قنديل: المعركة مستمرة لتحرير مزارع شبعا والفساد
رأى النائب السابق رئيس تحرير جريدة “البناء” ناصر قنديل، في محاضرة “لمناسبة ذكرى القادة الشهداء الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي والحاج عماد مغنية مع أربعينة انتصار الثورة الإسلامية في إيران”، بدعوة من “حزب الله”، أن “ما يجري على ساحتنا الداخلية لا يمكن فصله أو مقاربته خارج سياق ما يجري في محيطنا والمنطقة والمشهد الإقليمي والدولي، فلبنان بقواه المكونة محليا لا يمكن إلا أن يكون صداها هو نتاج لتوجهات ورؤى ترسم في الخارج، فالأطراف الذين يتشكل منهم النظام اللبناني على مدى عقود مضت، لم يكونوا مالكين لقرارهم، إذ استطيب اللبنانيون التسليم لنصف قرن للخارج، فالنيابات تصنع في الخارج والوزارات تشكل في السفارات، باستثناء ظاهرة المقاومة بعيدة من المزايدات السياسية، وكانت ظاهرة المقاومة أول ظاهرة ردت الاعتبار إلى السيادة اللبنانية والشعور بالوطن وبمفهوم الوطنية، وأعطت معنى للحرية والكرامة والعنفوان“.
ونوه بعلاقة “محور المقاومة الاستراتيجية مع سوريا وإيران والآن مع روسيا، وشدد على أن “مفهوم الاستقلال ولد مع المقاومة“.
وعن رفع الحظر السعودي عن لبنان، رأى أنه “حصل فقط بعد مجيء وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف وما سبقه من كلام للسيد حسن نصرالله عن العروضات الإيرانية ودعم لبنان بلا شروط، وبعد التجربة المريرة التي خاضوها في سوريا والعراق، وصلوا إلى يقين أن لا حل إلا المنافسة الإيجابية”. وأشار إلى أن “الانقسام لا يزال قائما على قضيتين أساسيتين هما سلاح المقاومة والعلاقة مع سوريا.
واعتبر أن “الانتصار الذي تحقق على يد الإمام الخميني العام 1979 كان نقطة تحول تاريخية في مسار البشرية”. وقال: “يوم أطلق الإمام الخميني شعاره الشهير “اليوم إيران وغدا فلسطين”، كان يعبر عن خطة وليس شعار، إذ بدون فلسطين يسقط إسلام الثورة“.
وتحدث عن التحول العربي إلى السعودية وعن تجربة المقاومة “وحشد أميركا 130 دولة للحرب على سوريا لكنها فشلت في حسم الحرب ووعدها بالنصر”، ولفت إلى أن “قوة محور المقاومة وانتصار المقاومة في سوريا وغيرها وصمود وثبات إيران وكلام السيد حسن نصرالله أسس لمعادلة سياسية أسست وبنى عليها الشارع الفلسطيني معنويا“.
وقال: “لا حرب كبرى داخليا ولا إقليميا، لأن من يملك القدرة على الحرب أي محور المقاومة، لا يريدها ويعرف كلفتها على شعبه وبلده، لكن إذا تجرأت إسرائيل على الحرب فمن المؤكد أنها ستدمر ومصيرها على بساط البحث وجوديا. وفي لبنان نحن أمام معركتين، مزارع شبعا ومزارع الفساد، والاثنين محميين بالمعادلة اللبنانية ذات امتداد إقليمي ودولي“.
وختم قنديل: “نحن اليوم أمام انتقال من الاستراتيجية الوطنية الدفاعية إلى الاستراتيجية الوطنية للتحرير، وبالتالي المعركة مستمرة لتحرير مزارع شبعا ومزارع الفساد، هي معركة شعبية سياسية شرط ألا نسمح بأن تذهب بالاتجاه الطائفي“.