ماكرون وادانة العداء للصهيونية
غالب قنديل
كشر الرئيس الفرنسي عن انيابه دفاعا عن الصهيونية والكيان الصهيوني خلال مشاركته في احتفال أقامه اللوبي الصهيوني الفرنسي “الكريف” وقد تضمنت كلمته اقرارا صريحا بأن تجريم العداء للسامية يقصد به تجريم العداء للصهيونية بالتمام والكمال وهو أول اعتراف غربي على هذا المستوى الرئاسي بتحايل ونفاق بشعين اعتمدا منذ عقود طويلة باعتماد تهمة اللاسامية في مواجهة أي عربي أو أوروبي يعادي الصهيونية أو يدين الكيان الاستعماري الصهيوني في فلسطين المحتلة .
انه التنطح الفرنسي لسن قوانين تحصن الصهيونية وتحمي الدولة العبرية من أي ادانة سياسية او أخلاقية او ثقافية رغم كثافة وبشاعة ما يرتكبه الصهاينة من جرائم ضد الانسانية في فلسطين ولبنان وسورية وكفى دليلا على الاجرام الصهيوني ما تكشف عبر جبهة الجولان المحتل عن احتضان الكيان الصهيوني لعصابات داعش والقاعدة وجماعة الخوذ البيضاء الاجرامية. القاعدة القانونية التي طرحها ماكرون مطبقة فعليا في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة منذ ثلاثين عاما وقد استهدفت على اساسها مؤسسات اعلامية وثقافية واعلاميون وكتاب من البلاد العربية ومن الغرب نفسه بينهم الفيلسوف روجيه غارودي عقابا على كتابه عن الخرافات الصهيونية الذي فضح مكنونات الخطاب الإستعماري الصهيوني المضلل.
ازاح ماكرون قناعا سميكا أخفيت عبره عملية احتيال وتزوير مارسها الغرب باستعمال مفهوم العداء للسامية بينما المقصود به العداء للصهيونية ولإسرائيل وهو مطبق في قلب العلاقات الفرنسية العربية حيث رفضت فرنسا اعادة النظر في عقوباتها ضد جميع قنوات المقاومة المناهضة للكيان الصهيوني وفي مقدمتها قناة المنار على سبيل المثال رغم وجود اتفاق تعاون بين مجلس الاعلام اللبناني والمجلس الاعلى الفرنسي للإعلام وقد اصطدمت جميع المحاولات اللبنانية برفض وصد شديدين مرات ومرات.
مع تعديلات ماكرون للقواعد القانونية بصورة أشد وقاحة لتحصين الصهيونية وكيانها العنصري الغاصب قد تشمل العقوبة على معاداة الصهيونية احزابا وشخصيات لبنانية عديدة.
انه انحياز فرنسي كلي الى العدو ويفترض وضع خطة شاملة لمواجهة هذا الانتقال الفرنسي السافر الى التطابق مع العنصرية الصهيونية بجميع انواع الضغوط.
ان لغة الاقتصاد هي لغة العصر الأشد بلاغة وفاعلية وبناء عليه ندعو دول وأطراف محور المقاومة لدراسة سبل التصدي لهذا الموقف الفرنسي العدائي الذي يستكمل الدور الاستعماري الفرنسي القذر في العدوان على سورية فقد انكشفت العدوانية الفرنسية بكلمات ماكرون وباتت مطابقة للعنصرية الصهيونية العدوانية ولا بد ان يبنى على هذا الشيء مقتضاه وللبحث تتمة.