من الصحافة الاسرائيلية
ابرزت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم استطلاعان للرأي العام الإسرائيلي يطهرا تراجعًا في التمثيل البرلماني لحزب “مناعة لإسرائيل”، بقيادة رئيس أركان الجيش الأسبق، بيني غانتس، في حين يعزز حزب العمل تمثيله في الكنيست، فيما بحافظ حزب الليكود الحاكم، بقيادة نتنياهو، على صدارة المشهد السياسي .
وبحسب استطلاع للقناة 12 الإسرائيلية، فإن الليكود يحصل على 30 مقعدا في انتخابات تجري اليوم، مقابل 18 مقعدا لـ”مناعة لإسرائيل” أي بتراجع ثلاثة مقاعد عن استطلاع القناة في الأسبوع الماضي، في حين يحصل “يش عتيد” برئاسة يائير لبيد، على 12 مقعدًا.
وأظهر الاستطلاع ارتفاعا في قوة حزب العمل، التي لم تتجاوز حاجز الـ8 مقاعد في مختلف الاستطلاعات السابقة، لتحصل على 10 مقاعد، فيما يحصل “اليمين الجديد” بقيادة وزير التعليم، نفتالي بينيت، على 7 مقاعد، ومثلها لـ”يهدوت هتوراه”، بقيادة نائب وزير الصحة، يعكوف ليتسمان، و7 مقاعد لقائمة برئاسة عضو الكنيست، أحمد طيبي.
أعرب ضبّاط إسرائيليّون كبار عن اعتقادهم أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد، أفيف كوخافي، يسعى إلى تثبيت سيطرة وحدة المظليّين على قيادة أركان الجيش، بحسب ما ذكرت صحيفة اسرائيل اليوم وأضافت الصحيفة تعليقًا على اختيار الجنرالين أمير قائدًا المنطقة الشماليّة في الجيش الإسرائيلي، وإيتي فيروف مشرفًا على الكليّات العسكريّة، المسؤولة عن تخريج الضّبّاط، أن ضباطًا في الجيش الإسرائيلي “يستصعبون التهرّب من الشعور أن ’البيريّات الحمراء’ (في إشارة إلى وحدة المظليين) لعبت دورًا مركزيًا في جولة التعيينات هذه“.
وأردفت الصحيفة “أثبت اليوم الماضي أن من يسيطر على الجيش هو وحدة المظليين”، وأوصت كوخافي بتبديد “همهمات” الضباط “عبر الأفعال لا الأقوال”، قائلةً إن “تجارب الماضي” تنبئ بأن سيطرة “رأي واحد من كتيبة واحدة على قيادة الأركان لا تقود إلى النجاح“.
كما ذكرت الصحيفة في افتتاحيّتها أن “جولة التعيين هذه لا تحمل بشائر كبيرة“.
وفي مقابل ذلك، أطرى المراسل العسكري للصحيفة، المحسوبة على اليمين الديني في إسرائيل، على اختيار قائد المنطقة الشمالية، يوآل ستريك، قائدًاللقوات البريّة في الجيش الإسرائيليّ، وعزت ذلك إلى أن عددًا غير قليل من الضباط رفضوا تولي قيادة القوات البريّة، بسبب “الضعف في مكانة المنصب والإدراك بأنه منصب ’ضائع’ لا يؤدي إلى أي ترقية لاحقًا في قيادة الأركان”، ودلّلت الصحيفة على ذلك بالقول إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، بيني غانتس، هو الشخص الوحيد خلال العقود الأخيرة الذي اختير من القوات البريّة لقيادة الأركان.
وافترضت الصحيفة أن يكون ستريك طلب تعهدًا من كوخافي أن يكون مرشحًا واقعيًا لمنصب النائب الثاني لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي.
بيّنت محاكاة أجراها معهد الأمن القومي الإسرائيلي أن إسرائيل غير جاهزة للتعامل مع تدخّل أجنبي محتمل للتأثير على نتائج انتخابات الكنيست المقبلة، بحسب ما ذكر موقع “واللا” الإثنين.
وشارك في المحاكاة مندوبون عن قسم السايبر في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) ومسؤولون كبار في مجلس الأمن الوطني والشبكة السيبرانيّة التابعين لرئاسة الحكومة الإسرائيليّة، ورئيس وحدة السايبر في الادعاء العام وممثلون عن جهاز القضاء الإسرائيلي، ومندوبون من شركتي جوجل وفيسبوك.
ومن بين السيناريوهات التي تمت محاكاتها: عمليّة قرصنة تقليديّة، مثل اختراق كافة أنظمة التشغيل في معاهد استطلاعات الرأي الإسرائيليّة، يستمرّ لأسابيع طويلة تقدّم المعاهد خلالها استطلاعات رأي تم التلاعب بها من قبال جهات خارجيّة.
وحاكت سيناريوهات أخرى احتمال استخدام إيران حسابات مزيّفة في مواقع التواصل الاجتماعي لنشر شائعات عن فلسطينيي الداخل قبل الانتخابات، أو لترويج شائعات أن المرجعيات الدينية الإسرائيليّة رفضت دفن جندي إسرائيلي من أصل روسي قتل في غزة، من قبل حسابات مزيّفة تديرها روسيا لحثّ الإسرائيليين من أصل سوفياتي على التظاهر ضد الأحزاب الدينية.
ويذكّر السيناريو الأخير بالتدخل الروسي المحتمل في انتخابات الرئاسة الأميركيّة عام 2016، وعمل خلاله مسؤولون روس على زيادة الاستقطاب في الساحة السياسيّة الإسرائيليّة ودفع الأميركيين لعدم الثقة في نظامهم السياسي.
ووفقًا لموقع “واللا”، فإن “المثير للقلق هو أن لا جهاز استخباراتيًا في إسرائيل مهمّته الأساسية هو تحديد وإحباط تدخل من هذا النوع”، أي “التأثير على الوعي”، في حين جزءًا من الأجسام الأمنيّة الإسرائيليّة تتجهّز بالأساس لعمليّات اختراق تقليديّة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التدخّل المحتمل لن يقتصر على دول أجنبيّة، إنما قد يكون مصدره أجسام وأحزاب إسرائيليّة عبر إنشاء حسابات وهميّة وإلهاب الصراعات ونشر أخبار كاذبة، علمًا بأنه لا وسائل قانونيّة للقضاء على هذه الظاهرة، إذ إن قوانين الاقتراع في إسرائيل لا تتطرّق للتجاوزات في الإنترنت.
والشهر الماضي، عبّر رئيس الشاباك، ناداف أرغمان، عن تخوفات أجهزة الأمن من تدخلات روسيّة من الممكن أن تؤثر على نتائج انتخابات الكنيست، وهو ما أثار موجةً من ردود الفعل في الأوساط السياسيّة الإسرائيليّة.
وأدت تصريحات أرغمان إلى إعلان لجنة الانتخابات المركزية في البلاد، في اليوم التالي، عن اتخاذ إجراءات وقائية وتوخي الحيطة والحذر بكل ما يتعلق في شبكات التواصل الاجتماعي خلال فترة الانتخابات.