخب عمران خان رئيسا لوزراء باكستان العام الماضي كان الغرب ينظر إليه على أنه لاعب كريكيت سابق دخل الساحة السياسية بهدف تأسيس نظام رفاهة في الدولة المسلمة رغم الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعانيها.
وتضيف الصحيفة أنه الأسبوع الماضي أوضح خان انه كسياسي يتمتع بأعصاب فولاذية وشخصية قوية تماما كما كان الحال عندما كان يلعب رياضة الكريكيت حيث يدير الأزمة الأعنف بين بلاده والهند بشكل مميز لإبعاد الخطر.
وتشير الصحيفة إلى أنه بعد الضربات التي وجهتها الهند إلى الأراضي الخاضعة لإدارة الحكومة الباكستانية والرد الباكستاني استنفر العالم بسبب الموقف المتأزم الذي يمكن أن يؤدي إلى حرب بين الجارتين النوويتين لكن خان قرر إعادة الطيار الهندي الأسير بعد إسقاط طائرته إلى بلاده كبادرة حسن نية.
وتقول الصحيفة إن هذه الخطوة أكسبت خان دعما كبيرا على الساحة الدولية وصفق له الجميع كما انها أبعدت شبح الاشتباك المباشر بشكل اوسع على الجبهة المشتركة بين الهند وباكستان وأظهرته على انه رجل دولة حكيم و عبرت عمليا عن صدقه عندما أكد غير مرة رغبته في تعزيز العلاقات بين بلاده و عدوها الأبرز.
وتنقل الصحيفة عن أشلي تيليس الديبلوماسي الامريكي السابق في باكستان قوله “ما تحتاجه باكستان هو إزالة النظرة المعتادة إليها على انها دولة متهورة وهذا ما فعله خان بشكل ممتاز“.
ويضيف تيليس الذي يعمل حاليا في مؤسسة كارنيغي الدولية للسلام ” لقد اثبت من رحم الأزمة أن التصعيد ليس على أوليات بلاده“.
وتشير الصحيفة إلى أن خان لايزال يواجه أزمة اقتصادية مستفحلة حيث تحتاج بلاده إلى صفقة إنقاذ مالية من صندوق النقد الدولي يبلغ حجمها 12 مليار دولار.