من الصحف الاميركية
تناولت الصحف الاميركية الصادرة اليوم تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون بأن الولايات المتحدة تسعى لإنشاء تحالف واسع تستطيع من خلاله تغيير السلطة في فنزويلا، وهو ما حذرت موسكو منه، مؤكدة رفضها القاطع لأي تدخل خارجي في شؤون الدول المستقلة ذات السيادة .
وقال بولتون “إننا نحاول حشد الدعم من أجل انتقال سلمي للسلطة من (الرئيس نيكولاس) مادورو إلى (زعيم المعارضة خوان) غوايدو الذي اعترفنا به رئيسا“، وأضاف “أود أن أرى ائتلافا واسعا يمكننا من خلاله تبديل مادورو، وتبديل النظام الفاسد كله، وهذا ما نحاول القيام به“.
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز إن الطبيب السعودي الأميركي وليد فتيحي المعتقل في السعودية منذ نحو 15 شهرا تعرض لتعذيب شديد، وإن ذلك من شأنه أن يهدد العلاقات السعودية الأميركية، وتابعت أن الطبيب الذي احتجز في البداية في فندق الريتز بالرياض مع عشرات آخرين، ما زال رهن الاعتقال منذ ذلك الوقت دون توجيه أي تهم رسمية له أو تقديمه للمحاكمة.
وذكرت الصحف إن إدارة الرئيس دونالد ترامب لديها خطة لبيع السعودية مفاعلاً نووياً يمكن استخدامه في إنتاج أسلحة نووية، وأشارت إلى أنّ جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأميركي بحث مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، البرنامج النووي للمملكة ودور أميركا في تقديم المساعدة في هذا المجال، وأشار الخبر إلى أنّ فكرة بيع مفاعل نووي للسعودية يقف وراءها مجموعة من المسؤولين بينهم مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين، وأنّ الخطة تقضي ببناء محطتين نوويتين مبدئيا، وبناء 40 مفاعلا في نهاية المطاف.
قال مايكل مكفول إن استراتيجيات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لنزع الأسلحة النووية من إيران وكوريا الشمالية تأتي بنتائج عكسية.
فمنذ سنوات، ظل الرئيس وإدارته يتقدّمون، في تناقض غير منطقي في دبلوماسيتهم النووية تجاه إيران وكوريا الشمالية، وفي كلتا الحالتين كان الهدف المعلن واحداً، هو “نزع السلاح النووي”، ومع ذلك فإن الاستراتيجيات المتبعة لتحقيق هذا الهدف فشلت، لأنها تتعارض تعارضاً تاماً تبعاً للبلد المعنيّ.
وأوضح الكاتب في مقال له بصحيفة واشنطن بوست أنه “ضمن مساعي ترامب لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي، اتبعت إدارته استراتيجية قوية للضغط والمواجهة، مع اعتقاد الكثيرين أن الهدف أبعد من منع إيران من الحصول على السلاح النووي، وأن الأمر يتعداه لتغيير النظام بالكامل“.
لكن فيما يتعلق بكوريا الشمالية -يضيف الكاتب- اتخذت إدارة ترامب استراتيجية المشاركة المكثّفة والمركّزة، فلم يسبق لأي رئيس أمريكي أن اجتمع مع زعيم كوري شمالي مثلما فعل ترامب، الذي التقى مرتين بنظيره كيم جونغ أون، وإلى الآن لم يحقق إلا القليل.
ويتابع الكاتب أنه خلال تفاوض إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، للتوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران، كان هناك العديد من الخلافات الأخرى خارج الطاولة، في وقت سعت إدارة ترامب لتحقيق عدة أهداف كانت ترى أن إدارة أوباما أهملتها، وذلك في إطار تحقيق أهداف أمنية أخرى.
ويعتقد الكاتب أن الاختلاف في التعامل الأمريكي مع كوريا الشمالية وإيران يعود لأسباب عدة، من بينها أن إيران تعدّ مصدراً للتوتر في علاقاتها مع الولايات المتحدة، على الرغم من أن إدارة ترامب لم تقدم أسباباً منطقية للانسحاب من الاتفاق النووي معها، في ظل غياب أي بديل آخر.
وفي ظل الضغط القاسي الذي تمارسه إدارة ترامب على إيران مقابل الخطاب الساحر والهادئ مع كوريا الشمالية، فإنه لا يبدو أن إدارة ترامب قادرة على تحقيق أي شيء في سعيها لمنع حصول إيران على السلاح النووي.
ففي كوريا الشمالية سيتعيّن على ترامب، من أجل نزع الأسلحة النووية، أن يدعم ديكتاتوراً لا يرحم ويرفع العقوبات الاقتصادية، ومن ثم فإن تغيير هذا النظام لا يبدو مطروحاً على أجندة إدارة ترامب، فتحسّن الوضع الاقتصادي سيعزز من قبضة هذا الديكتاتور (في إشارة إلى زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون).
أما في إيران -يضيف مكفول- فيبدو أن تغيير النظام هو الهدف الحقيقي من سياسة الضغط القاسية، وفي كلتا الحالتين لا يبدو أن الوقت يقف إلى جانب إدارة ترامب، ففي صيف 2020 سيبدأ ترامب حملته الانتخابية لإعادة انتخابه، غير أن استطلاعات الرأي تشير إلى تراجع شعبيته.
ويرى الكاتب أن ترامب سيحاول، إذا لم يحقق أي تقدم على صعيد السياسة الخارجية تجاه كوريا الشمالية وإيران، اتخاذ خطوات أكثر راديكالية، ومنها قيامه بشن حرب على طهران أو توقيع اتفاقية حتى لو لم تكن في السياق الذي يريده مع كوريا الشمالية.
ودعا الكاتب في ختام مقالته الكونغرس ووسائل الإعلام الأمريكية ومجتمع خبراء السياسة الخارجية وعامة الناس، أن يفعلوا كل ما في وسعهم للحد من احتمال حدوث أي سيناريو من هذين المذكورين.